يحل العيد على اليمنيين وسط أجواء حرب حقيقية تعيشها عدد من المحافظات ،فيما وضعهم الاقتصادي المدمر غائب عن اهتمام أطراف الصراع بما فيها المجتمع الدولي الذي كثف من رقابته للوضع السياسي بصدورقرار مجلس الأمن 2014 الخاص باليمن. وعلى ما يبدو فإن البلاد لا تزال على مسافة بعيدة من تجاوز وضعها الراهن خاصة في ظل ما حمله قرار مجلس الأمن من بنود بعضها غير واضحة وفرت للأطراف الممسكة بالقوة فرصة تفسيرها على هواها وذلك من أجل التملص من إلزامية القرار. هذا الأسبوع ثار جدل سياسي حول مهلة من رئيس الجمهورية لمعارضيه بالعودة للحوار ،وقد سخر المتحدث الرسمي باسم أحزاب المشترك من الأنباء التي تحدثت عن إعطاء صالح للمعارضة مهلة ثلاثة أيام للعودة لطاولة الحوار مع حزبه، قائلاً «إن هذا نوع من الهذيان ويبدو أنه (صالح) مصاب بنوع من انفصام الشخصية، إذا كان جاداً من المبادرة الخليجية فعليه أن يوقعها أولاً، وبعد التوقيع عليها سيكون كل شيء قابلاً للتفاهم أما الآن فهو نوع من التهرب». وكانت أنباء غير رسمية تحدثت أن الرئيس علي عبدالله صالح حدد ثلاثة أيام مهلة ثانية لأحزاب اللقاء المشترك انتهت أمس الأول الاثنين للدخول في حوار مع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم للاتفاق حول آلية تنفيذية مزمنة لتطبيق المبادرة الخليجية للحيلولة دون اضطرار الحزب الحاكم لاعتماد خيارات بديلة وانفرادية ستتمثل في تشكيل حكومة جديدة والدعوة لانتخابات مبكرة. ولإثارة غضب النظام قال قحطان«نحن نسخر من هذا الكلام الذي يقوله لأن صالح لم يعد له حضور سياسي أو وجود سياسي، نحن حتى تفاهمنا يمكن أن يتم مع عبدربه منصور هادي وقيادات المؤتمر التي وقعت على المبادرة الخليجية أما صالح فهو خارج حساباتنا تماماً». وأكد قحطان أنه لا أحد في الداخل أو الخارج تعاطى مع ما قيل إنه مقترح للرئيس. واختتم تصريحه قائلاً «لذلك نعتقد أنه ليس أمام اليمنيين إلا تصعيد الثورة وإلقاء القبض على صالح وإيداعه السجن وتحويله للمحاكمة العادلة». وبحسب المعلومات فإن الرئيس صالح طرح عبر وسيط اوروبي عرضا للمعارضة يتضمن تنازله عن صلاحيات رئاسية إضافية لنائبه عبدربه منصور هادي كانت تمثل مطالب أساسية لأحزاب المعارضة للقبول ببدء حوار مع ممثلي الحزب الحاكم تتمثل في أن يقوم نائبه بإصدار قرار بتسمية رئيس الوزراء الذي سوف يشكل حكومة الوحدة الوطنية، على أن تقوم هذه الحكومة بأداء اليمين الدستورية أمام نائب الرئيس وليس صالح، على ان يصدر هادي قرارا بدعوة الناخبين لانتخاب رئيس جديد ما يعني أن موقع الرئاسة بات شاغرا. لكن صالح اقترح أن يبقى انقسام الجيش حتى انتخاب رئيس جديد، وهو ما ترفضه المعارضة بشدة وذكرت المعلومات أن . مكتب المفوضية الأوروبية بصنعاء وعدداً من سفراء دول الاتحاد الأوروبي حث قيادات أحزاب المعارضة على التعاطي الايجابي مع عرض الرئيس صالح والبدء في حوار فوري مع نائب الرئيس لتحديد آلية تنفيذية مزمنة لتطبيق المبادرة الخليجية الهادفة إلى إنهاء الأزمة السياسية القائمة في البلاد ونقلت صحيفة البيان عن مصادر غربية ان الرئيس صالح وأقاربه الذين يمسكون بزمام أجهزة عسكرية وأمنية هامة قبلوا بفكرة أن يتم تشكيل لجنة عسكرية تتولى الإشراف على إعادة وحدات الجيش إلى ثكناتها، على أن تدير وحدات الجيش المنقسم الفترة الانتقالية الأولى والتي ستفضي في النهاية إلى انتخاب رئيس جديد خلال شهرين يعقب ذلك فترة انتقالية أخرى مدتها عامين يتم خلالها وضع دستور جديد وحل قضية الجنوب والوضع في صعدة وتغيير قوانين الانتخابات والأحزاب والإعلام. وفيما