نشرت صحيفة الوسط في عددها 286 بتاريخ 5 مايو 2010م مقالا تحت عنوان "أربع عمارات آيلة للسقوط فوق ساكنيها" للأخت ابتهال المحروق. وهي كما يبدو من سكان إحدى العمارات الأربع الكائنة في شارع المعلا الرئيسي، شارع الشهيد مدرم، بدليل انزعاجها الكبير وهي على حق من المصير المحتوم إذا ما تمادى الإهمال والتسيب من قبل المنتفعين في العمارات الأربع بدرجة أساسية وبقية العمارات في محافظة عدن التي تتشابه وضعيتها. العمارات الأربع كما يبدو تفوق شققها ال45 شقة وليس 12 شقة كما ورد في المقال. كما أن العمارات في شارع مدرم لم تؤسس كما ذكر في المقال عندما احتل الاستعمار البريطاني عدن، إنما تم تشييدها في فترة الخمسينيات وبداية الستينيات عندما أقرت بريطانيا تحويل عدن إلى مقر للقوات البريطانية في شرق السويس. بعد إغلاق قواعدها في السويس وقبرص واستقلال بعض الدول الأفريقية مثل الصومال، كينيا، يوغندا، تنزانيا في نهاية الخمسينات وبداية عقد الستينيات من العقد الماضي، وإعداد عدن لاستيعاب قوات جديدة قادمة من هذه البلاد وأفراد لخدمة التوسع الذي شهدته القاعدة في عدن، الحقيقة أجد نفسي متعاطفا مع سكان هذه العمارات وغيرها التي تعاني نفس الظروف والوضعية، لكن التعاطف والشكوى لن تحل المشاكل، كان أجدر بسكان هذه العمارات أن يبتعدوا عن التواكل وتحميل مشاكلهم على الغير، كان المفروض أن يبادر سكان هذه العمارات إلى تنظيم أنفسهم بشكل لجان يتم انتخاب أفرادها من السكان على مستوى العمارة أولا ثم الشارع والحي وانتهاء بالمحافظة للدفاع عن مصالحهم وحقوقهم لدى الغير مهما كانت الجهات، والقيام بالتعاون فيما بينهم فيما يتوجب عليهم عمله، هذه الشقق والمساكن ملكت للمواطنين وأصبحت صيانتها والمحافظة عليها من مسئولية المنتفعين بها، إذ لا يعقل أن نطلب من جهة أخرى حمل العبء عن المنتفعين. الملاك السابقون ينتظرون بفارغ الصبر سقوط هذه العمارات اليوم قبل الغد لأنهم المستفيدون، لأن ملكية الأرض حسب زعمهم ستعود لهم والمنتفعون سيتم طردهم رغم التعويض الذي حصلوا عليه من أراضي الدولة وإعفاءات. الملاك لديهم لجنة تدافع عن حقوقهم والمفروض أن توجد لجنة للدفاع عن حقوق المنتفعين، تناول الاخت ابتهال المحروق لهذه القضية على أهميتها يتطلب المبادرة والشروع في تنفيذ مقترح اللجان في الدفاع عن حقوق المنتفعين ولا تلام الجهات الأخرى إذا ما تم الاعتداء على حقوقهم جراء التواكل والسلبية القاتلة التي يعيشها المنتفعون عندما يجدون أطفالهم غدا في الشارع بدون سقف يقيهم حرارة الشمس أو عشة تأويهم. بالنسبة للاعتماد الذي أشارت إليه الأخت ابتهال الذي كان قد رصد من قبل المحافظ الدكتور/ يحيى الشعيبي لترميم الأربع العمارات يمكن أن يكون أحد المهام الرئيسة لمتابعته من قبل اللجنة العليا للمنتفعين في حالة تشكيلها والتحري عن صحة هذه المسألة. هذه نصيحة مخلصة أقدمها إلى الإخوان المنتفعين وأطلب منهم المبادرة لتكوين هذه اللجان وتحديد اشتراك شهري على كل عضو، كما أن صيانة كل عمارة والحفاظ عليها يتم تقاسمه بين ساكني العمارات إذا أريد أن تعمر هذه الشقق لأطول فترة ممكنة. * ياسر أحمد عبده