أكد الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر- الأمين العام للجنة التحضيرية للحوار الوطني أن تكتل أحزاب المشترك لا يمكن أن ترضى بعقد أي صفقة مع السلطة لتقاسم الانتخابات، كونها تعتبر مثل هذا العمل خطيئة كبرى ولو أرادت ارتكابها لما دعت 200 شخصية سياسية ووطنية ليكونوا شهود على ذلك. وقال الأحمر أن توقيع أحزاب اللقاء المشترك مع المؤتمر الشعبي العام على الإعداد والتهيئة للحوار جاء انطلاقاً من إيمان المشترك بالشراكة الوطنية وإعلاء للغة الحوار على ما سواها لإخراج اليمن من أزماته الراهنة. وأكد الأحمر في الجلسة الافتتاحية للإجماع الدوري للجنة التحضيرية للحوار التي عقدت صباح اليوم الخميس بصنعاء، أن أحزاب المشترك ستبذل كل الجهود لضمان نجاح الحوار مع السلطة وستعمل عل تقوية الأصوات الجادة في السلطة وحزب المؤتمر والتي تؤمن بالشراكة الوطنية حتى وان كانت لا تزال خافتة، إلا أن لكل جهد حدود وأنه ما لم يعمل الطرف الأخر على إنجاح الحوار فإن اللجنة التحضيرية للحوار الوطني قادرة على إجراء حوار وطني موسع يعمل على تغيير الواقع للأفضل بدون السلطة إن لزم الأمر ذلك. وعن المعارضة في الخارج أكد الأحمر إنها مع الحوار الوطني في حال توفرت الضامانات الكافية والنوايا الصادقة والجادة من قبل السلطة . وتساءل: من قال أن علي ناصرمحمد وحيدر العطاس ومحمد علي أحمد وغيرهم لا يؤمنون بالحوار كطريق للخلاص؟ . وأضاف:و من قال أن أحزاب المشترك قد ضاقت بشراكتها الوطنية وهي أول من دعا إلها. ودعا الأحمر إلى الوقوف مع تيارات الحراك الجنوبي السلمي ومساندة مطالبهم العادلة والشرعية ومشاركتهم حلمهم بوطن آمن خال من الاستبداد والفساد يكون مظلة يعيش تحتها كل أبناء الوطن بسكينة تامة. وأنتقد الاحمر السياسات الأمنية للسلطة واستخدامها المفرط للعنف في عدد من المناطق اليمنية وتحديدا في المحافظات الجنوبية .وقال إن الوجود الفعلي للقاعدة في اليمن - كما تدعي السلطة - لن ينتهي بشن حرب شعواء عل المدن والقرى والاستعانة بالخارج وتصوير اليمنيين كإرهابيين . وأردف: اليمن ليست مأوى للإرهاب وأبناء اليمن لا يحتاجون إلى مزيد من شراسة الأجهزة الأمنية بقدر حاجتهم للعدل والتمنية. وأشار إلى الفقر المدقع الذي يعيشه اليمنيون ليس قدر محتوم عليهم بل هو نتيجة السياسات الفاشلة والجرع الاقتصادية التي قال إنها وإن كانت تمرر بالتقسيط إلا أنها أكثر إيلاما وضررا على مختلف شرائح المجتمع اليمني. كما انتقد الأمين العام تعامل السلطة مع محافظة صعدة كمشروع استثماري يقوم على إهدار دماء أبناء المحافظة، معتبرا ذلك خطأ فادح وجريمة لا يمكن إسقاطها ، وأكد أن المدافع والطائرات لن تفرز السلم في صعدة ولن تنهي معاناة أبناء المناطق المتضررة من الحرب. الدكتور ياسين سعيد نعمان - الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني اكد أن الحوار كان ولا يزال هو الخيار الوطني لإخراج البلد من أزماته, مؤكدا أن جهود اللجنة التحضيرية للحوار خلال المرحلة السابقة أثمرت عن إرساء مبدأ الحوار وجعله حديث الجميع محليا وإقليميا ودوليا كركيزة لحل مشكلات اليمن. وقال: إننا كلجنة تحضيرية مطالبون اليوم بتحمل المسؤولية على هذا المكسب . وإذ تساءل د.ياسين عما يجب على اللجنة التحضيرية فعله إزاء مراوغة أطراف سياسية حول الحوار والتي قال أنها لم تستطع أن تخرج من نفق ثقافة الصراعات السياسية ولغة العنف, قال أن اللجنة التحضيرية غادرت هذا الملعب البغيض. وحول الصعوبات التي تعيق عمل اللجنة المشتركة قال الدكتور ياسين أن اللجنة واجهت خلال الفترة السابقة صعوبات كثيرة منها خلق وافتعال الأزمات وتصعيد الخطاب الإعلامي الرسمي وكذا تصعيد العمليات الأمنية. وتساءل د. ياسين عن إمكانية البدء بالحوار والبحث عن حلول في ظل إصرار الطرف الأخر على عدم الاعتراف بوجود أزمة. وقال: إذا كان الطرف الآخر لا يعترف بوجود أزمة فعلى ماذا نتحاور؟ . وأضاف : إذا كانت هناك نية جادة بالفعل لإنجاح الحوار فانه يتوجب على اللجنة المشتركة استحضار كافة المشكلات الأمنية والسياسية داخل البلد وليس مناقشتها، لكن الطرف الآخر على ما يبدو لا يريد سوى أن يقول للخارج بأننا التقينا مع المعارضة وحسب. من جانبه تخوف الدكتور محمد عبدالملك المتوكل الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك – من أن تكون قشة الانتخابات التي قسمت ظهر الحوار في العام 2007 هي القشة ذاتها التي ستقصم ظهر حوار 2010م، مشيرا إلى أن أحزاب اللقاء المشترك ترفض إجراء انتخابات كالتي حدثت خلال الفترات السابقة. واعتبر المتوكل قيام السلطة بالزج باللجنة العليا للانتخابات أثناء الإعداد والتهيئة للحوار يعني أنها لا تريد لهذا الحوار أن يبدأ . مؤكدا أن لجنة الانتخابات لم تعد شرعية وبقاءها أيضا لم يعد شرعيا منذ اتفاق فبراير 2009م. وقال: لقد دفع اليمنيون عامين من حياتهم عندما مرروا للسلطة بتأجيل الانتخابات النيابية، وكان الهدف أن يجلس الجميع على طاولة الحوار إلا أن الأمور ازدادت سوءا وتصاعدت الأزمات أكثر من ذي قبل.