عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    ثلاثة مكاسب حققها الانتقالي للجنوب    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    إلى رئيس الوزراء الجديد    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    ورطة إسرائيل.. "أرو" و"ثاد" فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    اليمن الصوت الذي هزّ عروش الظالمين    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    تطور القدرات العسكرية والتصنيع الحربي    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المهندس حيدر العطاس: الجنوبيون أصبحوا جيشا من العاطلين !
نشر في التغيير يوم 02 - 03 - 2006

" التغيير" عن " الوسط " : يعيد " التغيير" نشر نص المقابلة الهامة التي أجراها الزميل جمال عامر ، رئيس تحرير اسبوعية " الوسط " المستقلة مع المهندس حيدر ابو بكر العطاس ، رئيس الوزراء الأسبق . * هناك من يحاول نبش الماضي وبالذات ما يخص الأزمات
" التغيير" عن " الوسط " : يعيد " التغيير" نشر نص المقابلة الهامة التي أجراها الزميل جمال عامر ، رئيس تحرير اسبوعية " الوسط " المستقلة مع المهندس حيدر ابو بكر العطاس ، رئيس الوزراء الأسبق . * هناك من يحاول نبش الماضي وبالذات ما يخص الأزمات المتلاحقة التي أعقبت تحقيق الوحدة ويحملها الطرف الخاسر في الحرب، أنت بالذات تم تحميلك الجزء الأكبر باعتبارك كنت رئيسا للحكومة.. لماذا برأيك في هذا التوقيت بالذات يتم إحياء هذه التهمة وترويجها وأين هي الحقيقة باعتباركم أهم شهود تلك المرحلة؟
:: يقال إن الهجوم خير وسيلة للدفاع، ويشهد الله بأنني لا أريد أن انكأ الجراح فكلنا - وأرجو ذلك- حريص على تضميدها ولملمتها ودفنها وجعلها من الماضي و لأن مصلحة اليمن العليا تتطلب معالجة المشكلات الراهنة والخروج من النفق المظلم كما قال الشيخ /عبد الله الأحمر في إحدى خطاباته، وتصرخ فينا للنظر بأفق أرحب ورؤية أوسع وعقلية نظيفة إلى المستقبل وما تتعلق به الأجيال الشابة من آمال وما تنتظره من ممارسات و أفعال من جيلنا هذا لحماية ما أقدم عليه من منجز تاريخي تمثل في التحقيق السلمي للوحدة بين دولتين كانتا قبل ذلك متناحرتين.
ولا أريد لليمن - كما لا يريد ذلك أطفالها وشبابها وشيوخها- أن تتناحر من جديد وان يطغى الحل العسكرى للأزمة السياسية التي مرت بها الوحدة على الحل الديمقراطي الذي أجمعت عليه كل القوى الوطنية. ولازال في الوقت فسحة لبناء دولة الوحدة، دولة النظام والقانون دولة العدل والمساواة والديمقراطية دولة لكل الشعب في شماله وجنوبه، علينا اقتناصها، فهل نحن فاعلون؟؟؟..
وإذا لم يكن هناك من مناص للإجابة على سؤالك، أقول وبالله استعين، فإن من يحاول نبش الماضي إنما يعبر عن أزمة ذاتية مستفحلة تمكنت من كل مفاصله، وفشل مروع وإخفاق مريض في مواجهة استحقاقات المرحلة، بدءا بمعالجة صادقة وحكيمة لموروثات الخلافات السياسية التي نشأت في إطار الممارسة لتعزيز انتصار ثورتى سبتمبر وأكتوبر وتعزيز الوحدة الوطنية، بتزامن مع ترسيخ الديمقراطية رديفة الوحدة وبناء دولة المؤسسات الدستورية والقانونية والتداول السلمي للمسؤولية (السلطة)، ولا يستحق الشعب من الذين مكنهم من أمره تكريس النظرة الاستعلائية عليه ومعاملته من خلال سياسة الحاكم والمحكوم والمنتصر والخاسر، بكل الأسف فهذه سياسة مدمرة
أما لماذا التركيز على شخصي المتواضع، الذي قدر له أن يتولى مسؤولية رئاسة الحكومة، فذلك يرجع لأسباب عدة ودعني اسرد بعض الوقائع، واترك لك و للقارئ العزيز استنباط هذه الأسباب.
