اصطدمت كل التحركات السياسية في البلاد بتعنت الأطراف الممسكة بالقوة ،خاصة في ظل عودة الرئيس علي عبدالله صالح من السعودية قبل أسبوعين التي زادت من حدة التصعيد. مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن جمال بن عمر يغادر صنعاء أمس الأول بعد اضطراره للبقاء ثلاثة أيام إضافية -إلى الأسبوعين اللذين قضاهما في صنعاء بلا فائدة- بناءَ على طلب من الحكومة والسفارة الأمريكية على أساس أن تقوم السلطة بطرح أفكار جديدة قد تؤدي إلى توقيع اتفاق مع المعارضة ، بعد أن هدد بن عمر بنقل الملف اليمني إلى مجلس الأمن. جهود المبعوث الأممي إلى اليمن اصطدمت من جديد بشروط النظام، خاصة ما يتعلق بنقطة في الاتفاق السياسي الذي كان من المقرر أن يعلن مطلع الأسبوع الجاري،والمتصلة بإعادة هيكلة الجيش والأمن، حيث يشترط الرئيس صالح أن تتم عملية إعادة الهيكلة بعد الانتخابات الرئاسية، وليس قبلها، إلا أن المعارضة ترفض مثل هذا الطرح وتشدد على ضرورة أن تتم هذه العملية قبل الانتخابات الرئاسية تخوفاً من التزوير الذي قد يطال الانتخابات في ظل بقاء الجيش والأمن في أيدي الرئيس وأبنائه وأقاربه . وكان بن عمر عقد مؤتمراً صحفياً قبل أن يطلب منه البقاء وأعلن أنه سيقدم إحاطة لمجلس الأمن الدولي حول تطورات الوضع في اليمن كنوع من التهديد غير المباشر بتحويل ملف اليمن إلى مجلس الأمن الدولي والذي بدوره سيقوم بتنفيذ المبادرة الخليجية تحت البند السابع. وقال بن عمر إن العملية السياسية الساعية لحل الأزمة في اليمن وصلت إلى «طريق مسدود»، لكنه عبر عن تفاؤله بان اليمنيين سيخرجون بحل يضمن الدخول في مرحلة انتقالية ونقل السلطة في البلاد.وأكد أن عدم حدوث التقارب بين الأطراف اليمنية يعكس القلق الدولي والإقليمي المتزايد، فالعالم يراقب بقلق بالغ الوضع ويدعم بقوة التوصل لاتفاق سريع. وأضاف ان الشعارات التي رفعها الشبان والتي تطالب بالتغيير والإصلاحات أصبحت محل اقتناع القوى السياسية اليمنية، مشيرا إلى أنه لا يمكن السكوت عن مصادرة حقوق اليمنيين في الحياة الكريمة ومطالبهم المشروعة في التغيير والديمقراطية ودولة القانون والمساواة بين فئات المجتمع دون تمييز.وتجاهل بن عمر الإشارة إلى عودة الرئيس علي عبدالله صالح يوم الجمعة قبل الماضية إلى صنعاء بعد نحو أربعة أشهر قضاها في السعودية لتلقي العلاج. لكنه أشار إلى آلية نقل السلطة التي توصل إليها الحزب الحاكم والمعارضة قبل شهرين. وأكّد بن عمر أن الأممالمتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب اليمني في هذه الظروف التاريخية الصعبة، ولن تتوقّف جهودها لمساعدة اليمن في الخروج من هذه الدوامة الرهيبة. وأِشار المبعوث الأممي إلى أن اليمن يقف على مفترق طرق حيث أن الأحداث التي شهدتها البلاد مؤخّراً أدت لتعميق حالة انعدام الثقة بين الأطراف، داعياً الجميع للتحلّي بالمسئولية والشجاعة والدخول في حوار مباشر يؤدّي إلى اتفاق ينظّم انتقال السلطة وإدارة المرحلة الانتقالية. وأوضح المبعوث الأممي أن تطورات حدثت منذ الاتفاق على خارطة الطريق أو الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية قبل شهرين، مما يجعل من الممكن إجراء بعض التعديلات لتحديثها