" التغيير " ينشر نص كلمة المؤتمر الوطني لشعب الجنوب المقدمة لمؤتمر الحوار بصنعاء : بسم الله الرحمن الرحيم الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس مؤتمر الحوار الوطني .. الأخ رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة .. معالي السيد د. نبيل العربي الأمين العام لجامعه الدول العربية معالي السيد / د. عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي .. معالي السيد / جمال بن عمر ممثل الأمين العام والمبعوث الدولي للأمم المتحدة .. سعادة السفراء للدول الشقيقة و الصديقة .. السيدات و السادة الضيوف المشاركات و المشاركون في أعمال مؤتمر الحوار الوطني.. أسعدتم صباحاً ..... اليوم و في هذه اللحظة التاريخية الفارقة, و في هذه القاعة التي تضم في جنباتها أطيافاً متعددة من القوى السياسية و الجماهيرية و الشباب و المرأة المناضلة و من الفعاليات الدولية التي عقدت العزم لتنهض كلها و عبر جهودها المخلصة الصادقة لتسهم بكل ما هو صادق وأمين و ممكن في تفكيك الأزمات الطاحنة التي تمر بها البلاد و التي تلقي بظلالها الشائكة والخانقة على الواقع المعقد في عموم الساحة اليمنية عموماً و الجنوب تحديداً, الجنوب الذي يتطلع شعبه شباباً و نساءاً و أطفالاً و شيوخاً لهذا المحفل الدولي ليجد فيه مدخلاً حقيقياً لمعالجة قضية شعب الجنوب التي تحتل أبعاداً ومضامين تاريخية وسياسية وحقوقية, تختلف و تتغاير بالمطلق مع باقي الملفات التي يتضمنها مشروع جدول أعمال المؤتمر. السيدات .. و الساده .. إنها مناسبة طيبة, ونحن نشارك معكم أعمال هذا المؤتمر لنسجل معكم بكل وضوح كامل ومعبر عن تطلعات أبناء شعب الجنوب, وهم يتطلعون عن لحظة تاريخية تعيد ترسيم حدود اللامعقول الذي خيم على حياتهم و أفقدهم توازنهم المشروع للحياة الحرة الكريمة تحت مظلة دولة حقيقية لا تنتج الحروب و الدمار و الإقصاء و التهميش, حياة يظللها القانون والعداله الإجتماعيه و المساواة, ومشروعية العمل البناء في تثبيت حق شعب الجنوب بالحرية وحق تقرير المصير وإستعادة الدوله الحرة.. لقد إنتظر أبناء الجنوب هذه اللحظة الفارقه في التاريخ ليخاطبوا المجتمع الدولي الذي لم يدرك المعاني الحقيقية التي تضمنها مشروع حراكه السلمي المنبثق من قلب المعاناة منذ يوم 7يوليو2007م .. أن نضالنا السلمي الشعبي جاء تعبيراً عن الرفض المطلق لطبيعة النظام الذي إستباح أرض وثروات الجنوب وحقوقه المتكاملة, ذلك الجنوب الذي دخل العملية التاريخية للتغيير راغباً ومدافعاً عن مشروع الوحدة السياسية لليمن الواحد بمضامينها الإنسانية مقدماً دولته خدمة لهذا الهدف .. إلا أن حرب صيف 1994م أنهت الوحده وقضت على مشروعها الوطني و حولت الجنوب إلى أرض مستباحه .. لخيراته وثرواته و يعامل شعبه معاملة دونية يرفضها ولايرتضيها كل حر شريف, وهو مادفع أبناء الجنوب للتصدي ضمن عمل سلمي أسطوري, في مواجهة الظلم والطغيان الإقصاء و التهميش للدفاع عن هويته و إنتمائه ونيل حريته وحقه في تقرير المصير وإستعادة دولته المستقله.. السيدات و السادة ... ونحن نشارك في أعمال هذا المؤتمر الأممي الذي قامت الأممالمتحدة بالإعداد و الرعاية له إسهاماً منها في تهيئة مناخات الحوار الجاد والمسئول بين طرفي المعادلة السياسية في القضية الجنوبية بين الجنوب والشمال, كونها القضية والمدخل الرئيسي لبقية المواضيع القائمة في مشروع جدول أعمال هذا المؤتمر. وكما يعلم الجميع أن اللجنة الفنية التي أعدت مشروع النظام الداخلي, لم