1- بعد اقل من شهرين من تقديم برنامج الحكومة لمجلس النواب، اجتاح النظام العراقى الغاشم الكويت الشقيق المسالم والرءوف بكل أشقائه في 2 أغسطس عام 1990م، وكان ذلك سببا مباشرا في اهتزاز الثقة الطرية بين صفوف القيادة وبدأت تبرز التباينات وتتحول إلى مشكلات مدعمة بالممارسات الضارة،وانعكس ذلك على عمل الحكومة وشكوت ذلك للقيادة وطالبت بوثيقة سياسية توحد الرؤيا إلى جانب برنامج الحكومة، واقر اجتماع مشترك للجنة العامة والمكتب السياسي في شهر سبتمبر 1990م، تشكيل لجنة برئاسة الأخوين/ عبد العزيز عبد الغنى وسالم صالح محمد وعضوية آخرين من المكتب السياسي واللجنة العامة، لست بينهم. وطالت اجتماعات اللجنة وتحولت إلى مناكفة ولم توفق في الوصول إلى إعداد الوثيقة المطلوبة. وازداد الأمر تعقيدا في عمل الحكومة، حينها بادرت بتقديم برنامج «للإصلاح السياسي والاقتصادي والمالي والإداري» في شهر يونيو 1991م، وعرضته على الأخوين/ الرئيس ونائبه، فوافقا عليه من حيث المبدأ وشكلا لجنة من الطرفين لمناقشته معي وإعداده في شكله النهائي ويقدم لمجلس النواب وعقدت سلسلة من الاجتماعات المضنية بدأت برفض كلمة الإصلاح كعنوان للبرنامج واقترح الدكتور/ حسن مكي، «البناء الوطني» وكحل وسط توصلنا إلى عنونة البرنامج ب«البناء الوطني والإصلاح السياسي والاقتصادي والمالي والإداري» وأدخلت تعديلات على المسودة وبالذات على المقدمة التي تنقد وبتجرد سلبيات النظامين السابقين حتى نقطع دابر صلة قيادة الدولة الوليدة بهذه السلبيات وان نقبل بالنظام الجديد (الجمهورية اليمنية) ونقطع صلاتها بأنظمتها السابقة للوحدة، وأخيراً اقر مجلس النواب البرنامج في 15/12/1991م، واستبشرنا خيرا، ولكن كانت بعض القوى المتنفذة ترفض البرنامج إلا أنها لم تستطع إيقاف إقراره، وحاولت تعطيل تنفيذه من خلال إيقاف بعض قرارات مجلس الوزراء وبالذات التي تختص بمنح صلاحيات مالية وإدارية للمحافظات فقال أحدهم إن تلك القرارات تسحب السلطة من صنعاء وتضعفها ونسي أن المركزية هي أساس البلاء وسبب تمزيق الدول الكبرى، وتطور أسلوب الرفض فيما حدث من أحداث، وكانت أولى الشرارات محاولة اغتيال الأخ/ عبد الواسع سلام وزير العدل عند صدور أول حركة قضائية تنفيذاً للبرنامج. وألخص الموقف من البرنامج بما قاله لي احد أركان النظام: «وضعت لنا هذا البرنامج موس في الحلق لا نستطيع بلعه ولا قذفه».
