على إثر استقالته من المؤتمر الشعبي العام لأسباب قال إنها تتعلق بتحول الرئيس السابق علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام؛ الذي وصفه في نص استقالته بانه خان الوحدة وعاد من الرياض منتقما على الشعب اليمني وصار يفكر بخيار شمشون ويريد أن يهدم المعبد على من فيه، وفور هذه الاستقالة المبررة اتخذ الرئيس السابق قرارا تنظيميا باستبدال الشخصية الوطنية البارزة واول وزير للتربية والتعليم بعد الوحدة المباركة، والقيادي في المؤتمر الشعبي العام محمد عبدالله الجائفي من الحوار الوطني بأحد الكوادر الطارئة على المؤتمر؛ ليدق بذلك آخر مسمار في علاقة الجائفي بعلي عبدالله صالح وبحزب المؤتمر الشعبي العام. محمد عبدالله الجائفي القيادي المؤتمري المعروف منذ تأسيس المؤتمر الشعبي العام مطلع ثمانينيات القرن الماضي، والذي استقال مؤخرا من هذا الحزب، كان معروف عنه قربه الشديد من الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي كان يعتمد عليه في كثير من الأمور التنظيمية، بل كان يدعوه لحضور جلسات اللجنة العامة رغم أنه كان قد خرج منها في وقت سابق.. صحيفة "إيلاف" الأسبوعية زارت الجائفي إلى منزله، وفتحت معه علاقته مع المؤتمر الشعبي العام وسبب استقالته الأخيرة واستبداله بآخر في مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. فتح لنا مكنون مايحمله من ضيق بالنظام السابق وممارساته غير السوية في حكم البلاد طيلة الفترة الماضية، كما تحدث عن السبعة الذين وصفهم ب"عاقري ناقة صالح البُغاة" والذين وصفهم بأنهم يتفردون هم وصالح بالقرار داخل المؤتمر الشعبي العام ويهمشون قيادات المؤتمر الحقيقية. كما تطرق الحوار إلى موضوع الفيدرالية التي تبناها المؤتمر الشعبي العام في رؤيته الأخيرة المقدمة للحوار الوطني، والتي كانت السبب المباشر لخروج الجائفي من المؤتمر وتقديم استقالته منه، حيث وصفها بالفيروس "اللعين الماسوني"..!! وأوضح الجائفي وهو عضو مجلس الشورى؛ في هذا الحوار أن علاقة الرئيس هادي بعلي عبدالله صالح ليست على مايرام، وأن مستقبل المؤتمر الشعبي العام يسير إلى الهلاك في ظل علي صالح وزبانيته السبعة العتاولة حد وصفه.. تفاصيل أوفى في ثنايا الحوار التالي: -------- * مرحبا بك.. قبل أيام تم استبدالك في مؤتمر الحوار الوطني بالدكتور عادل شجاع الدين، هل جاء هذا القرار بناءً على مواقفك الأخيرة ضد رئيس المؤتمر علي عبدالله صالح؟ - مرحبا بكم.. كما تعرف قدمتُ استقالتي من المؤتمر الشعبي العام وأعلنت هذه الاستقالة في الإعلام وصرحت فيها التصريح الذي أعلنت فيه أن علي عبدالله صالح خان الوحدة وأنه تقدم إلى مؤتمر الحوار الوطني برؤية غير وطنية ولاتمت بأي صلة لثوابت ومبادئ وأهداف المؤتمر الشعبي العام. * ماذا تتضمن هذه الرؤية؟ - تتضمن الرؤية الجديدة لعلي عبدالله صالح وشلته (عاقري ناقة صالح البغاة): فسخ وحدة ال22 من مايو.. * "مقاطعا" وماذا كنت تريد انت كعضو في المؤتمر؟ - المؤتمر الشعبي العام كان أعد رؤية وطنية خلال الفترة الماضية تتفق مع ثوابته وأهدافه وتنسجم مع رؤانا وتطلعاتنا كقوى وطنية. * من الذي أعدها ومتى حدث هذا؟ - أعدتها لجنة مختصة داخل المؤتمر الشعبي العام وشارك فيها أكاديميين من أعضاء المؤتمر في جامعة صنعاء. وأعدوا هذه الرؤية الوطنية لشكل الدولة.. هذه الرؤية تتضمن الحفاظ على الوحدة الاندماجية الأولى؛ لكن مع إدخال تعديلات أو إصلاحات جذرية على نظام الإدارة المحلية. * كيف ستكون هذه الإصلاحات؟ - كانت الإصلاحات الجذرية تتضمن: إتباع نظام لامركزي مالي وإداري وتنفيذي تحت مسمى الحكم المحلي كامل الصلاحيات على مستوى المحافظات، وأيضا هذه الرؤية تتضمن الأخذ بالنظام البرلماني كما تضمنت الأخذ بنظام القائمة النسبية. * وهل اقرت هذه الرؤية؟ - هذه الرؤية عُرضت على اللجنة العامة قبل سفر علي عبدالله صالح الاخير إلى الرياض. * تقصد اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام؟ - نعم، قبل سفر علي عبدالله صالح إلى الرياض تم عرضها وناقشتها اللجنة وقدمت بعض الملاحظات من بعض أعضاء اللجنة وأنا كنت موجود في الاجتماع. وفي آخر الاجتماع تشكلت لجنة برئاسة الدكتور يحيى الشعيبي وعضوية آخرين، ليعيدوا النظر في هذه الرؤية ويأخذوا بملاحظات أعضاء اللجنة حولها. * هل كان علي عبدالله صالح مقتنع بهذه الرؤية؟ - كان مقتنعا بها، بل انه قبل سفره إلى الرياض عمل مقابلة في قناة روسيا اليوم، وعندما سُئل عن الفيدرالية قال: هذه فسخ لوحدة 22 مايو، وأنه ضد الفيدرالية وأنه لايمكن القبول بها. وهو تحدث باعتباره رئيسا للمؤتمر الشعبي العام. وقال إن هذه ضد توجه المؤتمر ومبادئه وثوابته الوطنية.. * "مقاطعا" معنى هذا انه كان ضدها؟ - نعم.. نطق بلسانه قبل أن يذهب إلى الرياض بما يؤكد أنه ضد الفيدرالية. * إذن ما الذي حدث؟ - شُكلت هذه اللجنة وذهب علي صالح إلى الرياض وحدث وهو في الرياض أن تم إقالة ابنه أحمد من آخر منصب عسكري (قائد الحرس الجمهوري)، واثناء بقائه في الرياض طُلب من الدكتور يحيى الشعيبي في مؤتمر الحوار الوطني أن يقدم رؤية المؤتمر الشعبي العام في شكل الدولة باعتبار أنه عضو في فريق بناء الدولة ورئيس فريق المؤتمر في الفرق التسع. طبعا كان الإرياني أيضا مسافر وبن دغر مسافر وبعض أعضاء اللجنة الدائمة أيضا، فأخذ الدكتور يحيى الشعيبي برأي بقية أعضاء اللجنة العامة الموجودين وقال لهم الآن مطلوب منا أن نقدم الرؤية والرؤية التي تكلمنا عليها في الاجتماع السابق قد أدخلنا عليها بعض التعديلات البسيطة وفقا لرأيكم، أرجو منكم أن توافقوا على تقديمها، قالوا هي الرؤية نفسها؟ قال هي نفسها.. * وتم تقديمها في مؤتمر الحوار الوطني؟ - نعم.. قدمها في المؤتمر لفريق بناء الدولة، ووزعت وبدؤوا يدرسوها. * هل تم قراءة هذه الرؤية بشكل رسمي في قاعة لجنة بناء الدولة كما يتم حاليا في اللجان، أم أنه تم توزيعها على الحضور بدون قراءتها رسميا على فريق بناء الدولة؟ - أنا كما عرفت أنهم وزعوها وقد كانوا بدؤوا يدرسوها... *"مقاطعا".. سألت أحد أعضاء المؤتمر الشعبي العام في فريق بناء الدولة بهذا الخصوص، فقال أنه لم يتم تغيير الرؤية، ولايوجد إلا الرؤية الأخيرة التي تقدموا بها؟ - بإمكانك أن تأخذ رأي آخرين غير الذين ينطقون باسم علي عبدالله صالح.. من أي شخص في فريق بناء الدولة، قل لهم: هل وزعوا عليكم رؤية؟ سيقولوا لك: أنه تم توزيعها.. على العموم علي عبدالله صالح رجع من الرياض ناقما وحاقدا على اليمن وعلى وحدة اليمن بشكل عام.. * سبب نقمة صالح * كل هذا بسبب تغيير ابنه من الحرس الجمهوري؟ - نعم.. طرأ عليه هذا التغير بعد تغيير ابنه من آخر موقع عسكري كان فيه. * هل كان يعلم أنه سيتم تغيير أحمد علي من موقعه قبل سفره إلى الرياض، أم أن القرار جاء مفاجئا؟ - القرار جاء مفاجئا وصاعقا، ولم يقدر علي عبدالله صالح أن يتحمل آثار هذا القرار. كان عنده بصيص أمل أن ابنه ممكن يظل في هذا الموقع وكان يهيئه لوراثة السلطة، وكان يرى انه من خلال هذا الموقع ربما يتمكن من استعادة السلطة بعد انتهاء الفترة الانتقالية، ولكنه شعر بالإفلاس بعد صدور هذا القرار فعاد ناقما حاقدا على اليمن. حيث وصل ودعا لاجتماع لجنة عامة من جديد، وأنا حضرت معهم. * حضرته بصفتك ماذا؟ - عضو لجنة عامة. * لكنه جاء في تصريح لمصدر في المؤتمر الشعبي العام يقول ان محمد عبدالله الجائفي ليس عضوا في اللجنة إنما كان يحضر بدعوات خاصة من الرئيس صالح؟ - "يضحك".. على العموم أنا مؤسس في المؤتمر الشعبي العام، وأنا من أسس معهد الميثاق، وكنتُ عضو لجنة الحوار التي تم تأسيسها عام 79م والتي أنزلت الميثاق الوطني. وأنا ممن شارك في صياغة الميثاق الوطني، وأنا عضو لجنة دائمة منذ عام 82 ثم صعدت إلى اللجنة العام في 94م ثم استقلتُ منها وذهبت الى تركيا، وفي الفترة الأخيرة طلب مني علي عبدالله صالح أن أحضر اجتماعات اللجنة العامة كلها، واللجنة العامة لا تساوي بالنسبة لي شيء. * طيب أيش الذي حصل في الاجتماع؟ - حضرتُ أنا في الاجتماع الأخير وظهر أن علي عبدالله صالح قد خلس جلده كاملا كما يفعل الثعبان عندما يغير جلده، وعندما حضر وافتتح الاجتماع بدأ يسأل الدكتور الشعيبي ويقول له: لماذا تقدم رؤية بناء الدولة إلى مؤتمر الحوار؟. *"مقاطعا".. علي صالح لم يكن يريد تقديم الرؤية الأولى، ألم يتفقوا عليها أصلاً قبل سفره إلى الرياض؟ - قلت لك.. الرجل عاد وفي رأسه يضمر الحقد للشعب اليمني ويضمر الحقد للوحدة، وجاء يريد فسخ الوحدة. * ماذا كان رد الدكتور الشعيبي؟ - الدكتور الشعبيي قال أنا قدمت لكم هذه الرؤية قبل سفرك وناقشتموها، واقريتوا أن أرأس لجنة لإعادة النظر فيها، واعتبرت أن هذا تفويضا منكم لتقديمها لمؤتمر الحوار، لكن علي صالح صرخ في وجهه وقال له أبداً، لايحق لك تقديمها، وحينها طلبتُ الكلمة وقلت له: يا رئيس المؤتمر لماذا تحاكم يحيى الشعيبي؟ يحيى الشعيبي عنده حق ونحن فهمنا أنه تفويض لهذه اللجنة كما فهم هو، وبالتالي ما قُدم لمؤتمر الحوار قد قُدم ولايمكن أن تسحبوه. وهذه الرؤية في إطار الثوابت ومبادئ وأهداف المؤتمر الشعبي العام، وإذا كان عندك حيل والآخرين عندهم حيل، فلا يزال هناك مواضيع كثيرة داخل مؤتمر الحوار الوطني بحاجة إلى إعداد، شدوا حيلكم وجهزوها في أوقاتها المناسبة، وجلست.. بعدها تكلم علي صالح وقال عندي رؤية جديدة: دولة اتحادية فيدرالية، أقاليم، حكومات محلية مستقلة، شرطة محلية.. الخ، أتى بكل ماكان يعارضه في السابق ويتبنى مواقف ضدها. *يعني رؤية مختلفة تماما؟ - تماما وخارج نطاق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن وخارج سقف الوحدة. * هل كان لأحد داخل المؤتمر تأثير على علي عبدالله صالح في اتخاذ هذا القرار؟ - هم السبعة "عاقري ناقة صالح البغاة" الذين استفرد معهم بقرار المؤتمر وهمشوا قيادات المؤتمر الشعبي كلها بما فيها اللجنة العامة واللجنة الدائمة والهيئة الشوروية والهيئة البرلمانية والهيئة الوزارية. * سبعة بغاة عقروا الناقة * هل تستطيع أن تفصح عن هؤلاء السبعة أو بعضا منهم؟ - يكفي في هذه المرحلة أن أسميهم عددا، وهم يعرفون أنفسهم ويعرفهم أعضاء اللجنة العامة وأعضاء المؤتمر الشعبي العام وحتى معظم الناس. فدعنا نخرج من التسمية. * إذن السبعة الذي أشاروا عليه في الرؤية الجديدة؟ - أعدوا هذه الرؤية وسلموها له، وجاءوا بها جاهزة، وتبناها وأعلنها على اللجنة العامة وفرضها على اللجنة العامة. * كيف تم فرضها؟ - قال هذه رؤيتي ويجب أن تتبنوها، وكما تعرف مع السبعة حقه زبانيته السبعة، أيدوه وطلبوا الكلام تباعا. * والبقية؟ - اعترض ثلاثة.. قالوا هذا خطأ كبير، ثلاثة إلى جانبي طبعا.. وبقية أعضاء اللجنة العامة ضلوا صامتين. * هل اعترض الدكتور الشعيبي؟ - الدكتور الشعيبي كما قلت لك، قال له والله أنا فهمت هكذا أنكم فوضتموني مع اللجنة لتقديم الرؤية السابقة.. وعلى العموم أنتم أصحاب القرار.. هو لم يعترض وكما تعرف الدكتور الشعيبي إنسان وديع ومحترم ووطني ووحدوي لاغبار عليه. * لكن الدكتور الشعيبي قال في تصريح له بعد تقديم الرؤية الأخيرة إن رؤية المؤتمر الشعبي لعام كانت متقدمة في هوية النظام وشكل الدولة ونظام الحكم؟ - خلي هذا الكلام اللي قاله الدكتور الشعيبي أخيرا.. أنا أقول لك صادقا ماذا حدث بالضبط؛ ويعرف الدكتور الشعيبي ويعرفه أعضاء اللجنة العامة أن كل كلمة أقولها صادقة مائة بالمائة.. اما كون الدكتور الشعيبي اضطر أن يجاري علي عبدالله صالح وأن يمشي مع التيار الجديد فأنا أعذره "الشعيبي" فهو رجل لايحب الصدام ولايحب الخصام. يقول لك مادام علي صالح وزبانيته السبعة العتاولة قد تبنوا هذه الرؤية فما بمقدوري أن أصنع. * ماهي قناعات أغلب قيادة المؤتمر الشعبي العام، أين ذهبت اللجنة العامة وأعضاء المؤتمر من كل ما يجري في المؤتمر؟ - كما قلت لك بقية أعضاء اللجنة كالأطرش في الزفة، ومن يسيرون وفق القول المأثور، معاهم معاهم، عليهم عليهم. * يعني سبعة أشخاص فقط حاليا يديرون المؤتمر؟ - نعم ويختطفون قرارات المؤتمر، ويهمشون قياداته.. بالله عليك قرار مثل هذا يمثل خروجا صارخا على مبادئ وأهداف المؤتمر الشعبي العام وينسف كل أسس المؤتمر الشعبي العام ومبادئه ومواقفه السابقة.. هل يجب أن يتخذ قرار كهذا من قبل سبعة اعضاء فقط!!، كان يجب أن يعرض هذا القرار على الهيئات القيادية كلها، الهيئة البرلمانية والوزارية وكل الهيئات، حتى لو تطلب الأمر الدعوة إلى مؤتمر عام، فهذا يمثل خروجا عن المبادرة الخليجية وعن سقف الوحدة. * انت ترى ان الرؤية السابقة التي تم توزيعها كانت افضل؟ - نعم.. الرؤية السابقة التي أعدتها اللجنة العامة رؤية سياسية تم صياغتها تحت سقف الوحدة، وفي إطار مبادئ المؤتمر الشعبي العام وفي إطار المبادرة الخليجية.. اللجنة العامة مخولة أن تبت فيها لأنها في إطار ما هو قائم وسائد ولا تمثل خروجا، أما هذه الرؤية الأخيرة فما كان لعلي عبدالله صالح وزبانيته السبعة عاقري ناقة صالح البغاة، أن يتخذوا هذا القرار: فسخ وحدة 22 مايو. * كيف فسخ الوحدة؟ - من المتطلبات الاولى والأساسية للفيدرالية أن تفسخ أولا وحدة 22 مايو الاندماجية. ثم نريد اتحادا من نوع آخر، وإذا ما فسخت وحدة 22 مايو فعلى اليمن السلام. * لكن يبدو أن القوى السياسية كلها تتجه نحو الفيدرالية والاتحادية ويبرروا أنها شكل من أشكال الوحدة؟ - ياأخي لاتصدق من يقول هذا.. هؤلاء أناس يعتقدون أنه تغيير سطرين في الدستور، وتغيير شكل الدولة ستحل المشكلة، ولايعرفون أنهم سيفتحون أبواب جهنم على الشعب اليمني وسيعيد اليمن إلى التشطير والتمزق وإلى سفك الدماء. لأن وحدة 22 مايو تحققت في ظرف تأريخي لن يتكرر. * لكن هناك حديث عن أن الوحدة الاندماجية فشلت، ويجب البحث عن شكل آخر أو صيغة أخرى في إطار الوحدة؟ - شوف يا عزيزي، الوحدة الاندماجية لم تجرب لكي نقول إنها فشلت.. ما جربه علي عبدالله صالح هي الفوضى والأنانية والتهميش والإقصاء والعبث بممتلكات وأراضي الدولة في الجنوب، والعبث بالقطاع العام، وإقصاء الشريك الثاني في الوحدة، هذا ما تم تجريبه خلال الفترة الماضية، أما الوحدة الاندماجية التي تعتبر قيمة وطنية وإنسانية وأخلاقية عالية، والتي هي هبة إلهية ونفحة ربانية فلم تجرب الى اليوم، لكنها ظلت معلقة، وجرب علي عبدالله صالح نهجه القديم الذي مارسه طوال حكمه قبل الوحدة، والذي اتسم بالهمجية والفساد والإفساد، وبعد الوحدة مارس هذا النهج. * الرئيس عبدربه منصور * رؤية المؤتمر الشعبي الأخيرة هل كان للرئيس هادي دور فيها، أو على الأقل هل كان له رأي حولها؟ - عبدربه لايحضر أي اجتماع من اجتماعات المؤتمر الشعبي العام، سواءً اجتماعات اللجنة العامة أو اللجان الدائمة أو أي اجتماع.. الرجل لم يعد يحضر منذ ان انتخب رئيسا.. لأن علي عبدالله صالح مستفرد بالقرارات داخل المؤتمر. * قيل إن بعض أعضاء اللجنة العامة التقوا بالرئيس هادي للحديث معه حول رؤية المؤتمر، وهو فوض اللجنة وقال لهم اشتغلوا ونحن معكم؟ - لايمكن أن يمتلك التفويض لأحد في فسخ 22 مايو، أنا أقول لك أن وحدة 22مايو وقف ذري ل25 مليون من أبناء الشعب اليمني، وغير قابل لا للبيع ولا للشراء.. فليس هناك من ينوب عن أحد لفسخ الوحدة.. أي مساس بالوحدة يجب أن يعود القرار فيه للشعب اليمني بأكمله. * لو افترضنا أنه عمل استفتاء إما الوحدة أو الفيدرالية؟ برأيك ماذا سيختار الشعب؟ - أنا أعتقد أن الشعب اليمني وقواه الخيرة يجب أن تسقط هذا الخيار اللعين. خيار الفيدرالية، الفيروس اللعين الماسوني، المفروض قسرا على الدول كلها في الشرق الأوسط.. * كيف مفروضة قسرا؟ - الفيدرالية الان مطروحة في العراق لتمزيق العراق إلى كانتونات طائفية وعرقية ومذهبية، ومطروحة في البحرين، ومطروحة في الكويت وفي مصر وفي ليبيا، ومطروحة الآن في السودان لتمزيق الممزق وتجزئة المجزأ.. إن أعداء الأمة العربية لا يريدون الوحدة ل22 دولة عربية.. يريدون 100 دولة، وهذا الفيروس وصل إلى اليمن، لكن المناعة الوطنية عندنا أقل من الدول الأخرى. * المؤتمر الشعبي العام * حول واقع المؤتمر الشعبي العام برأيك إلى أين يسير المؤتمر الشعبي في ظل السبعة الذين سيطروا على القرار فيه؟ - كما قلت لك، المؤتمر الشعبي مختطف من قبل هؤلاء السبعة وثامنهم علي صالح.. لقد اختطفوا قرار المؤتمر وهمشوا قياداته وهم الآن يستفردوا بالقرار داخل المؤتمر.. فإذا ماسمح المؤتمرين لهؤلاء السبعة وثامنهم صالح أن يختطفوا المؤتمر فإلى أين يسير المؤتمر؟ سيسير إلى الهاوية فقد اغتال علي عبدالله صالح أهداف ومبادئ المؤتمر الشعب للتخلي عن الوحدة فماذا أبقى للمؤتمر. * كيف تقيم العلاقة بين الرئيس هادي والرئيس السابق علي عبدالله صالح؟ - ليست على ما يرام، وعبدربه يعرف علي عبدالله صالح كما أعرفه أنا.. * "مقاطعا" كيف تعرفه انت ويعرفه عبدربه؟ - يعرف أنه غدار وخائن ولايرعى الجميل ولايرعى المعروف، فعبد ربه ينأى بنفسه حاليا عن علي صالح، هو لايريد أن يعمل بجواره، لأن علي صالح خرّب البلد خلال 33 عاما.. وعبد ربه يعرف جيدا ان اقترابه من علي صالح كما يقترب المرء من الكير، ويقول المثل "من يقرب الكير يحرق، وإلا امتلا من غباره". * هل أنت مع فكرة أن يتسلم هادي رئاسة المؤتمر من أجل الحفاظ على بقائه؟ - أعتقد أن هذا هو الصحيح.. لايصح سيفين في غمد واحد.. علي صالح رئيس المؤتمر، وعبدربه نائب وأمين عام، لكن عبدربه لايستطيع أن يمارس أي دور في وجود علي صالح، وبالتالي إذا كان علي صالح يريد الخير للمؤتمر ولليمن فعليه أن يخلي مقعده لهادي. * هل تعتقد أنه سيوافق على ذلك؟ - أنا كما أراه حاليا، لا يزال يعُظ بأسنانه على المؤتمر بعد أن أفرغ المؤتمر من مبادئه وأهدافه وثوابته.. فهو لايريد أن يترك المؤتمر الشعبي، وكما تراه حاليا حتى عندما يعقد اجتماعاته مع المؤتمر يدعوهم ليصفقوا له وليهتفوا باسمه ولايهتفوا باسم اليمن. * قبل أيام كان لديه اجتماع وقال انه لم تلده أمه من يريد أن يُخرج صالح من اليمن، في إشارة إلى تحدى للذين يواجهون المؤتمر وصالح؟ - لا يوجد أحد يواجه المؤتمر في الساحة السياسية في اليمن.. القوى السياسية الكبرى تريد مؤتمرا قويا.. تريد مؤتمرا يقوده قيادة جماعية لاقيادة فردية، وعبد ربه منصور يريد للمؤتمر الخير.. لكن علي صالح بأنانيته وحبه لذاته لايرى لليمنيين حق إلا أن يهتفوا باسمه ويرددوا بالروح بالدم نفديك يا علي. بعد أن كان اليمنيون في الشمال والجنوب يهتفون هتافا موحدا، بالروح بالدم نفديك يايمن، حول هذا الهتاف إلى اسمه وكأن اليمن ما فيها إلا علي صالح.. وأنا انصحه أن يستفيد من الحصانة وأن يتوارى عن الأنظار وأن يذهب ليعيش بقية عمره بما أخذه من مال الشعب في قصوره في أوروبا وغيرها. * قيل أنك طلبت نزع الحصانة عن صالح، هل هذا صحيح؟ - الحصانة أفهمها، أنها أعطيت لعلي صالح لكي يكف أذاه وشره عن اليمن، فإذا لم يكف أذاه عن اليمن فلماذا أعطيت له الحصانة؟! أنا أعتقد أن الحصانة تعني أن ينسحب من الملعب السياسي، فيكفي ماعبث باليمن خلال 33 عاما فقد أخذ فرصته والتاريخ سيحكم عليه إما سلبا أو إيجابا. وسنة الله في خلقه التداول.. الله سَنّ التداول، وعلي صالح يقول تداول سلمي، لكن من دوني لا.. يضحك.. * ماذا بقي لحزب المؤتمر الشعبي العام من عوامل بقاء ؟ - لاتوجد أي عوامل بقاء أو استمرارية للمؤتمر إلا إذا جدد قياداته وتخلص من هؤلاء النفر عاقري ناقة صالح المتفردين بالقرار، والذين ذبحوا وحدة 22 مايو برؤيتهم الجديدة، اذا تم هذا فأنا أقول لك أن المؤتمر الشعب العام سيظل المؤتمر الشعبي الرائد، أما اذا تفرج المؤتمريون على مايصنعه صالح بهم وبالوحدة وبالوطن فلا أجد آفاقا للمؤتمر الشعبي ومستقبله. * القضية الجنوبية * طيب موضوع القضية الجنوبية وأنت تتحدث عن أن الفيدرالية خيانة للوحدة، ماهي الحلول أو الرؤية التي يمكن أن تبقي على الوحدة وترضي الشعب في المحافظات الجنوبية؟ - فصائل الحراك كلها غير متفقة، منها من يطرح الانفصال ومنها من يريد الفيدرالية كمرحلة لفك الارتباط، وبالتالي الذين يقدمون الفيدرالية كحل من وجهة نظرهم لن يعملوا شيئا إلا أن يقربوا الهدف للقوات الانفصالية للانفصال، أنا أطرح حلا آخر في إطار الدولة الاندماجية وتحت سقف المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن. * ويرضي أبناء المحافظات الجنوبية في نفس الوقت؟ - نعم ويرضيهم، أنا كما قلت لك، وحدة 22 مايو بريئة براءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب من كل ما مورس تحتها من أخطاء من قبل علي عبدالله صالح وشلته.. هذا الرجل هو من أفسد الوحدة وأفسد ولاء أبناء المحافظات الجنوبية بممارساته السيئة، فلماذا نحمل الوحدة أخطاءه وأخطاء شلته.. الوحدة بيضاء نقية، لم تنهب أرض أحد، ولم تُقصِ احد، إنما من استعملهم علي صالح في المحافظات الجنوبية هم من أفسدوا كل شيء، من عاثوا في الجنوب ونهبوا الأراضي، من خصخصوا القطاع العام. * من أبناء المحافظات الشمالية؟ - من أبناء المحافظات الشمالية والجنوبية على السواء، فهو قد استعمل الفاسدين والنهابين والسراق للأراضي من كل المحافظات. * ما هي الرؤية؟ - الرؤية تعتمد على اتباع لامركزية مالية وإدارية وتنفيذية على مستوى المحافظات تحت مسمى الحكم المحلي.. وفي نفس الوقت يجب أن نرفع المظالم التي حدثت في المحافظات الجنوبية، وأن نجبر الضرر عن كل من تضرر في الجنوب وأن ننهي الإقصاء والتهميش لأبناء المحافظات الجنوبية في السلطة، وأن نعيد التوازن للسلطة بمشاركة أبناء المحافظات الشمالية والجنوبية ويمثلوا فيها تمثلا عادلا، وأن نبني الدولة العادلة التي يستظل الشعب اليمني تحتها في ظل المساواة والوطن المتساوي. * إلى أين يذهب الحوار الوطني اليوم فيما يخص شكل الدولة؟ - كما أرى فان معظم القوى بعد أن دخل علي صالح ضمن هذه الجوقة الخبيثة التي تنادي بالفيدرالية فان الأمور لاتبشر بخير، وأن الحوار الآن يسير خارج سقف المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن وأي حوار مثل هذا سيكون مآله الفشل، أو ستكون مخرجاته صادمة للشعب اليمني وتمثل مشكلة جديدة تضاف إلى مشاكلنا الحالية. * ما هو أهم ما تخشاه من الحوار؟ - أن تُجمع هذه القوى السياسية على فسخ وحدة 22 مايو، فإذا مافسخت الوحدة فليس هناك أي خير مرجو من وراء هذا، فسيكون هذا الحوار هو من ينتج أكبر مشكلة ستعصف بالشعب اليمني شمالا وجنوبا ووسطا وشرقا وغربا، وستعيد اليمن إلى ماقبل 67م، إلى ماقبل السلطنات والإمارات والميشخات وسيدخل اليمنيون في احتراب لا أول له ولا آخر، وسيفتح باب الشر على مصراعيه. * أخيرا، ما هي رسالتك للرئيس هادي؟ - رسالتي للرئيس عبد ربه منصور هادي أقول له ناصحا: يا أخي الرئيس، اليمنيين انتخبوك بإجماع وطني لم يسبق له مثيل.. وصوّت لك أبناء الشمال والجنوب، وهم يعلقون أمالا عظيمة عليك في أن تحافظ على وحدتنا وأن تساهم في بناء الدولة الرشيدة، وأن تحافظ على أمن واستقرار اليمن، وأن تستغل الدعم الدولي والاقليمي للوحدة اليمنية، وأن لاتسمح لأحد ولا حتى للمتحاورين في "موفمبيك" أن يخرجوا عن سقف الوحدة أو سقف المبادرة الخليجية أو قرارات مجلس الأمن، لأنه سيكتب لك أنك حافظت على وحدة اليمن أو أنه حدث في عهدك تمزيق اليمن.
