شهدت المرحلة الثانية من الانتخابات التشريعية المصرية التي جرت امس معركة دامية بين انصار الحزب الحاكم وجماعة الاخوان المسلمين اسفرت عن وقوع قتيلين وعشرات الجرحي معظمهم في الاسكندرية، بينما قامت قوات الامن بحملة اعتقالات واسعة شملت نحو 360 من انصارها قبل بدء التصويت امس. وتبادلت السلطات الامنية المصرية وجماعة الاخوان المسلمين الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاع اعمال العنف والبلطجة بين انصار الجماعة ومؤيدي الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. واتهم ابراهيم حماد، الناطق بلسان وزارة الداخلية المصرية، في مؤتمر صحافي جماعة الاخوان المسلمين باستخدام المجرمين والبلطجية لإرهاب الناخبين ومهاجمة أنصار المرشحين المستقلين. وقال حماد يؤسفني ان أقول ان معظم اعمال البلطجة قام بها مرشحو التيار الديني (الاخوان المسلمين) . الا ان جمال حشمت، مرشح الاخوان المسلمين في دائرة بندر دمنهور بدلتا النيل، اتهم الشرطة والحزب الحاكم بممارسة اعمال البلطجة ضد مؤيدي الاخوان المسلمين. وقال حشمت نحن نواجه نظاما فاسدا وقمعيا ولا يقوم المواطنون العزل الا بمقاومته بالحجارة . وقال الاخوان المسلمون في بيان بعد انتهاء الانتخابات بان قوات الشرطة اعتقلت 360 من مؤيدي وأنصار الجماعة في المحافظات التسع التي تجري فيها الانتخابات. ولكن حماد رفض الاشارة الي عدد المعتقلين من الاخوان المسلمين وقال يجب ان ننتظر تحقيقات النيابة. وقالت اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات في بيان ان سائق سيارة أجرة قتل في الاسكندرية بعد قيام بلطجية بتدمير ست سيارات أجرة في أعمال عنف. وفي مدينة دمنهور، أصيب نحو 40 شخصا بعد اشتباكات حادة بين أنصار جماعة الاخوان المسلمين وانصار الحزب الوطني عندما حاولوا ازالة لافتات الاخوان واحراقها. وتميزت المرحلة الثانية من الانتخابات بتصاعد أعمال العنف والبلطجة علي خلاف المرحلة الاولي التي تميزت بهدوء نسبي في ما يصفه مراقبون برغبة الحزب الحاكم في تحجيم نفوذ جماعة الاخوان المسلمين التي حققت تقدما تاريخيا في الجولة الاولي من الانتخابات. وقالت المنظمة المصرية لحقوق الانسان في بيان ان أعمال العنف والبلطجة قد تزايدت من قبل مرشحي الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم) ضد مؤيدي مرشحي المعارضة ومرشحي جماعة الاخوان المسلمين . وقالت المنظمة انه تم اختطاف احد مراقبيها في مدينة بورسعيد الساحلية وانه تم منع مندوبي المرشحين من دخول لجان الاقتراع لمراقبة سير العملية الانتخابية. وقال انصار ابو العز الحريري، مرشح حزب التجمع اليساري في الاسكندرية، ان بلطجية الحزب الوطني اشتبكوا مع انصار جماعة الاخوان المسلمين في دائرة كرموز مما منع الناخبين من التصويت . وأضافوا ان البلطجية كانوا يستخدمون السكاكين والسيوف لترهيب الناخبين وانهم هددوا الناخبين برميهم بماء النار. وقال احمد فوزي عضو الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، وهي احدي اللجان التي تراقب الانتخابات، ان قوات الامن المركزي اقفلت اللجان الانتخابية في محافظات البحيرة والفيوم والغربية قبل ساعتين من موعد اغلاقها الرسمي لمنع ناخبي الاخوان المسلمين من التصويت. ورأي مراقبون ان النتائج المفاجئة التي حققتها جماعة الاخوان في المرحلة الاولي بحصولها علي 34 مقعدا ربما اثارت مخاوف مرشحي الحزب الحاكم ودفعتهم لاستخدام كافة الوسائل لتفادي الهزيمة، خاصة ان الجماعة تتمتع بتأييد قوي في محافظات هذه المرحلة من الانتخابات، وبينها الاسكندرية والبحيرة. القدس العربي