لكن أي حل سياسي جديد لن يخرج عن جوهر تلك الأفكار، التي تتلخّص في مرحلتين المرحلة الأولى أن يصدر الرئيس علي عبد الله صالح مرسوماً رئاسياً يدعو إلى انتخابات رئاسية مبكّرة بنهاية 2011 وينقل صلاحياته إلى نائب الرئيس وهذه العملية لا رجعة فيها، وتشكيل حكومة وطنية انتقالية وإعادة هيكلة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية عبر تشكيل لجنة عسكرية لهذا الغرض وإعداد وإجراء الانتخابات الرئاسية. فيما تتضمن المرحلة الثانية تعديل الدستور ومعالجة وضع الدولة والنظام السياسي بما في ذلك معالجة الوضع في الجنوب وطرح الدستور المعدّل على الشعب اليمني للاستفتاء عليه، وإصلاح النظام الانتخابي وإجراء انتخابات مجلس النواب وفقاً للدستور المعدل في فترة زمنية لا تتجاوز عامين بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية. ولفت جمال عمر إلى ان المعاناة التي يعيشها اليمنيون في غالبيتها نتاج «عدم تمكن اليمنيين من حل خلافاتهم، وعدم قدرة القيادات السياسية على اتخاذ القرارات الشجاعة الكفيلة بإخراج البلاد من الدوامة الحالية والطريق المسدود الذي وصلت إليه العملية السياسية».وأكد على أن الوضع في اليمن لا يحتمل أي تأخير إضافي في التوصل لاتفاق سياسي «يوقف نزيف الدماء ومعاناة الناس والدمار والتشريد». وعقد أمس الأول لقاء في منزل نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي ضم إلى جانب المبعوث الأممي جمال بن عمر قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام والمعارضة في محاولة أخيرة بطلب من هادي ، إلا أن الاجتماع لم يفض إلى نتائج واضحة . وترى المعارضة أن صالح ليس جادا في التعامل مع المبادرة الخليجية وآلية بن عمر ،وقال رئيس تكتل أحزاب اللقاء المشترك ياسين سعيد نعمان إن عودة الرئيس صالح المفاجئة من السعودية أوقفت التقدم نحو اتفاق لانتقال السلطة.مشيرا إلى أن معظم المسائل الصعبة فيما يتعلق بانتقال السلطة تم حلها أو أوشك الاتفاق عليها، ومن بين تلك المسائل خطط تنفيذ العملية الانتقالية وان يقوم نائب الرئيس -بدلا من صالح- بالدعوة إلى انتخابات مبكرة. وقال نعمان إن هناك حاجة إلى أن يزيد المجتمع الدولي الضغوط لحث خطى الاتفاق الذي أوشك على الاكتمال، مشيراً إلى الأبعاد الإقليمية والدولية للاضطرابات في اليمن. وحول تخويل الرئيس صالح نائبه بتوقيع الاتفاق بالإنابة عنه.. أوضح نعمان بان هذا الترتيب يفتقر للمصداقية بعد أن عاد الرئيس إلى القصر الجمهوري في العاصمة صنعاء، وأضاف قائلا "إذا كان الرئيس قد عاد وهو بصحة لا بأس بها وبدأ في القيام بمهامه عندئذ من الطبيعي أن يكون هو الذي يوقع المبادرة." وتساءل نعمان "كل الأطراف يبدو أنها مقتنعة بما يجب أن نفعله وعليه لماذا لم ينفذ الحل؟." "الرئيس جاء فتوقف كل شيء.... يجب أن تكون هناك إرادة أكبر لدى الطرف الآخر. وعلى ما يبدو أن لدى الرئيس علي عبدالله صالح أكثر من ترتيب للتملص من المبادرة الخليجية حتى في حال وقع عليها ، فهو يؤكد على أن "المبادرة الخليجية واضحة تقول يجب إزالة أسباب التوتر وعناصر التوتر معروفة للجميع ولا يمكن أن تنتقل سلطة بدون تنفيذ هذا البند، وإلا معناه أننا اعترفنا بالعملية