صعدت الهند من ضغوطها على باكستان لمطاردة من يشتبه بتورطهم في هجمات مومباي ، واعتبر رئيس وزرائها مانموهان سينغ أن محاربة الإرهاب "واجب أخلاقي" ، في حين أكد نظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني أن الحملة الأمنية التي تشنها بلاده ضد الجماعات المسلحة يجب أن تطمئن نيودلهي. وجاءت تصريحات سينغ بعدما اعتقلت السلطات الباكستانية العشرات من أعضاء جمعية الدعوة الخيرية المشتبه في أنها واجهة لجماعة لشكر طيبة المسلحة المحظورة التي تحملها الهند مسؤولية الهجمات على مومباي المسفرة عن مقتل 179 شخصاً. وقال سينغ في مؤتمر دولي عقد اليوم بنيودلهي " في منطقتنا يوجد هناك إدراك متزايد بأن الإرهاب والتطرف يمثلان تهديداً للديمقراطية والتنمية "، مضيفاً أنه تبعاً لذلك فهناك "واجب أخلاقي يقع على عاتق الحكومات والسلطات في منطقتنا للتعامل (معه) بحزم وسرعة"، في إشارة واضحة منه إلى باكستان . كما أثار وزير الخارجية الهندي برناب مخرجي الشكوك حول إعلان باكستان اعتقالها كلا من مؤسس لشكر طيبة رئيس جمعية الدعوة حافظ سعيد وزعيم حركة جيش محمد مولانا مسعود أزهر، وما إذا كانت هذه الإجراءات ستصل "إلى نهاية منطقية"، مشيرا إلى أن إسلام آباد اعتقلتهما عام 2002 ثم أطلقت سراحهما فيما بعد. يذكر أن جماعة لشكر طيبة وحركة جيش محمد تقاتلان الحكم الهندي في كشمير . التطبيع مع الهند ... بدوره قال رئيس الوزراء الباكستاني إن أصدقاء البلدين المشتركين والمسؤولين فيهما يلعبون دوراً مهما في نزع فتيل الأزمة السياسية مع الهند بعد هجمات مومباي، معبراً عن تأكيده بأن هذه المحاولات ستنجح إلا أن "التطبيع يحتاج إلى وقت". واستبعد جيلاني أن توجه نيودلهي ضربة جوية ضد الجماعات المسلحة في الأراضي الباكستانية، معبراً عن اعتقاده بأن "الهند مسؤولة على حد سواء" وهي لن تقوم بمثل هذا التصرف، مؤكداً أنه "لا توجد مخاوف من شيء كهذا". وفي إطار متصل نقلت الوكالة الفرنسية عن مراسلها أن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون سيتوجه إلى الهند مساء اليوم بعدما يزور أفغانستان التي وصلها اليوم، حيث سيجتمع غداً الأحد مع نظيره الهندي لإجراء محادثات في أعقاب هجمات مومباي. في هذه الأثناء قال المدير التنفيذي لشركة فنادق الهند المحدودة رايموند بيكسون التي تملك "قصر وفندق برج تاج محل" إن الفندق سيبدأ عمله قبل احتفال المسيحيين بعيد الميلاد وتحديداً مساء 21 ديسمبر/كانون الثاني الجاري. وأضاف أنهم يكرسون افتتاح الفندق الذي تعرض لدمار كبير خلال الستين ساعة التي استغرقها احتلال المسلحين له الشهر الماضي "تأكيداً على قيم الشجاعة والصمود والكرامة". انتخابات كشمير ... وعلى صعيد آخر ذكرت تقارير إخبارية أن شاباً في العشرين قتل وأصيب ما لا يقل عن 13 شخصا بجراح -بينهم أربعة شرطيين- أثناء اشتباكات وقعت اليوم بين متظاهرين مناوئين للانتخابات المحلية في كشمير وقوات الشرطة في بلدة بولواما (32 كلم جنوب سرينغار العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير). وتجري الانتخابات على سبعة مراحل، ويعد اقتراع اليوم في بلدتي بولواما وشوبيان الجولة الخامسة في هذه الانتخابات. وتقول المصادر إن أكثر من مائتي متظاهر خرجوا إلى الشوارع ورشقوا الشرطة بالحجارة أثناء محاولتها إيقافهم، ما أدى إلى توقف مؤقت للاقتراع في ثلاثة مراكز بالبلدة. وكان قادة جماعات مسلحة وسياسيون يطالبون باستقلال الإقليم عن الهند، قد دعوا إلى مقاطعة الانتخابات بدعوى أنها ستزيد من قبضة نيودلهي على الإقليم الذي يدين غالبية سكانه بالإسلام ويطالبون بالانفصال عن الهند.