تحقيق / محمد غالب غزوان عامة الناس في اليمن كانوا يثقون كثيرا بالمنظمات الإنسانية الأجنبية من جانب الدقة في العمل والعدالة في توزيع المساعدات الإنسانية لكن تلك الثقة اليوم أصبحت ضئيلة لأسباب متعددة سنذكرها تباعا في هذا التقصي والتحقيق لاحقاً. وقبل أن نخوض في مفاصل هذا التحقيق الميداني نوضح ان مرافقة الصحيفة للجان التي قامت بعملية توزيع الأغذية لفتيات الريف كان بتكليف وترحيب من جانب مسئولي منظمة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة وإدارة مكتب التغذية المدرسية في وزارة التربية والتعليم بعد أن تناولت صحيفة الوسط موضوع التغذية المدرسية في أعداد سابقة وشككت في عملية صرفها وعلى إثر هذا تم تكليفها بالتقصي عن الحقيقة بتمويل مقدم من المنظمة وتسهيل من مكتب التغذية الأمر الذي أوجب علينا أن نشكرهم على تفاعلهم ونأمل سعة صدورهم لتقبل كل ما دونته السطور في هذا التحقيق الذي تحرينا فيه الإنصاف وإرضاء الضمير. الحبة صارت قبة نسمع ويسمع معنا عامة الناس عن حجم المساعدات الغذائية التي تقدم لفتيات الريف من أجل تشجيعهن على التعليم والإقبال عليه وكانت الناس تحتار بين ما تسمع عنه من مساعدات وانعدامها في الواقع لكن حين تقصينا الحقائق كانت الحصيلة الحقيقية أن عدد المديريات الريفية التي استهدفت الفتيات فيها بلغت اثنين وستين مديرية من أصل ثلاثمائة وثلاثة وثلاثين مديرية أي بنسبة تقارب 25% من عدد المديريات إضافة إلى أن تلك المديريات لا يتم استهدف كافة مدارس الفتيات فيها بل تم انتقاء مدارس محددة ما يعني أن الفتيات الريفيات اللاتي يحصلن على المساعدة الغذائية هن بنسبة تقارب 13% من عموم فتيات الأرياف مما جعل الكثير يسمعون عن دعم الأممالمتحدة والتغذية ولا تصلهم فيتهمون الدولة ووزارة التربية بنهبها وسرقتها ويبرئون المنظمات الأجنبية بينما الحقيقة هي أن تلك النسبة التي ذكرناها هي المعتمدة والتي تصل إلى حدود اثنين وثمانين ألف كيس قمح يقارب سعرها مبلغ أربعة وعشرين مليوناً وستين ألف ريال حسب سعر التجزئة وتصرف تلك التغذية كل عام مرة واحدة. قوافل التتار وعندما كانت الصحيفة تتابع عملية التنسيق بينها وبين مكتبي التغذي المدرسية ومنظمة الإغاثة بخصوص عملية السفر والترحيل واستلام مستحقات المحرر من بدل السفر والسيارة المرافقة شاهدنا عشرات السيارات من موديل "الصوالين" يقفون في بوابة مكتب التغذية من أجل استلام مستحقات السفر وحسب ما علمنا أن كل مديرية من المديريات الاثنين والستين لها لجنة خاصة وسيارة وتصل تكاليف السيارة الواحدة مع بدل السفر للسائق وحق البترول إلى ثلاثمائة ألف ريال غير تكاليف بدل سفر اللجان حيث يستلم كل شخص مبلغ ستة آلاف ريال عن كل يوم من الأيام العشرة المقررة لعملية انتهاء التوزيع غير سيارات أخرى خاصة بالمراقبين وغيرهم تصل التكلفة ما يقارب خمسين مليون ريال ضعف سعر المنحة الغذائية وليس هذا فقط بل هناك مبالغ أخرى خاصة بأجور ترحيل القمح إلى المديريات ومنها إلى المدارس التي تقع في القرى والعزل والذي لحظنا أن جميعها لا تبعد عن الخط الأسفلتي أكثر من عشرة كيلومترات وتكليف أجور عملية ترحيل القمح تصل إلى أكثر من خمسة وعشرين مليوناً يعني أكثر من سعر القمح