في الوقت الذي ما زالت فيه المكونات الحراكية ترفض دعم هادي، وتعتبره جزءًا من نظام الاحتلال فشل معاونوه من إخراج مسيرات داعمة لشرعيته، فيما لا زالت قوى الحراك منقسمة، بينما التزمت عدد من القيادات المعروفة الصمت، ولم تصدر أي تعليقات حول عودة الرئيس ودعوته لتكون عدن عاصمة بديلة، ومن هذه القيادات حسن باعوم، وناصر الخبجي، وصلاح الشنفرة، فيما غادر رئيس رابطة أبناء اليمنعدن في ذات اليوم الذي وصلها هادي، وهو ما يُشير إلى طلب المملكة مغادرته. هادي لم يُعلن عن استقباله لأي قيادات حراكية جنوبية، فيما استقبل قيادات أحزاب سياسية شمالية أكدت على شرعيته ورفضها الانقلاب الحوثي. وفي هذا السياق لم تسلم الجنوب من الاصطفاف ضد أو مع الحوثي، حيث تعدى الخلاف الداخل الجنوبي إلى قيادات الخارج، وفشل لقاء كان يتم الترتيب له الأسبوع الماضي في القاهرة من قِبل قيادة مؤتمر القاهرة الأول، بعد أن اتهم أحد قياداته المهندس حيدر العطاس إلى كونه ليس أكثر من تنسيقات لجنوبيين مع الحوثيين وإيران.. ونفي العطاس أية علاقة له بما قال إنها لتنسيقات مع إيران والحوثيين التي جرت مع جنوبيين مؤخرًا بالقاهرة وبيروت، وأبدى استياءه من الأنباء التي تداولتها بعض المواقع الالكترونية عن احتضانه في مقر إقامته بالقاهرة للقاءات متعلقة بالقضية الجنوبية. وفيما كان تم نشر صورة تضم العطاس مع قاسم عسكر وفؤاد راشد وآخرين في منزله، قالوا إنها أثناء لقاء تم في منزل العطاس، تم فيه مناقشة أبعاد القضية الجنوبية في ظرفها الراهن والترتيب لعقد اللقاء الجنوبي الموسع المرتقب على قاعدة وضع خارطة طريق مأمونة وحكيمة لاستعادة دوله الجنوب الحرة المستقلة، ومن أن فؤاد راشد تقدم بثلاث نقاط حيوية من شأنها وحدة الصف الجنوبي.. وهو ما نفاه العطاس، موضحًا في تصريح لوكالة الجنوب: أن هذين قصدا زيارته في وقت تصادف مع وجود عدد من قيادات وأبناء الجنوب في جلسة اعتيادية، وحرصوا على التقاط صور تذكارية جماعية اعتيادية. وأوضح أنه قد فوجئ بتسريب الصور بمزاعم أنها لقاءات ترتب لعقد لقاء جنوبي موسع، مؤكدًا نفيه المطلق لأية علاقة تربطه بتنسيقات الإخوة قاسم عسكر وفؤاد راشد مع الحوثيين وإيران.. إلى ذلك عبّر القيادي في "الحراك الجنوبي" المحامي يحيى الشعيبي - من تيار البيض عن خشية الحراك من تسمية صنعاء عاصمة محتلة. وقال ل"السياسة الكويتية": "ونحن نصحح لهادي ونقول له إن العاصمة المحتلة وفق القانون الدولي هي عدن وليست صنعاء". وأشار إلى أن المظاهرات التي شهدها الجنوب، وكذلك بيانات قوى "الحراك" ترفض تحويل عدن إلى عاصمة لليمن؛ "لأن ذلك يعني طمس دولة الجنوب والقضاء عليها تحت ذريعة الأزمة في صنعاء". وفيما لفت إلى "أنه ليس هناك فرق بين الحوثيين وبين منظومة الشمال التي تحتل الجنوب؛ باعتبارهم منظومة سياسية واحدة تتعاقب على الحكم", فقد قال: "إن الحوثيين لن يجدوا عناء في اجتياح الجنوب ما دامت المعسكرات موجودة؛ لأنهم موجودون في الألوية العسكرية التي تحاصر محافظات الضالع وأبين وعدن وشبوة وحضرموت ولحج". ورحب القيادي في الحراك الجنوبي الخضر قاسم الشعوي - عضو هيئة رئاسة المؤتمر الجنوبي الأول بالقاهرة - بعودة هادي إلى عدن - عاصمة الجنوب..إلا أنه قرن هذا الترحيب بالمطالبة بضرورة أن تكون هذه العودة وفق ما طُرح في مخرجات مؤتمر القاهرة بأن يسعى لإيجاد حل للقضية الجنوبية في إطار ندّي بين الشمال والجنوب. وعبّر عن رفض المؤتمر لِما أسماه المشروع المشؤوم الساعي إلى تقسيم اليمن ستة أقاليم، أو أن يحاول فرض سياسية الأمر الواقع، وفرض الأقلمة انطلاقًا من عاصمة الجنوب عدن. وحذّر من سعي بعض الأطراف إلى جر الجنوب للحرب، وقيامها بتسليح القبائل واستجلاب عناصر من خارج أرضه لغرض إشعال الجنوب وتحويله إلى ميدان صراع بعد أن فشلت تلك القوى في حماية أرضها. وأوضح أن مؤتمر القاهرة سيصطف خلف قيادة عبدربه في حال أرادها ما بين شمال وجنوب، وسيكون ضده في حال أرادها أن تكون طائفية تشرذم الجنوب من خلال تسليح القبائل. ويأتي هذا الموقف الرافض في ظل استمرار المظاهرات في محافظة عدن المطالبة بالاستقلال، وكذا فرض حالة العصيان المدني كل يوم اثنين من كل أسبوع.