رسائل حملتها استقالة ابن مبارك من رئاسة الحكومة    سلسلة غارات امريكية على محافظتين يمنيتين    نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    استمرار انهيار خدمة الكهرباء يعمّق معاناة المواطنين في ذروة الصيف في عدن    3 عمليات خلال ساعات.. لا مكان آمن للصهاينة    فعاليات للهيئة النسائية في حجة بذكرى الصرخة ووقفات تضامنية مع غزة    - اعلامية يمنية تكشف عن قصة رجل تزوج باختين خلال شهرين ولم يطلق احدهما    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    شاب يمني يدخل موسوعة غينيس للمرة الرابعة ويواصل تحطيم الأرقام القياسية في فن التوازن    بدعم كويتي وتنفيذ "التواصل للتنمية الإنسانية".. تدشين توزيع 100 حراثة يدوية لصغار المزارعين في سقطرى    قرار جمهوري بتعيين سالم بن بريك رئيساً لمجلس الوزراء خلفا لبن مبارك    غرفة تجارة أمانة العاصمة تُنشئ قطاعا للإعلان والتسويق    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    إنتر ميلان يعلن طبيعة إصابة مارتينيز قبل موقعة برشلونة    منتخب الحديدة (ب) يتوج بلقب بطولة الجمهورية للكرة الطائرة الشاطئية لمنتخبات المحافظات    أزمة اقتصادية بمناطق المرتزقة.. والمطاعم بحضرموت تبدأ البيع بالريال السعودي    عدوان أمريكي يستهدف محافظتي مأرب والحديدة    وزير الخارجية يلتقي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    تدشين التنسيق والقبول بكليات المجتمع والمعاهد الفنية والتقنية الحكومية والأهلية للعام الجامعي 1447ه    وفاة عضو مجلس الشورى عبد الله المجاهد    اجتماع برئاسة الرباعي يناقش الإجراءات التنفيذية لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية    الطيران الصهيوني يستبيح كامل سوريا    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    قرار بحظر صادرات النفط الخام الأمريكي    أزمة جديدة تواجه ريال مدريد في ضم أرنولد وليفربول يضع شرطين لانتقاله مبكرا    الحقيقة لا غير    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    مليشيا الحوثي تتكبد خسائر فادحة في الجفرة جنوب مأرب    إعلان عدن التاريخي.. نقطة تحول في مسار الجنوب التحرري    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الامطار ويحذر من التواجد في بطون الأودية    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شباب الثورة .. صمود في وجه العواصف..أزمة الرحيل تستعصي على مبادرات الخارج
نشر في الوسط يوم 20 - 04 - 2011

انتهت مباحثات الرياض التي جرت مطلع الأسبوع الجاري مع وفد اللقاء المشترك دون الوصول إلى مخرج للأزمة بناء على مبادرة خليجية وسط إصرار المعتصمين في ساحات التغيير والحرية على مطلبهم في الرحيل الفوري للنظام . لقد اكتفى البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع وفد المشترك الذي رأسه محمد سالم باسندوة بالإشارة إلى أن الأخير أكد تمسكه بالمبادرة الصادرة عن دول المجلس في 3 ابريل والتي كانت تنص على التنحي صراحة قبل أن يتم تعديلها في 10 ابريل إلى نقل الصلاحيات وأنه تم الاتفاق على أن يستمر الحوار والتشاور مستقبلاً وسوف تكون جولة الحوار الأخرى والتشاور بين دول المجلس والجانب الحكومي اليمني في إطار ما تضمنته المبادرة