اعتبر هروبا من المعارضة من الضغوط الدولية التي تحثها على التعامل بايجابية مع العرض الرئاسي والتي تزامنت مع انباء عن زيارة مرتقبة لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني فقد مددت- قيادات المعارضة- من جولتها الخارجية إلى عدد من الدول وهو ما دفع جمال بن عمر والزياني إلى تأجيل زيارتهما لليمن. وتأتي الجولة الخارجية لقادة المعارضة (أمين عام الإصلاح عبدالوهاب الآنسي،رئيس تكتل ال مشترك الدكتور ياسين سعيد نعمان،رئيس المجلس الوطني للثورةمحمد سالم باسندوة) في حين توجد لجنة منبثقة عن المجلس الوطني للثورة مهمتها التواصل مع الخارج ومعظم أعضائها موجودون خارج اليمن بل إن هذه اللجنة تم توسيعها حيث فوض المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية 4 من أعضائه للتواصل مع العالم الخارجي ليضافوا إلى فريق التواصل في الخارج المشكل في شهر أغسطس الماضي، لإيصال رسالة الثورة اليمنية إلى العالم . وشمل قرار التفويض كلاً من: سعد الدين بن طالب، علي محسن حميد، عبدالرزاق الهجري، وعلي الصراري، بالتواصل مع فريق الاتصال في الوطن العربي والولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا، والحشد لمناصرة الثورة اليمنية، في جميع دول العالم وتكاد كافة الأطراف التي أشار لها قرار مجلس الأمن الدولي 2014 والمعنية بتنفيذه غادرت البلاد ولا يوجد سوى الرئيس علي عبدالله صالح ،فبعد أن مدد قادة المعارضة جولتهم الخارجية ،غادرنائب الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية الجمعة الفائتة، وقالت وكالة الأنباء اليمنية سبأ إن هادي سيخضع للعلاج هناك في حين تحدثت انباء عن أن زيارته لواشنطن بطلب أمريكي تتعلق بالشأن السياسي اليمني. وجدد سفير الولاياتالمتحدةبصنعاء التأكيد على موقف ورؤية الولاياتالمتحدة لحل الأزمة السياسية في اليمن، الداعي إلى انتقال سلمي للسلطة في اليمن وفقاً للمبادرة الخليجية، داعيا بذات الوقت صالح أن يقرر ويتقبل نهاية فترة حكمه ونقل السلطة لنائبه، والسماح للعملية السياسية بالمضي قدماً . السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين وفي حوار صحفي قال " إن اتخاذ خطوات عملية حقيقية لتحقيق حل سياسي للأزمة في اليمن يكمن في نهاية المطاف في يد علي عبد الله صالح ". وأضاف " علي عبد الله صالح في نهاية المطاف هو المسئول بمفرده عن حل الأزمة. فالقرارات التي من شأنها تحقيق تقدم في الحل السياسي للأزمة تكمن في يده ". وأوضح السفير حول موقف حكومته عن الازمة " نحن من جانبنا بدءا بالرئيس أوباما ووزيرة الخارجية كلنتون وكل ما قلناه هنا كنا واضحين جدا في القول بأننا نريد أن نرى انتقالا للسلطة ". وقال "كنا واضحين معه في السر والعلن بأننا نتوقع منه أن يقبل التنحي كجزء من هذا الحل السياسي" موضحا "هذا ليس موقفنا فقط بل هو موقف المجتمع الدولي بأكمله وهو موقف الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي وكذا الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن بما فيها روسيا والصين " . وعن لقائه الأخير بصالح فيما إذا كان يعد تحولا في الموقف الأمريكي، أكد السفير " لا يوجد هناك أي تغير أو تحول في الموقف الأمريكي، فما يزال الموقف الأمريكي فيما يتعلق بالأنشطة اليومية بالولاياتالمتحدة هنا أو حول تعزيز العلاقات الثنائية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةواليمن ونحن نعتبر نائب الرئيس هو المحاور والمعني بالتخاطب ". وبمقابل ما يعيشه النظام من ضغط خارجي لنقل السلطة وثورة داخلية تطالب