كشفت مصادر حكومية عن توجهات حثيثة مع جزر القمر للدعوة لتشكيل فريق دولي مستقل لمتابعة عمليات انتشال جثث ضحايا الطائرة اليمنية المنكوبة والإسراع في انتشال الصندوقين الأسودين للطائرة التي سقطت أواخر يونيو الماضي قبالة السواحل القمرية في ظروف مشبوهة، ومباشرة التحقيق في السبب الحقيقي لسقوطها بعد ما عززت نتائج التحقيقات الأولية فرضية إسقاط الطائرة بصاروخ يرجح أنه فرنسي. وسلم رئيس الوزراء الدكتور علي مجور ، القائم بأعمال السفارة الفرنسية بصنعاء خلال التقاءه به الخميس رسالة الى نظيره الفرنسي عبر من خلالها عن تقدير حكومته للجهود الفرنسية في اعمال البحث ، غير انه شدد على سرعة استكماله لانشال بقية الضحايا والصندوقين الاسودين, والاستعانة بجهات دولية متخصصة للمساعدة في التسريع بهذه العملية- وفقا لوكالة الأنباء سبأ الرسمية. فرنسا من جانبها أبلغت اليمن رسميا موافقتها على إشراك دول أخرى في التحقيق الذي تقوده حول سقوط الطائرة اليمنية , غير ان الناطق باسم الخارجية الفرنسية في سياق تصريح الموافقة مساء الخميس أضاف "إن التحقيق وعمليات البحث هي بيد جزر القمر"، وهو ما يعني أن الطلب بإشراك أطراف دولية أخرى للبحث والتحقيق يفترض تقديمه من جز القمر باعتبار غالبية ضحايا الطائرة اليمنية المنكوبة هم من مواطنها. المصادر الحكومية أكدت ل"الوطن"أن استمرار سير مجريات التحقيق وفق ما يرسمه الفريق الفرنسي يجعل الحقيقة غائبة وستظل كذلك مالم تنظم جزر القمر لمساعي اليمن بالمطالبة بسرعة تشكيل فريق دولي محايد لكشف ملابسات الحادث. ولم يصدر حتى مساء الخميس ما يؤكد موافقة جزر القمر رسميا على جهود الحكومة اليمنية في الاستعانه بفريق دولي محايد ، غير ان وكالة الأنباء اليمنية قالت ان وزير النقل اليمني خالد ابراهيم تواصل هاتفيا مساء الخميس مع نائب رئيس جمهورية جزر القمر لشؤون النقل عيدي نظام, بحث أهمية الاستعانة بأطراف دولية أخرى في عمليات البحث عن ضحايا الطائرة اليمنية المنكوبة, بالإضافة إلى صندوقي الطائرة الاسودين وحطامها- دون إيضاح تفاصيل اخرى. وكان مسئول تنزاني قال لوكالة رويترز امس الاربعاء ان عمال الانقاذ التنزانيين والفرنسيين سيلغون البحث عن مزيد من الجثث بعد انتشال 24 جثة من المياه التي جرفتها الأمواج من قبلة جز القمر. والحادث المريب لطائرة الخطوط الجوية اليمنية قبيل هبوطها في مطار موروني أثار لغطا إعلاميا كبيرا في ضوء مسارعة مسؤولين فرنسيين بتوجيه اتهامات للشركة اليمنية بجانب ممارسة فرنسا ضغطا قويا على المفوضية الاوروبية لسلامة الطيران المدني لدفعها نحو ممارسة ضغوط على طيران اليمنية منذ اليوم الاول للحادث تحت ذريعة الشكوك بالسلامة الفنية للطائرة والتلويح بإدراج اليمنية ضمن القائمة السوداء الامر الذي أثار استغرابا كبيرا في الاوساط الرسمية والشعبية في اليمن وجزر القمر. وعززت معلومات لمصادر مقربة من فريق التحقيق الفرنسي اليمني القمري المشترك نشرتها وسائل إعلام يمنية وعربية مؤخرا ،فرضية ان سقوط الطائرة تم بفعل صاروخ أطلق من احدى القطع الحربية الفرنسية المتواجدة في ذلك الوقت في محيط الموقع ، مبينة أن جميع الدلائل تشير بشكل كبير إلى أن الطائرة قد اسقطت بصاروخ. ودعم تقرير لمصادر مقرب من لجنة التحقيق المشتركة هذه الدلائل بالحيثيات التالية: إن الطائرة اليمنية من الناحية الفنية سليمة تماما، كما أن آخر محادثة بين قائد الطائرة وبرج مطار موروني وقبل دقيقة واحدة من اختفاء الطائرة كانت طبيعية جدا جدا وفجأة تختفي الطائرة في البحر دون استنجاد من الطاقم بمعنى أن هناك امرا مهولا وفجائيا وغير متوقع حدث للطائرة لدرجة أنها لم تسمح لقائد الطائرة حتى بلفظ كلمة واحدة. هناك تحفظ فرنسي في عدد من الجوانب عند إجراء التحقيقات فعلى سبيل المثال، الممانعة والتحفظ عند التحقيق مع مسؤول برج مطار موروني المناوب في لحظة الحادثة وكذا عند طلب التسجيلات الصوتية للمحادثة بين قائدالطائرة والبرج، والمماطلة الكبيرة في اعمال البحث والانقاذ بل وتشتيت جهودالبحث والانقاذ في مواقع بعيدة تماما من موقع الحادث. المماطلة في البحث عن موقع الصندوقين الأسودين حتى تنتهي فترة بث ذبذباتهما وهي ثلاثون يوما الأمر الذي يتعذر معه انتشالهما بعد ذلك بالرغم من الإمكانيات الهائلة المتوفرة حاليا لدى الفرنسيين ما يمكّنهما من انتشالهما في اسرع وقت ممكن. قيام الفرنسيين بعمليات غوص مستقلة عن باقي الفرق وبسرية تامة، والقيام بالتقاط جثث وقطع من حطام الطائرة على متن البارجات الفرنسية دون إعلام احد وإخفائها. محاولة فرض اتجاهات التحقيق وفرضيات الحادث لأمور غير مقبولة فنيا ومهنيا في محاولة لتعديل مجرى التحقيق والابتعاد عن الاسباب الحقيقية. الاسطول الفرنسي كان متواجدا في منطقة اسقاط الطائرة وكان ومايزال يقوم بأعمال مناورات عسكرية بالذخيرة الحية وتوقف قبيل وصول طائرة الخطوط الجوية اليمنية كون موعد وصولها معلوما مسبقا وبحسب قواعد السلامة الجوية الدولية يتم التوقف عن أي مناورات عسكرية قبيل فترة كافية وبالفعل توقفت المناورات، ومرت الطائرة في المرة الأولى بسلام من فوق الاسطول البحري الفرنسي وذلك عند محاولة الهبوط من المدرج 02 واعتقد الاسطول الفرنسي ان الطائرة قد هبطت بسلام. وكانت المفاجأة لدى احدى القطع البحرية الفرنسية ان طائرة مجهولة الهوية تقترب منها وغير مبلغ عنها، وللأسف تلك كانت طائرة الخطوط الجوية اليمنية عند محاولتها الالتفاف من الجهة الاخرى مجددا للهبوط في المدرج رقم 20 بحسب تعليمات مراقب برج مطار موروني، فتم اطلاق صاروخ تجاه العدو المفترض والتي كانت للأسف طائرة مدنية هي الرحلة رقم «262» للخطوط الجوية اليمنية التي أسقطت. ورجحت تلك المصادر أن الصاروخ أصاب مؤخرة الطائرة التي سقطت على الفور في هوة بحرية عميقة بعد اصطدامها بشعاب مرجانية صادفتها في طريقها للقاع.. موضحة أن العدد الضئيل من الجثث التي وجدت مؤخرا في سواحل