تواصل قوات الجيش والمقاومة تقدمها الملموس في عدد من الجبهات بالتزامن مع إعلان الجيش الوطني خطته لتحرير الشريط الساحلي الغربي. يأتي هذا في الوقت الذي بدأت فيه بروز خلافات تنذر بنسف التحالف بين صالح والحوثي بعد انكشاف محاولات صالح النجاة بنفسه . ففي محافظة تعز قالت مصادر محلية أن 29 من عناصر مليشيات الحوثي وصالح قتلوا في مواجهات اليوم مع الجيش الوطني وعناصر المقاومة . واشارت المصادر ان معارك عنيفة تدور حاليا في مديرية المسراخ وأن قوات الجيش والمقاومة حقق تقدما هناك ، حيث أفاد شهود عيان بإنسحاب مليشيات الحوثي وصالح من عدد من المواقع على أثر الضربات القوية التي تلقتها هناك . كما حققت المقاومين تقدما في منطقة "الكمب" شرق المدينة، فيما قام الحوثيون بقصف أحياء "الشماسي" و"ثعبات" بقذائف من مواقع حول "القصر الجمهوري" و"تبة سوفتيل . وردت مليشيات الحوثي وصالح بقصف عنيف استهدف للمرة الأولى مدينة التربة كبرى التجمعات السكانية في محافظة تعز بعد المدينة . وقالت مصادر محلية ان 5 صواريخ كاتوشيا سقطت في المدينة بقصف شنته مليشيات الحوثي وصالح المتمركزة في مديرية حيفان . وفي محافظة الجوف أفادت مصادر في المقاومة بتحقيق تقدم كبيرا في المعارك التي تخوضها مع مسلحي الحوثي في المحافظة . وقالت المصادر أن عناصر المقاومة والجيش سيطروا الساعات على أجزاء واسعة من “جبل الريحانة” المطل على معسكر اللواء 115 الواقع تحت سيطرة الحوثيين بالمحافظة . كما سيطرت على منطقة "بير سدبا" ، كما دارت معارك عنيفة بين قوات الجيش الوطني والحوثيين في منطقة العقبة، بمديرية خب والشعف. وأكدت مصادر في المقاومة ان 50 بالمائة من مديرية الغيل ، إحدى أهم مديريات الجوف باتت تحت السيطرة ، وأن المليشيات حاولت استعادة المديرية حيث افشلت المقاومة خلال اليومين الماضيين عدد من الهجمات . يأتي هذا التقدم في الوقت الذي قال فيه ناطق الجيش الوطني أن الخطة القادمة لقوات الجيش والتحالف هي تحرير الشريط الساحلي الغربي بالكامل . وأوضح الناطق الرسمي باسم الجيش العميد سمير الحاج لصحيفة «عكاظ» السعودية إلى وجود عمليات عسكرية واسعة للسيطرة على المدن الساحلية ابتداء من المخاء ثم الحديدة ووصولا إلى ميناء ميدي. مؤكدا دخول قوات تابعة للجيش الوطني إلى مديرية حرض أقصى شمال اليمن والسيطرة على أكثر من 10كم وفرار المليشيات الانقلابية من ميناء ميدي . وكانت قوات التحالف والجيش الوطني قد سيطرت خلال الشهر الحالي على أغلب الجزر اليمنية على البحر الأحمر كان أخرها أرخبيل حنيش . وتبقى جزيرة كمران تحت سيطرة مليشيات الحوثي ، والتي أفادت الأنباء بقيام مليشيا الحوثيين وصالح اليوم بفرض حصارا خانقا على الجزيرة . وقال مصادر في الجزيرة ان الحصار جاء على خلفية اشتباكات اندلعت بين الحوثيين والسكان عندما حاولت الميليشيا منع إقامة حفل زفاف بالقرب من مقر مشرف الحوثيين "أبو مناوس". واكد السكان اختطاف الحوثيين للعريس وعمه وعشرات الشباب من أبناء الجزيرة عقب مقتل أحد أفرادها في الإشتباكات ؛ ويضيف السكان ان افراد المليشيا قاموا بنزع اجهزة الصوتيات واسلاك الكهرباء معترضين