كتب - عبد المجيد حمدي: ناقش"منتدى المهندسات الخليجيات" الذي عُقد بمركز قطر الوطني للمؤتمرات أمس سبل دعم المهندسة الخليجية في مجالات العمل المختلفة وتمكينها للوصول إلى أعلى المناصب القيادية في هذا المجال من خلال منحها الثقة اللازمة للمشاركة في العمل واتخاذ القرار، كما استعرض قصصاً من نجاح المهندسات الخليجيات والمعوقات التي تعترض طريق المرأة في هذا المجال. وأكّد المشاركون في المنتدى، الذي عُقد ضمن فعاليات المؤتمر والمعرض السابع لمعهد المهندسين الكهربائيين والإلكترونيين لدول مجلس التعاون الخليجي في الفترة من 17إلى 20 نوفمبر الجاري، ضرورة العمل على منح المهندسات مزيداً من الثقة. وقالت المهندسة بدرية كافود، رئيس لجنة المرأة في الهندسة بقطر: لم نناقش تخصصاً معيناً في مجال الهندسة خلال المنتدى الذي استمر يوماً واحداً لكننا ناقشنا المشاكل التي تواجه المهندسات بشكل عام والتحديات المجتمعية التي تجعل المرأة تعزف عن الدخول في غمار العمل الهندسي، أو تدخل المجال وتخرج منه ولا تستمر فيه بل تذهب للعمل الإداري تاركة مجال الهندسة الذي تعلتمه خلال الدراسة. وأضافت: نسعى إلى حصر المشاكل التي تواجه المهندسات في منطقة الخليج، ووضع رؤية للمستقبل حول كيفية مساعدتهن والتغلب على الصعوبات التي قد تكون متشابهة في المجتمع الخليجي..وقد ركزنا خلال المنتدى على سرد قصص النجاح وكيف تعاملت المهندسات الخليجيات المشاركات مع العوائق التي واجهتهن في مجالات أعمالهن وكيف استطعن التغلب عليها حتى حققن النجاح المنشود بما يقدم القدوة للمهندسات الشابات اللائي دخلن غمار الحياة العملية حديثاً ومن الممكن أن يواجهن مشاكل تجعلهن يعزفن عن الاستمرار في العمل الهندسي. من جانبها قالت المهندسة بشاير العواد، رئيسة اللجنة العالمية للمرأة في الهندسة: بصفتي مهندسة كويتية قبل كل شيء أسعدتني المشاركة في هذا المنتدى للاستماع لقصص النجاح وعرض المسيرات المهنية والتطوعية الحافلة بالتحديات والصعوبات في طريق الوصول إلى تحقيق الغايات والإنجازات. وأضافت: هذا الملتقى ضروري لتبادل الخبرات والتجارب بين مهندسات الخليج وسيكون خريطة الطريق نحو تمكين المهندسة الخليجية في المجتمع إيماناً منا بقدرتها على الوصول إلى مواقع القرار وقدرتها على اعتلاء المناصب القيادية. وتابعت: أنا هنا كرئيسة للجنة العالمية للمرأة في الهندسة التابعة للاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية ويشرفني تحت هذا المسمى كمهندسة خليجية حققت مركزاً دولياً قيادياً لاتخاذ القرار وإدارة شؤون المهندسات عالمياً أن أقف معكم في افتتاحية ملتقى المهندسات الخليجيات الذي يأتي تحت عنوان "معاً لنهندس نجاحنا" بمشاركة نخبة من المهندسات الرائدات في مجال تخصصهن وحرصن على الحضور لتمثيل المهندسات الخليجيات كي يثبتن للعالم أجمع أن المرأة الخليجية قادرة على الاستمرار وتخطي العقوبات وفاءً لهذه المهنة السامية رغم كل الظروف. وقالت: الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية هو منظمة دولية غير حكومية تمثل مهنة الهندسة في جميع أنحاء العالم وتأسست عام 1968 من قبل مجموعة من المنظمات الهندسية الإقليمية تحت رعاية منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة - اليونيسكو- في باريس ويعتبر هذا الاتحاد الذراع الفنية الهندسية لمنظمة اليونيسكو ويضم نحو 16 مليون مهندس ومهندسة أعضاء في المنظمات والجمعيات والنقابات الهندسية في نحو 110 دول حول العالم ويضم الاتحاد 10 لجان دائمة منها اللجنة العالمية للمرأة في الهندسة، والتي أنشئت عام 2008 وتمت استضافتها من قبل المجلس الوطني للمهندسين والعلماء بفرنسا لمدة أربعة أعوام وانتقلت بعدها للكويت بعد فوزها بالاستضافة خلال انتخابات الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية في جنيف سبتمبر 2011. وأشارت إلى أن اللجنة تضم في عضويتها حالياً 40 عضواً حول العالم وتسعى لتمكين المرأة في الهندسة والعلوم والتكنولوجيا والمجالات الأخرى المرتبطة بالمجتمع المدني وتعزيز القدرات التنافسية للمرأة نحو التنمية الاقتصادية، ومن أهدافها أيضاً تبادل المعلومات والخبرات والتجارب ونسج شبكة واسعة من المعارف دولياً في مختلف المجالات والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للعالم من خلال الاندماج الكلي للنساء والفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والبحوث الاجتماعية في