حذر خبير سيسيولوجي من تبعات تفاقم لغة الكراهية والعنف والتحريض داخل المجتمع اليمني وانعكاساتها الخطيرة على وحدة المجتمع وتماسك نسيجه الاجتماعي. وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء الدكتور فؤاد الصلاحي في تصريح ل"الثورة" أن استمرار العنف السائد كخطاب وممارسة بين الجماعات والحركات والأحزاب سيضعف دور الدولة وسيخلق مرحلة من عدم الاستقرار الطويلة نتيجة توليد الثارات المتشنجة داخل المجتمع وردود الفعل العنيفة. وأشار إلى أن ضعف الدولة أغرى بعض الجماعات والحركات والتجمعات القبلية إلى ممارسة ثقافة الكراهية والتحريض والإقصاء ضد الآخر، وأن هذه المشكلات ستنعكس سلباً على بناء الدولة وستزيد الأمور تعقيداً وتأزماً وقد يعيق تطور الدولة لسنوات طويلة. وأرجع الصلاحي أسباب تعاظم تلك الثقافة الإقصائية خلال الآونة الأخيرة إلى انتشار ثقافة العنف والتطرف التي تدعمها الأحزاب أو القبيلة، وإلى غياب الثقافة المدنية التي تعبر عن تغير سياسي اجتماعي لضعف فاعلية الدولة ودورها. منوهاً إلى أن استمرار المرجعيات التقليدية الفاعلة للأفراد واستنادها إلى مسوغات إيديولوجية ساهم بشكل كبير في نشر ثقافة الكراهية والعنف والتحريض ضد الآخر. ودعا الصلاحي في ختام تصريحه الحكومة والنخبة السياسية والقبلية إلى إعلاء قيمة الوطن والدولة المدنية الحديثة والاستقرار السياسي لتجاوز ثقافة الكراهية والتحريض والأزمات الراهنة.