وماتم التوصل إليه مع وفد المشترك. هذه اللقاءات لا تزال تجري بدون تمثيل للشباب المرابطين في الساحات وهو ما قد يجعل أي اتفاقات ناتجة عنها غير مقبولة لدى الثوار خاصة أن اللجنة التنظيمية للثورة أكدت عدم تفويض الشباب لأي جهة داخلية أو خارجية للحديث باسمهم أو طرح رؤيتهم. وعلى الرغم من الاحتجاجات اليومية المتصاعدة لشباب الثورة التي تطالب بتنحيه ، فان الرئيس علي عبد الله صالح متشبث بالسلطة وربما لايزال يعتقد أن بوسعه الخروج من هذه الأزمة بسلام وكذا إطالة فترة بقائه. لكن ذلك لا يمنعه من البحث عن أفضل صفقة لنفسه ولأفراد أسرته الراغبين في الاحتفاظ بثروتهم والحصول على حصانة تقيهم المحاكمة خاصة أنه يضع محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك نصب عينيه، لذا فهو لا يريد التنحي بدون ضمانات تجنبه مواجهة المحاكمة والسجن .وبحسب تقرير لوكالة رويترز فإن صالح الذي يراوغ في الاستجابة لمطالب شعبه ربما يبحث لنفسه وبطانته عن اكثر من الحصانة من المحاكمة وهي فكرة تقبلها أحزاب المعارضة لكن لا يقبلها المحتجون الشباب. وبالتوازي مع هذه التطورات سرت أنباء عن أن هناك اتفاقاً قيد التفاوض برعاية أمريكية أوروبية خليجية لنقل سلمي للسلطة في اليمن أو بالأحرى هو آليه لتنفيذ المبادرة الخليجية . هذا الاتفاق يقضي بأن يعلن الرئيس التنحي بعد شهر من نقل سلطاته نهاية الأسبوع القادم إلى نائب يختاره . وينص المقترح الأمريكي الاوروبي على توقيع اتفاق بين الرئيس وأحزاب اللقاء المشترك المعارض برعاية واشنطن يتضمن نقل صلاحيات الرئيس صالح خلال أسبوع من قيامه بإصدار قرار بتعيين نائب جديد له ومن ثم يعلن خلال فترة لا تتجاوز الشهر تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية مع تمتعه بضمان عدم ملاحقته قضائيا. كما تضمنت المبادرة أن يغادر نجل الرئيس (أحمد) قائد الحرس الجمهوري البلاد برفقة نائب رئيس جهاز الأمن القومي العقيد عمار محمد عبدالله صالح وأركان حرب الأمن المركزي العميد يحيى محمد عبدالله صالح. وبعد تعيين النائب الجديد يقوم الرئيس صالح بنقل صلاحياته له ومن ثم يقدم استقالته لمجلس النواب ليصدر النائب الجديد بعد ذلك قرارا بتشكيل حكومة مؤقتة برئاسة شخصية من المعارضة.وأن يغادر الرئيس أيضا اليمن برفقة اللواء علي محسن الأحمر بعد إعلان تنحيه عن السلطة. وعند تنفيذ هذا الاتفاق تنهي أحزاب اللقاء المشترك والشباب المحتجون في مختلف الساحات حالة الاعتصام وكافة المظاهر الاحتجاجية. وبالرغم من أن هذه المبادرة لم تؤكد من أصحابها أو طرفي الصراع ، فإن انتقادات عديدة وجهت لها ، حيث ذكر عدد من الشباب انها قد تكون لعبة جديدة يمارسها الرئيس لإطالة أمد بقائه ويضحك بها على الجميع ..ووضعوا تصوراً لما سيقوم به الرئيس -في حال قبلت هذه الجدولة- مفاده أنه وبعد مرور شهر كامل من نقل الصلاحيات سوف يقدم استقالته إلى مجلس النواب الذي بدوره سيرفض الاستقالة وسوف يقول الرئيس بناء على رفض مجلس النواب الاستقالة سوف أبقى رئيساً إلى موعد الانتخابات القادمة وهذا عمل دستوري وطبعا هو يريد أن تتوقف الاعتصامات خلال الشهر ومن الصعب إذا توقفت أن تعود بنفس القوة والضغط اللذين هي عليهما الآن . وفيما يشارك اللقاء المشترك في المفاوضات الخارجية لإيجاد مخرج للأزمة دون الأطراف الأخرى كالشباب والحوثيين والحراك الجنوبي ، فإن بعض هذه الأطراف أبدت اعتراضها وبشكل ضمني على هذه اللقاءات. ومن ذلك أن سير الحوثيون تظاهرة في صعدة رفعت فيها اللافتات المطالبة بالتغيير ، وشعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام " وهو الشعار الخاص بالحوثيين"..