2- عندما لجأ الأخ/ نائب الرئيس للاعتكاف احتجاجاً على هذه الممارسات، انتقدت ذلك علناً باعتبار أن الاعتكاف ليس طريقاً للمعالجة وأن الحوار السلمي هو السبيل لحل الخلافات والتباينات، وحاول بعضهم استغلال هذا الموقف ليزرع الخلاف بيني والنائب، فلم اكترث لذلك واستمريت في محاولات التوفيق. واقترحت توحيد الحزب والمؤتمر استكمالا لتوحيد النظامين بتوحيد ادواتهما السياسية لسحب البساط من تحت أقدام من يحاولون تعميق الشرخ باستغلال اختلاف النظامين السياسيين اللذين يحاول كل منهما الدفاع عن نظامه السابق للوحدة مشكلا بذلك مرتعا للتوتر والاختلاف،وإنشاء تنظيم جديد يستوعب كل الخيرين والحريصين من الحزب والمؤتمر ومن خارجهما وبامكان المجموعات التي لا تقبل الانضمام للحزب الجديد تشكيل أحزابها فالدستور والقانون يسمحان بذلك، ونجحنا في توقيع المؤتمر والحزب على وثيقة التوحد، ولكن سرعان ما تحركت عناصر من هنا وهناك لإفشال هذا التوجه بأهداف مختلفة، وضاعت فرصة، في تقديري الشخصي، لرأب التصدع الذي بدأ يلوح في الأفق وتدعيم مسيرة الاندماج الفعلي بدلا عن التمترس، الذي يسمح لذوي الاجندات الخاصة والسرية من السير صوب تحقيق أهدافهم. وقيل إن المقترح ضد النهج الديمقراطي التفاف على المؤتمر الشعبي العام، وتناسى أصحاب هذين الرأيين أن توحيد النظامين بدون توحيد ادواتهما السياسية يترك ثغرة ويعزز النزعة لتصفية الآخر. أما الديمقراطية فلا خوف عليها وقد اقترنت الوحدة بها وفي الساحة عدد من الأحزاب يمكن أن تسهم في تطوير العملية الديمقراطية، وكنا في بداية الطريق، فصون الوحدة وتحقيق الاندماج السلمي يحتلان المرتبة الأولى. ولنتساءل ما هو الحال اليوم وكيف سيصبح فيما لو تم هذا التوحد؟؟
3- وعندما جاءت النقاط الثماني عشر من عدن وتلاها مشروع وثيقة للحوار اتسمت بشيء من الحدة نتيجة للوضع المتأزم، يذكر من كان في صنعاء من أعضاء المكتب السياسي وعددهم ثمانية عندما دعوتهم إلى منزلي وعرضت الوثيقة ووثيقة بديلة أكثر واقعية،اجمعوا عليها وامسكنا بالوثيقة التي جاءت من عدن، وقدمنا الوثيقة البديلة للجنة الحوار الوطني واعتمدت كواحدة من الأوراق المقدمة للجنة شكلت جميعها أساساً للحوار وتم بعون الله وجهد المخلصين الوصول بعد حوارات مستفيضة إلى وثيقة العهد والاتفاق التي حازت على إجماع وطني منقطع النظير ومباركة إقليمية ودولية واسعة كمخرج للأزمة السياسية وأساس لبناء دولة الوحدة.
واعتبرني البعض مسؤولا مباشراً عن إيصال الحوار الوطني إلى وثيقة العهد والاتفاق واعتبر ذلك شرفا لا استحقه وحدي بل معي كل أعضاء اللجنة، ومن هذا المنطلق حاولت بعض القوى تعطيل عمل اللجنة حيث كانت حادثة اعتراض موكبي بعد عودتي من اجتماع دورة اللجنة في عدن ظهر يوم 17/12/1993م في شارع تعز عند مدخل صنعاء وكان مكان الاعتراض في موقع يترك لي الفرصة للاستدارة إلى عدن، لكني اصريت على دخول صنعاء رغم الخطورة التي يكتنفها ذلك الموقف ونجحت بمشيئة الله من تجاوز الفخ الذي نصب في ذلك اليوم لتأجيج الأزمة وإفشال الحوار الوطني. لماذا؟ و أي مصلحة يخدمها إفشال الحوار الوطني؟؟..
اكتفي بهذه الوقائع واعتقد أنها توضح الصورة.. لماذا الحملة على رئيس الحكومة؟؟.. أما لماذا في هذا التوقيت بالذات، فالأمر في اعتقادي لا يحتاج إلى كثير من العناء، فموعد الاستحقاقات دنى وعقلية الاستقواء والإقصاء لازالت مستحكمة وسياسة الإلهاء مستمرة، فهل تنجح عقلية الاستقواء والإقصاء وسياسة الإلهاء في تأجيل موعد الاستحقاقات الوطنية والديمقراطية؟. هذا سؤال مطروح أمام الشعب وقواه الوطنية.
* أيضا تم فتح أحداث يناير 86م من خلال الكشف عن (مقبرة الصولبان) كيف قرأت الرسالة وهل هي محاولة لإعادة الصراع في المحافظات الجنوبية؟
:: اليمن مثخن بالجروح والمآسي، المرتكزة على خلفيات سياسية، في شماله وجنوبه وتحديدا منذ 26سبتمبر 1962م وجب إعلان الوحدة في 22مايو1990م ما قبل ذلك اليوم من صراعات سياسية خلفت وراءها حصيلة من الدمار والمآسي البشرية والمادية. وان استمرار الصراعات الدموية وفتح ملفات صراعات ما قبل الوحدة إنما هو تنكر وتخل عن المبادئ السامية التي اقترنت بإعلان الوحدة التي جبت ما قبلها من صراعات واقترنت بالديمقراطية منهجا عمليا وليس كلاميا في الحياة، وأكد أول برنامج للإصلاح بعد الوحدة على احتواء وتسوية كل مخلفات الصراعات السياسية كما أكدت على ذلك معظم البرامج السياسية للأحزاب والحكومات، وتردد في ميدان السبعين قول الشاعر: «إذا احتربت يوماً وسالت دماؤها تذكرت القربى ففاضت دموعها».
