كشف مسئول رفيع بإدارة الخطوط الجوية اليمنية أن الشركة ستعيد النظر في صفقة شراء (10) طائرات " إيرباص " تم التوقيع عليها خلال خمس سنوات. يأتي ذلك في أعقاب الحوادث المتكررة لطائرات "ايرباص" وما أظهرته فرنسا من تعصب وما تمارسه من ضغوط على شركة الخطوط اليمنية واطلاق الاتهامات والاحكام المسبقة ضد اليمنية بالتسبب بتحطم طائرتها قبالة شواطئ جزر القمر الاسبوع الماضي دون التريث وانتظار نتائج التحقيقات. وقال الكابتن عبد الخالق القاضي رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية في حوار صحفي أول حول حادثة سقوط الطائرة اليمنية قرب سواحل جزر القمر "أن فرق التحقيقات لم تكشف بعد الأسباب الحقيقية لسقوط الطائرة المنكوبة " مشددا على عدم استباق نتائج التحقيقات التي تجريها الفرق الفرنسية واليمنية والقمرية والإدلاء بمعلومات غير صحيحة ، موضحاً أن الصندوقين الأسودين سيحددان بدقة أسباب سقوط الطائرة اليمنية (A310) قبالة سواحل مروني الثلاثاء الماضي والتي راح ضحيتها (152) شخصاً ونجاة فتاة تحمل الجنسية الفرنسية في الحادث . واعتبر في حديثة لموقع الحزب الحاكم "المؤتمر نت" التصريحات الفرنسية التي سارعت إلى إلقاء اللوم على اليمنية بأنها متسرعةً واستبقت نتائج التحقيقات ، مستنكراً الحملات الإعلامية الظالمة فرنسياً ويمنياً التي تجاوزت استهداف طيران اليمنية إلى استهداف اليمن ككل، منوهاً إلى أن إدارة اليمنية ألغت (16) رحلة بين مرسيليا وصنعاء ومروني حتى إشعار أخر. وحول الجدل الدائر بشأن إجراءات الصيانة لطيران اليمنية قال القاضي: إنها تتم بمعايير دولية ومعمول بها في شركات الطيران العالمية ، وفي مقدمتها شركة "الايرباص" الفرنسية التي لديها مشرفين دائمين على الصيانة وفق القواعد الدولية والتحقق من إجراءات السلامة بشكل دوري . مضيفاً أن عملية الصيانة معقدة وتخضع لإشراف خبراء وشركات عالمية وليست مزاجية ، موضحاً أن التحذيرات حول الطائرة لا تتعلق بإجراءات السلامة بل ملاحظات تم إصلاحها منذ العام 2007 ، مشيراً إلى حصول اليمنية على شهادات دولية للسلامة خلال عامي (2006،2008م) عن جدارة وبتقارير خبراء عالميين. وكان مسؤول في الحكومة القمرية كشفت في ضوء المواقف الفرنسية التي تصب في فرضية واحدة تتمثل في تحميل شركة الخطوط الجوية اليمنية مسؤولية تحطم الطائرة على خلفية تحذيرات تدعيها باريس حول وجود أعطال خطيرة في الطائرة اظهرتها عام 2007 ومنعت بموجبها ذات الطائرة من الطيران فوق الأجواء الفرنسية، كشف معلومات خطيرة نشرتها جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية السبت الماضي تثير وجود فرضية جديدة ومثيرة حول أسباب سقوط طائرة اليمنية الثلاثاء الماضي تشير إلى احتمال تعرض الطائرة المنكوبة لصاروخ أطلقته إحدى السفن أو البوارج الحربية الفرنسية المتواجدة في مياه المحيط والمياه الإقليمية لجزر القمر. المسؤول القمري كشف