وعبر المتظاهرون عن رفضهم لما سموه بالتدخلات الخارجية وكل أشكال التآمر وأساليب الخداع التي تقدمها بعض السفارات الأجنبية. الرئيس الذي دعا المشترك إلى تحكيم ضمائرهم والعودة إلى الحوار شن هجوماً حاداَ ضدهم واتهمهم خلال كلمته أمام حشد من مؤيديه ب"قطاع الطرق" وقال "لا لإيقاف ضخ النفط .. لا لإيقاف الغاز عن المواطنين الذي يتحملها المشترك". وفيما قال إنه يمثل "الشرعية الدستورية" في اليمن،أضاف وسط هتافات عشرات الآلاف من أنصاره في ميدان السبعين "إن هذه الجماهير المليونية يأتون لهذه الساحات ليقولون نعم للشرعية الدستورية ... هذه جماهير 2006 الذين قالوا نعم للحرية والديمقراطية نعم لعلي عبدالله صالح رئيساً لهذه الأمة". وتابع قوله في كلمة مقتضبة "إنها رسالة واضحة للداخل والخارج .. إن هذا استفتاء شعبي على الشرعية الدستورية" وأن من يحضرون في ساحة التغيير بصنعاء هم جماهير المشترك في 2006. هكذا الرئيس يريد أن يقول إن ما يجري في البلد ليس ثورة شعبية وإنما مجرد أزمة سياسية مع المعارضة . كما تقمص صالح دور الواعظ الحريص على الدين، داعياً إلى منع "الاختلاط" في الاعتصامات. وقال "أدعوهم إلى منع الاختلاط في شارع الجامعة الذي لا يقره الشرع". دعوة الرئيس علي عبدالله صالح هذه لشباب التغيير أثارت استياء مختلف شرائح المجتمع اليمني، واصفين خطابه بالتحريضي ضدهم. وخرجت العديد من النسوة والرجال في تظاهرات حاشدة ، معبرين عن غضبهم مما وصفوة إساءة رئيس الجمهورية لشباب الثورة وطعناً في أعراضهم. وخصص يوم الأحد الفائت لخروج مسيرات مليونية انتصاراً " للشرف والكرامة " وبثت العديد من القنوات الفضائية اتهامات صالح للشباب بالاختلاط ، فيما حذفت الفضائية اليمنية ووسائل الإعلام الرسمية المقروءة حديثه المتعلق بالاختلاط. وفي ذمار دعا المشاركون في لقاء موسع عقد لمناقشة دعم الثورة وآليات تصعيدها إلى تشكيل لجنة قانونية تقوم برفع دعاوى قذف ضد علي صالح، مطالبة بمحاكمته وتنحيه فوراً. ودانت فعاليات سياسية واجتماعية ونسوية ومنظمات المجتمع المدني ما تلفظ به صالح في خطابه بميدان السبعيين من ألفاظ ، قالت إنها تتنافى مع القيم والأعراف وأخلاق الشعب اليمني الغيور، وأكدت أن ذلك يدل على مدى الإفلاس الذي وصل إليها النظام، وسقوطه الأخلاقي حد النيل من شرف وعرض شباب وشابات اليمن الأمر الذي يوجب محاكمته. واعتبرت الفعاليات -في بيان– ذلك الخطاب الهستيري طعناً في "أبنائنا وبناتنا" المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء ومختلف المحافظات، وكل أبناء اليمن الشرفاء. كما استنكرت ناشطات وصحفيات اتهام صالح للنساء الثائرات بالاختلاط في ساحات التغيير والحرية في عموم المحافظات. وبالرغم من حالة الإرباك التي يعيشها النظام ، فإنه لا يتوانى عن الاستفادة من ثغرات الثوار التي تقع أحياناً هنا وهناك من قبل بعض العناصر الحزبية ومن ذلك انه وبعد يوم من خطاب الرئيس الذي أثار غضب الجماهير