عن عمر يناهز ال (62) عاماً غادرنا الأستاذ عمر باقوني – أبو خلدون – الرجل العروبي الناصري الذي امتلأت حياته بالعمل الدؤوب نصرة لقضايا أمته القومية ، من فلسطين إلى العراق , إلى الجولان إلى جنوبلبنان .. فقد كرس حياته من أجل أمته العربية, التي آمن بقدرتها على مقارعة العدوان، أي عدوان يفرض عليها.. وهو الذي نهل من مدرسة جمال عبد الناصر، فعمل في الحقل الناصري والقومي، من حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سوريا, مروراً بالمؤتمر القومي العربي, والمؤتمر القومي الإسلامي, والمؤتمر الناصري العام, وكذلك في جمعيات نصرة فلسطين ونصرة العراق. المناضل عمر باقوني كان يكتب بين الفينة والأخرى ليعبر عن مكنونات روحه وعقله : فيلامس هموم الأمة ، ويخاطب ضمائر الناس , فينتج انتاجاً قليلاً ،إلا أنه نابع من جوانية المعطى الوجداني لما هية الأمة , وانفلاتات روحها الوحدوية .. فقد كان وحدوياً عروبياً لا يشق له غبار , آمن بأن الوحدة العربية مآلا استراتيجياً للأمة لابد منه , ورفض كل المشاريع التجزيئية الانفصالية , حارب الانفصال والفكر الانفصالي , وارتمى في أحضان مشروع قومي عربي نهضوي و ديمقراطي , مازلت جماهير الأمة تحمل رايته لأنه الخلاص المستقبلي الاستراتيجي لنهوض الأمة .. ولقد أقلقه ما كان يحصل مؤخراً من عدوان همجي صهيوني على غزة الصامدة وكان قلبه ينبض بحرقة, وهو يرى جحافل المغول الصهيوني تعيث فساداً على أرض الرباط في غزة، إلا أنه كان متفائلاً بأن لغزة ما بعدها وأنها منتصرة بإذن الله.. ولم تنل من عزيمته كل أنواع العهر الرسمي العربي, بل كان أمله بما تبقى من هذا الواقع العربي، وبجماهير الأمة التي خرجت من المحيط إلى الخليج لتقول لا لهذا الاستهتار الفاقع بترك غزة تقاتل لوحدها.. غادرنا – عمر باقوني – أبو خلدون لكن كينونته مازالت بين أهله وإخوته وأصدقائه .. ومازال صوته الهادئ ومرحه الذي لا يغادره .. مازال بيننا ..ولسوف ينتصر المشروع القومي العربي الذي حمل لواءه الأستاذ باقوني .. ما بقي في هذه الأمة مقاومون أبطال أمثال مرابطو غزة و العراق.. والى هناك يا أبا خلدون .. إلى هناك حيث الكل في الواحد.. وحيث الوجود في الناس للدور الفاعل و العمل الدنيوي الذي لا يقف عند حد.. خدمة للعام وليس الخاص .. وإنا لله وإنا لله وإنا إليه راجعون.