25 يوليو 2004م – " التغيير"- عبده عايش : فازت النائبة الأمريكية السابقة سنثيا ماكيني في الانتخابات التمهيدية الاميركية التي أجريت في العشرين من يوليو الحالي في أوساط الحزب الديمقراطي بالدائرة الرابعة بولاية جورجيا للوقوف على مرشح الحزب الديمقراطي عن الدائرة المذكورة في انتخابات مجلس النواب الأمريكي القادمة والمقرر عقدها في نوفمبر 2004. وبفوز ماكيني بترشيح حزبها تكون قد قطعت شوطا هاما على سبيل استعادتها لمقعدها بمجلس النواب الأمريكي في شهر نوفمبر القادم بعد أن خسرته في انتخابات عام 2002 أمام مرشحة ديمقراطية غير معروفة لاقت مساندة كبيرة من اللوبي الموالي لإسرائيل والذي عارض ترشيح ماكيني بشكل جذب اهتمام الخبراء السياسيين عبر الولاياتالمتحدة. ويغلب على الناخبين بالدائرة الرابعة بجورجيا الانتماء للحزب الديمقراطي، ولذا يضمن مرشح الحزب الديمقراطي الفوز في الانتخابات العامة - والتي تقام في نوفمبر كل عامين - أمام مرشح الحزب الجمهوري، وذلك في حالة فوز المرشح الديمقراطي بترشيح حزبه، ولذا يجري الحزب الديمقراطي انتخابات تمهيدية في شهر يوليو من عام الانتخابات للوقوف على مرشحه المفضل. وقد حصد اللوبي الموالي لإسرائيل موارد مالية طائلة في انتخابات عام 2002 لدعم دينيس ماجيتي منافسة سنثيا ماكيني على ترشيح الحزب الديمقراطي بالدائرة الرابعة، إذ جمعت ماجيتي 2 مليون دولار تقريبا من التبرعات، وهو مبلغ مرتفع جدا مقارنة بمتوسط ما يجمعه عضو مجلس النواب الفائز في انتخابات نوفمبر 2002 التشريعية والذي يبلغ 900 ألف دولار في المتوسط. وقد عارض اللوبي الموالي لإسرائيل ترشيح سنثيا ماكيني بسبب موقفها المساند للشعب الفلسطيني وتصويتها بشكل متكرر في صالح الشعب الفلسطيني بالكونجرس. على صعيد متصل قام مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية ( كير) بتهنئة السيدة ماكيني على فوزها في انتخابات العشرين من يوليو التمهيدية، وقال المجلس في بيان أصدره بهذا الخصوص " نهنئ سنثيا ماكيني على فوزها الواسع في انتخابات يوم الثلاثاء الماضي التمهيدية، لقد برزت ماكيني خلال عملها السياسي كصديقة مستمرة للمسلمين الأمريكيين وكمناصرة قوية لقضايا المسلمين الهامة خاصة فيما يتعلق بنشر العدالة الاجتماعية والدفاع عن الحريات المدنية". وأضافت كير في بيانها قائلة "أن قيم ماكيني المتميزة انعكست بوضوح في التزامها المستمر بالدفاع عن قضايا المواطن الأمريكي العادي ومناداتها بسياسات أمريكية خارجية متوازنة". وجدير بالذكر أن اللوبي الموالي لإسرائيل فشل خلال العام الحالي في إسقاط النائب جيمس موران ممثل الحزب الديمقراطي على الدائرة الثامنة بولاية فيرجينيا خلال الانتخابات التمهيدية التي أجريت داخل الحزب الديمقراطي في شهر يونيو الماضي، وقد عارض اللوبي الموالي لإسرائيل ترشيح موران بسبب انتقادات وجهها النائب موران لدور اللوبي الموالي لإسرائيل في تأييد الحرب ضد العراق. على صعيد أخر لم يساند 72 نائبا أمريكا قرارا مرره مجلس النواب الأمريكي في الخامس عشر من يوليو الحالي وجه فيها انتقادات لمحكمة العدل الدولية بسبب موقفها المعارض لبناء الجدار الإسرائيلي. وقد عارض 45 نائبا القرار المذكور بشكل مباشر، وامتنع 13 عضوا عن التصويت رغم وجودهم في الجلسة، في حين لم يحضر 14 عضوا جلسة التصويت. ويقول علاء بيومي مدير الشؤون العربية بكير "وجود أمثال ماكيني وموران يمثل حافز للمسلمين والعرب الأمريكيين لبذل مزيد من الجهود للوصول لقطاعات أوسع من الشعب الأمريكي وتعريفها بقضاياهم"، وقال بيومي أن "استخدام اللوبي الموالي لإسرائيل لقوة المال والضغط السياسي ضد السياسيين المنادين بسياسة أمريكية حيادية ومتوازنة يعبر عن فقر موقف اللوبي الموالي لإسرائيل على المستوى الأخلاقي وعجزه عن تبرير مواقفه لعدد متزايد من السياسيين الأمريكيين وهو أمر سوف ينكشف للشعب الأمريكي عاجلا أو أجلا".