بوضوح البائعين لوطنهم اليمن والمشترين ، طرقت الدكتورة وهيبة فارع –وزيرة حقوق الانسان السابقة ،عش المستفيدين من البيع في الداخل ، وهي النقاط غير المرئية والتي يجري تعتيمها عمدا وعدوانا من هؤلاء بما يصعب على عديد من أبناء الوطن القراءة المفصلة لحروف أضحت كبيرة وسهلة الرؤية والتمييز من على بعد . وفي ذلك أبرزت الدكتورة فارع "الظاهرين والمستترين " في هذا الملف المعقد من المتاجرين والمفرطين حتى الافراط بوطنهم وبيع أوصاله لشراء سنن وشرائع مخالفة ، والمتهاونين والنائمين والشامتين والمتعاونين مع الشيطان علي البيع وحجتهم أنهم مختلفون مع النظام ولم تترك لهم حقوق الممارسة في نهش الوطن وفي قتل المشروع اليمني للحياة والبقاء والتنمية. واكدت ان اليمن يواجه وبضراوة كل أعداء الحياة والذين قالت أنهم "من يريدون ذبحها وسلخها من غربان وعربان للعودة بها إلى ألف عام من التخلف وتحجيم دورها في المنطقة وتزييف تاريخها، ومن يريدون ان تكون الفتنة بين ابنائها سلاحا لتحييد سياستها الوسطية ، ومن يريدون استغلال موقعها للسيطرة على باب المندب والبحر الأحمر، واغلاق موانئها بعد ان كانت هي بوابة العالم على الشرق والغرب" . مضيفة إلى ذلك ان "هناك من يبيع ويقبض وهناك من تساهل واستهتر ، وهناك حرامية لم يتركو للبلاد دماء الا شفطوها وعرق الا أهدروه حتى وهم في كراسي المسؤلية" . واكدت الدكتورة وهيبة أن هؤلاء لم تحرك فيهم نخوة رؤية طوابير النازحين وانين الجرحى والثكالى في صعده ، ولم تدمع اعينهم لحظة لصورة اليمن التي كانت تطبب جراح الأمة فصارت جرحا ، ولم يعد يهمهم مشروع الديمقراطية فيها التي صارت لهم مجرد عناوين بقالات , ولم يعد يقلقهم تسييس العمل الاجتماعي والانساني , الذي اصبح تجارة وشطارة همه " لم النقطة" ممن يدفع اكثر للانقضاض على اليمن ، حتى فرض القتال على الجيش فرضا للدفاع عن كرامته وشرفه العسكري وشرف البلاد التي ينتمي إليها ولحماية المواطنين الذين تجرعوا مرارة الأوضاع التي فرضت علينا ليصبح مجبرا لا بطلا يتسابق ابطاله نحو الشهادة لاجل اليمن . وقالت في مقال لها عنونته "بيع الوطن" انه بالرغم أن اليمن قد انتهج اسلوب المكاشفة والتسامح في سياساته مع أبنائه حتى المناوئين منهم، إلا انه ومع الأسف لم نسمع تائبا عاد عن غيه ، ليحرم على نفسه ذاك البيع او ينفي عن أفعاله ذلك الارتهان للخارج خجلا من الشارع على الأقل، وليس خوفا من النظام "العدو" او من الجيش "اليمني" الذي تعالي وتغاضي عن جراحاته وهو يضرب في مقتل". مضيفة" لم نرى حراكي يدعوا للانتماء للأرض والتراب او من بينهم من ينهر من يعيث بالأرض والإنسان فسادا وإفسادا ليس اقلها نزع اليمن من اليمنيين وتسليمها للشيطان وقطع الطرق وسفك دماء اليمن وأبطاله من قواته المسلحة الذين تغاضوا عن عبثهم حرصا على سفك الدماء، حتى اصبحنا نتساءل هل هؤلاء فعلا ينتمون لليمن او لهذه البقعة من الارض وهل نحن بحاجة فعلا الى ملالي وايات ومرجعيات اصغر واكبر؟ وهل نحن بحاجة الى براميل للمهربين والمرتزقة". وتابعت : لقد رأينا من يقيم "الاحتفالات" الموسمية ليتحدث في برلين ولندن وفيينا عن مجتمع "واق الواق" الشقيق" لا للمناقشة او لتبادل الرأي او لدراسة الأوضاع ولكن للاعتراف لمخرجي تلك المسرحيات باستلام عربون أجره عن وظيفة لعان، مخرب، مفرق ، تاجر بالوطن ، وغارق بعد ذلك في الميزات الغبية من حراسات وحصانات وتموينات ومرتبات في الداخل والخارج، يجمع ليوم الغدر العدة والعتاد ويسبق المنظرين من أحزاب نائمة أو شامته أو منقادة بالعشم في تسويق مشروعاته للخارج. وبشيء من إيضاح الأدوار أكدت الدكتورة وهيبة فارع في سياق مقالها اللاذع ان الأحزاب اليمنية لم يجدها احد وبكل لغات العالم رديفا للديمقراطية وإنما تعد العدة للانقضاض على سلطة أعياها انتظارها ، فجاهرت مرات بضرورة توزيع السلطة والثروة حتى ظن الغلابة ونحن منهم أنها تتحدث عنا . موضحة "لم نكن نعلم إن السيناريو واحدا في صعده وفي سردة وان لا مكان للشرفاء بينهم، وان تلك المظاهرات التي بدأت سلميا وعفويا أصبحت فيما بعد استعراض مليشيات واجهتها دروعا بشرية بريئة وخلفها متاريس من الأسلحة من قنابل وبوازيك تؤذي كل قيم ومعاني الوحدة الوطنية في حراك انتهازي هابط، وان لغة الحوار الذي يريدونه هو حوار الطرشان"حد قولها . وتساءلت الدكتورة وهيبة -وقد ظهر اليوم المخطط الذي يستهدف البلاد وتجزئتها وتشتيت أبنائها بوضوح –"من المستفيد من بيع الوطن في اليمن : هل هم من أفلس حتى النخاع أم من ظلم الناس حتى العظم ام من يريد العودة الى السلطة على أكتاف البسطاء الذين حرمهم في عهده من ابسط حقوق المواطنة ، أم كل متحفز ومنتظر كي يصبح جزء من نسيج ما بعد الخراب، أم أولئك الذين جفت أقلامهم ودبلوماسيتهم في الذود عن حياض الوطن فبقوا مجرد متفرجين متى تقع الفأس في الرأس" !؟. واعتبرت ان ما يواجه اليمن يستدعي من الجميع البحث عن اليات لتطبيق النظام العادل باهدافه الستة واليات لتحصين الوطن بالوطنية الصادقة، والبحث عن مشاريع يلتف الناس حولها لتجفيف منابع الفساد والارهاب التي من الضرورة ان تصبح مهمة كل مواطن وليست مهمة رئيس البلاد فقط . وفي ذلك دعت الدكتورة وهيبة الحكومة ان تقف بحزم امام مثل هذه التحديات وتبدأ بنفسها للخروج من الازدواجية والعبثية واللامبالاة وللتحمل مسؤليتها بامانة وشرف جنبا الى جنب مع قواتها المسلحة- حد تعبيرها . ولأولئك الضالون المطففون – تضيف – "عليهم ان يعلموا انهم قد افلسوا وليبحثوا عن استثمار اخر غير بيع الوطن لانه لنا جميعا رؤوسا ومرؤوسين ، وان كانوا يريدون ان يستمروا، فلهم ان ينزعوا جلودنا اولا ويغيروا في دمائنا لان ابناء اليمن من اقصاه الى اقصاه سيظلون شوكة في حلوقهم وستظل الوحدة والثورة والجمهورية هي المشروع الذي نلتف حوله ونختلف ونتفق من اجله وان كره الحاقدون".