بمحاكمته ،فإن القوى المؤيدة للثورة تعيش حالة من التضاد وخاصة أحزاب المشترك وجماعة الحوثيين، فالأخيرة التي تركت ساحة التغيير بصنعاء وعادت لتنظيم فعالياتها في صعدة تندد بالتدخلات الخارجية فيما الأولى تقوم بجولة خارجية وتناشد المجتمع الدولي بالتدخل للضغط على صالح وقطع الدعم عنه. هذا الأسبوع واصل الحوثيون تظاهراتهم الرافضة لما أسموه بالتدخل الخارجي في شؤون البلاد،وقال بيان صادر عن مكتب عبدالملك الحوثي: إن الجرائم التي يرتكبها النظام الذي وصفه بالظالم في مختلف محافظات الجمهورية ما كان لها أن تحدث لو هب الشعب اليمني لمواجهة الظلم والاستبداد وما كان لها أن تستمر أيضا خلال هذه الثورة لولا المبادرات الخارجية والدعم الأمريكي . واتهم البيان الذي صدر عقب تظاهرة حاشدة بصعدة، النظام الامريكي بالوقوف مع النظام لحرصه على بقاء مصالحه الخاصة، والتي تمثلت في النظام المستبد الذي فتح له البر والبحر والجو ومكنه من بناء قدرات عسكرية واستخباراتية داخل البلد. وعبر البيان عن عدم ثقة الجماعة الحوثية بالتحرك الدولي سواءً لمجلس الأمن أو للأمم المتحدة لأن معاييرها مختلفة ومزدوجة، تحركها حسب المصالح السياسية للدول المهيمنة على القرار الدولي وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تحرك المجتمع الدولي ليتبنى المواقف المدعومة أمريكياً. وأكد البيان أن الاستمرار في الخروج في مظاهرات منددة بالتدخل الخارجي تعد رسالة قوية للعدو ولكل أذنابه في الداخل والخارج "كما أن هذه المظاهرات هي رفض حقيقي للسياسة الأمريكية والإسرائيلية التي تبناها النظام عندما شن الحرب تلو الحرب من أجل استرضاء الأمريكيين والإسرائيليين ولمواجهة الشعار الذي مثل عملاً تربوياً وعسكرياً وثقافياً لخلق أمة قوية لها موقف من كل المؤامرات التي تستهدف المسلمين في بقاع العالم. وعلى ذات صعيد التضاد في صفوف القوى الثورية جددت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية موقفها الثابت والرافض للتعامل مع المبادرة الخليجية والتي أقرها قرار مجلس الأمن الدولي بشان اليمن. وقالت اللجنة إنها ستتعامل مع الجوانب الإيجابية التي تضمنها القرار والتي تؤكد على حق التظاهر واحترام حقوق الإنسان ونبذ العنف وإدانة قتل المدنيين مع تأكيدها على رفضها للمبادرة التي تمنح الحاكم حصانة من العقاب على جرائمه ولا تلبي مطالبهم في الحرية والكرامة والدولة المدنية . وطالبت اللجنة المجتمع الدولي بمواقف أكثر صرامة في التعامل مع نظام صالح الإجرامي الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق أبناء الشعب من خلال قصف المدنيين وقتل المعتصمين سلمياً وقطع الخدمات الرئيسية كالماء والكهرباء. وجددت اللجنة دعوتهم إلى فرض عقوبات على نظام صالح وإلى تجميد أرصدته حول العالم كما دعت المجتمع الدولي أن يسارع اليوم قبل الغد إلى نقل ملف جرائم صالح إلى محكمة الجنايات الدولية. وأكدت اللجنة للعالم أجمع أن أي تأخير في ذلك سيكون سبباً في ارتكاب المزيد من الجرائم والتي من شأنها أن تهدد الأمن والسلام العالميين من خلال سلوك العصابات الاجرامية لصالح والتي تسعى إلى تحويل اليمن إلى منطقة حرب وصراع دائم. وعلى مستوى النشاط الثوري على الميدان ، فقد باتت مطالب الشباب الثوار مختلفة عما كانت عليه عند انطلاقها ،فالمتظاهرون الذين وسعوا من ساحات يوم الجمعة إلى مديريات المحافظات طالبوا في جمعتهم الفائتة بمحاكمة الرئيس علي عبدالله صالح، على جرائم نظامه التي ارتكبت بحق المتظاهرين. وتعهد المتظاهرون الذين أطلقوا على جمعتهم "وما النصر إلا