الانقلابية، إذا سُلمت السلطة وهم موجودون في مراكزهم أو في مصدر القرار فهذه هي الخطورة وستقود إلى حرب أهلية". بالطبع صالح يفسر هذا البند على هواه إذ يرى أنه يشمل انسحاب المتظاهرين من الساحات وعودة الجيش المنشق وعزل قاداته ،فضلا عن عودة المحافظات المعلن سقوطها في أيدي الثوار بما فيها المسيطر عليها من قبل الحوثيين. ولذلك يقول صالح في حديث لوسائل إعلام أمريكية إنه لن يتنازل عن السلطة طالما استمر اللواء المنشق علي محسن وآل الأحمر محتفظين بنفوذهم، مؤكداً انه في حال انسحابه من السلطة واحتفاظ آل الأحمر بسلطتهم، فإن البلد ستنحدر إلى حرب أهلية. وأضاف صالح في أول مقابلة تجرى معه منذ عودته المفاجئة إلى صنعاء الجمعة قبل الماضية بعد غياب استمر ما يقارب أربعة أشهر للعلاج في السعودية: "إذا تخلينا عن السلطة وهم ما زالوا هنا، فهذا سيعني أننا تنازلنا أمام انقلاب". وذكرت مجلة "تايم" الأمريكية وصحيفة "واشنطن بوست"، واللتان أجرتا المقابلة مع صالح، أن الرئيس يحمل على وجهه "ندبات عميقة" ويعاني من مشاكل في السمع، وكان يرتدي قفازات خاصة بالمصابين بحروق. وعلق صالح على قمع المتظاهرين واستخدام العنف ضدهم قائلاً :" اللواء الأحمر وآل الأحمر يقتلون المتظاهرين من الخلف ليتهموا بعدها الدولة"، وأضاف صالح "لا نريد للأزمة أن تطول. نريد إخراج البلد من هذه الأزمة"، مؤكداً أن "انتقال السلطة سيتم عاجلاً أم آجلاً". وقال صالح "إننا على استعداد لتوقيع المبادرة الخليجية خلال الساعات والأيام المقبلة في حال التوصل إلى اتفاق مع أحزاب اللقاء المشترك". ويبدو صالح مثقلاً بالتناقض في ما يقوله وبين تحركاته ،ففي الوقت الذي يعلن استعداده لنقل السلطة نرى أدواته تواصل مهامها الدموية في قتل المطالبين برحيله ويحشد فقهاء الدين لاستصدار فتوى تحرم الخروج على ولي الأمر أو التظاهر ضده بل وتجيز قتل المحتجين وتعيد البلاد إلى عصور الظلام. لقد أثار البيان الصادر عن ما اسمي بالمؤتمر العلمي لجمعية علماء اليمن وبعد طلب من الرئيس صالح من المشاركين في المؤتمر تبيين حكم الله ورسوله في من وصفهم بالخارجين على الشرعية ردود أفعال عاصفة بسبب تحريمه الخروج على الحاكم والاعتصامات والشعارات التي يرفعها المتظاهرون. ونص بيان فقهاء الدين الموالين للرئيس علي عبدالله صالح على "عدم جواز الخروج على الحكام " وعلى طاعة ولي الأمر وعدم الخروج عليه وان المظاهرات والاعتصامات الحالية في الطرقات العامة والأحياء السكنية وما يحدث فيها محرمة شرعا وقانونا لما يترتب عليها من مفاسد كسفك الدماء والتعدي على الأمن وقطع للطرقات وإقلاق للسكينة العامة ولما تحمل من شعارات مخالفة للشرع "بحسب تعبيرهم . كما حث البيان أبناء الشعب بالالتزام بالبيعة المنعقدة في ذمتهم للرئيس صالح ،ودعا الجميع إلى الاحتكام لكتاب الله وسنة رسوله،كما دعا من وصفهم ب"الخارجين عن الجماعة من عسكريين ومدنيين إلى الرجوع إلى وحدة الصف ولم الشمل والوفاء بالعهد والقسم".