أسئلة محيرة عديدة تطرح نفسها منها: لمصلحة من تفتح هذه الملفات؟ ولماذا تجري محاولات إعادة الصراعات السياسية في الجنوب، سيما بعد أن أدرك الشعب في الجنوب المطب الذي دفع إليه فور حرب 1994م بإثارة الصراعات والثارات القبلية التي مضى عليها أكثر من نصف قرن ومولت وللأسف أطراف الصراع سلاحا ومالا من خزينة الدولة؟ وهل تحمى سياسة فرق تسد الاستعمارية البغيضة الوحدة، إذا كانت أصلا قد باءت بالفشل في عهد واضعيها ؟ وهل تعزز من قدرات الشعب على البناء وترسيخ النهج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة؟ وهل يعتقد مدبرو ومنفذو هذه السياسات انها تحمي سلطتهم، يجوز ولكن إلى حين وستكون ردة الفعل قاسية بقسوة الصراعات التي يدفعون إليها الناس غدراً؟.
والأكثر استغرابا واشد تعاسة أن يستنكر على أبناء الجنوب نهجهم التسامحي والتصالحي فيما بينهم، بدلا من مباركة هذا النهج وتشجيع تعميمه وتبنيه من قبل كل ابناء اليمن، فالشمال كالجنوب بل اشد حاجة الى مسلك التسامح والتصالح سيما وان هناك صراعات لازالت مفتوحة، فذلك هو الطريق لتعزيز الوحدة الوطنية والتلاحم الوطني.
* في المؤتمر العام الخامس للاشتراكي تم إعادة انتخاب قياداته السابقة رغم تواجدها في الخارج هل يدخل هذا من باب الوفاء أو من باب حجز مواقع للقيام بأدوار سياسية في المستقبل؟
:: هو من باب الوفاء بكل تأكيد لنضالات الجميع وتضحياتهم، كما يبقي المجال مفتوحا أمام كل من يعود لممارسة دوره السياسي.
* ذكرت في مقابلة سابقة أن عودتك للعمل السياسي هي مسألة وقت هل حان هذا الوقت وهل ستمارسه من الخارج أم من الداخل؟
:: إن هذه الحملات على شخصي إنما تثار كلما اقترب موعد العودة، ولكن كل شيء مرهون بمشيئة الله، وإنني أفضل أن أمارس العمل السياسي من الداخل.
* هناك من يطرح أنك استوليت على أموال طائلة أثناء الحرب هي من أملاك الدولة.. ما صحة ذلك؟
:: لا استغرب أن تسرب مثل هذه الإشاعات الكاذبة ومروجوها قبل غيرهم يعروفون مسلك حيدر العطاس و أن ليس لي أي علاقة بالأموال لا قبل الوحدة ولا بعدها ولا خلال الأزمة والحرب ولا بعدهما. ثم إنني كنت بالخارج للعلاج أثناء اندلاع الحرب وعدت لأيام معدودة قبل وأثناء وصول لجنة تقصى الحقائق التي شكلها مجلس الأمن ورأسها السيد/ الأخضر الإبراهيمي.
* أين كنت تعالج ومن ماذا وكيف وصلتك الأخبار عن اندلاع الموقف؟
:: كنت أعالج في مصحة «مايوكلنك» في الولايات المتحدة الأمريكية من آلام في الظهر منذ العام 1993م وعاودت المستشفى في صنعاء وزادت حدة الألم نتيجة الجلسات المطولة إلى لجنة الحوار الوطني ونصحني الأطباء بالسفر للخارج وآثرت استكمال أعمال اللجنة فتلك مهمة وطنية لابد من إنجازها أولا، وسافرت في 12/4/1994م للعلاج.
