" رسالة تأبين من الرئيس الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا وإشادة من الرئيس أوباما" بدأت المراسم، التي نقلت عبر الانترنت وعبر محطات التلفزيون عبر العالم، بقراءة رسالتين من قبل المغني سموكي روبنسون. وكانت إحدى الرسالتين موجهة من الرئيس نيلسون مانديلا. وتلا سموكي روبنسون الرسالة أمام آلاف الأشخاص الذين يحضرون المراسم في القاعة، والتي جاء فيها «مايكل أصبح قريبا جدا منا بعدما بدأ بالمجيء إلى جنوب أفريقيا والغناء فيها». وقال «إننا نكن تقديرا كبيرا لموهبته (..) كان مايكل عملاقا وأسطورة». ومن ثم تلا سموكي روبنسون رسالة من المغنية ديانا روس صديقة مايكل جاكسون الكبيرة. وجاء في رسالتها «يجب أن تعرفوا أنه رغم عدم وجودي هنا في ستايبلز سنتر إلا أن قلبي معكم». واعتلى بعد ذلك المنصة مجموعة من الفنانين الذين غنوا بعض أغاني الراحل واحدا تلو الآخر. ومن المغنين الذين قدموا وصلات في الحفل مارايا كاري وليونيل ريتشي وستيفي ويندور. كما قرأت كوين لطيفة بعض الأشعار التي كتبتها الكاتبة الأميركية مايا أنجلو. وجرت أولا مراسم جنازة خاصة لملك البوب مايكل جاكسون في لوس أنجليس قبل مراسم التكريم الشعبية بمشاركة مجموعة من النجوم والتي تابعها مئات ملايين الأشخاص عبر العالم عبر محطات التلفزة. الجنازة الخاصة اقتصرت على العائلة والمقربين، وأقيمت عند الساعة الثامنة في مقبرة فوريست لون في هوليوود. وكان قد شوهد بعض أفراد عائلة المغني يزورون المقبرة الاثنين. وكان أقارب مايكل جاكسون قد وصلوا إلى مدافن «حديقة فورست لون التذكارية» في مدينة لوس أنجليس الأمريكية المحددة لمراسم تأبينه قبل 12 ساعة من الموعد. وعرضت محطة «إنترتينمينت تونايت» الأمريكية التلفزيونية لقطات مصورة لسيارة نقل الموتى يرافقها حشد كبير من رجال الشرطة في مقبرة المشاهير في تلال هوليوود. وذكرت أن شقيقيه جاكسون «لاتويا» وشقيقه «راندي» من بين المشاركين الذين ألقوا نظرة على جثمان النجم الشهير. وشاركت مجموعة واسعة من النجوم في المراسم، وبينهم المغنون ماريا كاري وليونيل ريتشي وستيفي ووندر وجنيفر هادسون وسموكي روبنسن وآشر. وبين المشاركين كذلك نجما كرة السلة الأميركية السابق ماجيك جونسون والحالي كوبي براينت والممثلة بروك شيلدز وبيري غوردي مؤسس شركة «موتاون» للموسيقى الذي اكتشف موهبة مايكل جاكسون. وتلك «لائحة مختصرة» بحسب العائلة، علما بأن وسائل إعلام عدة تحدثت عن حضور إريثا فرانكلين وإليشا كيز وجاستن تيمبيرلايك، وديانا روس صديقة المغني. وفي المقابل، رفضت الممثلة إليزابيث تايلور المقربة جدا من جاكسون حضور الجنازة، مبررة قرارها قائلة: «لأنه كان (أي جاكسون) ليرفض أن أتقاسم حزني مع الملايين قلت إني لن أذهب إلى ستايبلز سنتر. لا يمكنني أن أشارك في كل ذلك، إني أحبه كثيرا». وبين المدعوين أيضا ديبي رو، زوجة جاكسون السابقة ووالدة طفليه الأكبر سنا اللذين قد تطالب بحق حضانتهما. وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن مايكل جاكسون «كان أحد كبار فناني جيلنا» وربما كل الأجيال. وتكلم الرئيس الأميركي خلال وجوده في موسكو لمناقشة سباق التسلح النووي بين الولاياتالمتحدة وروسيا، وقال في مقابلة أجرتها معه شبكة «سي إن إن»: «بالتأكيد كان أحد كبار فناني جيلنا وربما كل الأجيال». وأضاف: «كما ألفيس بريسلي وفرانك سيناترا وفرقة البيتلز، كان جاكسون جزءا لا يتجزأ من ثقافتنا». وتابع أن «موهبته الفريدة وأغانيه مُزجت بجرعة كبيرة من المآسي ومن الصعوبات في حياته الخاصة. لا يمكننا أن ننسى ذلك، لكن من الأهمية بمكان أن نتذكر أفضل إنجازاته». وبحسب موقعَي الإنترنت المتخصصين في أوساط الفن «تي إم زي دوت كوم» و«أكسيس هوليوود»، رقد المغني في تابوت مذهَّب تبلغ قيمته خمسة وعشرين ألف دولار. وصُنع التابوت وهو من طراز «بروميثيوث» في الشركة عينها التي تولت إنجاز تابوت المغني جيمس براون في عام 2006. وبدأت مراسم التأبين الشعبية في الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي في قاعة «ستايبلز سنتر» الرياضية في وسط لوس أنجليس. واستمرت هذه المراسم ساعة ونصف الساعة، وتناقلتها مباشرة مئات التلفزيونات ومواقع الإنترنت عبر العالم لمتابعتها من قبل مئات ملايين المشاهدين، وربما أكثر من ملياري إنسان حول العالم. وقد شارك 1.6 مليون شخص في سحب بالقرعة جرى عبر الإنترنت اختير في محصلته 8750 شخصا فاز كل منهم ببطاقتين لحضور مراسم التكريم. وقد توافد الفائزون الاثنين على ملعب فريق دودجرز المحلي للبيسبول من أجل سحب بطاقاتهم. وحاول بعض أصحاب البطاقات بيعها عبر الإنترنت، حيث عرض البعض البطاقة الواحدة بسعر مائة ألف دولار، غير أن موقعي المزاد العلني «آي باي» والإعلانات المبوبة «كرايغ ليست» أعلنا نيتهما سحب العروض، التي اعتبراها «غير مناسبة». وتوفي مايكل جاكسون بشكل مفاجئ في 25 يونيو (حزيران) في لوس أنجليس في سن الخمسين، فيما كان يستعد للعودة إلى الساحة الفنية من خلال سلسلة حفلات في لندن هذا الصيف.