وقال "فإن كفوا وإلافحكمهم حكم البغاة". وحاول البيان التعريض بالشعوب العربية التي أطاحت بأنظمتها في إطار ثورات الربيع العربي وقال "نحث الجميع على أخذ العبرة من الدول التي اتبعت نهج الثورات والانقلاب المسلح وما تعانيه من اضطرابات أمنية واقتصادية". وتجاهل البيان أعمال القتل التي ترتكبها القوات الحكومية في عدد من المحافظات وبحسب المعلومات فقد اعد النظام البيان وسلمه للحضور لقراءته فقط دون السماح لهم بمناقشته أوتعديله. وقد نددت الفعاليات والمظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها العاصمة وعدد من المحافظات بالبيان"الفتوى" واعتبرته بمثابة تشريع للقتل والحرب على المعتصمين والمتظاهرين . وشن خطباء المساجد في خطبة الجمعة المنصرمة هجوما حادا على بيان جمعية علماء اليمن . تجدر الإشارة إلى أن السلطات الأمنية منعت وسائل الإعلام من تغطية نقاشات البيان الختامي وأجبرتهم على مغادرة القاعة.وبحسب المعلومات فإنه وعند قيام بعض المشاركين في المؤتمر بطرح مقترح أن يقدم رئيس الدولة التنازلات لحقن دماء اليمنيين ،تم حرمانهم من مواصلة الحديث حيث أثار مقترحهم حفظية عدد من الحضور. من جهته انتقد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي البيان الذي أصدرته جمعية علماء اليمن بتحريم الخروج على الرئيس اليمني على عبدالله صالح بالقول أوبالفعل. وشدد القرضاوي "إن الفقه الرجعي الذي يسير في ركاب الحكام وإن ظلموا وجاروا ينبغي أن يختفي أمام الفقه الثوري الذي يعمل على تقوية الشعوب وينقي الحكم من مطامعه ومساوئه" . موضحا "أن استدلالهم بقول الله تعالي "يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" في غير محله. واضاف "الشعب اليمني الآن بالآلاف والملايين يطالب الرئيس بالرحيل وهو لا يستجيب لهم وذلك في سبع عشرة محافظة ومنذ سبعة شهور فكيف يريد حاكم ان يبقى والناس لا تريده". وشدد القرضاوي، بالقول "إن الخروج الذي ينكر هوالخروج بالسلاح لقتاله، وهذا لم يحدث بل هوالذي يقاتل ويسيل الدماء.. لقد نسي هؤلاء العلماء الكثير من الحقائق والمسلمات في دفاعهم عن حاكم استبد بالسلطة منذ 33 عاما كما نسوا أن الدستور والقوانين تبيح الخروج في مظاهرات سلمية ولا يجوز للحاكم ولا لغيره ان يعتدي عليها". وبالنظر إلى تطورات الأوضاع الحالية،فإن البلاد تغوص شيئاً فشيئاً في تفاصيل الأزمة المستفحلة منذ أشهر عدة على وقع رفض الرئيس صالح التوقيع على المبادرة الخليجية، في ظل نفاد صبر المجتمع الدولي من عدم التوصل إلى اتفاق سياسي ينقذ البلد من حرب شاملة تبدو أجواؤها مهيأة للانفجار مع مرور الوقت . وبالرغم من ذلك يحاول النظام إلهاء المجتمع الدولي وخاصة أمريكا بملف القاعدة ،مع أن هذه الورقة باتت هالكة ،وهو ما يتضح من خلال بيان البيت الأبيض الذي قالت فيه إن الولاياتالمتحدة تعتقد أنه يجب على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بدء"نقل السلطة" فورا وان هذا الموقف لم يتغير بعد مقتل المتشدد الأمريكي أنور العولقي في اليمن بغارة جوية قيل إنها لطائرة أمريكية بدون طيار . وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إن التعاون مع الحكومة اليمنية كان مهما في قتل العولقي. لكنه أضاف إن هذا أمر منفصل عن الاعتقاد بأنه يجب على صالح أن يبدأ على الفور عملية انتقال إلى الديمقراطية وفق ما تدعو إليه خطة لانتقال السلطة توسطت بها دول الخليج. وكان صالح قد حاول استعطاف الولاياتالمتحدة للتخفيف من ضغوطها عليه بسرعة نقل السلطة وذلك من خلال تذكيره لها بأنه حليف وثيق في محاربة الإرهاب وأن رحيله يعني حلول القاعدة في البلاد. وقال في حوار نشرته صحيفة واشنطن بوست ومجلة التايم الامريكتين "أريد أخاطب الرأي العام الأمريكي بطرح السؤال عبر صحيفتكم، هل انتم لازلتم على عهدكم في مواصلة عملية الحرب ضد طالبان وضد تنظيم القاعدة؟ إذا كانت واشنطن لازالت مع الأسرة الدولية على موقفها في مطاردة طالبان وتنظيم القاعدة الذين اقلقوا السلم الدولي فهذا شيء جيد، وما نراه هو أننا نقع تحت ضغط الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي للتسريع بتسليم السلطة ونحن نعرف إلى أين ستسير السلطة هي لتنظيم القاعدة الذي هو مرتبط ارتباطاً شاملاً ميدانيا ، أفسح الإخفاق في الشق السياسي المجال لأجواء الحرب الشاملة لتهيمن على العاصمة صنعاء من جديد، حيث عززت قوات الأمن الموالية للنظام من وجودها، خاصة من الحرس الجمهوري والأمن المركزي في المناطق التي انسحبت منها قوات الفرقة الأولى مدرع، الموالية للثوار بموجب اتفاق التهدئة الأخير . وأكد سكان في منطقة هايل والزبيري أن القوات الحكومية عززت حضورها في مناطق التماس بالمئات من الجنود والمدرعات والدبابات، مدعومين بفتوى دينية، صدرت من جمعية علماء اليمن، المحسوبة على النظام، تعتبر مهام الجنود "جهاداً في سبيل الله"، ما اضطر السكان إلى الفرار من منازلهم خوفاً من انفجار الوضع بصورة شاملة . وتواصلت أعمال العنف في محافظة تعز، حيث قتل شخصان أحدهما مدني والآخر عسكري وأصيب 8 آخرون، بينهم امرأة، جراء الاشتباكات التي دارت في شارع جمال بتعز السبت الفائت. وأشارت مصادر محلية إلى أن مواجهات عنيفة دارت بين مسلحين وقوات موالية لصالح وبرفقتهم مسلحون بلباس مدني بشارع جمال، أثناء قيام قوات الجيش باستحداث نقطة عسكرية بوادي القاضي ، بعد ليلة من القصف العنيف على المنطقة . وأوضحت ذات المصادر أن قوات الحرس الجمهوري أطلقت النار بكثافة على الأحياء بالمنطقة صباح أمس بوادي القاضي القريب من ساحة الحرية ، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة 5 مواطنين . وحمل أعضاء لجنة التهدية بتعز محافظ المحافظة حمود خالد الصوفي كل الأحداث التي شهدتها وتشهدها المحافظة من تصعيدات عسكرية وأمنية ، وتعرض السكان للقصف العشوائي والمستمر بشكل يومي. وقال أعضاء لجنة التهدئة في رسالة للمحافظ مذيلة بتوقيعاتهم إن فريق العدوان والقتل بالمحافظة ، يواصل بإصرار سفك دم أبناء المحافظة وبشكل يومي وعلى مرأى ومسمع الجميع ، وهو ما يؤكد بذات الوقت التدمير المقصود لبنية المدينة وأبنائها .وهاجمت الرسالة المحافظ بالقول إنه شخص لا يقوى على تحديد موقف ينتصر فيه لأهله ووطنه ، محملة اياه بذات الوقت مسئولية إراقة دماء أبناء تعز اليومية ، معلنين شراكته في كل فعل آثم وإجرامي تم ضد الساحة والمدينة والمديريات التي دكتها آلة القتل والتدمير في ( السلام والتعزية ).. وعبرت لجنة التهدئة عن أسفها لما يحدث، مؤكدة قناعتها المطلقة بعلم المحافظ بما كان يجري، من أجل كسب الوقت والقيام بترتيبات عسكرية للقيام باعتداءات واسعة على المدينة . وقالوا إنهم كلما