لايزال الجنوبيين حائرين وغير قادرين على اتخاذ قرار واحد في ظل استمرار تشظي قادة الحراك الجنوبي رغم محاولات عقد مؤتمر جنوبي جامع وانتخاب قيادة موحدة، الا ان تلك المساعي تضاءلت فرص نجاحها في ظل تصاعد الخلافات بين القيادات الجنوبية وفي ذات السياق قال القيادي الجنوبي عبد الحميد شكري، رئيس المجلس الوطني للنضال السلمي لتحرير الجنوباليمني، إن الأزمة السياسية تشتد في صنعاء يومًا بعد يوم، وأن كل الاتفاقات التي جرت سواء الحوار الوطني أو المبادرة الخليجية أو اتفاق الشراكة والسلم، كلها خرجت هباء ولم يطبق منها شيء على أرض الواقع. وأضاف شكري، في تصريحات نشرتها صحيفة (البوابة نيوز)، الخميس: "أنصار الله منذ دخولهم إلى العاصمة اليمنيةصنعاء وهم يسيطرون على كل شيء، وكل منافذ الدولة بما فيها وزارة الدفاع، التي أتى إليها الصبيحي وزيرًا، لا زالت بيد الحوثيين". وأشار "شكري" إلى أنه من خلال حديث وزير الدفاع الجديد وتصريحاته الأخيرة، فإن الأمور ستكون فيها الكثير من الشد والجذب، مرشحًا الحرب بين الطرفين للاشتداد، خاصة أن أنصار الله لا يمكنهم التخلي عما حققوه من مكاسب على الأرض، بل على العكس فهم يتمددون ولن يستسلموا، بل إن لهم محاولات للتمدد في الجنوب، يقابلها الجنوبيون بالرفض. وفيما إذا كان ذلك يعني أن المواجهة ستكون حتمية بين الجيش والحوثيين، قال: "المواجهة قائمة أصلًا، بين القبائل والجيش من ناحية، والحوثيين من ناحية أخرى، وبالتالي فأعتقد أن حروب بلا نهاية ستستمر في اليمن، لكن الجنوبيين لن يقبلوا بانتقال هذه الفوضى إليهم". وفي سياق متصل أعلن أحمد الميسري القيادي الجنوبي في حزب "المؤتمر الشعبي" الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح, أمس, أن قيادة الحزب في صنعاء لم تستجب لمطالب الجنوبيين في الحزب بإعادة الرئيس عبدربه منصور هادي وعبدالكريم الارياني إلى موقعيهما في قيادة الحزب. وقال الميسري في تصريحات ل"السياسة" "لهذا فالجنوبيون سيحددون مصيرهم وعلاقتهم بقيادة الحزب من خلال مؤتمر عام يعقدونه بعد عشرة أيام لكننا لن ننفصل عن حزبنا بل نريد مواكبة المتغيرات التي جاءت بعد موجة ما يسمى بالربيع العربي التي اجتاحت بلدانا عدة ومنها اليمن". واتهم قيادة الحزب بأنها لاتتعاطى مع مطالب الشارع الجنوبي, قائلاً "نحن من يتأثر سلبا وإيجابا بتلك الأحداث وسنتعامل مع المكونات السياسية والحزبية والحراكية مع مطالب الشعب الجنوبي من دون موافقة من صنعاء وبما يخدم مصالح المؤتمر الشعبي في الجنوب". واعتبر أن دعوة قيادة الحزب إلى عقد مؤتمر عام استثنائي يعد دعوة باهتة وإعلانا تخديريا والتفافا على اجتماعات قيادات الحزب في عدن, إضافة إلى أن أسباب الدعوة غير واضحة ولم تعلق قرارات اللجنة الدائمة. وأكد أنه على "المستوى الشخصي متمسك بصالح رئيسا للحزب لأن المؤتمر في حاجته كما أن صالح في حاجة المؤتمر", متعهدا الوقوف ضد أي ممارسات أو مخالفات يقوم بها صالح لإعاقة تطور "المؤتمر" وخصوصاً القرارات الأخيرة المتعلقة بهادي والارياني والتعيينات الجديدة في قيادة الحزب. ورأى أن أي خطوة باتجاه انتخاب هادي رئيسا للمؤتمر بدلاً عن صالح هي مسعى حق إذا تمت في الإطار التنظيمي. وكشف عن وجود جنوبيين كثر من قيادات حزبه الوسطية في ساحة الاعتصام بخور مكسر بمدينة عدن يطالبون بانفصال جنوباليمن عن شماله, قائلاً "أنا مع ما يقرره أبناء الجنوب فإذا كان المتاح دولة اتحادية من إقليمين أو ستة أقاليم كان بها وإذا كان لا بد من الانفصال فسنكون مع الانفصال وخصوصاً بعد اجتياح الحوثيين لصنعاء". ولفت الميسري إلى أن آخر دفاع له عن الوحدة بين شطري اليمن كان في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء, لكن الشماليين بعد ذلك أسقطوا الوحدة وثورة 26 سبتمبر التي أطاحت نظام حكم الأئمة العام 1962, وخانوا دماء شهدائها. وأضاف "دفنت الوحدة والنظام