بقليل حسب قول مصادر عاملة في الميدان وهنا نجد أن هالة عملية التوزيع ومصاريفه الباهظة تضاف إلى سعر الغذاء الموزع لفتيات الريف ليقفز رقم المساعدات إلى خانة مئات الملايين بينما سعر الغذاء الذي تم الاستفادة منه هو ربع مبلغ حجم المساعدة ومبرر هذه المنظمات التي تقدم المساعدات في عملية كثرة اللجان وانعدام عملية التنسيق المسئول مع الحكومة هو الفساد الذي ينخر جسد السلطة الحاكمة التي لا تثق هذه المنظمات بنزاهة رجالها وللأسف إنها الحقيقة المرة التي جعلتنا نوافق على مبررات هذه المنظمات ونتقبلها قبولا حسن. شطح الاعتقاد الراسخ لدى المنظمة أن الكيس من القمح الذي يتم صرفه لنسبة 13% من فتيات الريف وفي العام مرة واحدة هو الذي يدفع ولي أمر الطالبة أن يسمح لها بمواصلة التعليم وأيضا هذا الكيس من القمح هو الذي يدفع الطالبة لتواصل التعليم ويكافح فقرها ويشاطرهم في هذاالاعتقاد كافة العاملين في مكتب التغذية وسائقو سيارات اللجان وشاحنات النقل والمحظوظون من الذين يتم ضم أسمائهم إلى كشوفات اللجان حين يتواجدون في مثل هذه المواسم بهمة ونشاط مثل سرب النوب بل يروجون لهذا الاعتقاد، وللأسف أنه اعتقاد خاطئ فهناك نسبة أكبر من فتيات الأرياف محرومات من هذه المساعدة العالمية ويواصلن تعليمهن إضافة إلى أن كيس قمح في العام ليس مغريا إلى حد أنه يقنع ولي الأمر أن يوافق لابنته على مواصلة الدراسة من أجل ذلك الكيس الذي لا يغير شيئا في حياة فقر يعيشها طوال العام، لأن كيس قمح مقابل عام لا يسمن ولا يغني من جوع وعلى منظمة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة أن تصحح اعتقادها أن إقلاع الفتيات عن التعليم له عدة أسباب، منها الفقر الذي لا يكافحه كيس القمح. لو كان الجوع رجلا لقتلته قال سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه "لو كان الفقر رجلا لقتلته" ورغم أن جريمة القتل في الإسلام من الكبائر التي لا يمكن أن يغفر ذنبها إلا أنه ومع هذا أكد الإمام علي بانه سيرتكب جريمة القتل رغم اتصافه بالورع والطاعة لله سبحانه عز وجل بحكم أن الفقر يهين الأمم ويهدر ماء الوجه ويعبث بالكرامة ولهذا أوضح أني لا قصد من وراء نقل الحقيقة إلغاء هذه المساعدة الغذائية البسيطة ولكن قصدت توضيح أن الطريقة المتبعة وتبديد المال باسم المساعدة للفتيات الفقيرات وضخه إلى جيوب تستفيد أكثر باسم تلك المساعدة رغم أن هناك طرقاً متعددة حتما نستطيع التعامل معها إذا رغبنا حقا في مناصرة الإنسانية ومكافحة فقر فتيات الريف حيث ستمكننا تلك المبالغ من مضاعفة كمية حصة القمح وربما يشكك البعض بأي طريقة أخرى وسيصرون على أن الطريقة المتبعة حاليا هي المثلى ولكن لا مانع من التدارس والأخذ بآراء الآخرين رأفة بالفتيات الريفيات. قلوب تدمي قبل أن تنطلق قوافل اللجان سمعت قصصاً كثيرة توجع القلب وتبكي العيون عن حال فتيات الريف مع الفقر بل هو حال يحيط بأسرة الفتاة.. قيل إنه في العام المنصرم تسلمت إحدى الفتيات في منطقة اللحية التابعة لمحافظة الحديدة "كوبون" استلام كيس القمح فأخذت تزاحم كي تصل إلى أعتاب بوابة المخزن من أجل استلام كيس القمح بينما أحد الكبار من أسرتها ينتظرها في الجانب الآخر حتى إذا وصلت بوابة المخزن يقوم