من عند الله"، بمواصلة السير في الثورة حتى تحقيق مطالبهم برحيل النظام . وبالمقابل نظم الموالون للسلطة تظاهراتهم الجمعة الماضية التي أطلقوا عليها اسم "الأمير سلطان بن عبد العزيز"، ولي العهد السعودي، الذي تُوفي السبت الماضي لكن عدد المشاركين فيها كان ضئيلاً للغاية.. وفيما أكدت التظاهرة على وفاء اليمن قيادة وحكومة وشعباً لإسهامات الأمير سلطان بن عبدالعزيز في بناء شراكة حميمة بين البلدين الشقيقين وتعبيراً عن التقدير والعرفان لأياديه الخيرة ،دعا المتظاهرون مجددا أحزاب اللقاء المشترك إلى احترام إرادة الشعب المؤيد للشرعية الدستورية، ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، واغتنام دعوات رئيس الجمهورية المتكررة لحوار وطني شامل يخرج اليمن من أزمته الراهنة، وإنهاء الاعتصامات. وخرجت مطلع الأسبوع الجاري بأمانة العاصمة والمحافظات مسيرات غضب تطالب مجلس الأمن بموقف حازم إزاء انتهاك علي صالح للقرار الأممي 2014. وفي أمانة العاصمة بدا الوضع مختلفا..فقوات الأمن التي اعتادت توجيه سلاحها إلى صدور المتظاهرين لوحت لهم هذه المرة بالتحية ومرت التظاهرة عبر شارع الستين ،مرورا بجولة عصر والزبيري، و مدخل شارع هائل والعودة لساحة التغيير. ومرت التظاهرة بأماكن ترتكب فيها بشكل متواصل مجازر بشعة بحق المتظاهرين من قبل قوات النظام والبلاطجة ، إلا أنه لم يتم اعتراضها. وكانت قوات الأمن المركزي وعبر مكبرات الصوت شكرت الشباب المتظاهرين على وعيهم الحضاري. وقالت "نشكركم على وعيكم الحضاري وتعبيركم عن آرائكم بالطرق السلمية". واصطف جنود من الأمن المركزي لتحية المتظاهرين على جانبي الشارع,فيما بادلهم الثوار التحية وتقديم الورود .. وطالب المتظاهرين في هتافاتهم بتقديم الرئيس صالح لمحكمة الجنايات الدولية بسبب ما تقول إنه ارتكب جرائم حرب في حقهم وقتل الأطفال والنساء وقصف المدنيين الآمنين في منازلهم . وفي تعز نظم ثوار المدينة وقفة احتجاجية امام المدخل المؤدي الى المجمع القضائي الذي تتمركز فيه قوات النظام، منددين بجرائم الحرب في حق المتظاهرين السلميين العزل وقصف المدينة المتواصل.. وفي السياق قامت من أطلقن على أنفسهن حرائر اليمن بحرق مقارمهن في شارع الستين بصنعاء كرمز احتجاجي على قتل صالح للنساء والأطفال في تعزوصنعاءوعدن وجميع محافظات اليمن من بداية الثورة إلى اليوم. -و بحسب البيان الصادر عن الوقفة فإن احراق المقارم رمز للتحرر واشعال ثورة هي مشتعلة منذ تسعة أشهر، ولتأكيد تمسك المرأة اليمنية بدينها وعاداتها وتقاليدها وأعرافها ، وتحرقه لتحيي رمزا ، وتشعل النار بسلمية والنار لتحفيز الجميع على الاستمرار الفاعل في الثورة حتى اسقاط القتلة ومحاكمتهم . وناشدن في بيانهن قبائل اليمن وأحرار العالم والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان وجميع الثوار الاحرار في جميع محافظات اليمن الوقوف ضد النظام الاجرامي الذي يستهدف النساء والأطفال . وطالب البيان أيضا مجلس الأمن بايقاف مجازر نظام صالح و محاسبته . " يذكر أن إحراق المقارم عرف يمني يعبر عن القهر والظلم ولا يلجأ لهذا الفعل إلا في حال الظلم والقهر الشديدين وآخر وسيلة تستخدمها المرأة اليمنية لطلب الاستغاثة والنجدة. إلى ذلك يسود هدوء حذر في مناطق التماس التي تشهد من وقت لآخر اشتباكات مسلحة وخاصة شارعي هائل و16 اللذين شهدا ظهر الجمعة الفائتة اندلاع اشتباكات بين مسلحين موالين للنظام وجنود الفرقة، استمرت لأكثر من 3 ساعات. وبدأت الاشتباكات إثر قيام موالين للنظام كانوا متمركزين خلف قوات الأمن المركزي بشارع