وفى صبيحة يوم 28/4/1994م اتصل بي السيد/ بللترو، مساعد وزير الخارجية الأمريكية من دمشق ليعلمني بما يجري من صدام عسكري في عمران بدأ يوم 27/4/1994م بعد خطاب الرئيس في ميدان السبعين، وطلب مني بذل المساعي مع الرئيس ونائبه للتهدئة، وفعلا اتصلت بالأخ/الرئيس ثم بالأخ/ النائب طالبا منهما التعقل وضبط النفس واحتواء الموقف.
* بماذا ردا عليك؟
:: احتفظ بذلك لمذكراتي لحين نشرها إن شاء الله.
* المعارضة أصبحت إحدى خيبات الشارع بسبب عدم تبنيها مواقف قوية إزاء الفساد المستشري وأكثر من ذلك حياديتها تجاه الرئيس رغم أنه مسؤول عن الوصول إلى هذا التردي إذ اقتصر دورها على إصدار بيانات في أحسن الأحوال.. إلى ماذا تعزو ذلك ؟ وهل تعتقد أن هناك حاجة لحزب جديد لا يتكئ على فكر ويحمل عقد الماضي؟
:: وضع المعارضة لا يسر ولكن الأمل لازال معقودا على صحوتها وهبتها لتحمل مسؤولياتها تجاه الوطن والشعب الذي يمنحها التأييد والثقة، وقد لاحت أولى بشائر هبتها في وثيقة إصلاح النظام السياسي التي اجمع عليها المشترك فهي بداية الغيث وخطوة الأساس التي لابد منها والتمسك بها والنضال الجاد من اجل تحقيقها يضع المعارضة على المحك العملي لاختبار قدرتها ومدى التصاقها بالشعب وثقتي كبيرة بان الشعب لن يخذلها إن هو وجد منها الجدية والإرادة السياسية والعزم.
صحيح أن النظام سيقاوم مشروعها وسيستخدم كل وسائله، بما فيها سياسة الجزرة والعصا، التي دأب على ممارستها
للضغط على أحزاب المعارضة وتفريخ أحزاب موالية، وهنا تبرز قدرة المشترك على انتهاج تكتيكات مقرونة بالجدية والإرادة والعزم والتخلي عن المجاملة والاستحياء لان الوقت يمر والأوضاع المحلية و الإقليمية والدولية تزداد تعقيداً وتموجاً وتعطي دروسا لمن أراد الاستفادة ولا نريد لليمن أن ينزلق فيما لا يحمد عقباه، ولتحقيق برنامجها على أحزاب المشترك أن تعزز من تآخيها وتلاحمها والصدق مع الذات أولا والآخرين ثانيا والاقتراب من مشاكل الناس والدفاع عنها لتوطد صلاتها بالشعب وإيصال برنامجها إلى مختلف شرائحه، فهو صاحب المصلحة ووسيلة الوصول إلى تحقيقها. أما إذا فشلت –لا سمح الله- هذه الأحزاب في حمل مشروعها والوصول به إلى غاياته المنشودة فإن الشعب اليمني اليقظ والمكافح سيلد قوى أخرى أكثر صدقا والتصاقا به لحمل مشروعه الديمقراطي النهضوي للتغيير والتقدم.
* الحزب الاشتراكي باتت تتجاذبه الرؤى المتناقضة وبالذات في مسألة الوحدة ولعل تيار إصلاح مسارها أصبح مؤثرا داخل الحزب هل تخشى على الحزب من الانقسام. وما هي الحلول برأيك التي يمكن أن تخرجه من الأزمة؟
:: كلا لا أخشى على الحزب من الانقسام فالجميع يدرك أن ذلك يصب في غير مصلحة الحزب ويخدم أهداف المتربصين به كما أن أي عمل انقسامي ولاسيما في الظروف الراهنة يضعف من قدرات المعارضة ويزيدها ضعفا على ضعفها، فهل يجرؤ احد على الإقدام على مثل هذا الفعل الضار بالوطن وبالنهج الديمقراطي؟ فالديمقراطية والتعددية السياسية لا تستقيمان إلا بمعارضة قوية وموحدة، وفى غياب المعارضة الفاعلة تصبح الديمقراطية والتعددية السياسية ملهاة كلامية فاقدة للفعل في إحداث التغيير السلمي والانتقال بمبدأ «التداول السلمي للسلطة» من شعار إلى ممارسة، وتظل السلطة هي السلطة والمعارضة شعار ومحلك سر (بلغة العسكر)، والمياه الراكدة تأسن وتتعفن.
