أعلنت المفوضية العليا للاجئين ، أن السعودية سمحت لها بنقل مساعدات الإغاثية الإنسانية إلى النازحين عبر حدودها مع اليمن، والتي تعتبر قريبة نسبيا من منطقة المعارك الدائرة بين الجيش وميليشيا التمرد الحوثية. وفيما ذكرت مصادر صحفية ان من المقرر أن يعقد المسؤولين في مفوضية اللاجئين اجتماعات مع الجانب السعودي، خلال أيام قليلة، لمناقشة تفاصيل إدخال المساعدات الإغاثية، ومن أي النقاط الحدودية ستتم ، وجهت منظمة سياج لحماية الطفولة نداء إنسانياً عاجلاً الى كل من حكومتي الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية، لانقاذ حياة أكثر من 120 طفل وطفلة عالقون مع ذويهم في أحد المساجد بمنفذ علب اليمني على الحدود السعودية منذ منتصف شهر سبتمبر2009م. وعلى رغم الموافقة السعودية ، فإن المساعدات مجمدة على الحدود لأن المفوضية العليا تعتبر أن انعدام الأمن ما زال مرتفعاً جداً نتيجة المعارك العنيفة في منطقة صعدة بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين. وقال المتحدث لوكالة فرانس برس: «لا نعلم متى ستكون هذه الظروف الأمنية مضمونة»، واصفاً الوضع ب«المتوتر والمتقلب». وأعرب ماهسيتس عن قلقه قائلاً: «إن النازحين والسكان الذين يعيشون في المنطقة لا يزالون يواجهون وضعاً إنسانياً مريعاً»، مؤكداً أن النازحين ما زالوا يهربون من منطقة صعدة. وفيما تجاوز مخيم النازحين في المزرق (شمال غربي) طاقته الاستيعابية، قالت المفوضية العليا للاجئين انها تسعى حالياً لفتح مخيمات جديدة في منطقة عمران. وفي الانتظار خزنت المفوضية العليا للاجئين خيماً وفرشاً وأغطية مخصصة لتلبية حاجات نحو ألفي شخص بالقرب من الحدود السعودية. وكان وزير الصحة اليمني نائب رئيس اللجنة الحكومية لاغاثة النازحين اشار أمس ، فيما يتعلق بالمساعدات الدولية لمخيمات النازحين ان "المنظمات الدولية تقدمت بطلب في اجتماع بجنيف لتقديم 23 مليون دولار لمساعدة النازحين واليوم وصلتنا أول استجابة من قبل سفارة المملكة العربية السعودية في تحويل مليوني دولار وتواصلنا مع السفارة لتحويلها عبر منظمة الصحة العالمية على أساس تامين الجانب الصحي للنازحين". وأوضح وزير الصحة ان اللجنة الحكومية قامت بتوزيع النازحين من محافظة صعدة وحرف سفيان جراء فتنة الحرب التي اشعلتها عناصر التخريب والإرهاب الحوثية ، على مخيمات بمحافظات( عمران بواقع 26 ألف نازح، وحجة 18 ألف وألفي نازح بمحافظة الجوف ومثلها بمنفذ علب). ونوه الى انه تم إقامة 900 خيمة في مخيم المزراق في حجة وانضمام حوالي 5 ألف نازح إلية وتم الاتفاق مع السلطة المحلية لبناء مخيم آخر.. مؤكدا أن الحكومة قدمت دعم كبير بحوالي 230 مليون ريال لدعم المخيم فضلا عن دعمها للمستلزمات الطبية بحوالي 35 طن لمختلف المخيمات منها مخيمات في صعدة بها 35 ألف نازح يحصلون على الغذاء والدواء و26 ألف نازح في عمران. ولفت وزير الصحة إلى أن تأخر إقامة المخيمات في عمران كان نتيجة لمشاكل في اراضي بخيوان لكنه تم الاتفاق مع السلطة المحلية على أن تستكمل المؤسسة الاقتصادية بناء المخيمات بواقع 200 خيمة،فيما تقوم منظمة شؤون اللاجئين بإنشاء ألف خيمة داخل مدينة عمران. وبشأن اوضاع النازحين في منفذ علب الحدودي مع السعودية قال:" هناك 2000 نازح في المنفذ وقد ناقشنا مع المنظمات الدولية وتواصلنا مع السلطات السعودية للسماح للمنظمات الدولية بالدخول وإقامة مخيم داخل المنفذ، وكذا في الجوف هناك حوالي ألفي نازح تصل