عمره 111.. اكبر رجل في العالم على قيد الحياة "أنه مجرد حظ "..    رصاص المليشيا يغتال فرحة أسرة في إب    آسيا تجدد الثقة بالبدر رئيساً للاتحاد الآسيوي للألعاب المائية    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    سلام الغرفة يتغلب على التعاون بالعقاد في كاس حضرموت الثامنة    حسن الخاتمة.. وفاة شاب يمني بملابس الإحرام إثر حادث مروري في طريق مكة المكرمة (صور)    ميليشيا الحوثي الإرهابية تستهدف مواقع الجيش الوطني شرق مدينة تعز    فيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية.. تحذير من الأمم المتحدة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإصلاحيون الجدد...!!
نشر في الوطن يوم 11 - 09 - 2008

نشرت مجلة أبواب الشهرية الصادرة عن المجموعة اليمنية للإعلام والتي يرئسها الكاتب والصحفي نبيل الصوفي في عددها الخامس ملف عن محافظة تعز بقايا حياة.. بدايات أخرى ، تناولت فيه مواضيع متعددة ، منها الإصلاحيون الجدد، الوطن تعيد نشر ذلك.
وحده الحزب من تجدهم ينقدونه بحذر، وما عداه فهم جريئين في الطرح واضحون في الرؤية.
يقول عنهم "سياسيو الإصلاح" تنقصهم "الخبرة" والكثير من الكياسة، ويتهمهم خصومهم "التقليديين" بخدمة أجندة أجنبية والبحث عن الشهرة على حساب القيم، وينصحهم محبوهم بعدم الدوس على الألغام بل القفز عليها بحذر.
سوقت جدلياتهم منابر المساجد واحتضنت رؤاهم صفحات الصحف، تنفسوا هواء الحرية في مجالسهم الخاصة بوافي المدن وورش الندوات الفكرية لمنظمات المجتمع المدني، بعد أن ضاقت برؤاهم الغرف التنظيمية المغلقة ومقرات تنظيم ما زالوا مصرين على البقاء فيه، كونه يمثل –في نظرهم- "المنبع وإن بعد المصب" و"الوطن وإن طالت الغربة"، "خصوصاً وأن المستقبل فيه لرؤاهم حيث تتفق كلياتها مع برامج الإصلاح وجذوره الوطنية" هكذا يؤكدون.
إصلاحيون.. نعم!! يقولونها بفخر، وما زالوا؛ يحضرون الحلقات ويدفعون الاشتراك "أما أنا فلا محل لي من الإعراب" يقول الأكاديمي فؤاد البناء، لكن نعم تعقبها تطلعات بأن يتجاوز بهم حزبهم وبالوطن "ضيق الماضي إلى رحابة الحاضر" يقول العسالي، لا يريدون من "إصلاحهم" سوى أن يفتح العين المغمضة نحو الفكر تتساوي مع العين المفتوحة على التنظيم والسياسة، ينظرون بشغف للحرية والمساواة ويحاولون تقديم "الإسلام بثوب عصري يوائم بين الأصالة والمعاصرة" يقول عمر دوكم، خاضوا معارك فكرية فرادى ومجتمعين، مرَّة لتسويق أفكارهم وأخرى للدفاع عن أنفسهم ضد ما يسمونهم "إخواننا أصحاب الفكر التقليدي" الذين وجهوا لهم تهم تبدأ بإنكار السنة ولا تنتهي بالخروج عن الثوابت.
إصلاحيون جدد؟ لا تهمهم التسمية.. "نرفض المصطلح إن كان يرمي إلى أننا أجنحة تنحو للانشقاق" يقول ياسر الصغير، ويضيف نادر العريقي "نقبل المصطلح إن كان يعني تجديد الفكر وتطوير الذات"، إصلاحيون جدد!!
يؤيدون الديمقراطية والدولة المدنية والمواطنة المتساوية، أغلبهم خطباء وبعضهم كتاب وصحفيين، حصل بعضهم على الدكتوراه ويحضر آخرون الماجستير، مدربون في حقوق الإنسان والمواطنة، يتذوقون الشعر ويُطرب بعضهم الموسيقى.
