شنّ الطيران اليمني غارات جوية على مواقع تابعة لمسلحي جماعة الحوثي في جنوب محافظة عمران شمال اليمن. وجاء تدخل الطيران اليمني بعد أن قامت جماعة الحوثي بشنّ هجوم على عدد من المواقع العسكرية في جبل ضين ومواقع أخرى. وأكد شهود عيان لقناة (العربية) أن الطيران الحربي شنّ عدة غارات جوية على عدة مواقع لمسلحي الحوثي في السلاطة وسحب وبني ميمون وبني الزبير سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى. وكانت مصادر عسكرية أكدت لوكالة فرانس برس ان الطيران اليمني شن الثلاثاء غارات ضد مواقع للمتمردين الحوثيين الشيعة في محافظة عمران شمال صنعاء حيث تعرض الجيش لهجمات متكررة منذ انهيار الهدنة قبل ثلاثة ايام، بحسبما افادت مصادر عسكرية ومحلية. وقال مصدر عسكري للوكالة ان الغارات استهدفت مواقع “انصار الله”، وهو الاسم الذي يتخذه المتمردون الحوثيون، في سلاطة وسحب وبني ميمون على سفح جبل الضين الذين يتشر فيه الجيش ويحاول الحوثيون السيطرة عليه بسبب موقعه الاستراتيجي المطل على طريق عمرانصنعاء. واضاف المصدر ذاته ان “الغارات تهدف الى تخفيف الضغط عن مواقع الجيش في جبل الضين التي تتعرض لهجمات متكررة من قبل الحوثيين وحلفائهم من القبائل”. الا ان مصادر محلية وقبلية ذكرت لوكالة فرانس برس ان المعارك اسفرت في الايام الاخيرة عن عشرات القتلى من الجهتين، ما يدل على مدى عنف المواجهات منذ انهيار الهدنة الاحد. وكان تم التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في الرابع من حزيران/يونيو بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين بعد ان امتدت المواجهات الى مشارف صنعاء. واتى ذلك حينها في اعقاب شن الطيران اليمني سلسلة من الغارات على الحوثيين. والمواجهات في عمران تدور بشكل اساسي منذ مطلع شباط/فبراير بين الحوثيين والقبائل المتحالفة معهم من جهة، ومن الجهة الاخرى اللواء 310 الذي يقوده العميد حميد القشيبي القريب من اللواء النافذ علي محسن الاحمر ومن التجمع اليمني للاصلاح (اخوان مسلمون). ويساند الجيش في المعارك المستمرة منذ اسابيع مسلحون من التجمع اليمني للاصلاح، فيما يساند الحوثيون ايضا مسلحون قبليون ليتخذ الصراع في هذه المنطقة طابعا سياسيا قبليا. ويؤكد الحوثيون الذين يشاركون في العملية السياسية انهم ليسوا في مواجهة مع الدولة بل مع التجمع اليمني للاصلاح ومع اللواء علي محسن الاحمر الذي انشق عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد ان كان احد ابرز اركان نظامه. في المقابل، يتهم الحوثيون بانهم يسعون الى السيطرة على اكبر قدر ممكن من الاراضي في شمال اليمن استباقا لتحويل البلاد الى دولة اتحادية. وسبق ان حقق الحوثيون في عمران تقدما على حساب آل الاحمر، وهم زعماء قبيلة حاشد النافذة التي معقلها عمران. ومعقل الحوثيين الزيديين الشيعة في الاساس هو محافظة صعدة الشمالية، الا انهم تمكنوا من توسيع حضورهم بشكل كبير منذ 2011، وذلك بعد ان خاضوا ست حروب مع صنعاء بين 2004 و2010. وكانت مصادر محلية في مدينة عمران أكدت سقوط العشرات من القتلى من المسلحين الحوثيين ومن القوات الحكومية في مواجهات عنيفة شهدتها محافظة عمران، (70 كيلو مترا شمالي العاصمة صنعاء)، اثر انهيار الهدنة بين المسلحين الحوثيين والقوات الحكومية. وقالت صحيفة «القدس العربي» انها علمت من مصدر محلي مسؤول في عمران ان المسلحين الحوثيين تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح، تجاوزت 25 قتيلا، بينما قتل من قوات الجيش أربعة جنود، بالاضافة الى العديد من الجرحى من الطرفين، وذلك في المواجهات العنيفة التي اندلعت منذ صباح الأحد، إثر انهيار الهدنة التي تم التوصل اليها بموجب اتفاق لوقف اطلاق النار بين الجانبين، الأسبوع قبل الماضي، عبر لجنة وساطة رئاسية برئاسة وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد. وذكر المصدر أن «لجنة المراقبة العسكرية المكونة من قوات الشرطة العسكرية لمراقبة تنفيذ بنود وقف اطلاق النار اضطرت أمس الى الانسحاب من مناطق المواجهات، بسبب رفض المسلحين الحوثيين الالتزام ببنود الاتفاق ورفض تسليم المواقع العسكرية التي تم الاتفاق على تسليمها لقوات الشرطة العسكرية، واحتجاجا على التصرفات الاستفزازية للمسلحين الحوثيين والذين يصرون على مواصلة المواجهات». وأضاف أن المسلحين الحوثيين لا زالوا يتمركزون في الطريق العام بين مدينة عمران والعاصمة صنعاء، ويغلقون هذه الطريق بقوة السلاح رغم أنها طريق حيوية، تربط العاصمة صنعاء بمحافظات عمران وصعده وحجة وغيرها. وكانت المواجهات المسلحة استؤنفت امس الإثنين، في أكثر من جبهة بمحافظة عمران، أبرزها المحشاش والجنات والتي تبادل فيها الطرفان اطلاق النار بالأسلحة الثقيلة، بعد اشتباكات متقطعة حول جبل ضين الاستراتيجي منذ صباح السبت. واتهمت جماعة الحوثي القوات الحكومية ومن وصفتهم بالتكفيريين بخرق اتفاق وقف اطلاق النار، غير أن مصادر محايدة قالت ان المواجهات بين الجانبين تجددت بعد ان قام المسلحون الحوثيون بالهجوم على مواقع عسكرية في جبل ضين. وقالت مصادر قبلية ان المقاتلين الحوثيين استغلوا انشغال الرئيس عبدربه منصور هادي بالأزمة السياسية والأمنية في العاصمة بين القوات الرئاسية وبين المسلحين الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، فاستغل الحوثيون الفرصة للانقضاض على مدينة عمران، ومحاولة الاقتراب تدريجيا نحو العاصمة صنعاء، ضمن مخطط عسكري لاسقاطها، بالتعاون مع بقايا النظام السابق الذين نفذوا خمس محاولات حتى الآن لاسقاطها آخرها الأربعاء الماضي، غير أنها باءت جميعها بالفشل.