الزبيري ، بإطلاق قذيفة وإطلاق رصاص باتجاه مواقع للفرقة وعمائر هائل وجولة ايلول ومسجد قلالة، بالتزامن مع خروج المصلين من صلاة الجمعة من مساجد المنطقة ، أعقبها إطلاق نار متبادل . وقال شهود عيان إن من يطلق عليهم البلاطجة حاولوا اقتحام عمائر هائل ، وتم تبادل إطلاق النيران مع الفرقة ، الأمر الذي أجبرهم على الانسحاب. وكان قناصة استبقوا عملية محاولة اقتحام عمائر هائل بإثارة رعب المواطنين بقنص إمرأة من محافظة عدن إسمها كفاية العمودي أثناء مرورها من ذات الشارع رفقة زوجها . وفيما لا تزال مؤشرات تفجير الوضع عسكريا هي الأكثر حضوراً،قال نائب رئيس الجمهورية إنه لا يمكن حل الأزمة عن طريق القوة وأن أي مغامرة من هذا القبيل سيكون مآلها الفشل على أساس أن الحل العسكري لن يجدي ولن يحل الأزمة بقدر ما يزيدها تفاقما وتعقيدا فوق ما هي عليه. وأكد عبدربه منصور خلال لقائه سفير الإتحاد الأوروبي بصنعاء مكليلي سيرفونه دورسو مؤخرا أن استكمال الحوار والخروج الآمن من هذه الأزمة اللعينة لن يكون إلا بالاصطفاف والتعاون والتكاتف والتسامح لإيجاد حل وطني يرتكز على آلية تنفيذ المبادرة الخليجية ووفقا لما أجمع عليه المجتمع الدولي لأول مرة بصورة لم يسبق لها مثيل وذلك من أجل أمن واستقرار ووحدة اليمن، وعلى الجميع اغتنام هذه الفرصة التي أتاحها المجتمع الدولي. وتحاول الأطراف الممسكة بالقوة إظهار تمسكها بسياسة ضبط النفس وعدم الإنجرار لمربع المواجهات العسكرية الذي يتبادل الطرفان الاتهامات بالدفع نحوها. وقال اللواء علي محسن صالح الأحمر – قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، قائد الفرقة الأولى مدرع- إن رهان علي عبد الله صالح وبقايا نظامه في جر أبناء الشعب إلى مربع العنف والاقتتال قد باء وسيبوء بالفشل، لأن شباب الثورة وجماهير الشعب اليمني حريصون كل الحرص على استمرار سلمية ثورتهم مهما ارتكبت بقايا النظام من حماقات على الصعيد الانساني تعطلتً أو توقفت الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والكهرباء والماء والتعليم في صنعاء تماما أو كلية، وفقا للجنة الدولية والهلال الأحمر اليمني. وحسب اللجنة ركزت أولوية عملها الآن أكثر من أي وقت مضى على إنقاذ الأرواح وجلب الإغاثة من خلال دعم جهود الإسعافات الأولية والمرافق الطبية. ولم تنعم صنعاء بلحظة من الهدوء إلا نادراً خلال الأسابيع القليلة الماضية. و يستحيل على كل إنسان التنقل داخل المدينة التي مازالت تعج بالرجال المسلحين ونقاط التفتيش وحواجز الطرقات. ويقول السيد "إيريك ماركلي"، رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن:"لقد باتت أصوات إطلاق النار والقصف جزءاً من حياة اليمنيين اليومية في العاصمة صنعاء وفي أماكن أخرى من البلاد، إذ تغير وجه المدينة جذرياً. واضطرت مئات الأسر إلى إرسال زوجاتها وأطفالها إلى مناطق أكثر أمناً أو مغادرة أحيائها للعيش في قرى قريبة أو مع أقرباء في أنحاء أخرى من المدينة. ولا يعلم بعض الناس ما إذا كانت منازلهم مازالت منتصبة أم لا." ويزيد ضيق الناس شدة بسبب انقطاع الكهرباء الذي قد يمتد معظم أوقات اليوم وبسبب حدة شح المياه. ويضيف السيد "ماركلي" قائلاً:"نحن قلقون إزاء العنف الذي زاد بشكل ملحوظ في صنعاء وأرجاء أخرى من البلاد. وإننا عاقدون العزم على بذل ما يمكن لتوفير الرعاية من أجل إنقاذ حياة الناس." أما في المدن الكبرى الأخرى مثل تعز، فإن الاضطراب يبدو أسوأ حيث تواصل قوات النظام قصف المدينة بشكل عنيف وعشوائي مخلفة قتلى وجرحى في أوساط المدنيين وتدمير منازلهم. .