دشنت الشركة العربية اليمنية المحدودة لصناعة الأسمنت في منطقة العيون بالمكلا – محافظة حضرموت- الإنتاج التجريبي للأسمنت ومادة الكلنكر توطئة للإنتاج الفعلي المتوقع خلال الأيام القادمة. ويتوقع مع التدشين الفعلي ، إنتاج المصنع 400 طن من مادة الكلنكر و5200 طن من الأسمنت يومياً-مليون و200 إلف سنويا -بحيث يغطي إنتاج المصنع حاجة أسواق البناء وقطاع المقاولات المحلية وفي المنطقة عموما. الشركة التي نشأت قبل ثلاث سنوات كثمرة من ثمار المجلس السعودي اليمني الأعلى الذي يعقد سنوياً بالتناوب بين البلدين. يملك فيها مستثمرين سعوديين نسبة 85 في المائة، فيما رجال أعمال يمنيين بنسبة 15 في المائة، وبلغت قيمة رأس مال المشروع 400 مليون دولار. ويمثل الجانب السعودي مجموعة من كبار الشركات ورجال الأعمال في المملكة كشركة الأسمنت الشرقية، وعبدالله بقشان وعبدالله باحمدان ومحمد حسين العمودي ومجموعة بن لادن السعودية ومجموعة باروم السعودية. وقد أنهى المقاول أعمال تشييد المصنع بالكامل، وتركيب كامل المعدات التي تم استيرادها من المانيا وبعض دول أوروبا في زمن قياسي لم يتعد الثلاث سنوات. وكانت دراسة يمنية حديثة أوصت بإنشاء مكتب تنسيق يتبع وزارة الصناعة والتجارة من القطاعين العام والخاص والجهات المعنية لدراسة وتقييم صناعة الأسمنت أولاً بأول وتقديم التصورات اللازمة لتطويرها، مع إحداث شراكة حقيقية في هذه الصناعة وفقاً لآلية السوق. وأكدت الدراسة التي أعدتها وزارة الصناعة والتجارة أن هناك العديد من العوامل الداعمة للاستثمار في صناعة الإسمنت أهمها أن اليمن بجبالها وسهولها ووديانها غنية إلى حد كبير بالمواد الخام اللازمة لصناعة الإسمنت، وبانتشار جغرافي في أنحاء البلاد، وهو ما جعل خبراء البنك الدولي يعتبرون صناعة الأسمنت في اليمن طاقة كامنة مؤهلة لأن تكون المصدر الخامس للنقد الأجنبي بعد النفط والأسماك والزراعة والسياحة. كما أشارت إلى تصاعد معدل النمو في الطلب على الإسمنت، بالإضافة إلى أن اليمن بموقعها الجغرافي مؤهلة لإيصال صادراتها بسهولة إلى الأسواق الإفريقية القريبة. وحسب الدراسة فإن إسمنت اليمن المنتج محلياً اكتسب وعلى مدى سنوات طويلة سمعة ممتازة لدى المستهلكين، ما يعطيه ميزة تنافسية أمام الأسمنت المستورد. وتوقعت استنادا للفرص الاستثمارية الجارية والموقع عليها ، ارتفاع الطلب على الاسمنت خلال الفترة 2007-2017م، من 11 - 12 %، مقارنة ب 7 - 10 % خلال الفترة 2000- 2006م ، كما توقعت أن يصل الاستهلاك المحلي للاسمنت عام 2017م، إلى 11 مليون و104 آلاف طن، مقابل 3 ملايين و910 آلاف طن عام 2007م. الدراسة إشارة إلى ضخامة الإنتاج في محصلة المشاريع الاستثمارية للاسمنت في اليمن القديمة بتوسعات والجديدة بخطوط انتجياتها، منها الخط الجديد لمصنع إسمنت عمران بطاقة إنتاجية مليون طن كلنكر بالسنة أي ما يعادل مليون و200 ألف طن إسمنت، حيث بدأ الإنتاج الفعلي للخط الجديد ضمن مشاريع التوسعة للمؤسسة في سبتمبر من عام 2007م، بالإضافة إلى الخط السابق الذي ينتج (500) ألف طن. ويبرز مصنع الشركة الوطنية ( لحج ) بطاقة إنتاجية مليون و300 ألف طن إسمنت، وبدأ الإنتاج في النصف الثاني من عام 2008م، والشركة العربية اليمنية ( المكلا - حضرموت ) بطاقة إنتاجية مليون و200 ألف طن سنوياً، ويتوقع إن يبدأ الإنتاج فيه خلال ايام. وبالإضافة هناك مشروع شركة الوحدة للأسمنت (العيسائي) بطاقة إنتاجية مليون طن، ويتوقع أن يبدأ الإنتاج مع مطلع العام المقبل ، وكذا الخط الجديد لمصنع باجل بطاقة إنتاجية 750 ألف طن كلنكر أي ما يعادل 800 ألف طن إسمنت، ويتوقع أن يبدأ الإنتاج في عام 2011م، مع تحويل الخط الإنتاجي السابق إلى إنتاج الإسمنت الأبيض، وكذا مشروع الشركة اليمنية السعودية (باتيس)، والذي تبلغ طاقته الإنتاجية مليون و500 ألف طن سنوياً، ويتوقع أن يبدأ الإنتاج في أوائل عام2012م، إلى مشروع الخط الجديد لمصنع إسمنت البرح الذي تبلغ طاقه الإنتاجية مليون طن، ومتوقع بدء إنتاجه في 2013م، بالإضافة إلى الإنتاج الحالي المقدر ب500 ألف طن. يشار إلى أن صناعة الأسمنت الوطنية بدأت في العام 1973م بإنشاء خط إنتاجي يعمل بالطريقة الرطبة في باجل بمحافظة الحديدة بطاقة إنتاجية لا تتجاوز 50 ألف طن في السنة. وفي عام 1982م، تم تشغيل مصنع إسمنت عمران بمحافظة عمران، طاقته الإنتاجية 500 ألف طن سنوياً ويعمل بالطريقة الجافة، وتم في عام 1984م، تطوير مصنع إسمنت باجل لإنتاج 220 ألف طن. وفي عام 1993م، افتتح مصنع إسمنت المفرق بالبرح في محافظة تعز بالطريقة الجافة الحديثة لإنتاج 500 ألف طن سنوياً. أي أنه خلال ثلاثة عقود من الزمن وصلت الطاقة الإنتاجية للمؤسسة العامة لصناعة وتسويق الأسمنت (1270) ألف طن سنوياً.