ذكرت مصادر صحافية أن اليمن يعزم القيام بوساطة بين مصر وسوريا لتقريب وجهات النظر, وإزالة الخلافات التي نشبت مؤخرا بين البلدين والتي وصلت حد منع السلطات السورية دخول الصحف المصرية التي شنت خلال الأيام الماضية هجوما شديد اللهجة ضد النظام السوري. وبحسب المصادر فان الدكتور أبو بكر القربي وصل صباح اليوم الخميس إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع مسوؤلين مصريين في هذا الشأن والبحث حول مدى إمكانية قيام الرئيس علي عبدالله صالح بزيارات مكوكيه بين القاهرةودمشق لتحقيق المصالحة بين البلدين اللذين تربطهما علاقات تاريخيه وشعبيه, حيث خاضا معا حروبا مشتركه ضد عدو واحد وأقاما أول وحدة عربية في التاريخ الحديث. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (أرنا) عن مصادر دبلوماسيه عربيه بالقاهرة قولها أن اليمن دخل علي خط الوساطة بين مصر وسوريا لتهدئه الأجواء بما يمهد لعقد قمة تجمع بين الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره السوري بشار الأسد لإزالة التوتر في علاقات البلدين . وكان قرار السلطات السورية منع دخول الصحف المصرية علي مدي اليومين الماضيين آثار أزمة جديدة في علاقات القاهرةودمشق المتوترة أصلا علي خلفيه اختلاف وجهات النظر إزاء حل الملف اللبناني. وأعربت مصادر مصريه مسؤولة عن أسفها إزاء قرار السلطات السورية منع الصحف المصرية من دخول البلاد بزعم احتوائها علي هجوم علي القمة العربية التي عقدت مؤخرا ووصفها بالفاشلة . وأكدت المصادر ذاتها أن مصر لم ولن تقبل علي أي خطوه مماثله رغم الشتائم الموجودة بالصحف السورية ضد من لم يحضر القمة العربية لسببين الأول ما وصفته ب"هامش الحرية الكبير" المتاح لكل الآراء بمصر بما فيها الآراء التي تعارض النظام نفسه, وثانيا أن القاهرة تضع في اعتبارها عند اتخاذ قرار بشان سوريا العلاقات التاريخية بين الشعبين والبلدين . ونفي المصدر أن تكون هناك أي تعليمات قد صدرت إلي أي جهة بشن حملات صحفيه علي سوريا, مشيرا في هذا الصدد إلي أن الآراء التي تناولت القمة كانت في صحف حكوميه ومستقلة ومعارضه وتم منعها جميعا من دخول سوريا. وكانت عدة صحف مصريه خاصة الحكومية وعلي لسان رؤساء تحريرها قد تناولت بالنقد نتائج القمة العربية الأخيرة وموقف سوريا من الملف اللبناني متهمه دمشق بتغليب مصالحها الخاصة علي المصالح القومية العربية الأمر الذي يشير إلي تصاعد الأزمة في علاقات البلدين علي الرغم من جهود عربيه لتحسينها. وتأتي الوساطة اليمنية الجديدة بعد أسابيع قليلة على تبني اليمن وساطة بين حركتي حماس وفتح الفلسطينيتين. وقلل مراقبون من أهمية الوساطة اليمنية الجديدة بين مصر وسوريا, التي تأتي بعد فشل وساطتها السابقة لإنهاء الخلافات الفلسطينية الفلسطينية, والتي كان لتغيب الرئيس علي عبدالله صالح بصورة مفاجئة عن حضور القمة العربية التي عقدت أواخر الشهر الماضي بدمشق سببا مباشرا في تعثرها وعدم بلورتها إلى مبادرة عربية تتبناها القمة العربية. وانتقد مراقبون في تصريحات ل"الوحدوي نت" تشتيت الجهود اليمنية الرسمية في تبني وساطات عدة لحل المشاكل العربية, في الوقت الذي يعاني فيه الداخل من اختلالات واضحة وموجات غضب بدأت تتصاعد بشكل لافت في المحافظات الجنوبية. واعتبر محللون سياسيون تبني اليمن لمثل هذه المبادرات محاولة من النظام الحاكم للهروب من مشاكله الداخلية, وشغل الرأي العام عما يحدث من فوضى وأعمال عنف في الداخل. على صعيد آخر تحدثت مصادر صحافية عن عزم دولة الكويت القيام بوساطة بين سوريا والمملكة العربية السعودية لحلحلة الأزمة الدبلوماسية القائمة بين البلدين والتي تفاقمت مؤخرا , بعد محاولة المملكة العمل على إفشال قمة دمشق, وعرقلة مستوى تمثيل عدد من الدول العربية لحضور أعمال القمة .