الوزارة تستحوذ على مستحقات الموظفين بحجة الوطنية * الوسط الرياضي- محمود الطاهر لا ندري ما هي الأسباب وراء تلك الإجراءات التي أصبحت وزارة الشباب والرياضة تتخذها ضد الموظفين والمتعاقدين معها، سواء أكانوا في داخل الوزارة (في صندوق رعاية النشء) أو ممن يعملون في الميدان خدمة للرياضة اليمنية، يتمثل ذلك إما باستقطاع أو حجز وترحيل مستحقاتهم المالية والتي يعملون (أي الموظفين والمتعاقدين) من أجل توفير قوت يومهم ويسدون رمق وجوع أسرهم التي تنتظر نهاية كل شهر بفارغ الصبر لتتسلم أجر من يعولهم من أجل تسديد الديون المتراكمة عليهم والموعودة إلى نهاية كل شهر طال امده وتباركت أيامه، وما يزال الأمل قائما على تقاضي أجر العمل وإن كان يأتي الرد في نهاية كل شهر: الكشوفات التي فيها أسماؤكم لم تصل بسبب عرقلة الوزارة، أو أن الأجر تم تأجيله من أجل عيون ذلك المسئول الذي استحوذ عليه، والعوض على ربكم في شهر آخر. إلا أن الشهر الآخر يأتي ويليه الذي بعده وبعده.. وما زالت سيمفونية الشهر السابق تعزف على أمعاء الفقراء والموظفين والمتعاقدين مع وزارة الشباب والرياضة، والكل يتفرج ويضحك، ويأكل ولا يشعر بأي إحساس إنساني وحقوقي تجاه هؤلاء المظلومين الغلابا.. وإن وجدت أسئلتنا جوابا عن أسباب أسلوب قيادة الوزارة تجاه الموظفين والمتعاقدين بذلك، كان الجوب عقيما وأليما وغريبا.. إنه "أخذه ذلك الوكيل الإداري من أجل صرفها على الإعلام ليشاد به ويذكر اسمه وتنشر صوره على صدر الصفحات الرياضية لما قام به من توعية الشباب بأهمية الوحدة الوطنية حد وصفهم- وعلى حسابك يا موظف وأنت يا متعاقد، معليش ربك كريم. دعوني أثبت ما سبق ببعض الوثائق التي تؤكد مدى الظلم الذي تمارسه بعض قيادات وزارة الشباب والرياضة ضد الموظفين والمتعاقدين، وإن كانت الوثائق تبين ثلاثة متعاقدين فقط، فإن هناك وثائق أخرى ظاهرة وخفية تحكي أن ظلم الإمامة ما زال يسري وإن كنا في زمن الجمهورية اليمنية. حيث تبين أحداهما أن مدير عام مكتب الشباب والرياضة بمحافظة تعز بعث برسالة إلى الوكيل المساعد لقطاع المشاريع والاستثمار -حصلت الوسط الرياضي على نسخة منها- شرح مدير المكتب أن هناك ثلاثة متعاقدين يعملون في ملعب الشهداء بتعز لم يتسلموا مرتباتهم لخمسة عشر شهرا، مما جعلها تراكم ليصل مجموعها إلى ستمائة وثلاثين ألف ريال يمني، آملا بالتوجيه إلى جهة الاختصاص بصرفها، فما كان من الأخ رمزي الأغبري الوكيل المساعد لقطاع المشاريع والاستثمار إلا أن استشعر حجم المسئولية ووجه مشكورا إلى وكيل الوزارة للشئون المالية والإدارية بالموافقة على صرف مرتباتهم المحجوزة منذ خمسة عشر شهرا، لا سيما وأن حالتهم صعبة.. كانت هذه هي الإجراءات كما توضحها الرسالة التي تحمل رقم 103 يومي 13 و 14 من شهر إبريل 2009م. ومن ذلك الحين إلى ساعة كتابة هذا الموضوع لا حس ولا خبر ولا نعلم لماذا اعتقلت تلك الرسالة في مكتب وكيل الوزارة للشئون المالية والإدارية ولم يتم الإفراج عنها من بين تلك المساعدات والمكافآت التي تصرف بالآلاف. ما ذكرناه آنفا ما هو إلا جزء يسير من سوء ما يعامل به المتعاقدون في الوزارة والذين يشكون ويصرخون دون أن يجدوا من ينصفهم ويرفع الظلم عنهم، إلى درجة أنهم علقوا على أكتافهم الإشارات الحمراء احتجاجا على ما يمارس ضدهم. صراخهم.. شكواهم.. ألمهم.. لم تجد الإنصاف إلا من شباب أبناء ردفان الذين نظمت الوزارة لهم ملتقى شبابياً في صنعاء كانت تكاليف ذلك من حساب المتعاقدين والموظفين في الوزارة، فما كان من أبناء شباب ردفان إلا أن أبدوا انزعاجهم رافضين أن يتم إكرامهم على حساب زملائهم المتعاقدين. فعلا إن ما يحدث لأغرب من الخيال.. لذلك هل من مجيب ينصف المتعاقدين وموظفي (صندوق رعاية النشء) بوزارة الشباب والرياضة الذين لم يستلموا مستحقاتهم منذ ستة أشهر لبعضهم والبعض الآخر منذ خمس عشر شهرا؟ أم أن مستحقاتهم ذهبت وأمرهم لله الذي عليه العوض؟!!