نشارك فيها لأسباب تعلمونها جيداً.. ولهذا فإن هناك العديد من المواد تحتاج إلى الأخذ بوجهة نظرنا خاصه و ان لدينا تعديلات من شأنها أن تسهم بنجاح أعمالنا وبشفافية واضحه, و لعل تركيز الآلية التنفيذية وقراري مجلس الأمن (2014) و (2051) اللتان قد أكدتا على ان القضية الجنوبية تحتل أولوية لكونها مدخلاً لبقية القضايا, وأن حلها الحل العادل الذي يرضي شعب الجنوب يمثل المرتكز الأساسي للأمن و الإستقرار في المنطقة, ولهذا فإننا نأمل أن ينعكس ذلك من خلال منح فريق مسار القضية الجنوبية وطرفي النزاع في القضية الجنوبية وهما –الجنوب والشمال- الفرصه للتوصل إلى الصيغه المثلى التي تخدم مصالح الطرفين بدرجة رئيسية و المنطقة عموماً من خلال منحهما الفتره الزمنية المناسبة, و في تقديرنا لاتقل عن شهر واحد قبل البدء في تناول موضوعات مؤتمر الحوار الأخرى. كما أن اللجنة الفنية في مشروع النظام الداخلي قد إستوعبت خصوصية القضية الجنوبية و ممثلها الحراك الشعبي السلمي الجنوبي من خلال الإجراءات و التدابير لعقد الحوار بين الطرفين خارج اليمن, وهذا يمنح القضية الجنوبية الثقه و المشروعية بجدية المسار الذي يؤمن به الحراك السلمي الشعبي الجنوبي .. كما تعلمون فإن الجنوب تعرض لحرب ظالمة صيف 1994م, أدت إلى تدمير ونهب كل مقومات دولة الجنوب, مما يتطلب من الأطراف المسئولة عن ذلك. أمام المجتمع الدولي والإقليمي و مؤتمر الحوار الوطني, الإيفاء بالمتطلبات والبيانات التي تؤمن نجاح عملية الحوار اللاحق للقضية الجنوبية. ومشاركتنا هذه تأتي تلبية لدعوة الشرعية الدولية وتحت إشراف ومراقبة وضمانات الأممالمتحده و الرعاة الإقليميين و الدوليين, إنما يعزز موقع وموقف المتحاورين من إنجاز العمل بما يخدم المصالح المشتركة وهو نهج قد ألزمنا أنفسنا به. السيدات و الساده .. إن الحراك السلمي الجنوبي وهو يشارك في مؤتمر الحوار يأمل من المشاركين الأخرين إدراك حقائق مايجري على الأرض من حراك شعبي سلمي يعبر يومياً وبصوت عالٍ أن القضية الجنويبة قضية سياسية عادله, ونضالات شعب الجنوب المشروعه التي لن تألوا جهداً في النضال السلمي نحو الحرية و تحقيق تطلعات شعب الجنوب. الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس مؤتمر الحوار الوطني السيد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر السيد د. نبيل العربي الأمين العام لجامعه الدول العربية السيد د. عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي السيدات و السادة أعضاء المؤتمر .. ختاماً إننا إذ نشارك في أعمال هذا المؤتمر إنما نتطلع كما يتطلع أبناء شعب الجنوب المرابطون في كل مدن وقرى وساحات الجنوب وبلدان الشتات الى النتائج التي من خلالها يتحقق لشعب الجنوب حقه في تقرير المصير و إستعادة دولته, عبر كافة الوسائل السلمية, التي تكفلها مواثيق الأممالمتحدة و المجتمع الدولي كما نؤكد بأهمية دفع المجتمع الدولي للمتحاورين من أشقائنا في الشمال إستيعاب كافة الكوارث التي لحقت بالجنوب التي أقصت وهمشت شعباً بكامله ونهب ثرواته من خلال عقلية متخلفه لاتؤمن و لاتعرف مبادئ و معاني الشراكة, وليس أمامها سوى مصالحها الذاتية و تتمثل بالنظام السابق الذي أستعمر الجنوب منذ حرب 1994م مع شركائه وحلفائه والتي تتنافى مع كل القوانين الوضعية والشرائع السماوية .. وفي الأخير نأمل لهذا المؤتمر أن يخرج بالنتائج المنشودة لشعب الجنوب ونتطلع إلى ذلك الدور الناضج و المسئول للإراده الدولية و الإقليمية العادلة.