كان لدى أجهزة المخابرات الامريكية ووزارة الخارجية معلومات مسبقة عن رجل نيجيري ذي صلات مزعومة بمتشددين في اليمن قبل ان يحاول نسف طائرة ركاب امريكية في يوم عيد الميلاد. لكن معلومات المخابرات التي تم استقاؤها من مصادر متعددة لم تفحص او تنسق مما دفع البيت الابيض الى بدء مراجعة لما تعرفه الوكالات الحكومية عن المفجر المتهم عمر الفاروق عبد المطلب وعن خطط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ولماذا لم يجر كشف مؤامرتها المزعومة مسبقا. - وكالة الامن القومي.. ذكر مسؤولون في المخابرات انه قبل نحو اربعة اشهر من محاولة التفجير في 25 ديسمبر كانون الاول رصدت وكالة الامن القومي محادثات هاتفية تحدث فيها زعماء القاعدة في جزيرة العرب عن امكان استخدام مفجر "نيجيري" لم يحددوا هويته في الهجوم. وقال جون برينان كبير مستشاري الرئيس باراك اوباما لمكافحة الارهاب انه جرى اطلاع المركز القومي لمكافحة الارهاب على المحادثات التي جرى رصدها. - وكالة المخابرات المركزية.. قال متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية ان اول مرة تعلم فيها الوكالة بأمر عبد المطلب كان في 19 نوفمبر تشرين الثاني عندما توجه والده الى السفارة الامريكية في ابوجا طالبا المساعدة في البحث عنه. وذكرت الوكالة انها عملت مع السفارة لاضافة عبد المطلب وصلاته المحتملة باليمن الى قاعدة البيانات الامريكية الخاصة بالارهاب وانها ارسلت معلومات عن سيرته الذاتية للمركز القومي لمكافحة الارهاب. ويقول منتقدون ان وكالة المخابرات المركزية كان يجب ان تفعل المزيد لابراز معلومات المخابرات لكن مسؤولا بالمخابرات الامريكية قال ان والد عبد المطلب لم يقل ان ابنه "ارهابي" او كان يخطط لهجوم. - المركز القومي لمكافحة الارهاب.. اطلع المركز على معلومات وكالة الامن القومي ووكالة المخابرات المركزية. انشئ المركز عام 2004 لتودع لديه اكثر من 16 وكالة للمخابرات ما تجمعه من معلومات خاصة بمكافحة الارهاب. ويقول منتقدون ان المركز لم يقم بتمحيص المعلومات وفقا للغرض من انشائه وطالبوا البيت الابيض بتحديد سبب اهمال هذه المعلومات. - مكتب مدير المخابرات القومية.. بدأت المعلومات ترد في الصيف والخريف عن خطط القاعدة في جزيرة العرب لشن هجمات لكن المسؤولين قالوا انه لم تتوفر معلومات كافية للمخابرات لتحديد هوية عبد المطلب. ومدير المخابرات القومية مسؤول في نهاية المطاف عن تنسيق عمل المخابرات الخارجية والعسكرية والداخلية. وخاض مدير المخابرات القومية دنيس بلير ومدير وكالة المخابرات المركزية ليون بانيتا على مدى اشهر معركة خلف الكواليس لكن البيت الابيض ومسؤولين من المخابرات يقولون ان المخابرات القومية ووكالة المخابرات المركزية تبادلا المعلومات كما يفترض ان يفعلا. ويقول بعض المشرعين بان بلير ليس لديه صلاحيات كافية تمكنه من اداء مهمته. - وزارة الخارجية.. شارك دبلوماسيون امريكيون في اجتماع 19 نوفمبر تشرين الثاني مع والد عبد المطلب في ابوجا وارسلوا المعلومات الى المركز القومي لمكافحة الارهاب يوم 20 نوفمبر. لكن مسؤولين قالوا ان المعلومات اعتبرت غير كافية لالغاء تأشيرة دخول عبد المطلب الى الولايات المتحدة. ويجادل مسؤولو الوزارة بانهم يعتمدون بشكل عام على نظام فحص مشترك بين الوكالات للحصول على المشورة بخصوص ان كان يجب الغاء تأشيرات الدخول لاسباب امنية وانه لم تقدم توصية من هذا القبيل في هذه الحالة. كما يقول منتقدون ان وزارة الخارجية كان يجب عليها ان تحذر من التهديد بعدما رفضت بريطانيا منح عبد المطلب تأشيرة دخول للدراسة في معهد لا وجود له. ويقول مسؤولون امريكيون ان السلطات البريطانية لم تبلغهم برفض منحه تأشيرة الدخول رغم انهم يصفون التعاون بين الدولتين منذ تلك الواقعة بانه "سلس". - البيت الابيض.. قال مسؤولون ان مسؤولي مكافحة الارهاب بالبيت الابيض تلقوا في اواخر اغسطس اب واوائل سبتمبر ايلول معلومات مخابرات عن استخدام القاعدة لمادة (بي.اي.تي.ان) المعروفة باسم بنتا ايريثريتول في الملابس الداخلية لمفجرين مفترضين وهو ما يماثل وسيلة استخدمها عبد المطلب بعد ذلك بشهور. جاءت معلومات المخابرات في اعقاب محاولة القاعدة اغتيال الامير محمد بن نايف المسؤول عن مكافحة الارهاب بالسعودية يوم 27 اغسطس. وقال برينان الذي زار السعودية بعد اقل من اسبوع من الهجوم ان الولايات المتحدة عملت مع السعودية لجمع معلومات مخابرات عن استخدام القاعدة لمادة بي.اي.تي.ان لكنه اضاف "لم يكن هناك شيء في محاولة اغتيال الامير محمد بن نايف يشير الى ان الطيران كان هدفا." ( رويترز )