هو بعملية حمل كيس القمح وبينما كانت الطفلة توزع بصرها وتركيزها على بوابة المخزن وكبيرها الذي ينتظر وبدون شعور دخلت أنامل أصابعها الصغيرة ما بين الثقوب الصغيرة لشبك حديدي محور شدة الزحام وبمجرد أن سمعت النداء باسمها انتفضت مهرولة بفرح وسرور ولكنها فرحة ما تمت حيث أن أناملها كانت محشورة بين ثقوب الشبك الحديدي لذلك لم تخرج منه بسلام بل تمكن الشبك اللعين من بتر إحدى أناملها وتطاير دمها في بلاط طارود مدرستها وعلا صراخها المستغيث بكافة الحاضرين لعل أحدهم يخفف ألم بتر جزء من جسدها.. كان المشهد مخزنا لكل من كان حاضرا فاللعنة على هذا الفقر الذي أجبر فتاة صغيرة أن تدفع ثمن فرحتها بكيس قمح مقابل بتر إحدى أنامل يدها.. حقا إن هذا الفقر يستحق القتل. تمور يابو يمن قافلة المواد الغذائية التي كانت مقدمة من برنامج الغذاء العالمي كانت ترافقها حصة من التمور مقدمة من منظمة الغذاء الإسلامية العالمية التابعة للمملكة العربية السعودية كانت عبارة عن اربعة كيلو تمر مضغوطة في مشمعات بلاستيكية وكل عشرة مشمعات تعتبر عبوة كرتون واحدة هذه المساعدة هي الاخرى كلفت عملية نقلها الملايين رغم أن منظمة الإغاثة الإسلامية استغلت فرصة تحرك منظمة الإغاثة الإعلامية وتعلقت أو شاركت في المساهمة بذلك التمر الذي لا يشكل أي أهمية غذائية عند اليمنيين ولو كان استغل ثمنه وثمن أجور ترحيله في شراء مادةأخرى مثل الزيت أو مضاعفة كمية القمح لأصبحت تلك المساعدة ذات فائدة مجدية ربما يقول الأشقاء السعوديون في المنظمة "أبو يمن بلا معروف نقدم لهم المساعدات ويذمونها" ولكن ما جدوى تلك المساعدات إذا لم تكن ذات فائدة وفي كل الأحوال اليمن تعتبر سوقاً هاماً لدولة السعودية، فقد بلغت أسعار المنتجات السعودية التي قامت اليمن بشرائها هذا العام مبلغ مليار وثمانمائة ألف ريال سعودي بينما السعودية لم تستورد من اليمن حتى بربع هذا المبلغ وهنا أصبحت عملية المساعدات واجبة بعد أن فتحنا أسواقنا لمنتجاتهم ونأمل أن تكون في كل ما هو مفيد. مدير عام التغذية أ. حمود الأخرم ل(الوسط ): تم استثناء بعض المديريات هذا العام وجزيرة سقطرى بسبب الرياح وكل ما يصل نوزعه بأمانة قبل لحظات الانطلاق إلى ميادين التوزيع التقت صحيفة الوسط بمدير عام التغذية الأستاذ حمود الأخرم وعرضت عليه كشوفات التوزيع التي تم الاعتماد عليها في العام المنصرم حيث تم تحديد الكمية المنصرفة بمائة وثمانية وعشرين الف ومائة وتسعة وثمانين كيس قمح واستفسرت الصحيفة عن حجم الكمية التي تم اعتمادها هذا العام وكذلك عن عدد المديريات المستهدفة. وصرح مدير عام التغذية الأستاذ حمود الأخرم للصحيفة أن في هذا العام يعاني برنامج الإغاثة العالمية للأمم المتحدة من نقص حاد في المواد الغذائية ولهذا تم استثناء بعض المديريات مثل المسيمير والعدين والحيمة الداخلية وغيرها مما سبب تراجع عدد المديريات من ثلاثة وثمانين مديرية إلى اثنين وستين مديرية بسبب ذلك النقص الحاد في الغذاء لدى المنظمة وأوضح الاخرم أنه أيضا تم استثناء محافظة صعدة من مشروع التغذية المقدم لدعم الفتاة بحكم أن هناك إعانة غذائية لمحافظة صعدة بكاملها من قبل المنظمة تتولى عملية صرفها جهات أخرى. وقال الأخرم إنه أيضا تم