العميد متقاعد/ علي بن شنظور اطلعنا على رؤية المؤتمر الشعبي والتجمع اليمني للإصلاح بشأن جذور القضية الجنوبية المقدمة لما يسمى بلجنة القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار ودعونا نشخص أهم ما ورد في رؤية المؤتمر أما الإصلاح فإن شاء الله في عدد قادم نستعرض رؤيته ورؤى المشترك وأقول بخصوص رؤية المؤتمر الشعبي إن من يزرع ثوم لا يمكن أن يحصد عنب. 1- لقد كنا ننتظر من المؤتمر الشعبي العام أن يعلن رؤيته عن جذور وأسباب القضية الجنوبية بما يكفر عن ماضي سلطة 7 يوليو 94م باعتبار من حكموا قد حكموا باسم المؤتمر وكان لا بد أن يحدد بصراحة موقفه من حرب 94م والأخطاء القاتلة التي لحقت بالوحدة بسبب سياسات السلطة وحلفائها وكان من المفترض على المؤتمر توضيح الأخطاء التي ارتكبت من قبل شريكه حينها الحزب الاشتراكي قبل 94م وشريكه حتى عام 97م التجمع اليمني للإصلاح لكن جاءت الرؤية بغير ما كان متوقعا خاصة وقد سمعنا العديد من الأصوات داخل المؤتمر من الذين يتباكون عن الجنوب ويؤكدون أنهم مع خيار شعب الجنوب فماذا سيقولون الآن بعد أن أعلن حزبهم رؤيته لجذور القضية الجنوبية وتحميله للجنوبيين المسئولية عما حصل بسبب صراعاتهم الداخلية أي انهم السبب فيما جرى للجنوب بعد الوحدة وحرب 94م وليس للوحدة وللحرب الذي لم يعترف بها ولا بسلطة 7 يوليو أية علاقة بما جرى للجنوب أنه قمة الاستهزاء بأبناء الجنوب مع اعتذاري لهذه العبارة. 2- صحيح أن الرؤية غير مكتملة ونلتمس العذر للجنوبيين داخل المؤتمر الشعبي باعتبار القرار ليس بيدهم وكذلك أعضاء المؤتمر من الشمال البعيدين عن صناعة القرار داخل الحزب، لكن من خلال جذور القضية الجنوبية يمكن معرفة ما بعدها من محتوى وحلول وكما يقولون إن من يريد أن يحصد عنبا لا يمكن أن يتم بزرعه لجذور ثوم أو بصل فالنتيجة حتما ستكون ثوما أو بصلا وليس عنبا، وهذا ما هو متوقع من الرؤى المعلنة حتى الآن عن قضية الجنوب من الأحزاب بصنعاء لكن المؤتمر الشعبي كانت جذوره ظالمة للجنوب لأنه قد برأ ساحة السلطة التي حكمت حتى 2012م من المسئولية واعتبر قضية الجنوب ناتجة لصراعات داخلية جنوبية جنوبية. 3- لقد رفضت رؤية المؤتمر الشعبي وحتى الإصلاح الاعتراف بأن قضية الجنوب قضية سياسية تعني الجنوب ودولته وهويته وتاريخه ومؤسساته التي تم تدميرها واعتبرتها جزءا من قضية كبرى في اليمن أي مثل صعدة أو تهامة أو الجعاشن..الخ. من القضايا الفرعية فكيف يمكن أن تكون الحلول عادلة لقضية الجنوب؟!، كما أن الرؤية عبارة عن سرد تاريخي لماضي الجنوب وقد حاولت أن أتصور ما جرى للجنوب على أنه أشبه بما جرى من إقصاء للمؤتمر الشعبي بعد ثورة التغيير السلمية بصنعاء عام 2011م وهذا تشبيه غير عادل نهائيا لأن حرب 94م لم تقصي الحزب الاشتراكي بل اعتبرت أن الجنوب كله حزبا اشتراكيا وتم تدمير كل مؤسساته وتسريح موظفيه للشارع إلا نسبة قليلة من المحسوبين على السلطة كما أن المؤتمر بعد 2011م لا يزال يحكم ولديه نصف مقاعد الحكومة ونصف السلطة فأين المقارنة؟ 4- إن المسئولية تقع على الجنوبيين المشاركين في الحوار لنقد أخطاء رؤية المؤتمر الشعبي وأخطاء الرؤى الأخرى للأحزاب السياسية والمسئولية تقع أولا على لجنة القضية الجنوبية أما نحن غير المشاركين أو المقاطعين والرافضين للحوار الحالي بسبب آلياته غير العادلة والتي لا تخدم قضية الجنوب ندرك أن الحوار لن يحقق شيئا في الواقع وليس علينا أية مسئولية في نجاح الحوار او فشله، ولكن من باب تقديم النصح لمؤتمر الحوار وأحزاب صنعاء فأردنا أن ننبه إلى بعض الأخطاء الواردة في رؤاهم وخاصة المؤتمر الشعبي باعتباره مع الإصلاح أكبر الأحزاب التي سوف تتحكم بقرارات مؤتمر الحوار ولهذا ندعو إلى مواقف أكثر إنصافا للجنوب إن كانوا فعلا يريدون حلولا عادلة لقضية الجنوب مع أن شعب الجنوب قد حسم أمره بالمهرجانات المليونية التي تطالب بتقرير المصير واستقلال الجنوب لكن حتى نرى ما لدى إخواننا في الشمال ومؤتمر الحوار من حلول كما يزعمون أنها ستنصف الجنوب. برقية: خلال سنوات طويلة قدمنا عشرات النصائح للسلطة السابقة بشأن كيفية أن تتعامل مع قضية الجنوب فلم نجد آذانا تسمع غير الكبرياء والإهمال حتى أوصلهم الله إلى هاوية السقوط عام 2011م، واليوم نرى الحكومة الجديدة تسير في نفس الطريق لا تلقي بالا لأصوات الحق فلينتظروا مصيرهم.