وجد فرصة في استغلال حادثة الاعتداء على عدد من الناشطات في ساحة التغيير بصنعاء لإظهار أن هناك انقسامات في أوساط الثوار وسيطرة الإصلاح على الساحة . لقد سخر كل وسائله الإعلامية لتغطية الخبر ونقل الإدانات وهو الذي لم يكد يمض 24 ساعة على تعريض الرئيس بتواجد المرأة في ساحات الاعتصامات المطالبة برحيلة . وفيما قال تحالف المنظمات الحقوقية و المدنية ( حماية ) إن عدداً من الصحفيات والناشطات الحقوقيات بينهن (أروى عثمان، وهدى العطاس، وجميلة علي رجاء) تعرضن لاعتداء ومصادرة تلفوناتهن الشخصية وكاميرات التصوير الخاصة بهن أثناء مسيرة نسائية ردا على خطاب الرئيس صالح وذلك من قبل اللجنة الأمنية المرافقة للمسيرة، استغرب مصدر في لجنة النظام من حديث التحالف والحقوقيات حول الاعتداء عليهن، موضحا أن ما حدث خلاف بسيط دار بين اللجنة الأمنية وعدد من الناشطات حاولن استباق الحاجز البشري ، وقد اعتذرت منصة التغيير عقب الحادثة لأكثر من مرة للناشطات الحقوقيات على ما وصفته ب"سوء فهم". وقال تحالف حماية إن الاعتداء يتناقض مع مبدأ الحرية الشخصية والتعبير عن الرفض بكافة الأشكال والطرق المناسبة، والابتعاد عن مبادئ الوصاية , مطالباً بعدم تكرار تلك الأعمال التي تخلق التفرقة بين صفوف الثوار في ساحة الاعتصام .و أكد في بلاغ صحفي أن من حق المعتصمين تنظيم احتجاجاتهم السلمية بالطرق التي يختارونها دون وصاية من احد. واعتبر ( حماية ) أن تلك الاعتداءات انجرار من المعتدين إلى مربع يريده الرئيس صالح ونظامه الفاسد –حسب البلاغ- مشيراً إلى أن المحتجين، رجالا ونساء، أكبر مما وصفه البلاغ بحالة الإسفاف التي وصل إليها الرئيس ونظامه، وليسوا بحاجة إلى شهادة حسن سيرة وسلوك من نظام يفقد اللياقة والأخلاق بعد أن فقد شرعية الحكم أو من إي جهة أخرى. ومن جانبه دان الناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان حادثة الاعتداء التي تعرضت لها بعض الناشطات والصحفيات واعتبره عملاً منافياً لأهداف الثورة وتطلعات الشعب النبيلة في التحرر والإنعتاق من اسر التخلف. وقال إن المجلس سيقف في جلسته القادمة عند هذا الحادث المؤسف للكشف عن الذين ارتكبوه واتخاذ عدد من التدابير والإجراءات لجبر الضرر الناجم عن هذا الاعتداء وما لحقه من أضرار ومنع تكراره. مراهنات النظام على الوقت وملل المعتصمين ومؤخراً على الورقة الدينية والأخلاقية ثبت فشلها، خاصة مع دخول ثورة الشباب شهرها الثالث دون انكسار ، حيث تعددت الجمع وتنوعت الأسماء وبقي الهدف واحداً هو إسقاط النظام ومحاكمته . وفي الجمعة التاسعة للثورة التي أطلق عليها جمعة الإصرار - بعد جمع (البداية، والإنطلاق، والتلاحم، والصمود ، والكرامة ، والرحيل ، والخلاص ، والثبات)- أكد المعتصمون في ساحات وميادين الحرية في 15 محافظة إصرارهم على تحقيق مطالبهم المتمثلة برحيل نظام الرئيس ومحاكمته. وأكدت الحشود الجماهيرية في الساحات رفضها الكامل للمبادرة الخليجية، مطالبة برحيل فوري وعاجل للنظام وأقاربه ومحاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق المعتصمين السلميين وأن أي ضمانات مزعومة تقدم لصالح وحاشيته ما هي إلا خيانة لمئات الشهداء الذين رووا بدمائهم شعلة الثورة. وضمن خطوات التصعيد المطالبة بإسقاط النظام لقيت دعوة العصيان المدني استجابة شاملة في محافظات عدن وتعز ولحج والبيضاء ، فيما تفاوتت الاستجابة للدعوة التي أطلقها شباب الثورة يومي السبت والأربعاء في عدد من المحافظات. جاءت محافظة عدن في المقدمة حيث شهدت مختلف مديريات المحافظة السبت الفائت عصياناً مدنياً شل الحياة فيها وعطّل حركة المواصلات وبدت الشوارع والأسواق شبه خالية من الحركة. وأغلقت المرافق الحكومية أبوابها مع التصعيد الذي فرضه شبان التغيير في عدن، إلى جانب التنسيق مع النقابات والمؤسسات والمرافق الحكومية والقطاع الخاص لتنفيذ العصيان. وفي تعز ذكرت المعلومات أن أكثر من 80% من المحال التجارية أغلقت السبت الفائت تماما، كما توقفت الدراسة في أغلب المدارس وجامعة تعز. أما صنعاء فقد شهد شارع هائل أبرز الشوارع التجارية الشعبية في العاصمة إضرابا شاملا استجابة لدعوة العصيان، كما شهدت معظم مدارس العاصمة شللا عن الدارسة، فيما أقفلت الجامعات الحكومية والخاصة أبوابها تماما. وفي محافظة لحج قدرت نسبة الاستجابة للعصيان المدني بنسبة 90% خاصة في الشوارع الرئيسية لعاصمة المحافظة الحوطة حيث أغلقت كافة المتاجر منذ الساعة الثامنة صباحا وهي الساعة التي حددتها الدعوة وحتى الساعة العاشرة ، بينما كان العصيان المدني في المؤسسات والإدارات الحكومية منذ الصباح وحتى نهاية الدوام. مدينة البيضاء هي الأخرى شهدت عصيانا مدنيا شاملا حيث أغلقت كافة المحلات
التجارية لأكثر من ساعتين، كما تعطلت كثير من المرافق الحكومية عن العمل تضامنا مع شباب الثورة. النظام الذي فشل في إخراج مسيرات مناصرة أغاضته حشود الثورة الشعبية وهو ما جعله يوجه آلة قمعه الدموية ضد المسيرات المطالبة برحيلة بوحشية .. لقد جعل المعتصمون في ساحة التغيير بصنعاء يعيشون ليلة الأحد الماضي وسط أنين عشرات المصابين بعد اعتداء قوات الأمن ورجال بزي مدني يوصفون بالبلاطجة على مسيرتهم التي خرجت من الساحة باتجاه شارع الجزائر... شهود عيان أكدوا أن حوالي 15 حالة أصيبت برصاص فيما أكثر من 300 أصيبوا بالغازات المسيلة للدموع التي اطلقتها قوات الامن وقيامها بعد ذلك بمحاصرة المصابين الذين لجأوا إلى جامع الرحمن. اليوم التالي لحادثة صنعاء كانت آلة قمع النظام الوحشية تفتك بأبناء محافظة الحديدة ، وقد أصيب 88 شابا من شباب الثورة لدى مهاجمة بلاطجة النظام وقوات مكافحة الشغب مسيرة طلابية خرجت بالآلاف ترفع لافتات مطالبة برحيل النظام ورافضة أي حوار أو أي مبادرة ما لم تتضمن الرحيل الفوري للرئيس صالح ومحاكمته مع من تسببوا في جرائم بحق المواطنين. تواصل الاعتداءات على الفعاليات الاحتجاجية من قبل النظام عززت مطالب خصومه للمجتمع الدولي ، حيث قال المشترك في بيان إن الجريمة التي ارتكبها صالح وحاشيته بحق المعتصمين تؤكد للعالم أجمع ً بأن كل يوم يمر مع بقاء صالح في الحكم "يدفع ثمنه الشعب اليمني من دمه ويخسر فيه خيرة شبابه الذين يقتلهم صالح في الشوارع وفي ساحات الاعتصامات ويمنع إسعافهم ويخفي جثث بعضهم ويعتقل الجرحى ويحاول إخفاء جرائمه عن العالم ". وجدد المشترك دعوته المجتمع الدولي "التحرك العاجل لوقف المذابح التي يرتكبها صالح بحق الشباب المعتصمين سلميا ودعم مطالب الشعب في الخلاص من نظام صالح القمعي المستبد". وفيما لم يكن قد تعافى الحزب الحاكم من آثار الضربة التي أفقدته