أكد الباحث كريستوفر باوتشيك -كاتب مشارك في منحة كارنيجي للسلام الدولي- في تحليل جديد أن إحدى أولى أولويات الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما ستكون هي إعادة التفكير في "الحرب على الإرهاب" من أساسها إلى أعلاها، وذلك يعني الوفاء بوعوده التي كان أطلقها خلال حملته الانتخابية بإغلاق السجن العسكري الأميركي في غوانتنامو، وهو ما سيشكل إنجازا رمزياً مهماً. بهذا الصدد، يشير (باوتشيك) إلى أن إدارة أوباما التي تنتظر تسلم زمام الأمور، تعكف على وضع خطط لجلب عدة عشرات من المعتقلين إلى الولايات المتحدة للمثول أمام المحكمة، لكنها يجب أن تكون مستعدة لمواجهة عقبات – حد قوله. ويرى كريستوفر باوتشيك في مقال تحليلي نشرته(كريستيان ساينس مونيتور) أن الحكومة الأميركية الحالية تبدي توجساً من إغلاق معتقل غوانتنامو. ومع إشارته إلى ان أكبر مواطن قلقها هو احتمال عودة السجناء إلى ميدان المعركة بعد الإفراج عنهم. رأى (باوتشيك) أن البيانات المتوفرة تشير إلى غير ذلك ، وقال "تستطيع إدارة أوباما أن تتعلم قليلاً من المثال السعودي في إعادة تأهيل المعتقلين، فمنذ شهر أيار-مايو 2003، تمت إعادة نحو 117 مواطناً سعودياً ممن كانوا معتقلين في غوانتنامو، مما خفض إجمالي عدد المعتقلين السعوديين هناك إلى أقل من 20 شخصاً".. ويضيف :هذا النهج السعودي "الناعم" الذي كان قد وضعه قبل سنوات قاض يمني هو حمود الهتار، يتكون من ثلاثة مكونات: برامج منع من أجل ردع المواطنين العاديين عن التحول إلى متطرفين عنيفين؛ وبرامج إعادة تأهيل صممت لتشجيع المؤيدين والمتعاطفين على نبذ العنف؛ وبرامج ما بعد الرعاية للحيلولة دون الانتكاس، ولإعادة الدمج في المجتمع. السجناء اليمنيين في غوانتنامو ومن مباعث القلق الرئيسة الأخرى إزاء إغلاق غوانتنامو – كما يوضح (باوتشيك)- هو العدد الضخم من السجناء اليمنيين المحتجزين هناك، "ووفق أرقام حديثة، فإن ثمة ما يقارب 101 يمني من المعتقلين حالياً في غوانتنامو، ما يجعل اليمنيين أكبر مجموعة سجناء من بلد واحد في ذلك المعتقل". ومع إشارته إلى أن اليمن يعتبر واحداً من أفقر البلدان في العالم ، أوضح (باوتشيك) "إن وضع برامج اجتماعية مناسبة لإعادة تأهيل المعتقلين المفرج عنهم ربما سيكون أمراً صعباً" ، غير انه عاد ليؤكد "ان حكومة اليمن ملتزمة بإعادة رعاياها.. وتستطيع الولايات المتحدة والحكومات الأخرى المساعدة في تغطية التكاليف المقرونة بعمل ذلك -وهو خيار أكثر جاذبية بكثير من اعتقال السجناء إلى أجل غير مسمى". وبذكره الكثير من الأبحاث التي أجريت حول الكيفية التي يصبح بها الأفراد راديكاليين، أكد (باوتشيك) ان فهماً أقل من ذلك بكثير قد تشكل حول كيفية عدول الناس عن مثل هذا التصرف وعودتهم عنه - وهو ما يفعلونه إلى مدى ملحوظ- مستدلا ببحثه الخاص، وكذلك أبحاث المؤلفين المشاركين معي في كتاب "ترك الإرهاب وراء" والتي وجدت أن المشاركة في العنف ليست عنصراً دائماً ومقيماً في حياة المتشدد.