الدول. وتابعت: لا توجد مجالات في الحياة بدون عقبات وتحديات، فلا تأتي النجاحات إلا من خلال التغلب على الصعاب والعقبات وقد أثبتت المهندسة الخليجية جدارتها بخروجها من العطاء الصامت والمحدود بين جدران المنزل ونجحت في إدارة مجتمعها وعملها كما نجحت مراراً في إدارة شؤون واقتصادات أسرتها الصغيرة وها هي اليوم تترأس أعلى المناصب الدولية القيادية الهندسية في العالم. ومن جانبه قال المهندس أحمد الجولو، رئيس جمعية المهندسين القطرية: هذا أول منتدى خاص للمهندسات في قطر، وكانت المهندسات بشكل عام يشاركن في الفعاليات المختصة بالأنشطة الداخلية للجمعية القطرية للمهندسين، ولكن هذا المنتدى الخاص بالمهندسات الخليجيات والذي تشارك فيه القطريات يمثل نقلة جدية على طريق انطلاق المهندسات القطريات خاصة الخليجيات بشكل عام في الأعمال والمؤتمرات المتعلقة بالمجال الهندسى. وأضاف: هناك زيادة فى عدد الخريجات من المهندسات القطريات وهي خطوة جيدة نحتاجها جميعاً فجامعة قطر وجامعة تكساس بهما عدد كبير من المهندسات حيث يصل عدد الخريجات كل عام حوالي 100 مهندسة ولدينا عدد لا بأس به من مهندسات البترول، والبعض منهن متخصصات في الهندسة الميكانيكية والكهربائية، والمجال الهندسي للمرأة قديماً كان قليلاً جداً، لكن الوضع حالياً بالنسبة لهن تغير بشكل إيجابي من حيث العدد والمنافسة في سوق العمل والمشاركة في الأعمال والمنتديات المختلفة. وأشار إلى أنه ستتم أرشفة قصص النجاح التي عرضت في المنتدى لتكون حافزاً للطامحات في هذا المجال وتشجيعهن على دراسة الهندسة والتعلم منها. ونوّه إلى أن حضور المهندسات كان جيداً للغاية في هذا المنتدى الذي يمثل خطوة فى انطلاق المهندسات القطريات نحو المنافسة والتواجد بفاعلية في سوق العمل والمجالات المختلفة معرباً عن اعتقاده بأن هذا المنتدى سيكون البداية الأولى للمهندسات القطريات للمشاركة في مثل هذه المحافل التي تُعد المحفز الأول لظهور هؤلاء المهندسات وتشجيعهم. وعلى صعيد متصل قال الجولو: المؤتمر السابع لمعهد المهندسين الكهربائيين والإلكترونيين لدول مجلس التعاون الخليجى سيشارك فيه 600 باحث ومهتم ومتخصص يقدمون خبراتهم في هذا المجال ونأمل أن تكون المشاركة بقيمة وأهمية الموضوع الذي يتعلق بتقنيات من الصعب الاستغناء عنها في حياتنا سواء كانت الطاقة أو الاستخدمات الإلكترونية. وأشار إلى أن المشاركة على المستوى الدولي ستكون مقتصرة على المتحدثين فضلاً عن مشاركة رئيس اللجنة العلمية، كما تم توجيه الدعوات لقطاع كبير من المتخصصين في هذا المجال مثل "كهرماء" والعديد من الشركات العاملة في مجال الطاقة ومجال الإلكترونيات للمشاركة في المؤتمر. وأضاف: المؤتمر يهدف الى تحقيق حياة أفضل وهذا عنوانه هذا العام لأننا ندرك حجم المخاطر التي تنتج عن الطاقة سواء كانت تلك المخاطر بيئية أو تكنولوجية ولذلك سنركز جهودنا على تحسين وتجويد ميادين العمل في القطاعين الكهربائي والإلكتروني، ولعل المجال الهندسي والقطاع الكهربائي بصفة عامة يُعد أهم القطاعات الهندسية الحيوية في أي مكان، فضلاً عن أن جميع المجالات الهندسية تتكامل مع بعضها البعض ،وجميع الدول تحتاج لمثل هذه التقنيات وبقدرٍ كبيرٍ تحتاج إليها دولتنا وجميع الدول بشكل نظيف وأكثر أمناً. وعن دور جمعية المهندسين القطريين في هذا الشأن قال الجولو: الجمعية تشجع هذا التخصص وتحرص على المشاركة الفعالة والتدريب وتشارك في تحسين الأداء ورفع القدرة فى التعامل مع كافة متطلبات النجاح والتميز، وحالياً بدأ تشكيل لجان نوعية متخصصة بنقابة المهندسين تعنى بكل قطاع وتضم العاملين فيه، حيث سيكون لدينا روابط داخل الجمعية متخصصة كرابطة للمهندسين المعماريين، ورابطة لمهندسى البترول ورابطة لمهندسي الإلكترونيات ورابطة لمهندسي الكهرباء وغيرها. وعن تواجد المهندسين القطريين في ميادين العمل بدولة قطر قال الجولو إن عدد المهندسين مناسب جداً لعدد السكان، فضلاً عن أن وجود المهندسين الأجانب والعرب من البلدان المختلفة يمثل ضرورة تكامل خاصة أن دولة قطر تقوم بها حالياً نهضة كبيرة في جميع المجالات خاصة المشروعات المعمارية، وبالفعل المهندس القطري يعطى أولوية في كل المشاريع لكننا في ذات الوقت لا يمكن أن نستغني عن المهندسين الأجانب في مختلف المجالات حتى نواكب العمل في المشروعات التوسعية الكبرى بالدولة، مشيراً إلى أن هناك نقصاً على مستوى العالم في التخصصات الهندسية المختلفة نلاحظه حتى في الدول المتقدمة.