مناجاة وابتهال يحضر فيها الرقص الدوراني عوضا عن أكف الضراعة في التقرب إلى الله عز وجل. هذا ما يعمد إليه جماعة من المتصوفين، متخذين من مبدأ الدوران بحد ذاته حجة لتبرير شرعية رقصة يدعون أنها وسيلة تقربهم إلى الله جل شأنه. وهذا ما أثار جدلا بين هؤلاء وعلماء الدين الإسلامي الذين ينكرون عليهم ذلك ويعتبرونه من الأمور المحدثة والمبتدعة التي تخالف أصل الدين وكذلك الآداب والآخلاق، وأن الرقص والتصفيق والتمايل حد قولهم لا أصل له في الشرع إطلاقا، فيما يعتبره القائمون بالرقص الصوفي مناجاة للخالق فيها نوع من التجلي وتقوية الرابط بين الفرد وربه بالدوران والنظر إلى السماء، وروحانية دينية تجسد الفصول الأربعة واتساق مع حركة الكون. ويعمد متصوفون إلى تنظيم رقصات يرتدون فيها "تنانير" واسعة ويقومون بحركة دورانية يقولون إنها جزء من "مناجاة الخالق". وتشير مراجع إلى أن الرقص الصوفي الذي عرف لاحقا بالتنورة نشأ من قلب الأناضول، على يد الشاعر الفارسي والفقيه الإسلامي جلال الدين الرومي ليصل إلى الشام ومصر حيث غمره الفاطميون بالألوان الزاهية وأضافوا آلة الناي إلى موسيقاه.