في ظل فشلها في استيعاب مساعدات المانحين في ظل تهالك القدرات الاستجابية للحكومة اليمنية في استيعاب التعهدات المالية التي أعلنت في مؤتمري أصدقاء اليمن في الرياضونيويورك العام الماضي وفشلها الذريع في تحقيق أهداف الألفية 2015م يفتتح اليوم الأربعاء الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" ووزراء خارجية اليمن والسعودية وبريطانيا الاجتماع الوزاري المشترك لمجموعة أصدقاء اليمن والمانحين بحضور وزراء وممثلين عن 40 دولة ومنظمات دولية وممثلين عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وعلمت الوسط من مصادرها أن اجتماع أصدقاء اليمن السادس سيناقش الأوضاع السياسية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والأوضاع الإنسانية في اليمن، وعلى الرغم من فشل حكومة الوفاق الوطني خلال العام والنصف الماضي من استيعاب 7.8 مليار دولار إلا أنها تسعى للحصول على دعم نحو 14 مليار دولار من التمويل الخارجي لمواجهة متطلبات مخرجات مؤتمر الحوار، فيما يتعلق بتعويض المظالم ورد الحقوق وتمويل عجز الموازنة العامة للدولة. وفي سياق متصل أكد وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني محمد السعدي أمس الثلاثاء في تصريح صحفي أن صنعاء تنتظر من المانحين الوفاء بتعهداتهم المالية البالغة 7,8 مليارات دولار والتي تم صرف أقل من ربعها فقط، وذكر الوزير أن نسبة 85%، أي أكثر من ستة مليارات دولار من إجمالي تعهدات المانحين المالية لليمن والبالغة 7,8 مليارات دولار، "تم تخصيصها لمشروعات محددة وتم الاتفاق بشأنها مع المانحين" ، إلا انه ذكر أن "الذي تم سحبه هو حوالي 24% لتمويل مشروعات هي الآن قيد التنفيذ مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية هي الدولة التي تم الاستفادة من منحتها بشكل كبير، في إشارة إلى الوديعة المالية السعودية البالغة مليار دولار التي تم إيداعها في البنك المركزي اليمني لاستقرار العملة الوطنية. وفي حين حمل المانحون مسئولية فشلها في تقديم خطط مقنعه لاستيعاب المنح المعلنة من مجتمع المانحين، إلا أن الوزير السعدي عزا تأخير استيعاب المنح المعلنة إلى ماقال إنها بعض عقبات البيروقراطية والإجراءات البرلمانية لدي بعض المانحين. وفي ظل تشكيك مجتمع المانحين بقدرات الحكومة اليمنية في استيعاب المنح المعلن عنها اشترطت بعض الدول المانحة أن تنفذ المشاريع الممول من قبل شركات تحت إشراف الدولة المانحة نفسها. وتسعى الحكومة اليمنية للحصول على دعم المانحين لمرحلة ما بعد الحوار الوطني ووفق تأكيد تقرير حكومي أن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بحاجة لنحو 14 مليار دولار من التمويل الخارجي لمواجهة متطلبات مخرجات مؤتمر الحوار، فيما يتعلق بتعويض المظالم ورد الحقوق وتمويل عجز الموازنة العامة للدولة. وفي ظل تراجع ثقة المانحين الدوليين بالحكومة اليمنية بعد فشل أربع خطط قدمتها الحكومة اليمنية لإقناع المانحين أعلنت الوفاق الأسبوع الماضي عن خطة لتشغيل الشباب العاطلين عن العمل وإشراك القطاع الخاص في تنفيذ مشاريع مموله من المانحين. مصادر حكومية أفادت بان اجتماع أصدقاء اليمن المنعقد اليوم في نيويورك سيقيم مستوى تنفيذ التعهدات المقدمة لليمن في مؤتمر المانحين في الرياض واجتماع أصدقاء اليمن في نيويورك، اللذين عقدا في سبتمبر من العام الماضي، إلى جانب مناقشة تنفيذ عدد من الإصلاحات الاقتصادية، بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع الأمنية والمستجدات المتصلة بإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن، وجهود مكافحة الإرهاب وترسيخ الأمن والاستقرار. بالإضافة إلى مناقشة سير تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وسير أعمال مؤتمر الحوار الوطني، والتحضيرات الجارية للانتخابات الرئاسة والبرلمانية المزمع إجراؤها في العام المقبل 2014. كما سيتم التطرق إلى تطورات الأوضاع الاقتصادية في اليمن، وعلى الرغم من تأكيد تقرير حكومي فشل الحكومة الحالية في إنجاز أهداف الألفية 2015م واستبعد قدرة اليمن على الوصول إلى مرامي وأهداف التنمية الألفية بحلول عام 2015 بسبب وجود العديد من المعوقات والتحديات التي ساهمت في تكوين ظروف غير مواتية للإنجاز والتقدم في شتى المجالات التنموية. إلا أن الوفد اليمني المشارك في مؤتمر أصدقاء اليمن سيقدم رؤية اليمن بعد عام 2015م " وما أنجز على صعيد تحقيق أهداف التنمية الألفية، وتقديم ملخص لأبرز ما أنجز من قوانين قيد الإعداد من أبرزها خطة إصلاح قطاع الطاقة والخدمة المدنية و خطة تشغيل الشباب والشراكة مع منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص. ومن المتوقع خروج مؤتمر أصدقاء اليمن السادس اليوم ببيان مشترك.