تواصل دورية «حقول» الصادرة عن نادي الرياض الأدبي، في عددها الجديد تميزها، الذي بدأته في العدد السابق حول المرأة وثقافة الجزيرة العربية، ما يجعل العددين يوفران مادة إعلامية وتوثيقية مميزة حول التجربة النسائية الثقافية، لأديبات سعوديات وخليجيات، لهن بصمات واضحة على المشهد الثقافي. تطرق العدد الجديد إلى ترجمة كتاب «دولة النساء الموقتة» وهو عن الكويتيات في المعركة قبل الغزو وبعد التحرير، ويؤكد الكتاب فاعلية المرأة وقدرتها على تأدية الدور الرجالي نفسه، على رغم أنها لا تحصل على الحقوق نفسها الممنوحة له. ويقدم الناقد سحمي الهاجري دراسة نقدية لبعض الروايات السعودية. وفي الدراسات تناول الناقد صابر الحباشنة مسألة نقدية عن المتن السردي في أدبيات الخليج العربي.وقدم الناقد سعد البازعي قراءة لديوان الشاعرة أشجان الهندي «مطر بنكهة الليمون»، ويذكر أن القارئ مطالب بأن يدرك أن الوعي الذي يصدر عنه النقد الذاتي، وراءه وعي آخر بأن الشاعرة مأزومة ككل ممارس للإبداع بمسؤولية الكتابة، وإن كانت القصيدة تبرز المبدع بوصفه ممارساً للعنف، ولكن في حقيقة الأمر العنف ليس دائماً سيد الموقف، وإنما القصيدة تؤزم واقعاً يعرفه كل المبدعين». وتضمن العدد مقالاً للتشكيلية مها السنان عن المرأة والفن التشكيلي في المملكة، تطرقت فيه إلى أسباب قلة إنتاجية المرأة وتأخرها في مجال الفن التشكيلي عن الرجل، وعرضت تاريخياً لبدايات الفنانات الأوائل مثل منيرة موصلي وصفية بن زقر. وفي مقالة للناقد السوري عدنان فرزات تطرق إلى الشاعرة سعدية مفرح كصوت شاعري غير تقليدي، تحمل قصائدها الفكر بقدر ما تحمل من الشعر حين ترسم بشعرها بلاداً تسكننا. وتنوعت المقالات من نادين البدير، الوجه الإعلامي المعروف، بمقالها عن «الناشطات السعوديات خيانة أم تجميل»، بانتقاد لاذع حول استحالة الجمع بين الدفاع عن المظلومات وتبرير الظلم. أما الشاعرة هدى الدغفق فتحدثت في شهادة حول تجربتها عن جزئية من مسيرتها الإبداعية في الكتابة، منذ بداياتها الأولى إلى الوقت الحالي. وتطرقت العمانية آمنة الربيع إلى ظفار والحريم، مؤكدة أن الخطاب التنويري والحداثي يسعى إلى تمكين المرأة من ممارسة حقوقها الاجتماعية والسياسية. وحاورت أميمة الخميس الروائية شريفة الشملان حول كتاباتها الروائية والصحافية . وصاحبت شمس علي التشكيلية زهرة بوعلي في حوار عن رحلتها الفنية منذ أكثر من ربع قرن. أما أحمد الواصل فكان له لقاء مع الكاتبة الكويتية ميس العثمان، تناول فيه بداياتها ومحطات من مسيرتها الكتابية، وطرحت العثمان آراءها حول النشر والكتابة وتجاربها الإبداعية.وقدمت بعض المبدعات الخليجيات شهادات، مثل فوزية شويش السالم. وفي شهادة سمر المقرن نطالع حديثاً حول الحجاب. أما الشاعرة البحرينية فوزية السندي فتطرح في شهادتها حديثاً شفيفاً للروح. وتطرقت الكاتبة عالية شعيب إلى «بعبع الرقابة». تحدثت الصحافية القاصة الكويتية هبة بوخمسين عن الكتابة: الجنون الألذ وعن تجربة «رواق» الأدبية. وتطرقت القاصة اليمنية بشرى المقطري في شهادتها إلى تجربتها في الكتابة. وفي تجربة مميزة عرضت «حقول» تحقيقاً عن الكتابة والأنوثة استلته من منتديات الانترنت، وكان إضافة جديدة تميزت بالعفوية والتلقائية من المشاركات في الموضوع. وفي المراجعات تناولت هدى الدغفق كتاب «ثريا التركي ودونالد كول» عن مدينة عنيزة، وهو دراسة أنثروبولوجية عن التنمية والتغيير في مدينة نجدية عربية. كما تناولت أيضاً للكاتبة نفسها مع الدكتور أبو بكر باقادر قراءة لكتاب عن مدينة جدة. وقدمت الكاتبة السودانية منى الحاج الحسيني قراءة في كتاب «المرأة العربية والمتغيرات العالمية»... ومن يؤثر في الآخر منهما. وسلط أحمد الواصل الضوء على كتاب «رمزية الحجاب مفاهيم ودلالات» لعايدة الجوهري، الذي يستعرض مسيرة نظيرة زين الدين، إحدى رائدات الحركة النسائية، وصولاً إلى كتابها «السفور والحجاب». وفي مراجعة أخرى للواصل تطرق إلى كتاب «دور المرأة العمانية في الحياة الموسيقية العمانية» لمؤلفه عصام الملاح، وهو حول دور المرأة في الغناء والموسيقى والرقص في مجتمعات الجزيرة العربية. وقدم العدد ملخصات لبعض الرسائل والتقرير السنوي حول حقوق المرأة، الذي صدر عن جمعية حقوق الإنسان السعودية. يذكر أن رئيس تحرير «حقول» هو الناقد سعد البازعي وأحمد الواصل سكرتيرآ لتحرير. (الحياة)