الجمهوري تحت جبل نقم بصنعاء وتحت أقدام رجال قم (الحوثيين) في 21 سبتمبر الماضي". وأكد أن "الجنوب يبحث عن نفسه في الجنوب لكن الشمال وجد نفسه مرة أخرى في دولة الأئمة من خلال الحوثيين الذين خرجوا من جبال مران في محافظة صعدة ولا يعقل أن نتعايش معهم على الإطلاق فليس لديهم مشروع وطني بل لديهم مشروع للقتل ونحن نرفضه جملة وتفصيلا لأنه ينفذ أجندة سياسية لإيران" الى ذلك أفضت وساطة قبلية قادها عدد من زعماء القبائل بمنطقة يافع وآخرين من آل حميقان بمحافظة البيضاء يوم الجمعة إلى التوصل إلى اتفاق قبلي يقضي بإخراج سلطان "بن هرهرة" من يافع عاد قبل أسابيع من المنفى بالمملكة العربية السعودية بعد رفض الأهالي بالمنطقة عودته أو إحياء أي نشاط للسلاطين في المنطقة . وحاصر منذ أسبوع العشرات من رجال القبائل بمنطقة الحد بيافع السلطان الذهب بن صالح بن عمر هرهرة وهو ابن أخر سلاطين سلطنة أهل هرهرة بمنطقة الحد أبان الاستعمار البريطاني ومنعوا عنه الحركة مطالبين إياه بالرحيل. وعاد "الذهب" قبل عدة أسابيع من المملكة العربية السعودية حيث شارك في ساحة الاعتصامات بخور مكسر قبل ان يعود إلى قرية أجداده المعروفة بقرية "المحاجي القبقوب" بمنطقة الحد. وأثارت عودة السلطان "بن هرهرة" حالة من الغضب الشعبية لدى أهالي عدد من القبائل بمنطقة الحد بينها قبيلة آل جوهر وال الحيد وعدد من المناطق الذين فرضوا حصارا مسلحا على المنطقة التي يقيم فيها السلطان "بن هرهرة" وطالبوه بالرحيل متهمين أسرته بأنها تسببت بأضرار بالغة بأهاليهم أبان الاحتلال البريطاني مؤكدين رفضهم المطلق لإعادة واحياء السلطنات في مناطقهم . ونشر رجال القبائل عشرات المسلحين المزودين بالأسلحة المتوسطة والخفيفة حول منطقة بن هرهرة ، وباشر زعماء قبائل من يافع وآخرين من منطقة "الحميقاني" بالبيضاء أعمال وساطة أفضت مساء يوم الجمعة على الاتفاق على مغادرة السلطان الذهب بن صالح بن عمر هرهرة منطقته صوب البيضاء ومن ثم إلى صنعاء والعودة إلى السعودية حيث التزم رجال القبائل برفع كافة النقاط العسكرية والسماح لموكبه بالمرور صباحا . واستقبل "بن هرهرة" بشكل كبير في عدن عقب عودته إليها قادما من السعودية قبل أسابيع . على الجانب الاخر نفت مصادر مقربة من السلطان "بن هرهرة" صحة الانباء التي تحدثت عن التوصل الى اتفاق يقضي بخروجه من يافع مشيرة الى ان الجهود القبلية التي بذلها عدد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية وقيادات مجالس الثورة الجنوبية والمجالس المحلية في مديريتي الحد ولبعوس/يافع اثمرت عن إخماد نار الفتنة وإنهاء النزاع القبلي الذي كان قد نشب بين قبائل (آل الحيد) و (آل جوهر) من جهة وآل الشيخ علي من جهة أخرى خلال الأيام الماضية. وكان النزاع قد اشتد بين طرفي النزاع ووصل الأمر إلى قيام أطراف النزاع بوضع النقاط وإغلاق الطريق التي تربط بين المتخاصمين وتمترس وانتشار المسلحين في مناطق القبائل المتنازعة وكانت الأمور تسير نحو فتنه قد لا تحمد عواقبها. وتمخض الاتفاق الذي حضره صلاح علي الداؤدي وكيل المحافظة لحج ومحمد حسين العامري مدير عام مديرية الحد/يافع، عوض االعمري رئيس لجنة الخدمات وفضل بن شيخ وصالح الأحمدي أعضاء محلي لبعوس والشيخ صالح عبدربه الردماني وأعضاء محلي مديرية الحد يافع وعدد من الشخصيات والوجهاء بلبعوس والحد الى ازالة كل مظاهر التوتر وتداعيات الاقتتال التي كانت على وشك الاندلاع في أي لحظة، ورفع النقاط والمظاهر المسلحة وسحب المتمترسين والمسلحين من كافة الطرقات والمواقع التي تمركزت فيها عناصر الأطراف كما نص الاتفاق عل إن يقوم كل طرف من أطراف النزاع باختيار 3 ممثلين للوصول إلى مكتب محافظة لحج للقاء المحافظ لمعالجة أسباب وتداعيات النزاع والخروج بالحلول المناسبة .وأخذ ضمانات من جميع الأطراف لسلامة التهدئة والالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق.