م/عادل علي حسن الوصابي بعد إلغاء الانتخابات التي كان من المقرر اجراؤها في نفس اليوم الذي عقد فيها المؤتمر الاول لنقابة المهندسين فرع صنعاء بتأريخ 19/8/2009م نظراً لعدم إكتمال النصاب القانوني ،والتي كان سيخوض فيها المهندسون اليمنيون في فرع صنعاء جولتهم الانتخابية الجديدة لاختيار رئيس وأعضاء نقابة المهندسين اليمنين كإدارة جديدة توصف ب " الفتية " ( ورغم أنها كمؤسسة قارب عمرها أكثر من عقدين من الزمن) هذه الإنتخابات على وجه التحديد. تأتي بعد الإستفادة من التجربة التي قبلها ،ومن مسيرة نقابات المهندسين في معظم دول العالم . حيث تعلم منها الزملاء المهندسون دورساً مهمة . وعلم هؤلاء المهندسون أنه لن يكتب إسم المهندسين بماء من ذهب مالم يكن مسطراً في أوراق النقابات الفاعلة . ولن تكون النقابات فاعلة إلا إذا كان الإختيار لمن يدير النقابة قائماً على أساس أن يبتعد عن الحسابات الشخصية والحزبية, بل يجب أن يكون هذا الإختيار قائماً على أسس مهنية تخدم الوطن, وتعيد لمهنة الهندسه مكانتها وقداستها, حيث تعتبر هذه المهنة هي أساس بناء الاوطان . وبها توثق الحضارات في صفحات التاريخ وعلينا أن نرى نتائج ماتعلمناه من كل التجارب السابقة, ونلمس أثرها في الغد المشرق ((وإن غداً لناظره قريب )) عندما يتم اختيار من هم على قدر من تحمل المسؤولية والكفاءة وإحترام المهنة أم أن المثل القائل ((بيننا يا ذرة وقت المكيل)) سيكمَل بالمثل الآخر((تخرب وهي حصاد)) . وأنا هنا لا أحاول إلقاء اللوم على أعضاء النقابة في التجربة السابقة لأنها أصبحت في خبر كان, وما فات مات وما هو اّّت اّّت , فلكل تجربة ظروفها وزمانها . فنحن الاّن على مشارف ولادة ( روح جديدة ) لنقابة المهندسين اليمنين,وأخشى أن تسقط الفكرة وتصبح في حكم (الخدَّّج),وبهذه الروح الجديدة نأمل أن تعيد النقابة لنا هيبتنا المهنية ,التي ضاعت في عتمة الخلاف و بين شقابة المتهبشين تحت ثقافة (الرؤية الفارغة لإنجاز اللاّّشيئ ) وهذه الروح الجديدة لا تحتاج إلى شخصيات تتصف بالكسل لتقودها بل إلى شخصيات قيادية تمسك بزمامها وتأنف أن تكون صفراً أو رقماً سالباً في بناء الاوطان . فيكفي نقابة المهندسين ضعفاً وشتاتاً فدعوة الفرقة والتباعد لم تورٍّث ولم تسجل في التأريخ إلا دمار البنيان ,وتمزق الاوطان, وسيادة الفئران ،ويكفي نقابة المهندسين إنكسار هيبتها أمام الجميع داخليا وخارجيا وخاصة بعد ان اثبتت التجربة الاخيرة لجمعية المعماريين اليمنيين في مؤتمرها الاول المنعقد في 24/12/2009 مدى استجابة وتفاؤل اعضائها في البحث عن الكيان المفقود. وهنا أذكَِر الزملاء المهندسين عند تقرير الإنتخابات في القريب العاجل أن لا يختاروا إلا من ثبت إمتلاكه لرصيد حافل بالدفاع عن المهنة ولة الروح القيادية والمتفرغة,والمستعدة لخدمة النقابة وكل منتسبيها . فالمسألة في الترشيح لعضوية النقابة ليست وجاهةً , ولا بشويَّةً . بل هي قائمةً على مبدأ ((وشاورهم في الأمر )) لا مبدأ (( لا أريكم إلا ما أرى )) بل يجب أن تكون الرؤية جماعية ,وعلينا أن نستفيد من الرؤية المثالية , لنقابة المهندسين الأردنيين والتي ضربت أروع الأمثلة في نجاحها وتفانيها في خدمة التنمية أوكل الجمعيات المعمارية الناجحة في البلدان الأخرى . كما علينا أن نؤمن بالتغيير بما يخدم ويرسخ معنى العمل الجماعي ,والهدف المشترك لكل أعضاء النقابة في سبيل التمسك و التأكيد على قداسة هذه المهنة وعظمتها . وهنا أؤكد على ضرورة استثمار عملية الانتخاب لأعضاء وإدارة النقابة كوسيلة في التعريف بمهنة الهندسة وبالمهندسين اليمنين على المستوى المجتمعي والدولي . * مهندس معماري وباحث اكاديمي -جامعة صنعاء