شهدت مدينة تعز بسببهم سجالاً بين القديم والجديد وانقسمت من أجلهم مساجد المدينة إلى مساجد للنقل وأخرى للعقل، كانت مساجد (النور "إصلاح" والصحابة "سلفي حكمة") واقفة بالمرصاد لمساجد "السقاء (توهيب) والعيسائي "دوكم").. ولأول مرة في تاريخ المدينة يحدث تحالف بين إلاصلاحيين (عبدالله العديني وعلي القاضي)، وسلفيين (يوسف بدر، وعقيل المقطري)، ضد ما أطلق عليهم بالقرآنيين والعقلانيين، أو شيعة السنة.
بدأت أفكار "الإصلاحيين الجدد".. بمقالات نقدية "للكاتب الصحفي عبد الرحمن الحميدي، ثم نقلها للمساجد توهيب الدبعي في رؤاه عن السنة والشيعة والفن، والخطيب والكاتب عمر دوكم في التأصيل لحقوق المرأة، ثم أتى التأسيس الميداني لأفكارهم حيث أسس د. فؤاد البناء ملتقى الفكر الإسلامي بهدف "توسيع دائرتي الوعي والتدين" وأسس عبد العزيز العسالي مجلسه الخاص بهدف "تنمية التفكير الموضوعي المنطلق من فقه المقاصد"، واتجه بعضهم للتأليف والبحث.
كانت "الثقافية" الصحيفة، المأوى الإعلامي لأفكارهم ومع تحولها فجأة لمحلق، انحصر توجههم على منابر المساجد، لكن عودة "ملحق الوسطية" لملفات السنة وحجيتها، أبرز وجوههم للضوء ليلمع هذه المرّة عبد العزيز العسالي وعبدالقوي حسان.. وهو بروز فتح النار "المنبرية" عليهم، هذه المرة ليس من سلفيي الحكمة والإحسان، بل إخوان لهم في التنظيم.
قاد عبدالله العديني العضو البرلماني في مسجد النور، بالإضافة إلى علي القاضي الخطيب الإصلاحي الشهير.. حملة خطب ومحاضرات ومقالات وصفها الإصلاحيون الجدد "بالقاسية" فيما اعتبرها "خصومهم" دفاعا ًواجباً عن أحكام الشريعة وقيم الدين.
عوامل الظهور
يؤكد عبد العزيز العسالي أن القراءة الناقدة والمنفتحة للفكر التراثي، كانت سبب جوهري لبروزههم، فقد نقلتهم "إلى عالم الفكر إلى الناقد المستبصر بمقاصد الشريعة"، ويتفق فؤاد البناء مع العسالي على عامل القراءة المنفتحة إلا أنه يشير إلى كون اللقاء المشترك عامل هام كسر الحاجز النفسي والمعرفي للإصلاحيين، ويعيد نادر العريقي الأمر إلى انتقال الإصلاح "من جماعات دعوية إلى حزب سياسي يؤمن بالتعددية الرأي الآخر"، ويوافقه ياسر الصغير بالقول إن "الإصلاح ليس مذهبياً في منهجه التنظيمي، ولم يربي أعضاءه على التقليد" ولا ينفي الصغير وجود تياري التقليد والتجديد، لكنه يدلل بذلك على ديمقراطية الإصلاح وعافيته الحركية، ويذهب عمر دوكم إلى أن "ملامسة هموم الناس ومناقشة القديم بمنظور عصري" بالإضافة إلى "جمود التنظيم فكرياً واستبداد بعض قياداته الحركية" عاملاً هاماً في ظهورهم.
النضال السلمي
هل يمكن أن يكون داخليا
يخوض الإصلاحيون "نضالهم السلمي لترسيخ الحرية والمساواة.. لكنهم يصدمون بثقافتي الوعظ والخوف" هكذا عبر العسالي، وتأتي الثقافة التدينية التقليدية التي يتسلح متبنوها المعاصرين باحتكار الحقيقة الدينية، تأتي في نظر البناء عائق استراتيجي أمام المشروع التجديدي الوسطي، لكن عدم التزام آداب الحوار يعد –لدى الصغير- حاجزاً أمام تفهم رؤى العقلانية والتنوير.. وبينما يذهب العريقي إلى عائق سوء الظن من المخالف المقلد، يرى –حسان- أن الاستبداد السياسي والديني عائقان أمام كل عملية تثوير وتنوير.
