علمت "الوسط" من مصادر مؤكدة أن رئيس الجمهورية أوفد جمال بن عمر إلى الرياض بغرض الالتقاء بقيادات المملكة لفرض ضغوط على معارضة الخارج المحسوبة عليها للمشاركة في الحوار وإخراج أية نتائج من خلال لقاء جنوبي في الرياض، وفي حالة ما لم يتم ذلك يتم منعها من التحريض على المشاركين في الحوار وعدم تبني انفصاليي الداخل. وقالت المصادر: إن بن عمر التقى في جدة ولي العهد ووزير الخارجية إلا أنه فيما رشحت من أخبار فإن المملكة لا تبدو متحمسة للتعاطي مع الطلب اليمني باعتبار أن ذلك شأن داخلي. إلى ذلك، وبحسب المصادر، فإن الرئيس كان قد أبلغ المبعوث الأممي بموافقته السبت على عقد لقاء لقيادات المعارضة الجنوبية في الرياض قبل أن يفاجئه بالإعلان عن رفضه وعدم اعترافه بأي لقاء يجرى في الخارج أثناء لقائه بسفراء الدول العشر في اليوم الثاني الأحد، وهو الغرض الوحيد الذي جمعهم من أجله. وقال مصدر دبلوماسي غربي ل"الوسط": إن موقف الرئيس من لقاء معارضة الخارج يمثل خلافا مع اغلبية الدول العشر باعتبار أن أي لقاء لمعارضة الجنوب سوف يصب في تقريب وجهات النظر والوصول إلى حلول وسط، فيما يرى الرئيس أن أي اجتماع للمعارضة في الخارج قد تخرج قيادة موحدة للجنوب معترف بها دوليا، وهو ما سيشجعها على المطالبة بالانفصال. إلى ذلك وفيما لايزال موقف الجنوبيين المشاركين في الحوار متوافقا على مطلب فك الارتباط، فقد بينت رؤيتا المؤتمر والإصلاح حول محتوى القضية الجنوبية على اجترار خصوماتهم السياسية، ملقيا كل منهما تبعات المرحلة على الآخر. وقدم المؤتمر رؤيته إلى مؤتمر الحوار الوطني يوم الاثنين الماضي مستندًا في رؤيته على ما أسماه "بأحداث تمت في الماضي وأصبحت حقائق وليست وجهات نظر". ودعت الرؤية شركاء الحكم في مرحلة ما بعد الوحدة أن يكون لهم شجاعة الاعتراف مثلما بنفس شجاعة "حزب المؤتمر بالاعتراف بالمسئولية كون أخطاء أي حكم في أية مرحلة يتحمل مسئوليتها من كان في الحكم في تلك المرحلة سواء، كان طرفاً أو أطرافا. وطالبت الرؤية الأطراف التي حكمت جنوب اليمن قبل الوحدة منفردة وشاركت في حكم اليمن بعد الوحدة حتى عام 1994م أن تتخلى عن مسئوليتها عن أخطاء تلك المرحلة ومحاولة طمس حقائق التاريخ التي لا يستطيع أحد أن يخفيها أبداً مهما حاول. واعتبرت الرؤية الحزب الاشتراكي بعيدا عن اللوم الذي يساوي غيره، بل وصفته بأنه "كطائر جريح تدفعه لبعض التصرفات آلامه وجراحه". وعن الشريك الآخر كما تقدمه الرؤية ممثلا بحزب الإصلاح شنت رؤية حزب المؤتمر هجوما على الإصلاح واتهمه بالاغتيالات التي نفذت بعد الوحدة، وهو ما نصت عليه الرؤية بقولها: "لكن الأدهى والأشد هو أيضاً محاولة شريك الحكم الرئيسي في شمال اليمن قبل الوحدة، وكذلك الشريك في حكم اليمن بعد عام 1990م، والشريك الرئيسي المهم وأحياناً الأهم بعد 1994م، والذي ظل شريكاً فاعلاً بصور مختلفة، منها المعلن وغير المعلن حتى 21 مارس 2011م، أن يتهرب أيضاً من مسئوليته من الأخطاء التي ارتكبها، ومن أهمها خلق الفتنه بين شريكي الوحدة الحزب الاشتراكي اليمني والمؤتمر الشعبي العام، وكان شغله الشاغل ليس الوقوف ضد الوحدة بعد تحقيقها ولكن الدأب ليلاً ونهاراً لإذكاء الخلاف والصراع بين شريكي الوحدة بأي ثمن لأهداف أنانية ضيقة بعيداً عن المصلحة العامة للوطن. وقالت الرؤية: "كان ذلك الحزب الإسلاموي الصاعد يحلم بأن يصل إلى السلطة بشتى الطرق، وأغلبها غير سلمية وغير مشروعة سواء بالتعبئة ضد شريكي الوحدة وخصوصاً الحزب الاشتراكي اليمني أو تكفير بعض قياداته"، وأضافت: "بل ويعتقد الكثير من اليمنيين أنه من قام بدعم حلفائه المتطرفين والإيعاز لهم بتنفيذ اغتيالات ضد قيادات جنوبية أثناء الفترة الانتقالية وخصوصا بعد فشله الذريع بإسقاط دستور دولة الوحدة الذي استفتى عليه في 20 مايو 1991م الموافق 7 ذو القعدة 1411ه". واتهمت حزب الإصلاح بشراء السلاح واستخدام سيارات المطاردة التي كانت مشهورة في وقتها (الهيلوكس الغمارتين)، وظل هذا الطرف الأيديولوجي المتطرف مستمراً في عمله لشق الصف الوطني بين شريكي الوحدة، ولم يوقفه ذلك حتى بعد انتخابات 1993م التي أصبح بموجبها شريكاً في مجلس الرئاسة وفي الحكومة". ولم تكتفِ رؤية حزب المؤتمر في اتهام الإصلاح بالاغتيالات التي طالت قيادات في الحزب الاشتراكي بل وألقت بالآمه عليه في إقصاء ما أسمته شركاء الحكم، "وذلك برفع وتيرة الصراع مع أحد الشريكين، وكان هدفه الرئيسي هو الحزب الاشتراكي اليمني، وقد نجح في ذلك، إذ كان هو السبب الرئيسي في الوصول إلى التراكمات التي فجرت حرب صيف 1994م، وكانت من أبرز المشاهد في هذا السلوك الجشع والمتطرف تلك الفتاوى الظالمة وعمليات النهب والسلب الواسعة (التي سماها بالغنائم).