تصادف اليوم الجمعة الذكرى الأربعون لمعركة الكرامة التي تمكنت فيها المنظمات الفلسطينية من صد هجوم "إسرائيلي" واسع وكبدته بمساعدة الجيش الأردني خسائر فادحة وتمكنت من إحراز معنوي مهم بعد هزيمة ال 67. وشكلت المعركة التي جرت في منطقة الأغوار الأردنية في 21 مارس/آذار 1968 المرحلة الثانية من حرب التحرير الشعبية الفلسطينية بعد المرحلة الأولى التي جرت عقب الاحتلال عام 48 وفيها حاول الرئيس الراحل ياسر عرفات تنظيم حرب عصابات تنطلق من بيئة سكانية صديقة ومساندة. ويوضح المؤرخ د. مصطفى كبها المختص بالتاريخ الفلسطيني أن عرفات حاول تنظيم مقاومة فدائية من مناطق طولكرم ورام الله على غرار الثورة الفلسطينية عام 1936. ولفت إلى أن "إسرائيل" نجحت في إفشالها في غضون ثلاثة شهور مثلما تم إحباطها في قطاع غزة على يد أرييل شارون. ويشير كبها في تصريح ل "الخليج" إلى أن عرفات عاد ونظم العمليات الفدائية في المرحلة الثانية من خارج الوطن ومن الأردن ولبنان. ويرى أن "الكرامة" كانت أول إنجاز عسكري عربي أمام "إسرائيل" منذ النكبة ولفت لتوقيته الهام عقب خسارة العرب في حرب يونيو/حزيران 1967. وأضاف "شارك الجيش الأردني في صد الهجوم "الإسرائيلي" وشل حركة مدرعاته المتقدمة بواسطة القصف المدفعي، لكن الكرامة سجلت نجاحا معنويا كبيرا للقوى الفلسطينية كان له أثره حقيقي في انطلاق الثورة الفلسطينية، ومع ذلك فإن الصراع على روايتها بين الجانبين الفلسطيني والأردني لم يحسم بعد". وشدد د. كبها على أن "الكرامة " أبرزت الرموز الفلسطينية كالكوفية والعمل الفدائي ونوه بأنها شقت الطريق أمام زعامة عرفات واعتراف العرب بها ومهدت لصدور الاعتراف العربي بمنظمة التحرير ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني عام 1974. وأضاف "على إثرها زار عرفات القاهرة واستقبله الرئيس الراحل عبد الناصر الذي ساعدته "الكرامة" على نشر فكرة حرب التحرير الشعبية وخدمت طموحه في فتح الجبهة الشرقية أثناء حرب الاستنزاف". (الخليج)