وقد أدرك الحزب هذه الصورة باعتباره فصيلاً في المعارضة وتمكن في مؤتمره الخامس من استيعاب التباينات في الرؤى في برنامجه ومقرراته، كما أكدت أعمال الدورة الثانية للجنة المركزية التي اختتمت أعمالها الأربعاء الماضي 22/2/2006م من خلال كلمة الأمين العام الأخ/د.ياسين سعيد نعمان أو من خلال مقرراتها بان صفحة الخلافات تطوى وما يحدث الآن ينم عن سوء فهم و كما يتضح فان التباينات أن وجدت هي في التكتيكات، فهل يصح أن نسمح بتحولها الى تناقضات واختلافات، اثق بان الاخوة في الحزب - بالحكمة والصبر- سيتغلبون على هذه الإشكالات وسيحددون اولوياتهم بشكل سليم، وأمامهم تحد كبير، ومعهم في النضال أحزاب المشترك في الدفع بإصلاح المنظومة السياسية وتصفية مراكز الفساد فهما حجرا الأساس.
* الأصوات الداعية للجنوب صارت تتزايد إلى ماذا تعزو ذلك؟
:: من المؤسف والمحزن أن الممارسات الاستحواذية والاقصائية والتمييزية دفعت وتدفع بانحسار حماس أبناء الجنوب، الذين كانوا اشد تحمسا، للوحدة، ويلمس المراقب المحايد اتساع رقعة التذمر ليس في صفوف المعارضين السياسيين أو من هم خارج السلطة أو من المواطنين البسطاء، بل تجدها أيضا تنمو وان في الخفاء بين المشاركين في السلطة والحزب الحاكم وفي أعلى المناصب من أبناء الجنوب، لأنهم لمسوا بالممارسة بان وجودهم شكلي وان الثقة عنهم محجوبة والصلاحيات عنهم منزوعة.. وماذا تتوقع من سياسة حولت كادر دولة الجنوب المدني والعسكري إلى جيش من العاطلين بعد حرب 1994م (أو كما أطلق عليهم حزب خليك في البيت)؟ والى ماذا يمكن أن تفضي سياسة مكنت المتنفذين من الاستيلاء على أراضي الدولة وبمساحات واسعة ولم تسلم حتى أراضي الأوقاف والمواطنين من السطو والاستيلاء عليها وبالقوة، وحولتهم إلى أغنيا ء ويجرى ذلك أمام أعين الناس؟ وأي غبن وضيم ستخلفه سياسة احتكار الثروة بيد قلة من المتنفذين وإقصاء أبناء المناطق من امتلاك أي مصلحة ترتبط بمصادر الثروة سواءً في الإنتاج أو حتى الخدمات؟؟.. والى أي مستنقع يا ترى ستجر البلاد سياسة تشجيع الفساد والإفساد بالممارسة وتذمه بالقول؟
واكتفي بهذه الأمثلة والمجال لا يتسع لسرد كل الممارسات الضارة بالوحدة الوطنية. ومما يجدر ذكره أن مثل هذه السياسات مورست وتمارس في مناطق أخرى غير الجنوب والكل يدرك ما تركته من آثار سلبية وتذمر وأسى في النفوس. وإنني أدعو مخلصا بسرعة التحرك لتصحيح هذه السياسات الخاطئة حماية للوحدة الوطنية، مادام في الوقت متسع، بدءاً بإصلاح المنظومة السياسية وبإعادة الاعتبار للشعب في الجنوب كشريك فاعل في الوحدة والكف عن التعامل معه كشريك صامت كنتاج لحرب 1994م.
* هل تعتقد أن بروز ظاهرة معارضة الخارج تعود إلى ضعف معارضة الداخل؟ وهل أنت مع قيام هذه المعارضة وبالذات التي تنادي بالانفصال؟
:: هذه إحدى الأسباب، ولان النظام القائم لا يفكر ولن يسمح بقيام معارضة ندية للحكم قد توصلها في يوم من الأيام إلى سدة الحكم، فالملعب السياسي لازال ممهورا بلون واحد وتحت حراسة مشددة، وكأنه قدر محتوم. والى أن يتغير هذا الملعب ويستوي ويقبل بالتنوع والتفاعل الحي وترفع عنه الحراسة والوصاية، لا نستطيع أن نستنكر قيام معارضة في الخارج ومن أي نوع، رغم أنني لست معها، فانا أفضل معارضة الداخل مهما قست ظروف عملها.
