بيان صحفي صادر عن الصحافي منير الماوري في واشنطن 5 ديسمبر 2005م " التغيير" : تعليقا على ما نشرته صحيفة الشموع اليمنية في عنوان رئيسي بأحد أعدادها الأخيرة زجت فيه باسمي في قضية المدعو محمد العنسي المتورط في استدراج الشيخ محمد المؤيد إلى ألمانيا قبل تسليمه للولايات المتحدة، أود التأكيد للرأي العام اليمني والعربي أن السلطات اليمنية لم تكن بمنأى عن توريط الشيخ المؤيد ظلما بحكم أن العنسي يعمل في جهاز الأمن السياسي منذ بداية الثمانينات وكان مندوبا للجهاز في مطار صنعاء الدولي. ولم أجد كغيري أي تفسير لإقدام العميل العنسي على تزويد مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) بمعلومات كاذبة عن الشيخ المؤيد سوى أنه مدفوع من السلطات اليمنية في إطار سعيها الدءوب على التخلص من الخصوم السياسيين في تجمع الإصلاح المعارض وفي غيره، ولو عن طريق الزج بأسمائهم كذبا ضمن التعاون المزعوم مع الولاياتالمتحدة في الحرب الدائرة على الإرهاب. وأود هنا أن أحذر أن تعاونا من هذا النوع لن تكون نتيجته سوى الإيقاع بالمزيد من الأبرياء والتستر على الإرهابيين الحقيقيين الذين يتولون مناصب قيادية في مفاصل السلطة في اليمن، وسبق للرئيس اليمني أن أعلن رفضه للقبض عليهم حتى لو كانوا أمام بوابة قصر الرئاسة ، وهؤلاء الإرهابيين لن يظلوا أمام بوابة القصر بل سيكونون في داخله عما قريب إذا استمر التعامل معهم بمثل هذه الطريقة . وأنا لا أدعو السلطات اليمنية إيقاف تعاونها في مجال الحرب الدائرة على الإرهاب ولكني أدعو السلطات الأميركية أن تتحرى صحة المعلومات التي تصلها من الأنظمة الإرهابية لأن فساد هذه الأنظمة هو سبب رئيسي من أسباب الإرهاب، ولا يجوز أن نحارب الإرهاب بالإرهابيين ونكافح الفساد بالملوثين. ولقد حاولت من جانبي بحكم مهنتي الصحفية ووجودي في العاصمة الأميركية الإيضاح للصحافة الأميركية أن الشيخ المؤيد وقع ضحية وشايات كاذبة من ممثلين لسلطة فاسدة لا تهمها حقوق مواطنيها مطلقا، وأوضحت لصحيفة "نيويورك تايمز" أن العميل الذي أحرق نفسه لا حقا أمام البيت الأبيض صدرت بحقه أوامر اعتقال قضائية في اليمن على ذمة قضايا متعددة، ومع ذلك كان بإمكانه على الدوام بدعم من جهات أمنية تجاوز تلك الأوامر والسفر مرات متكررة من وإلى اليمن لتنفيذ مهمته القذرة، ولم يكن ذلك ليتم لولا وجود غطاء أمني يحميه. وإني أتساءل لماذا امتنعت السلطات اليمنية عن تنفيذ أوامر القبض على العميل العنسي في القضايا الأخرى المتهم بها في وقت تقوم فيه هذه السلطات باعتقال أي كاتب أو صحفي ينتقد ممارساتها لدى وصوله إلى أي منفذ حدودي في البلاد؟ أليس هذا دليل كاف على أن السلطات لا يهمها مكافحة الإرهاب بالقدر الذي يهمها عرقلة مسار الحرية والديمقراطية والشفافية ؟ وأود الإشارة إلى أني رغم علمي بحساسية قضية الشيخ المؤيد وخطورة التهمة التي يحاكم عليها إلا أني لم أتردد في التواصل مع كافة أطراف القضية ومساعدة الصحافة في كشف الجوانب المخفية في قضية الإيقاع به واثقا من أن القضاء الأميركي سينصفه رغم أن الحكومة اليمنية امتنعت عن مساعدته حتى في توكيل محامين يترافعون عنه، ومازال الشيخ المؤيد يعتمد في قضيته على دفاع محامين عينتهم المحكمة الأميركية. ويبدو أن التعاطف مع الحقيقة، والجهد الذي بذلته في كشف بعض الجوانب المخفية في قضية الشيخ المعتقل قد أثار السلطات اليمنية التي لا ترغب بتبرئته الأمر الذي جعلها تسلط تلك الصحيفة المتخلفة لسان حال المطبخ المتخلف لتذكير الرأي العام أن منير الماوري طالب في عام 2003 باحتلال العراق. والحقيقة أني لم أطالب في عام 2003 ولا قبلها باحتلال العراق بل تنبأت في أكتوبر عام 2002 بالأحداث التي وقعت لا حقا وطالبت وقتها الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أن يتخلى عن السلطة طوعا تجنيبا لبلاده وشعبه تبعات الغزو الخارجي، ولكن الرجل أبى واستكبر ورفض رأيا مماثلا من حكيم العرب الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومن وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ومن الشارع العربي ككل وكان النتيجة هي التي رأيناها جميعا والتي تتحسر صحيفة الشموع على حدوثها. وأحب أن أذكر صحيفة الشموع والمطبخ المتخلف الذي يقف وراءها أن المطبخ ذاته الذي يتباكى على السجين صدام حسين علنا كان يحث السلطات الأميركية سرا ويستعجلها على إسقاط صدام حسين لتخليص العرب من شره. كما أن المطبخ ذاته الذي يدافع في العلن عن حركة حماس والجهاد يعمل منذ بداية عهد الرئيس الأميركي رونالد ريجان على تزويد المخابرات الأميركية بكل المعلومات المطلوبة منه وغير المطلوبة عن قيادات حماس والجهاد، ولا يستبعد أن يكون رموز المطبخ إياه مدرجين في سجل الرواتب بالمخابرات الأميركية و إلا لما بقوا في السلطة طوال هذه المدة. وأنا هنا لا أدافع عن حماس والجهاد ولا أنتمي فكريا إلى المدرسة التي تمثلها أي من الحركتين والعكس هو الصحيح ومع ذلك فإني أعتبر أن إدانة الشيخ المؤيد بتهمة دعم حركة حماس سيفتح الطريق أمام الجيش الأميركي لاعتقال الحكومة اليمنية كلها للتهمة نفسها التي لم تنكرها هذه الحكومة، وستثبت الأيام صحة هذا التنبؤ، ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها. منير الماوري صحفي يمني أميركي واشنطن – ديسمبر 2004 0017032013704