على صوت الموسيقى واستمرار الحفل الى بعد منتصف الليل . و تفرض الميليشيا منذ ساعات الفجر الأولى حصارا على الجزيرة وتمنع دخول المواد الغذائية والثلج والقات وتمنع الدخول والخروج اليها ، مطالبين بتسليم القاتل. واطلق أهالي الجزيرة مناشدات لقوات الجيش والوطني والتحالف بسرعة نجدتهم وطرد مليشيات الحوثي وصالح من الجزيرة . على صعيد أخر ، يثير التقدم الذي تحققه قوات الجيش الوطني والمقاومة واقترابها من العاصمة حيث باتت على بعد 30 كم فقط من مطار صنعاء الدولي كما صرح ناطق الجيش ، بدأت تعكس آثارها على الحلف القائم بين صالح والحوثي . حيث تؤكد مصادر سياسية عن محاولة الرئيس السابق علي صالح للنجاة بنفسه والوصول إلى صفقة سياسية تضمن له خروج أمن وترك جماعة الحوثي وحيدة في المعركة. وهذا ما أكده أحد أعضاء الوفد الحكومي في مفاوضات جنيف في تصريحات صحفية له اليوم . حيث قال ياسين مكاوي مستشار الرئيس اليمني إن الوفد الذي يُمثل الرئيس السابق علي عبدالله صالح في مشاورات "جنيف 2" بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين، عرض خروجا آمنا لصالح من الحرب والتبعات المترتبة عليها مقابل الموافقة على شروط الحكومة الشرعية. وكان لافتا الهجوم الشرس الذي شن القيادي الكبير في حزب المؤتمر وعضو وفد الحزب إلى مشاورات جنيف والمقرب من صالح عادل الشجاع ضد عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة . وسخر الشجاع في منشور له على صفحته في الفيس بوك من مظاهر الاحتفال الذي اقامت جماعة الحوثي بالمولد النبوي ووصل الهجوم لاتهام عبدالملك الحوثي بالفساد . وقال الشجاع، في منشوره :"تصدم عينيك الخرق الخضراء والبيضاء التي تملأ شوارع العاصمة صنعاء، الهدف منها الاحتفاء بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، مع العلم أن مجيء الرسول محمد إلى الحياة كان إنقاذا للفقراء والمساكين وتحقيق العدالة ضد المستغلين واللصوص". وانتقد القيادي المؤتمري ، ما أسماه ب"استغلال الدين" مشيرا إلى أن "استغلال الدين لتجريع الشعب اليمني مرارة الظلم ومصادرة حقوقه يعد ضرب قبيح من ضروب الإلحاد إن لم يكن أقبحها على الإطلاق".
وأضاف مخاطبا عبدالملك الحوثي : "أنت قلت لي أنك ثائر ضد الفساد فأصبحت الفساد بذاته. قلت لي إن 3500ريال ثمن الدبة البترول كثير فأخذت تبيع البترول ب12000 ريال إلى جيبك الخاص، قلت لي إن المؤسسات فاسدة ولكن بدلا من إصلاحها دمرتها. ياترى هل أنت واعي ماتفعله وبالتالي تستخف عقولنا؟ أم أنك تجهل ذلك؟ ". وأضاف عادل الشجاع مخاطبا زعيم الحوثيين: " تعلم أن عصابتك الحفاة العراة تطاولوا في البنيان ونهبوا موارد البلد؟ وهل تعلم أننا صبرنا على كل شيء حتى لانمكن العدوان من سيادتنا وكرامتنا؟ ". واختتم منشوره قائلا : "لقد اكتشفنا أنك الوجه الآخر للعدو تتاجر بشرفنا وكرامتنا، فهل سيصحو ضميرك لمرة واحدة حتى يكون الدين جزءا من سلوكك وليس وسيلة لاستغلالنا". كما تناقلت عدد من وسائل الإعلام المحلية تهديدات أصدرها أحد قيادات جماعة الحوثي بنسف وتفجير منازل قيادات موالية لصالح اذا لم يشتركوا في معركة صنعاء معهم .