فيما كان تأخر وصول اللجنة الميدانية القطرية المشرفة على تنفيذ اتفاق رمضان بين الحكومة والمتمردين الحوثيين أثار الشكوك من تراجع قطر في المضي بوساطتها بسبب وجود خلافات، نفى الشيخ علي بن علي القيسي رئيس اللجنة المشرفة على تنفيذ الاتفاق ذلك مؤكدا أن التواصل مستمر مع الجانب القطري ، وان اللجنة القطرية ستصل اليمن خلال أيام ،مثمنا جهود قطر للم الشمل اليمني . ونقلت اسبوعية صحيفة "الوسط " اليمنية المستقلة عن القيسي قوله "أن الأشقاء في قطر أبلغونا من أن اللجنة المكلفة سوف تصل خلال الأيام القادمة وأن القرار قد تم توقيعه يوم أمس الاول الثلاثاء". واشار إلى أنه لم يحدث أي تراجع من قبلهم أو تقاعس أو اختلاف في أي وقت من الأوقات وأرجع التأخر الذي حصل إلى وجود التزامات خارجية لدى المسئولين القطريين. وزاد القيسي "نحن نثمن جهود قطر ممثلة بأميرها ورئيس حكومتها المساندة للاستقرار في اليمن وقد لمست من خلال اللقاءات المباشرة الجهود المضنية التي يبذلونها في سبيل إحلال السلام في صعدة ولم شمل أشقائهم في اليمن بنية سليمة ورغبة صادقة". وعما إذا كان هناك جديد في اتفاق الدوحة الأخير أوضح: ليس هناك من جديد سوى الاتفاق على برنامج زمني لتنفيذ النقاط ال22 والمستمدة من النقاط ال6 واتفاقية الدوحة، مشيراً إلى أن دولة قطر وعدت أيضا بدفع أي مبالغ لها علاقة بإنهاء القضايا المتعلقة بالقتلى. ويأتي وصول اللجنة مع تصاعد حدة التوتر في محافظة الجوف شمال اليمن خلال الفترة القليلة الماضية والتي شهدت اندلاع العديد من المواجهات المسلحة بين أتباع الحوثي ومجموعات مسلحة من قبائل ذو محمد ودهم إثر توسيع الحوثيين مناطق تمركزهم من محافظة صعدة وحرف سفيان بمحافظة عمران الى مديريات محافظة الجوف التي كانت محصورة في تمركزهم حتى نهاية حرب صعدة الخامسة2008 بثلاث مناطق فيها ،هي الغيل ومصلوب والمطمة، قبل أن يترافق اندلاع الحرب السادسة منتصف 2009مع تصعيد لافت لأنشطة وتحركات الحوثيين في الجوف الذين سرعان ما بسطوا سيطرتهم على ثلاث مناطق إضافية هي الزاهر وخب والشغف والأخيرة تستحوذ على المساحة الأكبر من الخارطة الديموغرافية للجوف، كما امتد بعد اتفاق وقف الحرب توسع الحوثيين ليشمل مديرية المراشي برط خلال الاسبوعين الماضيين بعد اقتتال مع الاهالي وتفجير منازلهم وتشريد سكانها ،بالتزامن مع شروع مجموعات مسلحة من الجماعة عمليات تمركز في ثلاث مديريات مجاورة تمهيدا للسيطرة عليها على غرار المديريات الست الأخرى ليبسط الحوثيون حضورهم المسلح على تسع مديريات من أصل 12 مديرية في الجوف التي تحولت فعلا إلى ثاني محافظة حدودية يمنية مع السعودية بعد صعدة المجاورة تمثل مناطق نفوذ مطلقة لجماعة الحوثيين. وكانت مجموعة من قبائل ومشائخ جهم التي ينتمي إليها آل الزايدي قد اعلنوا الاسبوع الماضي ولائهم للحوثي - بحسب مصادر إعلامية- والتقوا بزعيم الحوثيين عبدالملك لذات الشأن ،في تطوراً خطيراً من شأنه توسعة الرقعة الجغرافية التي يسيطر عليها الحوثيون إلى محافظة مأرب وهي التي تمثل أهمية استراتيجية بسبب تواجد النفط والغاز والكهرباء . وخرج لقاء موسع لمشائخ وأعيان قبيلة حاشد عقد في مدينة خمر بمحافظة عمران يوم أمس الاول الثلاثاء بوثيقة نصت على: إهدار دم كل فرد من أفراد القبيلة الذين ينتمون إلى عناصر الحوثي أو الذين يحاولون مناصرة أو نشر أفكار المتمردين في أوساط قبيلة حاشد وأن دمه وماله وحاله مباح للقبيلة. واعتبرت أن هذا الاجتماع الذي حضره كافة مشائخ وأعيان وأفراد قبيلة حاشد في مدينة السلام يأتي تقديرا للأدوار البطولية التي تتصدرها القبيلة في كل المراحل النضالية التي مرت بها البلاد منذ قيام الثورة وحتى اليوم ويأتي من منطلق حرص المشائخ على الحفاظ على القبيلة بشكل خاص والوطن بشكل عام جراء التداعيات التي يقوم بها من وصفتهم بالفئة الضالة الباغية. كما اعتبرت وثيقة اللقاء اعتداء عناصر الحوثي على أي فرد من أفراد القبيلة اعتداء على جميع قبائل حاشد وعليها الاستنفار الكامل بعتادها وعدتها لصد أي اعتداءات مهما كلف الأمر من تضحيات ، وخولت قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر أو أخيه الشيخ حسين أو أحد المشائخ اتخاذ كافة الإجراءات وحشد كل الإمكانيات لتنفيذ الوثيقة وبما يصون كيان القبيلة ويعزز من وحدتها. وكان حسين الأحمر مشائخ وأعيان قبائل حاشد من مغبة المؤامرات التي تحاول استهداف قبائل حاشد منذ عام ونصف، وأضاف أن بلاد حاشد محرمة على الفتنة ما دامت صفوف أبنائها موحدة وطالب أبناء قبيلة حاشد بحماية المناطق المحاددة لحرف سفيان خصوصا وذيبين والحوات والسواد ومود وذو غثيان من اختراق الحوثيين، مشيرا إلى أن الحوثيين أصبحوا يتطاولون على كثير من القبائل في حاشد والجوف ومأرب وفي أكثر من مكان ودعا كل القبائل اليمنية إلى عدم الانجرار وراء الحوثي من أجل تصفية حسابات مع الدولة مشيرا إلى أن عصابة الحوثي سرطان من الصعب استئصاله.