خيار قياداته ، فإن استمراره في قمع المتظاهرين زاد من الاستقالات داخل الحزب والسلطة وقد أُعلن أمس الأول في صنعاء عن تكتل سياسي جديد اسمه "العدالة والبناء" ويضم عدداً من الوزراء المستقيلين من الحكومة اليمنية وعدداً من الشخصيات القيادية التي أعلنت استقالتها من حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في مقدمتهما عضوا اللجنة العامة للحزب الحاكم المستقيلان محمد أبو لحوم رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المؤتمر الشعبي العام، ويحيى محمد الشامي رئيس دائرة الرقابة والتفتيش. وأيضاً الوزراء ال3 المستقيلون من الحكومة الدكتورة هدى البان وزيرة حقوق الإنسان وخالد الوزير وزير النقل ونبيل الفقيه وزير السياحة، وعدد من البرلمانيين المستقيلين من كتلة الأغلبية أبرزهم عبدالعزيز جباري وعبدالكريم الأسلمي وعبده محمد الحذيفي وغيرهم. إضافة إلى عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي والسفراء المستقيلين بعد الأحداث الدامية التي تعرضت لها الاحتجاجات السلمية. ودعا التكتل خلال مؤتمر صحفي إلى إنجاح ثورة التغيير السلمية، وأكدوا أن التكتل سيعمل مع بقية الشركاء السياسيين من أجل بناء يمن جديد. وبالعودة إلى خطاب الرئيس الجمعة الفائتة الذي اتهم فيه المشترك بالوقوف وراء أعمال التقطعات ومنع وصول الغاز إلى المواطنين ، جاء الرد المناقض له من الجهات الرسمية ، حيث اتهمت السلطة المحلية بأمانة العاصمة حكومة تصريف الأعمال ممثلة بوزارة النفط والمعادن بالوقوف وراء أزمة الغاز التي تعيشها الأسواق اليمنية منذ أسابيع، ويحاول النظام وحزبه توظيفها ضد خصومه. وقال مصدر مسئول في أمانة العاصمة إن وزارة النفط خفضت اعتماد العاصمة من الغاز المنزلي من 58 ألف أسطوانة يومياً إلى 10 آلاف اسطوانة، بواقع ألف أسطوانة لكل مديرية وبعجز يومي عن المعتمد الحقيقي بواقع 48 ألف اسطوانة. وحمل المصدر في تصريح صحفي – نشرته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" وعدلته بعد دقائق - وزارة النفط والمعادن والشركة اليمنية للغاز المسئولية أمام الوطن والمواطنين في توفير الغاز بكميات أكبر لتلبية الاحتياجات الضرورية للمواطنين. وكانت وكالة سبأ للأنباء قامت بحذف الخبر، والذي نشر في وسائل إعلام رسمية أخرى، بعد دقائق من نشره، واستبدلته باتهامات للمشترك بالوقوف وراء اختفاء مادة الغاز. وذكرت المعلومات أن إدارة الأخبار في الوكالة تلقت اتصالات هاتفية من رئاسة الجمهورية عقب نشر الخبر، وطلبت منهم حذفه سريعا واستبداله بخبر آخر يتهم المشترك بالوقوف وراء الأزمة بما يتسق مع الاتهامات التي وجهها صالح لمعارضيه في خطابه الأخير. وما يعزز من هذه الفضيحة أكثر هو أن وكالة سبأ أجرت تعديلات على الخبر حملت في بدايته اللقاء المشترك المسئولية بحجة ما قالت إنها تقطعات لكنها في منتصف الخبر، عادت وحملت وزارة النفط والشركة اليمنية للغاز المسئولية عن توفير مادة الغاز وتوزيعها على معارض البيع. وتعد أزمة الغاز المنزلي إحدى الأزمات التي يفتعلها الحزب الحاكم ويحمل مناهضيه المسؤولية عنها وذلك بغرض تضليل الرأي العام وإيهامه بأن الثورة ستجلب للشعب المزيد من الأزمات في محاولة بائسة منه لإجهاضها.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.