أكدت الحكومة اليمنية الثلاثاء إقرار خطة عاجلة لنقل مخيمات النازحين في محافظة صعدة ( شمال غرب اليمن) ، لاماكن آمنة في محافظة حجة القريبة ، نظرا للمخاطر التي تتعرض لها المخيمات في صعدة من اقتحامات المتمردين الحوثيين وترويع من بداخلها والاعتداء عليهم وخطف عمال الاغاثة ونهب المساعدات فضلا عن إعاقة وصول المساعدات الإنسانية المدنية والحكومية من خلال التقطعات في وقت تعمل القوات على تأمين وصولها للنازحين وتخوض قتال عنيف مع المتمردين في منطقة حرف سفيان الطريق الذي يربط العاصمة بمحافظة صعدة . وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة حسن الوزي في مؤتمر صحفي الثلاثاء عقب اجتماع الدوري لمجلس الوزراء ان المجلس شكل لجنة برئاسة وزير الصحة العامة والسكان وعضوية الهلال الأحمر اليمني ومحافظي صعدة وحجة ومدير عام المؤسسة الاقتصادية اليمنية لتتولى تأمين تلك المخيمات بالتنسيق مع جهود الإغاثة لنقل اللاجئين الذين تتهددهم المخاطر من عناصر التمرد اليها . كما ستعمل اللجنة على الإشراف على اعمال استقبال وإيواء النازحين من المناطق المتضررة من فتنة التمرد وتقديم المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية اللازمة لهم. وكانت تفاقمت قضية النازحين وقفزت إلى الواجهة كواحدة من أبرز التحديات التي تواجهها الحكومة اليمنية بعدما أجبرت المواجهات المسلحة بين الجيش والمتمردين الحوثيين نحو 130 ألفاً من سكان القرى على ترك منازلهم، في حين دارت معارك طاحنة بين الجيش والمسلحين الحوثيين في عدد من مناطق اسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. واعلن مدير مكتب الهلال الاحمر اليمني عبد القادر شويط ان المتمردين الذين يشتبكون منذ اسبوع مع القوات الحكومية اقتحموا مخيم العند للنازحين الواقع في الضاحية الشمالية لمدينة صعدة ونهبوا مواد الاغاثة التي كانت في المخيم". وأضاف في تصريحات صحفية ان "الهلال الأحمر طلب من السلطات وقف المواجهات مع المتمردين الحوثيين في المنطقة لمدة يومين كي تتمكن منظمات الإغاثة من نقل النازحين من مخيم العند إلى مخيمات اخرى اكثر امنا في منطقة الطلح ووسط المدينة". وأكد "أن بعض الأسر رفضت الإنتقال من مخيم العند ورجح أن تكون واقعة تحت ضغط المتمردين الحوثيين المتواجدين داخل المخيم". وتعمل منظمة الهلال الاحمر اليمني وبقينة منظمات الاغاثة الدولية في ثلاثة مخيمات للنازحين في صعدة تضم نحو 12 الف اسرة. واوضح مسؤول الهلال الاحمر اليمني في صعدة ان لديهم خطة طوارىء لتغطية الاحتياطات الغذائية والصحية والمياه للنازحين. وذكرت التقارير الرسمية والدولية أن هناك 130 ألفا من سكان محافظة صعدة يقيمون حاليا في مخيمات اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر اليمني والقطري في ظل ظروف إنسانية صعبة فيما تؤكد أن المشكلة تفاقمت أكثر مع موجة القتال المتجددة في المحافظة والتي شردت زهاء 17 ألف أسرة يصل تعداد أفرادها إلى حوالي 80 ألف نسمة. غير ان المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر رباب الرفاعي ذكرت في تصريح لشبكة "ايرين" الانسانية امس انهم لا يملكون بيانات دقيقة عن النازحين جراء الحرب الدائرة في صعدة. ومع تصاعد حدة القتال بين الجيش والحوثيين تحولت بعض المناطق التي أقامت فيها المنظمات الدولية مخيمات إيواء وكانت تشكل حتى وقت قريب ملاذا آمنا للنازحين إلى ساحة مواجهات ما أدى إلى تشريد القاطنين فيها فيما تقول السلطات اليمنية إن بعضهم تعرض للأذى نتيجة استخدامهم كدروع بشرية من جانب المتمردين.