* لم يتبق للانتخابات الرئاسية سوى عدة أشهر ومع ذلك لم تتخذ المعارضة قرارا بهذا الخصوص.. كيف تقرأ هذا الأمر، ثم كيف تنظر إلى قرار الرئيس بعدم ترشيح نفسه؟
:: الهاء السلطة المعارضة (المشترك) بلجنة الانتخابات وإدخال السلطة المعارضة في هذه المتاهة إنما يؤكد إصرارها على التمسك بها خوفا من انفراط المسبحة، وترى فيها الأداة لضمان نتيجة الانتخابات التي تخطط لها، والا لماذا الإصرار على عدم تغييرها وهي التي لم تعد تحظى بأي ثقة محلية او دولية. ربما تقدم السلطة في آخر المطاف على تغيير ما لتركيبة اللجنة،دون المساس بجوهر مهمتها ونظام الانتخابات، بعد ان تضيع الوقت على المعارضة وهي خطة تكتيكية بارعة، لا يرد كيدها إلا مقاطعة قوية للانتخابات ورفض نتائجها، والبحث عن خيارات أخرى ترغم السلطة على التغيير. وفيما يخص قرار فخامة الأخ/ الرئيس بعدم ترشيح نفسه -وهو القرار الذي سيحسب له- فلا يبدو في الأفق ما يشير إلى استمرار فخامته التمسك به، بتقييم وإجماع محلي ودولي، والتصريح الأخير لفخامته في مقابلته مع جريدة الحياة يوم 26/2/2006م بأنه لن يرشح نفسه نص يحمل أكثر من تفسير. وإذا كان فخامة الاخ/ الرئيس قد قرر فعلا عدم ترشيح نفسه فان أروع ما يتوج به مسيرته الكفاحية من عمل يقدمه للشعب هو إصلاح المنظومة السياسية وتسوية الملعب السياسي وتوجيه ضربة قاصمة لمراكز الفساد، وهو شيء بمقدوره، ليسلم السلطة لخلفه وقد وضع البلاد على الطريق الآمن للسير صوب ترسيخ النهج الديمقراطي والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة راسما بذلك صورة من أبدع صور التضحية والمسؤولية التي لن تنسى ابداً.
* هل يمكن تحت أي ظرف أن تقبل بالترشح للرئاسة وبالذات إذا كان ذلك خيار المعارضة؟
:: ليس المهم الترشح للانتخابات لكن الأهم هو إصلاح المنظومة السياسية وتسوية الملعب السياسي ورفع الحراسة والوصاية عنه، ليغدو الترشح والتنافس الشريف متاحاً أمام كل اليمنيين. والشعب اليمنى ليس عقيماً.
* وضع اليمن سيء في التقارير الدولية وبالذات في مجال الفساد الذي أصبح واقعا معاشاً، ما هو السبيل للخروج من هذا الوضع؟
:: ربما تتحسن الصورة في التقارير القادمة بعد أن أعلن فخامة الاخ/الرئيس في خطابه الأخير في الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني للطفولة والشباب، عن رضا المانحين عن التعديل الوزاري الأخير، ولا يهم رضا الشعب؟..
* هل عرضت عليك الحكومة تحت أي شروط؟
:: يغضب الكثير الحديث عن هذا الموضوع.
* ما مستوى تواصلك مع الحزب أو مع الرئيس؟
:: جيد.
* طالما وانه لم يعد هناك أي مانع للعودة إلى الوطن لماذا لم تقرر العودة بعد؟
:: كلما لاحت بوادر للانفراج تعود كلمات المنتصر والمهزوم تتصدر قاموس النظام، وفى ممارسته اليومية في كل ما يمت بصلة للجنوب، وهنا مرة أخرى يغيب الصدق والإرادة السياسية في معالجة كارثة الحرب التي حلت بالجنوب، والمسالة بالنسبة لي ليست شخصية.
* هل تتواصل مع معارضة الخارج، وكيف تنظر للهجوم على الرئيس علي ناصر محمد من الداخل؟
:: نعم مع الجميع في الداخل والخارج. وسبب الهجوم على الرئيس علي ناصر محمد يندرج تحت الرد على سؤال سابق في المقابلة، فقد كان رئيسا سابقا للجنوب ويحظى بشعبية واسعة ليس في الجنوب فقط بل في عموم البلاد.