هم....والحزب
يكاد "الإصلاحيون الجدد" يجمعون على أن الفكر يأتي في آخر سلم أولويات حزبهم، فدائرة التنظيم والتأهيل هي وحدها –في نظر البناء- الإطار المتحرك لانتقال الأعضاء في بنى الحزب ومؤسساته، "ولذا فإن الفكر والمرأة والفن" خارج حساب الاهتمام يقول عبد القوي حسان، ويعتب العسالي على الحزب سيطرة الفكر التقليدي على أماكن القرار مما أدى "لتهميش القيادات الشابة والمبدعة"، ويضيف دوكم: "الأداء السياسي والإعلامي في خانة الضعف كشف عورته الانتخابية الأخيرة".
يطالب العسالي بثمينة التفكير الموضوعي داخل البنى التنظيمية، بينما ينصح البناء بتفعيل بقية الدوائر التنظيمية، ويرى العريقي ضرورة الاهتمام بمنظمات المجتمع المدني، ويدعو الصغير لفقه اقتصادي مقاصدي بعيداً عن فقه الحيل الشرعية، وبينما يؤكد دوكم أهمية تفعيل النضال السلمي داخل الحزب وخارجه، يدعو حسان إلى محاربة "ثقافة التهميش والإقصاء".
الديمقراطية.. وأخواتها.. وضراتها
الديمقراطية لدى دوكم "منتج إنساني لصالح المجموع ووسيلة لتنظيم التنافس"، وهي لذى الصغير "أفضل ضمان ضد الحكم الفردي"، وليس لدى "الإصلاحيون الجدد" عقد من العلمانية ولا هم مولعون بها، فالبناء والعسالي يؤيدون التعامل الإيجابي مع العلمانية وغيرها، والعريقي والصغير يناصران علمانية تركيا ضد علمانية تونس، ويذهب دوكم وحسان إلى قبولها كمفهوم لا يتعارض والدولة المدنية والمواطنة.
ولا ينفي الإصلاحيون علاقتهم بالمجتمع المدني فهي لدى –حسان- شريان رئيس لتمكين الحقوق، ويدعو الصغير إلى شراكة معها في إطار القانون، ويرفض الإصلاحيون الجدد هيئة حماية الفضيلة "لأنها نسخة مكررة من هيئة الأمر بالمعروف في السعودية" يقول دوكم الذي يدعو "للنضال السلمي ضدها حال قيامها"، ويعتبر العسالي الهيئة "نظام حسبة يتعارض ودولة المؤسسات"، بينما يخاف العريقي من تحول العلماء من دعاة حقوق إلى منتهكي الحقوق، ويرفضها الصغيرة لأنها ولدت في دار الرئاسة، ويوافقه –حسان- في ذلك.
ويتفق الإصلاحيون الجدد على المساواة للمرأة مع الرجل في الحقوق والواجبات، ولأحدهم -ياسر الصغير- بحث حول مساواة دية المرأة وآخر حول مشاركتها السياسية.. كما أن لجميعهم مقالات وخطب ومحاضرات تصب في اتجاه تفعيل دور المرأة كشريك هام في المجتمع.
كسر الاجماع
على القاضي خطيب إصلاحي شهير
أوجز كلامي حول هذه الظاهرة فيما يلي:
أولاً: أهم أفكار دعاة التجديد وهي ملخصة من أقوالهم في الصحف:
عدم تكفير اليهود والنصارى وبعضهم لا يصرح بذلك. تتبع الآراء الشاذة الساقطة والتي لم يقل بها أحد من الأئمة، كمساواة دية المرأة بالرجل وإنكار حد الرجم وتجويز زواج المسلمة بكافر ونحوها من الآراء الباطلة. الهمز واللمز بكبار علماء الأمة وأنهم جامدون لا يفقهون النص... وقد يمدحوا بعض العلماء الذين انتقدوا بعض أحاديث الصحيحين وغيرها، ثم لا يأخذون بالأحاديث التي صححها هؤلاء العلماء.هز السنة في نفوس الناس وإظهار ما يرونه تناقضا فيها، وجمع أقوال العلماء في الجرح والتعديل، وضرب بعضها ببعض دون الرجوع إلى القواعد المقرة ودعوا إلى نقد الصحيحين وانكروا أحاديث كثيرة متفق عليها كحديث زواج الرسول بعائشة في سن التاسعة وكحد الرجم وغيرها من الأحاديث، وأعلن بعضهم أن السنة تاريخ وليس وحياً وتوسط البعض الآخر فقال أحاديث السياسة والطب لا تؤخذ لأنها خاصة بالرسول.. وما أجمل قول الشيخ القرضاوي في المرجعية العليا في الإسلام ص 250 "إن إنكار السنة مرض قديم.." والخلاصة أن السنة عندهم محل نظر وإن اتفق عليها المحدثون.