لهم الأدوية والأغذية ". من جانبه ذكر مأمون محسن مسؤول العلاقات الخارجية بالمكتب الإقليمي للمفوضية لدول مجلس التعاون، والذي يتخذ من العاصمة الرياض مقرا له، بأن المسؤولين في مفوضية اللاجئين سيعقدون اجتماعات مع الجانب السعودي، خلال أيام قليلة، لمناقشة تفاصيل إدخال المساعدات الإغاثية، ومن أي النقاط الحدودية ستتم. ونقلت جريدة «الشرق الأوسط» عن محسن، الذي يتواجد حاليا في الأراضي الباكستانية، بمهمة رسمية،قوله ان من المقرر أن توقع مفوضية اللاجئين، مع حكومة الرياض، اتفاقية، لإتمام عملية إدخال المساعدات الإنسانية للنازحين من المعارك الدائرة في كل من صعدة وحرف سفيان. وقدر هذا المسؤول، أعداد النازحين اليمنيين، جراء معارك ما أصطلح على تسميتها «حرب صعدة السادسة»، بأنها تتراوح ما بين 15 و30 ألف نازح. وأبرز مأمون محسن احتمالية إقامة مخيمات للنازحين اليمنيين. وقال لدى سؤاله عن هذا الأمر «ربما يتطلب الأمر إقامة مخيمات. سيتحدد ذلك بعد دخولنا إلى هناك». وعما إذا كان القلق يساورهم، مخافة استهدافهم من قبل المتمردين الحوثيين، قال مسؤول العلاقات الخارجية بالمكتب الإقليمي للمفوضية «نعم. مكتبنا في اليمن بصدد التنسيق مع الحكومة اليمنية بشأن تأمين موظفينا والقوافل الإغاثية. هناك اتصالات مع صنعاء حول الأمن بكل تأكيد». الى ذلك وجهت منظمة سياج لحماية الطفولة نداء إنسانياً عاجلاً الى كل من حكومتي الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية، لانقاذ حياة أكثر من 120 طفل وطفلة عالقون مع ذويهم في أحد المساجد بمنفذ علب اليمني على الحدود السعودية منذ منتصف شهر سبتمبر2009م. وقال بيان أصدرته المنظمة أمس الثلاثاء أن هذا النداء يأتي استجابة للاستغاثة العاجلة التي تقدم بها الى المنظمة بعض أقارب الأسر المشردة والتي يتجاوز عددها 70 أسرة وما أكده متطوعوا سياج في مديرية باقم شمال محافظة صعدة. وطالبت المنظمة، الحكومة اليمنية بتحرك دبلوماسي واتصالات على أعلى المستويات مع الحكومة السعودية لفتح حدودها أمام النازحين والسماح لهم باللجوء الى ذويهم وأقاربهم الذين يحملون الجنسية السعودية في القرى والبلدات الواقعة على أراضيها خصوصا القاطنين في منطقة ظهران الجنوب بالسعودية. ودعت ، الحكومة السعودية ممثلة بمليكها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الإستجابة لهذا النداء من منطلق الواجب الإنساني وحق الجوار وما تمليه تعاليم الشريعة الإسلامية والمواثيق والمعاهدات الدولية في وضع كهذا. وقالت المنظمة في ندائها، أنها تتوجه الى الحكومة السعودية تحديداً، حيث أنها صاحبة القرار الفصل في إنقاذ هؤلاء الضحايا والذين أصبحوا عالقين بين حدودها والمناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي ولا يستطيعون العودة الى قراهم ومنازلهم ومزارعهم التي دمرتها الحرب. وعبرت المنظمة عن ثقتها أن ملك السعودية الذي عرف بمبادراته المتعددة في إغاثة المنكوبين في أوروبا وأمريكا وأفريقيا سيكون أكثر مبادرة وأكثر إيجابية في إيواء وإغاثة من لا يفصلهم عن حدود دولته سوى مسافات بسيطة من الأرض. وفيما أكدت المنظمة أنها تحتفظ بقائمة بأسماء الأسر النازحة، قالت أن المعلومات التي لديها تؤكد أن المسجد الذي لجأ اليه النازحون معرض للكثير من المخاطر في أي وقت وأن النازحين يفتقرون الى كل مقومات الحياة من مياه وأكل وأغطية وأغذية وإسعافات أولية وأن المنفذ الوحيد للوصول اليهم عبر الأراضي السعودية فقط.