* هل أنت ممن يعتقدون أن إعادة انتخاب الرئيس ضرورة لاستقرار أوضاع اليمن في هذه المرحلة؟ ولماذا في حال إجابتك بنعم، وما هي الضمانات التي يمكن المراهنة عليها لكي لا ينجر إلى نفس سياساته السابقة؟
:: من الخطأ القاتل أن ننظر للوطن في شخص رجل واحد، مع كل الاحترام لشخص الرئيس، والتاريخ يروي لنا كيف انهارت أمم قوية عندما وقعت في هذا الخطأ. فالضمانة الوحيدة هي المؤسسة المدنية الدستورية، فالفرد يقوم بواجب المسؤولية لفترة محددة من الزمن وفي أطار المؤسسة وهي التي تراقب أداءه وأداء كل الأجهزة التنفيذية ولها الصلاحية في إيقاف أي خروج عن أطار المسؤوليات المحددة وبذلك تمنع البلاء قبل وقوعه، كما يقول المثل،. أما أنظمة الفرد- المؤسسة أو المؤسسة - الفرد فهي أس البلاء.
* على ضوء متابعتك لمختلف الأوضاع في اليمن كيف تستشرف المستقبل؟
:: لا يلوح في الأفق ما يشير إلى حدوث تغييرات ديمقراطية سلمية تخرج اليمن إلى المستقبل القريب ومما هو فيه وتصون البلاد والعباد، ومن الصعب التكهن بما يمكن أن يحدث نتيجة الإصرار على سياسة الاستحواذ والتملك ورفض التغيير.
* كيف تنظر إلى دور القبيلة في اليمن وهل تمثل عائقا للتقدم ثم هل تعتقد أن التيارات الإسلامية قادرة على الحكم في ظل الاحتكام للديمقراطية؟
:: قال الله تعالى في محكم تنزيله ((وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم))، فالقبيلة هي أساس المجتمعات ولكنها تطورت واندمجت في مجتمعاتها تماشيا مع تطور البشرية إلا في بلاد قلية منها اليمن، والعيب ليس في القبيلة وإنما في الأنظمة، التي لم تعمل على دمج قُبلها في مجتمعاتها وتتيح لها التعارف والتعاون وتهيئ لها الفرص للانخراط في الأنشطة الاقتصادية والسياسية للمساهمة في بناء الوطن بدلا من مدها بالسلاح الذي لا يقتل أبناءها فحسب بل يقتل آمالها وتطلعاتها.. فلابد من عمل جاد وصادق لإخراج القبيلة من هذه الوضعية ليتعزز إسهامها في عملية البناء الحضري والتنموي.
أما بالنسبة للتيارات الإسلامية فهي كغيرها من التيارات والتنظيمات السياسية التي تعمل تحت مظلة الديمقراطية ووفقا للدستور والقانون، فلما لا تمارس الحكم إذا ما اختارها الشعب عبر صناديق الانتخابات، ففي تركيا وفلسطين وصلت للحكم تيارات إسلامية، بالانتخابات الحرة والنزيهة، والتجربة التركية ناجحة ونأمل للفلسطينية ذات النجاح.
* هل شعرت في أي وقت بأنكم تسرعتم في إعلان الوحدة؟
:: لا، إلا أن اختصار الفترة التحضيرية المتفق عليها بموجب اتفاق الثلاثين من نوفمبر 1989م قد انتقص من استكمال التحضيرات الجيدة للوحدة فأفرز انعكاسات سلبية لاحقا، حاولت وثيقة العهد والاتفاق تصحيحها فكانت الحرب التي عمقتها..
* البعض يرجع معارضة الخارج وانتقاداتها للنظام إلى ضوء أخضر من قبل المملكة العربية السعودية على اعتبار أن اغلب هؤلاء محسوبون عليها وأنت من بينهم ما مدى صحة ذلك؟
:: هذا غير صحيح فالمملكة العربية السعودية بلد يحترم مواثيقه ولا يحرض على أشقائه ودعمها لليمن وشعبه في شتى المجالات مشهود وباعتراف السلطة قبل غيرها، ومبلغ علمي بأن ليس لها أي علاقة بأي معارضة في الخارج او الداخل فهذا شأن يمني، ولا يمكن ان نعمل من الآخرين شماعة نرمي عليها اخفاقاتنا، وتصنيف الآخرين بين محسوب على هذه الجهة أو تلك من مخلفات الماضي... ونهج العاجزين وخيبة الخائبين ولا معنى له ولا جدوى منه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.