تنزانيا هي للركاب القريبين من مؤخرة الطائرة وكذلك الفتاة الناجية كانت قريبة من الهوة التي فتحت في الطائرة من جراء الصاروخ. وأفادت تلك المصادر إلى أن وصول جزء من ذيل الطائرة وعربة طعام وقطع صغيرة من الحطام وخروج انبوبة توزيع الغاز في الطائرة يؤكد إصابة الطائرة بصاروخ في مؤخرتها.. مؤكدة أنه لا يمكن أن يكون السقوط لأي سبب عادي مسببا لتناثر اجزاء من الطائرة إلى قطع صغير بهذه الكيفية مستدلة أن طائرة الإيرافرانس التي سقطت من ارتفاع مهول لم تتحطم إلى أجزاء صغيرة هكذا، وهذا أمر يعزز ما ورد. وتوقعت تلك المصادر أن تكون العديد من جثث الضحايا قد تناثرت بسبب الانفجار وباقي الجثث مازالت على متن ما تبقى من حطام الطائرة في قاع البحر. وقالت " من المؤكد علميا ونظريا أن أية طائرة لايمكن أن تسقط مثل شهاب من السماء وخلال ثواني معدودة إلا بسبب انفجار ضخم من داخلها او بصاروخ من خارجها وهذا هو الامر المؤكد لما حدث للطائرة اليمنية". وأشارت إلى أن هناك شاهدا او اثنين رأوا الطائرة اليمنية تحترق في الجو ولكن السلطات الفرنسية مارست ضغوطا على سلطات جزر القمر لإسكاتهم بعد أن كانت وكالة الأنباء الألمانية نقلت تصريح أحدهم بعد الحادثة بعدة ساعات وأكد مشاهدته للطائرة اليمنية تهوي في البحر والنيران تندلع في مؤخرتها فضلا عن الرواية الأولى للناجية الوحيدة التي أكدتت أنها سمعت دوي انفجار ضخم قبل أن تسمع صراخ الناس وتشاهد نفسها خلال ثوان معدودة على مياه البحر في ظلام حالك. وبحسب تلك المصادر فإن العراقيل التي يضعها فريق التحقيق الفرنسي تزداد قوة كلما بدأت خيوط الحقيقة تتضح وخصوصا عند العثور على أشلاء الطائرة في مناطق بعيدة من موقع الحادث الذي يصر الفرنسيين أن البحث فيه من اختصاصهم استنادا إلى موقع جزيرة رينيون التي تتبع للفرنسيين بالرغم من بعد موقع الحادث الشاسع عن الجزيرة، وكذا إصرار الفرنسيين على ترؤس فريق التحقيق للتحكم الكامل بمساراته.. مبينة أن تلك العراقيل كانت السبب الرئيسي في انسحاب الفريق الأمريكي الذي وصل إلى موقع الحادث وابدى استعداده للاسهام في عمليات الانقاذ وانتشال جثث الضحايا. كما ان السرعة الكبيرة في ارسال وزير فرنسي الى مورني لأخذ الناجية الوحيدة من الحادث «والتي اصيبت بحروق» خوفا من أن تدلي بمعلومات تؤكد اصابة الطائرة بصاروخ، اضافة للحراسة المشددة جدا على الناجية في احد مستشفيات باريس دليل اخر، فضلا عن الزيارة التاريخية والمفاجئة وغير المتوقعة لرئيس وزراء فرنسا لجزر القمر مؤخرا والتي كشفت مصادر اعلامية قمرية في موروني أنها استهدفت الضغط على القمريين وإغرائهم بتسوية فيما يخص جزيرة مايوت، وكذا امور استثمارية مقابل عدم كشف حقيقة سبب سقوط الطائرة خشية من تمثل هذه الكارثة فضيحة كبرى لفرنسا على مستوى العالم أن تسقط قطعة بحرية فرنسية طائرة مدنية فضلا عن ردود الفعل الشعبية في فرنسا نظرا لوجود عدد كبير من الركاب يحملون الجنسية الفرنسية .