النقاب بأن بلاده لا تستبعد أن تكون الطائرة اليمنية التي تحطمت قرب مطار العاصمة القمرية موروني قد تعرضت لصاروخ من إحدى القطع البحرية الفرنسية مما أدى إلى إسقاطها فوراً.. وقال المسؤول القمري الذي طلب عدم ذكر اسمه أن السفير الفرنسي في موروني أكد لبعض كبار مسؤولي الحكومة القمرية أن قطعاً حربية تنتمي إلى الأسطول الفرنسي كانت موجودة في مكان الحادث قبل يوم واحد فقط من تحطم الطائرة. وشكا من أنه بعد تحديد موقع الطائرة سحبت السلطات الفرنسية الغواصين إلى موقع آخر غير الموقع الموجودة فيه الطائرة فعلياً.. موضحاً أن لدى فرنسا قوى عسكرية تتمركز في المحيط الهندي وخليج موزنبيق والمياه الإقليمية لجزر القمر.. وأضاف: "لا نستبعد حدوث هذا.. ليس عملاً إجرامياً، لكن يبدو أن الطائرة وجدت في الوقت الذي لا يجوز فيه أن توجد". متهماً البحرية الفرنسية الموجودة في موقع الحادث بتعمد إبعاد فرق الإنقاذ والإغاثة غير الفرنسية عن مكان الحادث.. ولفت إلى أن اجتماعاً عقده فريق الإنقاذ الحكومي القمري مساء الجمعة بمقر وزارة الخارجية خلص إلى أن فرنسا لا تتعاون بما يكفي لإنقاذ الضحايا أو انتشال الجثث والعثور على حطام الطائرة، واعتبر أنه ليس هناك أي تقدم في العثور على مزيد من الناجين أو اكتشاف وانتشال جثث الضحايا ومتعلقاتهم، مؤكداً أن الفرنسيين يعرفون تحديداً مكان الطائرة لكنهم يسحبون الغواصين إلى مناطق أخرى.. وأضاف: "تم تشكيل فريق من الغواصين من أربع دول هي فرنسا واليمن والولايات المتحدة وجزر القمر، وبالفعل الغواصة الفرنسية حددت موقع الطائرة إلا أنها تمنع الوصول إليها بطرق ملتوية". واعتبر أن هذا يثير التساؤل حول مبرر سحب فرسنا للفتاة بهية بكري التي تعتبر شاهد العيان الوحيد على الحادث، وتساءل لماذا لا يريد الفرنسيون وصول بقية الغواصين إلى مكان الطائرة ويمنعون وصول أي شخص إلى الموقع.. وقال: "لدينا معلومات غير رسمية عن قطع بحرية حربية فرنسية كانت على ما يبدو تقوم بمناورات عسكرية غير معلنة بالقرب من الطائرة.. يبدو أن الطائرة المنكوبة وجدت في اللحظة الخطأ في المكان الخطأ". وأضاف: "هذه رواية تتردد بقوة في أوساط الحكومة"، مشيراً إلى أن الفتاة الناجية تكلمت إلى أحد ممن أنقذوها وقالت إنها سمعت ضجة كبيرة وانفجاراً كبيراً أتى من خارج الطائرة.. الفرنسيون أرسلوا على الفور وزيراً وخافوا أن هذه الناجية الوحيدة تتحدث رغم صغر سنها بكلام لا يعجبهم.. وتابع قائلاً: "بطبيعة الحال من مصلحتهم (الفرنسيين) بقاء الجثث أطول فترة ممكنة تحت سطح مياه البحر لكي لا يصبح ممكناً اكتشاف حقيقة ما حدث فعلاً". واستطرد المسؤول القمري الرفيع المستوى ل"الشرق الأوسط": "في كل مرة تهبط الطائرة في سلام وأمان، وهي صادفت سوء الأحوال الجوية، وهو أمر معتاد وطبيعي في مثل هذا الوقت، لكن يبدو أن الطائرة صادفت حظاً سيئاً في الاقتراب على ما يبدو من منطقة عسكرية محظورة.