جذور الظاهرة
العجب والكبر وحب الظهور، وهذه الآفات وراء كل أو جل الانحرافات الفكرية العقيدية وتبدو هذه الأمراض بشكل جلي في... رفضهم التقيد بالمذاهب الأربعة وبأقوال العلماء الجهابذة.. وفي عدم اعترافهم بشروط المجتهد، فعندهم أن كل صحفي مجتهد وكل من يحسن كتابة مقال أو حوار يحق له أن يتكلم في أدق الأحكام الشرعية فلا قساوسة ولا بابا كما يقولون.
وجود منظمات دولية مشبوهة تشجع وتربي تيار "معتدل" يطوع الإسلام للمبادئ الغربية والدليل على ذلك أن هذه المنظمات ترفض الزواج قبل سن 18 سنة وتجوز الزنا فقام هؤلاء بالهجوم على أحاديث زواج الرسول بعائشة وعمرها 9 سنوات، وهكذا نجد أن معظم أبحاثهم ليست فقهية أو علمية خالصة وإنما تمهيدية لمبادئ غربية أو أنهم يتحرجون من بعض أحكام الشريعة فيريدون التخلص منها بأي وسيلة وليس غريباً أن تستقطب هذه المنظمات الغربية بعض هؤلاء أو كلهم علموا أو لم يعلموا فقد استقطبت من هو أعلم منهم وأذكى وأنقى الشيخ محمد عبده وتلامذته.
حق البحث والتجديد شوقي القاضي
عضو برلماني إصلاحي وخطيب وحقوقي شهير
بعيداً عن الاتفاق أو الاختلاف في تسمية (الإصلاحيين الجدد) أعتقد أن هؤلاء الشباب (المعنيين بالتسمية) ومن خلال معرفتي بهم ومعايشتي لكثير منهم بحاجة إلى تشجيع ورعاية وتقييم لأنهم شباب الحركة الإسلامية وأبناؤها الذين تربوا في أحضانها ورضعوا مبادئها ومفاهيمها، وذوو أخلاق وقيم فاضلة تفوق كثيراً من منتقديهم (بشهادة المعايشة) كما أنهم غيورون على دينهم وشرعية ربهم التي تقع فريسة التشويه من خصومها ومن بعض منتسبيها بالعنف والتكفير وإثارة الفتن أو من كثير مما دُس في تراثها فتراكم عليها وحسب (زوراً) عليها فأظهر بعض أحكامها مناقضاً لمقاصدها ومتعارضاً مع نصوصها (كتاب الله والصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)، وبصلاح نية وسلامة مقصد يحاول هؤلاء الشباب بجهد لا يعرف الكلل أن يبحثوا في هذه المسائل وهو حق لهم كمسلمين وكطلاب علم يمتلكون الكثير من مهارات البحث والطلب، وبعضهم على حداثة سنة وتواضع سمته أكثر فقهاً ومعرفة بدينة ومقاصد شريعته.
وما أرجو التنبه له من هؤلاء الشباب العمالقة المعتزين بدينهم والمخلصين لدعوتهم هو أن يكفروا بهذه الملحوظات (بعيداً عن الوصاية عليهم فهم أرشد وأنضج)
أحديها : لا يعتبر هجوم المخالفين عليهم مبرراً للوقوع في رد الفعل غير الموضوعي، ولا مسوغاً للانطواء في المجالس الخاصة والانسحاب من ميادين الدعوة إلى الله وترك أنشطة الخير والنهوض بيمن الإيمان والحكمة.