توصلوا لاتفاق لصون دماء أبناء المحافظة, وحماية السكينة والسلام والاجتماعي فيها ، كانوا يواجهون باختلاق ذرائع و تلاعب وتمرد من فريق الإجرام ( الأمني والعسكري) بغرض مواصلة إراقة الدماء اليومية. من جهتهم تعهد شباب الثورة بتصعيد حراكهم السلمي خلال الأيام المقبلة الهادف إلى إسقاط النظام، ووجهوا رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تطالبه بضرورة التحرك السريع لإنقاذهم من الموت والدمار الذي يمارسه النظام ضدهم . وطالبت الرسالة بان كي مون بإرسال بعثة تحقيق دولية للوقوف على جرائم النظام وإحالة ملف جرائم صالح وأبنائه إلى محكمة الجنايات الدولية، وعدم تقديم أي ضمانات تحول دون تقديم علي صالح وعائلته للمحاكمة، وتجميد الأرصدة المالية لعلي صالح وعائلته وأركان نظامه، وإيقاف صفقات السلاح لنظام علي صالح وغيرها من العقوبات الرادعة . ويواصل الثوار فعالياتهم المطالبة بسرعة الحسم وقد احتشد الملايين الجمعة المنصرمة في أمانة العاصمة وعدد من المحافظات في جمعة أطلق عليها «النصر لشامنا ويمننا».وهي التسمية التي أتفق عليها في سورياواليمن. وتجمع نحو نصف مليون شخص في العاصمة صنعاء، للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح، ومحاكمته وأفراد عائلته وحكمه. ورفع المحتشدون أعلام اليمنوسوريا للتنديد بأعمال القتل التي يقوم بها النظامان ضد المناهضين لحكم الرئيسين بشار وصالح، مطالبين المجتمع الدولي بموقف جاد لإيقاف «جرائمهما». وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للنظامين، وهتفوا «حرية حرية... لليمن وسورية، لا علي ولا بشار.. سورياواليمن أحرار، يا الله يا ذا المن... انصر سورياواليمن، الشعب يريد...بناء يمن جديد». وفي صنعاء ايضاً أحتشد الآلاف من أنصار الرئيس صالح في جمعة أطلقوا عليها «علماء اليمن»، في ميدان السبعين. وفي إب احتشد مئات الآلاف في الخط الدائري وسط المدينة في جمعة «النصر لشامنا ويمننا»، للمطالبة بإسقاط نظامي الرئيسين بشار الأسد وعلي صالح. وهتف المتظاهرون شعارات «يا علي ويا بشار ... عهدا ان نأخذ بالثار، من صنعاء حتى البيضاء... كلنا نفدي درعا، با الروح با الدم... نفديك يا دمشق»، منددين بأعمال القتل التي يرتكبها النظامان ضد المناهضين لحكميهما. وفي محافظة ذمار أصيب عشرة أشخاص على الأقل صباح الجمعة إثر اعتداء مسلحين يتبعون الحزب الحاكم على مسيرة سلمية تنادي بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح. وقام مجموعة من «البلاطجة المسلحون» كانوا يتمركزون في الشارع العام وسط المدينة باعتراض المسيرة وإطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين، ما أسفر عن إصابة عشرة أشخاص أحدهم طفل في ال12 من عمره، جراح بعضهم خطيرة. وشارك عشرات الآلاف في مسيرة حاشدة طافت شوارع المدينة مطالبة بالحسم الثوري للتنديد بأعمال القتل التي يمارسها النظامان السوري واليمني ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظامين. وأدى المتظاهرون بعدها صلاة جمعة «النصر لشامنا ويمننا» في ساحة التغيير بالمحافظة. وفي البيضاء تظاهر الآلاف في ساحة أبناء الثوار إحياء لجمعة «النصر لشامنا ويمننا»، مطالبين بإسقاط النظامين.