أعتبرت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية ايرين خان ان “الحرب على الإرهاب” تسببت بتراجع حقوق الإنسان في العالم منذ العام ،2001 لكن الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما يحظى بفرصة لتحسين صورة الولاياتالمتحدة في هذا الخصوص. وقالت خان في مقابلة خصت بها وكالة “فرانس برس” لمناسبة الذكرى الستين للاعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يحتفل بها الأربعاء، ان بفضل هذا النص “لم يعد بامكان أي حكومة ان تنكر أن (مسألة) حقوق الإنسان تشكل هما مشروعاً للمجتمع الدولي”. فالاعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تم تبنيه في باريس في العاشر من ديسمبر/كانون الأول ،1948 سمح بتحقيق الكثير من التقدم القانوني كما “ألهم حركات سياسية مثل النضال ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا أو النضال من أجل الديمقراطية في أوروبا الشرقية” على حد قولها. لكن “الحرب على الإرهاب” التي شنتها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها منذ اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001 تسببت بتراجع حقوق الإنسان في البلدان الغربية التي لم تعط مثالاً صالحاً في هذا المجال لبقية العالم كما رأت خان. وقالت خان في هذا السياق “إن اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول كشفت رياء الديمقراطية الغربية التي كانت حتى الآن تحمل مشعل حقوق الإنسان في الخارج”. وفجأة واجهت هذه الدول “هذه المشكلات على أراضيها، واختارت الطريق الاسهل، تلك التي تقضم حقوق الإنسان بدلاً من الدفاع عنها”. فالديمقراطيات الغربية “أعدت استراتيجيات لمكافحة الإرهاب تنسف حقوق الإنسان بدلاً من خلق استراتيجيات تحترم دولة القانون، وذلك يبعث برسالة سيئة جداً إلى الآخرين” كما قالت خان. ورأت مسؤولة العفو الدولية (آمنستي انترناشيونال) “ان الحرب على الإرهاب” شنتها إدارة الرئيس جورج بوش لكن “أولئك الذين تبعوا ليسوا أبرياء لا سلطة لهم”، لأنه كانت بينهم “الدول الأوروبية التي شاركت في نظام رحلات سرية” لنقل مشتبه بهم بالإرهاب إلى سجن قاعدة جوانتانامو الأمريكية في كوبا. وتابعت خان: “آمل فعلاً أن تتخذ الولاياتالمتحدة موقفاً حازماً بشأن حقوق الإنسان في المستقبل، ولدى الولاياتالمتحدة أسباب عديدة لفعل ذلك كقوة عظمى، فالجميع ينظر إلى الولاياتالمتحدة كنموذج يحتذى به”. وطلبت العفو الدولية من الرئيس المنتخب أوباما اتخاذ تدابير واضحة خلال المائة يوم الأولى من حكمه، مثل اغلاق معسكر جوانتانامو والتنديد علناً باللجوء إلى التعذيب وانشاء لجنة مستقلة حول انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت في اطار “الحرب على الإرهاب”.