اتهم اصلاحي ايراني بارز المتشددين باتباع أسلوب "فاشي أو دكتاتوري" في الوقت الذي تستعد فيه حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد الجديدة لعقد أول اجتماع لها يوم الاحد بعد اعادة انتخابه في انتخابات متنازع عليها في يونيو حزيران. وكان هذا التصريح القوي من الرئيس السابق محمد خاتمي علامة أخرى على اعتزام المعارضة المعتدلة مواصلة الاحتجاجات ضد الانتخابات التي تقول انها مزورة. كما جاء بعد ثلاثة أيام من موافقة البرلمان على غالبية الوزراء في حكومة أحمدي نجاد في خطوة عززت موقفه بعد حوالي ثلاثة أشهر من الاضطرابات السياسية في البلاد. ومن المقرر أن تجتمع الحكومة للمرة الاولى مساء يوم الاحد في مدينة مشهد بشمال شرق البلاد التي يوجد بها أقدس مزار شيعي بايران. ودفعت انتخابات الرئاسة التي أعقبتها مظاهرات ضخمة من المعارضة ايران في أعمق أزمة داخلية تشهدها البلاد منذ الثورة الاسلامية عام 1979 كما كشفت عن انقسامات حادة داخل الصفوة الدينية والسياسية الحاكمة. وترفض السلطات الاتهامات بتزوير الانتخابات. ونقلت وكالة أنباء العمال الايرانية عن خاتمي قوله في اجتماع مع أساتذة بالجامعة في طهران "نعتقد أنهم دمروا في هذه الانتخابات أكبر فرصة أتيحت للمؤسسة الاسلامية والبلاد." وأضاف "نحن نعارض تفسير الدين من قبل من يريدون باسم مواجهة الليبرالية الغربية دفع الشعب بالقوة في الطريق التي يعتبرونها ناجحة مستخدمين (في ذلك) أسلوبا فاشيا أو دكتاتوريا." وصورت السلطات احتجاجات المعارضة على أنها محاولة مدعومة من الغرب لتقويض قيادة الدولة الاسلامية. وفي الشهر الماضي بدأت ايران محاكمات جماعية لشخصيات اصلاحية بارزة بتهمة اذكاء الاضطرابات بما في ذلك حلفاء لخاتمي. وقام الحرس الثوري وميليشيات اسلامية موالية للحكومة بقمع احتجاجات الشوارع فيما بعد الانتخابات. وتقول المعارضة ان 72 شخصا قتلوا في أعمال عنف وهو ما يعادل تقريبا ثلاثة أضعاف التقدير الرسمي. واضاف خاتمي أن الانتخابات كانت "فرصة لاعادة الشباب والناس الذين يشعرون بالاستياء ... الى المشهد واتخاذ الخيار الصحيح مفعمين بالامل في المؤسسة والمستقبل." وأيد خاتمي الذي رأس البلاد بين 1997 و2005 زعيم المعارضة مير حسين موسوي في الانتخابات. ودعا الحرس الثوري الى محاكمتهما. وانتقد اصلاحي بارز اخر الغاء مراسم سنوية دينية كان من المقرر أن يدلي خاتمي بكلمة فيها وكان من الممكن أن تتحول الى نقطة احتشاد للمعتدلين. وقالت وسائل اعلام ايرانية ان المراسم التي كانت مقررة فيما بين التاسع و11 من سبتمبر ايلول ألغيت بعد أن مارست السلطات ضغوطا على منظميها. ونقلت وكالة أنباء العمال عن محمد سلاماتي رئيس حزب منظمة مجاهدي الثورة الاسلامية المعتدلة قوله ان "الغاء المراسم عند ضريح الامام الخميني سيلحق الضرر بهيبة الجمهورية الاسلامية." وتضم حكومة احمدي نجاد الجديدة أول وزيرة في الجمهورية الاسلامية وقائدا عسكريا عين كوزير للدفاع تتهمه الارجنتين بالتورط في هجوم على مركز يهودي في بوينس ايرس قتل فيه 85 شخصا في عام 1994. ونفت ايران مرارا اي صلة لها بالتفجير. ونقلت وكالة مهر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية حسن قشقوي قوله " بعد مرور 15 عاما لم يتمكنوا من تقديم دليل واحد يثبت تورط ايران." وزادت انتخابات يونيو حزيران مزيدا من التوتر القائم بالفعل بين ايران والقوى الغربية بسبب برنامج طهران النووي بعد أن اتهم مسؤولون ايرانيون القوى الغربية بدعم المتظاهرين. وأمهل الرئيس الامريكي باراك اوباما ايران حتى وقت لاحق من سبتمبر أيلول لقبول عرض القوى الست بمحادثات بشأن التجارة اذا تراجعت عن انشطة التخصيب والا فانها ستواجه اجراءات عقابية أشد. ويقول مسؤولون ايرانيون ان طهران ستقدم قريبا برنامجا خاصا من الاقتراحات للدول الكبرى بدون توضيح الى أي مدى يعالج هذا البرنامج الخلاف النووي. ويشك الغرب في أن ايران تحاول صنع قنابل نووية. وتقول ايران ان برنامجها سلمي يهدف لتوليد الكهرباء ورفضت مرارا مطالب وقف الانشطة الذرية الحساسة. ولم تستبعد اسرائيل والولايات المتحدة احتمال القيام بعمل عسكري في حالة فشل الجهود الدبلوماسية في حل الخلاف. وذكرت قناة (برس تي.في) الايرانية الرسمية أن ايران أعلنت يوم الاحد أنها طورت نظام أسلحة لاعتراض الصواريخ المهاجمة. ونقلت القناة عن الجنرال احمد ميقاني قوله "اليوم .. الجيش قادر على رصد الصواريخ المهاجمة وتدميرها رويترز