شوقي يتوسط أبناءه وأبناء شقيقته أمس (الوطن) - استعاد مواطن يمني ذاكرته بعد 18 عاماً قضاها في مستشفى أبها للصحة النفسية يالمملكة العربية السعودية فور أن شاهد ابنيه. وكانت صحيفة "الوطن" السعودية نشرت قصة المواطن اليمني شوقي علي إبراهيم الشهير بأبي أحمد الكويتي. وفور نشر القصة سارع ابنه ماهر للتعرف عليه لكن الأب رفض بشدة ومع تكرار المحاولة من ماهر وشقيقه وافق الأب على رؤيتهما حيث أسرع إلى احتضانهما منادياً على أحدهما باسمه. ووتقول الأوراق الخاصة بأبي ماهر وهو في العقد الخامس من عمره أنه فقد الذاكرة خلال حرب الخليج الأولى ونقل من قبل مجهولين إلى الحبيل برجال ألمع مصابا بجروح بليغة في رأسه وأنحاء متفرقة من جسمه قبل أن تحوله الجهات المختصة لمستشفى الصحة النفسية في أبها. ورغم كل المحاولات التي بذلت لإنعاش ذاكرة نزيل مستشفى أبها للصحة النفسية والتي تلاشت منذ 18 عاما فإن الرجل الذي أطلق عليه أبوحمد الكويتي بدا أن زيارة اثنين قالا إنهما من أبنائه كتبت له فصولا جديدة في حياته حيث أخذ يصيح على أحدهما باسمه عندما شاهدهما وأسرع إلى احتضانهما وهو يبكي حتى أغشي عليه لتعود إليه ذاكرته بشكل كامل بعد أن أفاق وسط ذهول العاملين في المستشفى. أبو حمد الكويتي أو شوقي علي إبراهيم معتكف يمني الجنسية تعرفت عليه أسرته المقيمة في جازان واليمن حيث زاره اثنان من أبنائه في المستشفى بعد أن تأكدا من هويته بعد نشر صورته وقصته في أكثر من وسيلة إعلامية. وقال شوقي أو أبو ماهر إن أحد أبنائه كان مقيما في خميس مشيط وجاء ليتعرف عليه بعد نشر قصته في "الوطن" في عدد 19 يونيو 2007 لكنه رفض مقابلته لأكثر من مرة لأنه ظن أنه سيكون كغيره ممن جاؤوا للتعرف عليه دون جدوى. مضيفا أن زيارته يرافقه شقيقه أمس كانت بداية نهاية معاناته حيث لم يكد يراهما إلا وقد عادت إليه الذاكرة لأنه كان متعلقا بابنه الصغير كثيرا. وقال مدير المستشفى منصور آل مزهر "كنا ومنذ وصول أبوحمد في بحث مستمر عن أهله، وبعد نشر قصته في "الوطن " وبث اللقاء الذي أجرته معه قناة فضائية استطاع أهله التعرف عليه حيث حضر اثنان من أبنائه وجلسا معه وتحدثا إليه حتى تذكر كل شيء رغم عدم تصديقه لهما في البداية .. وقد وصفا لي الرجل بكل دقة قبل أن يرياه حتى تأكدت بنفسي أنه والدهما". وذكر أنهم كانوا يتوقعون أن الرجل من الكويت نسبه للهجته لكن اتضح لاحقا أنه كان يعمل هناك لفترة من الوقت لافتا إلى أن الجهات المختصة ستسلم الرجل إلى أهله في اليمن. ونسبت ذات الصحيفة للابن الاكبر القول إنهم تلقوا اتصالا من عمتهم التي تسكن في أبو عريش بمنطقة جيزان تخبرهم بأنها رأت صورة والدهم في صحيفة الوطن وبالفعل زاره أحد أشقائه وتعرف عليه لكن دون استجابة من والدهم كما أن نسبه للكويت أدخل فيهم الشك قليلا حتى بث لقاء مصور معه في إحدى الفضائيات حيث تعرف عليه جميع أفراد الأسرة وتأكدوا من هويته تماما. وقال إن والده وما إن شاهده حتى ناداه باسمه وهو يصيح "ابني مهوري" كما كان يطلق عليه في صغره وأخذه وشقيقه في أحضانه وانخرطوا جميعا في نوبة بكاء شديدة حتى أغمي على والده لمدة 10 دقائق ثم فاق بعدها وقد عادت إليه ذاكرته كلها.