تأجيل عملية صرف التغذية الخاصة بجزيرة سقطرى بسبب اشتداد الرياح والتيارات المائية في البحر مما اضطرهم إلى تأجيل حصتها إلى وقت لاحق. وفي سياق التصريح أشاد الأخرم ببرنامج الإغاثة العالمية التابع للأمم المتحدة وأنها منظمة تعمل بكل جد وبصمت وقد سبق لها أن قامت بتوزيع العديد من المواد الغذائية للفقراء بغرض مكافحة الفقر في العام المنصرم وأن المنظمة سوف تستهدف عدد ثلاثمائة ألف أسرة بدعمها بالقمح ليستفيد منها مليون ومائتا ألف نسمة وأنه خلال عملية نزول اللجان لتوزيع القمح سيتم عمل مسح للفقراء المستهدفين من أجل أن تقوم المنظمة بعملية الصرف بعد شهرين بواسطة مكتب التغذية المدرسية الذي قام بمثل هذه المهمة في العام المنصرم. وأكد الأخرم أن إدارة التغذية المدرسية تحرص بكل جد واهتمام على إيصال التغذية لطالبات في الأرياف وتأمل استمرارها وأن هناك مخاوف في انقطاعها. وأضاف الاخرم أنه قد دار حديث كثير عن التغذية المدرسية ذلك الحديث كان فيه لغط كثير حيث أنه لا يمكن لأحد من أعضاء اللجان ومسئولي المدارس القيام بأي عملية مغالطة لأن هناك أعضاء في اللجنة مكلفين من مكتب المنظمة عبر مسئولي البرنامج ومندوبين من التربية ومن مكتب التغذية وكذلك مسئولي التربية في المحافظات والمديريات المستهدفة، كل هذه اللجان من أجل ضمان وصول التغذية للفتيات، وطالب الأخرم من الصحيفة التحري والدقة والإبلاغ عن أي قصور أو مخالفة وسيتم التجاوب لما فيه ضمان إيصال التغذية. الجوع الكافر بن الكافر أهان كرامة الأمة تهامة تتضور جوعا وحالها يدمي القلوب إنها مشاهد تبقى عالقة في الذهن لا يمكن لمن يشاهدها أن ينساها، مئات من الفتيات التهاميات ذات أجسام هزيلة للغاية تتحدث عن نفسها أنها تعاني من سوء التغذية والنقص الحاد في غذائها بادياً للعيان لكل من يشاهدها وليس النقص في الغذاء فقط بل إنهم يعانون من نواقص متعددة منها الماء النظيف وعدم توفر الدواء وتلوث البيئة بالمستنقعات وكثرة البعوض وسوء حال المساكن والفرش واللحاف ومكان النوم ومحرومون من كافة وسائل الترفيه وملذات الفواكه.. الفقر يحيط بهم من فوقهم ومن تحتهم ومن باقي الاتجاهات إنهم مغمورون فيه.. فإلى مواجع تهامة عزيزي القارئ القمرية قرية القمرية تقع شرق مديرية باجل وهي تماما خلف منازل الشباب الذين تم إحراقهم في مقلب القمامة في منطقة خميس مشيط في المملكة العربية السعودية وتبعد عن منازلهم بمسافة اثنين كيلو متر. وصلنا إلى مدرسة القمرية وهي مكتظة بالجماهير من أولياء الأمور وأقارب الفتيات الذين هبوا من أجل حمل كيس القمح فوق سواعدهم لنقله إلى المنزل لا سيما وأن الفتيات لا يستطعن حمل الكيس. كذلك وجدنا أنه قد تم عزل الطلاب الذكور والفتيات الصغيرات اللاتي يدرسن في مستوى صف أول وثاني لانهن يحرمن من هذه التغذية ولا يتم الاعتماد لهن إلا بعد وصولهن إلى الصف الثالث. كانت اللجنة قد أكملت عملية صرف الكوبونات الخاصة بصرف القمح ثم حيدت نفسها عن زحام عملية الصرف الذي تولى عملية صرفها المدرسون في المدرسة.. كان الحر شديداً والزحام أشد والطالبات مسرورات جدا بذلك الصرف وقد قمنا بالتحقق من عملية الصرف في العام المنصرم وأكدت الطالبات أنهن حصلن على حصة من القمح في العام المنصرم. الكمية تصل كميات القمح قبل وصول اللجنة وتحدد الحصص من مكتب التغذية في صنعاء وما على اللجنة سوى صرف "الكوبونات" ولكن حين دققنا في العدد والكمية المنصرفة من القمح وجدنا أن هناك عدد سبعة أكياس قمح زيادة قيل إنها لفتيات تم ضمهن من مدرسة مجاورة وكانت عملية الصرف تسير بطريقة واضحة وجيدة. الخلل في مديرية بيت الفقيه عزلة نفحان "ديرغلاب" وفي مدرسة قرية الطهابيش وجدنا من واقع الكشوفات أن عدد الطالبات المستحقات للقمح مائة وثمانية وثلاثون طالبة بينما عدد أكياس القمح كان مائة وتسعة وخمسين كيساً بزيادة تقدر بواحد وعشرين كيس قمح وقيل لنا إنه تم إعطاء تسعة فتيات كيس قمح زيادة لكل واحدة منهن مقدما يخصم من حصتهن في العام القادم ولم يتم التوضيح عن مصير عدد الاثني عشر كيس قمح التي بقيت زيادة بعد عملية الخصم . وكذلك وجدنا أن اللجنة غادرت المدرسة بعد أن دشنت الصرف لعدد عشر فتيات ثم أغلقت المخازن وبقي القمح والتمر رهن المخازن ولم يتم الصرف. بينما وجدنا في مدرسة أخرى مجاورة للقرية -مدرسة الزبير بن العوام- أن كمية القمح ناقصة عشرة أكياس عن عدد الفتيات المستحقات الأمر الذي يوقع مدير المدرسة في الإحراج من قبل الريفيين أولياء أمور الطالبات الذين يحملون مدير المدرسة مسئولية النقص ويتذمرون كثيرا من شدة حاجتهم لذلك القمح. تضارب الآراء ومن موقع ميدان الصرف تواصلت صحيفة الوسط مع مدير عام التغذية عبر الهاتف لإبلاغه بتلك الاختلالات وهي زيادة الكميات في بعض المداس ونقصانها في مداس أخرى فوجه اللجنة بسحب الكمية الزائدة من تلك المدرسة وصرفها لمن حرمن من القمح في المدرسة الأخرى بينما وجه مدير مشروع البرنامج التابع للأمم المتحدة الأستاذ نجيب الشيبة بعدم سحب أي كمية وبرر أن فتح مثل هذا الباب سيؤدي إلى مغالطات كبيرة وحمل في سياق تصريحه المسئولية المسئولين التربويين لعدم قدرتهم في تقديم معلومات دقيقة عن المدارس وأن مدراء المدارس بعضهم يملكون كشوفات متنوعة ومتضاربة في نسبة العدد من أجل المغالطة الأمر الذي يدفع المنظمة إلى إنزال جيش جرار من اللجان والمندوبين وغادرنا المنطقة بدون أن يتم حل المشكلة. انعدام الرشاد المديريات التي كانت معتمدة وتم حرمانها لوحظ أن عملية الحرمان تمت على أساس الثقل القبلي والسياسي والهروب من وعورة الطريق.. فمثلا في محافظة صنعاء تم حرمان الحيمة الداخلية والتي تعتبر الأكثر فقرا من سنحان وخولان وفي محافظة لحج تم حرمان منطقة المسيمير والتي تعتبر أكثر فقرا في المحافظة وفي محافظة إب تم حرمان مديرية العدين والتي تعتبر اكثر فقرا بين المديريات العدينية الثلاث إن عملية اتخاذ قرار الإلغاء لم تكن على أسس إنسانية وعادلة لتقييم الأكثر فقرا وقالت بعض المصادر المطلعة إن عملية الإلغاء كان وراءها وعورة الطريق رغم أن المنظمة تدفع أجور الترحيل عبر مقاولة متكاملة ولكن التلاعب يحصل من باطن مقاولي عملية الترحيل. انعدام الشفافية رغم أن المنظمة تتبع الأممالمتحدة ولكنها تفضل عدم الشفافية والوضوح من خلال عدم تزويدنا بكشوفات الحصص المحددة للمدارس المستهدفة وتحديد أسماء المدارس في كل مديرية حتى يتم التواصل معهم لمعرفة عملية سير الصرف وخارطة طريق عمل اللجان وغيرها مما يجب على المنظمة توضيحه لوسائل الإعلام المحلية من باب التجاوب مع حق الحصول على المعلومة المضمون حقها في المادة (199 وغيرها من المواد المدونة في أجندة حقوق الإنسان والتي ضمنت حق الإطلاع على المعلومة. بيزنطية وقد لاحظت الصحيفة أن اللجان والمنظمة يحيدون المسئولين التربويين في المحافظات والمديريات تحيداً كاملاً ولا يتم إبلاغهم بالمواد الغذائية التي سيتم صرفها ثم بعد تلك الشطحة يتركون المواد الغذائية في المخازن لتؤول مسئولية صرفها إلى مدراء المدراس مما يؤدي حين يحصل أي خلل إلى أن المسئولين يتغاضون عن ذلك ويحتار المواطن لمن يحمل مسئولية ضياع مواد غذائية صرفت عليها الملايين باسمه وقد لاحظنا ذلك في محافظة عدن حين تواصلنا مع مدير التربية في المحافظة الذي أكد لنا عدم وصول أي مواد غذائية وفي اليوم الثاني وجدنا عند زيارتنا للمدارس في منطقة البريقة أنه قد تم الصرف للمدرسة والمواد الغذائية رهن المخازن وتواصلنا مع المدير الذي أكد مرة أخرى عدم وصول المواد الغذائية. إن مبرر الفساد ليس مقنعا في عدم إبلاغ مدراء التربية في أنه سيتم التوزيع على الطلاب مواد غذائية لأنه مهما كان الأمر هم يتحملون مسئولية هؤلاء الفتيات سواء في الأرياف أو المدن وإبلاغهم يعتبر مكافحة للفساد لأن التعتيم وعدم الوضوح يعني الظلام والظلام يؤدي إلى الفساد. تهميش وقد لاحظنا أن اللجان الميدانية لا تعرف ولا تشعر الطالبات بكمية المواد المصروفة لهن ويتم الاكتفاء بما هو مسجل بخط اليد في الكوبونات لا سيما وأن طالبات الصف الثالث والرابع بالكاد يجدن القراءة والكتابة، أيضا عدم إرسال مذكرات إلى مسئولي التربية في المديريات وإلى المجلس المحلي من قبل المنظمة توضح عدد المدارس المستهدفة في المديرية بالاسم والكميات المحددة وكذلك الإعلان في الصحف عن أسماء المديريات المستهدفة بالصرف حتى يتسنى للمجتمع مراقبة عملية الصرف أما أن تتم عملية الصرف من سكات فأمر غير منطقي حين يصدر من منظمة عالمية تابعة للأمم المتحدة. علاقة غير منطقية إن عملية مسح عدد الفقراء عبر اللجان الخاصة بمكتب التغذية المدرسية ثم الاعتماد على بطائق الضمان الاجتماعي في عملية الصرف لمشروع وبرنامج ليس له علاقة بالمدارس يعتبر بدعة عجيبة من الأممالمتحدة ومكتبها التابع للإغاثة في اليمن لأن أولا بطائق الضمان الاجتماعي أغلبها مشكوك في أمرها وما زال هناك في الريف والمدن من هم أشد فقرا ولم تصرف لهم بطائق الضمان ومن جانب آخر هناك العديد من مراكز الدراسات والبحوث والتي لديها العديد من المسوحات والدراسات عن المناطق والقرى الأشد فقرا وحاجة وعوزاً كان الأحرى بمكتب الإغاثة إن يطلع عليها وينسق معها من أجل معرفة المزيد من المعلومات أما أسلوبه المتبع في الاعتماد على مكتب التغذية في تحديد عدد الفقراء من حملة بطائق الضمان ويتولى هو عملية التوزيع يعتبر شيئاً عجيباً، إضافة إلى عدم الإعلان عن تلك المساعدة التي تسمى مشروع مكافحة الفقر والتي صرفت العام المنصرم وسيتم صرفها هذا العام والتي قدرت في العام المنصرم بثلاثمائة ألف كيس قمح وهذا العام بثلاثمائة ألف كيس قمح، فلمن صرفت وفي أي محافظات وكم كمية كل محافظة.. أسئلة تدور في رؤوس الكثير من الفقراء وتبحث عن إجابة.