والثانية: مع يقيني بأن ما يقومون به من أبحاث علمية في مسائل مختلف فيها هو جهد في سبيل الله ونصرة لهذا الدين وشريعته مهما أغضبت زيداً أو عمراً (كان الله في عونهما) إلا أني أرى (وهو ما أعلنه أمامهم وخلفهم) أن على الباحث أن يتأنى في نشر أبحاثه حتى يستنفد جهده في المسألة ويناقش المختصين فيها ويسمع رأي مخالفيه خاصة في المسائل التي تحتاج إلى تروي وصبر، ومن ثمَّ له الحق بعد ذلك في نشر استخلاصاته ورؤاه، وهو إن شاء الله مأجور مرتين إن أصاب، ومأجور إن أخطأ، شريطة إخلاص النية وتحري الحق، وأن يمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ إن تبين له الصواب.
وأدعو مخالفي هؤلاء الشباب أن يتقوا الله في إخوانهم الذين لا يقلوا حماساً عنهم وغيرة على الدين والقيم، وأن يختلفوا معهم بعلمية وموضوعية دون اتهام للنوايا ومبالغة وفجور بحجج واهية لا تقف أمام برهان.
وكلمة أخيرة أتوجه بها إلى القيادات المشرفة على هؤلاء الشباب أن يقتربوا منهم ويسمعوهم أكثر وأكثر ويوجدوا لهم متنفسات علمية وبحثية لتوجيه رؤاهم وأبحاثهم، وأن تنصفوهم وتشجعوهم، وألا تنحاز لمخالفيهم، وألا تقع فريسة التهم التي تفتري عليهم.
لكل رأيه، والحزب للجميع
أحمد عثمان عضو الدائرة السياسية لإصلاح تعز
لفظ "الإصلاحييون الجدد" لفظ غير دقيق.. والتمترس خلف الآراء صورة غير موفقة، وإطلاق مثل هذا المصطلح قد يغري من يرغب في تعكير الماء ليصطاد؟!
الجديد والقديم في الأفكار وليس في الأشخاص وقد يوجد الجديد والقديم في شخص واحد، وما كل جديد نافع ولا كل قديم جامد، والآراء والأفكار المتباينة علامة حيوية أن لزمت آداب الخلاف والبحث عن الصواب والنفع العام.
وعلى العموم فالإصلاحييون هم تيار فكري منتشر في البلاد، ويمثل جزء من محاولة جادة للنهوض بالشعب؟! ومن ثم تأتي الاختلافات بالرؤى كنتيجة طبيعية لمسافة الحرية في الإصلاح وفي سياق الحاجة إلى حلول للمشكلات المعاصرة وإجابات للأسئلة التي تتوالد كل يوم ومن منظور إسلامي.. والإصلاح لا يحجر على أحد تفكيره ولا يمنع الاجتهاد، ولا يستطيع ذلك ، ناهيك عن أن الإجتهاد ضرورة شريطة بذل الجهد في البحث والتروي في الطرح من داخل الإصلاح أو خارجه وبعيداً عن التقسيمات، ليبقى ما ينفع الناس ويذهب الخطأ بالأخير.
وقد يتفق الإصلاحيون أو يختلفون فيما بينهم في رأي فقهي أو ما شابه وهذا لا يغير في الأمر لأن الإصلاح ليس مذهباً فقهياً وإنما تيار سياسي ولا يعمل كرقيب على آراء أعضاءه، ويستفيد مما يتناسب مع توجهاته الوطنية العامة، لكن المشكلة أن البعض قد لا يراعون المحيط المتلقي ومدى الفهم للفكرة، ربما لقلة الخبرة، وعليهم أن لا يتحولوا إلى متعصبين لأفكارهم في الوقت الذي يصفون فيه مخالفيهم بالتشدد، كما أن على مخالفيهم الذين لهم حق النقد أن ينظروا إليهم كإخوة لديهم خطأ وصواب وأن يمارسوا النقد والنصيحة بعيداً عن القسوة، وعلى الجميع أن يبتعد عن ادعاء امتلاك الحقيقة والتصرف مع الآخرين كأدوات صالحة للتصرف، وعلى الكل أن يدرك أننا أمة يثقل كاهلها الجهل والفساد والتخلف وبتراكمات قرون طويلة.
ولأن الحب شرط الإيمان "ولن تؤمنوا حتى تحابوا"، فإن بقاء حرارة الحب والتواصل الأخوي، من شأنه أن يغربل جميع الأفكار والتباينات، لتعود بالخير للأمة..
ونضيف ما يثري الفكر الإسلامي بوسطية تحفظ روح الثوابت ومرونة تنضح على آفاق العالم الذي هو ميدان الرسالة السماوية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.