قال موقع "العربية.نت" أن استفتائه لهذا الأسبوع الذي يطرح سؤالاً حول انضمام اليمن إلى دول مجلس التعاون الخليجي تجاوز خلال 6 أيام رقم المليون مشارك في التصويت حتى الآن، ليصبح بذلك أكبر استفتاء تطرحه المواقع الإلكترونية العربية والعالمية تفاعلاً وإقبالاً. وقد تناقلت العديد من المواقع والمنتديات الالكترونية الاستفتاء، الذي أثار جدلاً بين المؤيدين والمعارضين للقضية المطروحة. وذكر الموقع أن معدل التصويت تميز بالزيادة المستمرة، إذ شهد دخول عشرات الآلاف من المصوّتين خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، وهو أيضاً أكبر معدل تصويت في فترة زمنية مماثلة بين المواقع العالمية. واعتبر ان التفاعل الكبير مع استفتاءه "دليلاً على اهتمام الشباب العربي بالقضايا السياسية الحياتية الحيوية، وكذلك ليثبت النجاح الذي حققه الموقع بعد إطلاقه في نسخته الجديدة". ويدور الاستفتاء الذي نشر، السبت الماضي، حول الآثار المترتبة على انضمام اليمن إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وهل سيشكل دعماً للمجلس أم سيجره نحو الأسفل، أم سيحمي اليمن من الانهيار أو يحمي المنطقة من الإرهاب. وصوّت المشاركون حتى ظهر اليوم الخميس بنسبة 70% لصالح الخيار الذي يقول إن انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي سيجر المجلس إلى الأسفل، ورأى 29 % أن انضمام اليمن إلى المجلس سيدعم من قوته. الوضع المتدهور حافزاً لتسريع ضمه.. وليس العكس ________________________________ الكاتب والاعلامي داوود الشريان اعتبر ان المثير في هذا الرقم من التصويت الذي يعد سابقة، هو أن السؤال المطروح كان سؤالاً سياسياً عن «انضمام اليمن الى مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، وتضمن أربعة خيارات هي: سيدعم قوة المجلس، سيجر المجلس الى أسفل، سيحمي اليمن من الانهيار، سيحمي المنطقة من الإرهاب. واضاف في مقال له ،يوم الخميس، نشرته "الحياة" -حول تركز النتائج لصالح الخيار الثاني– "معروف ان النسبة الأكبر من قراء موقع «العربية نت» من منطقة الخليج، ما يعني أن انضمام اليمن الى مجلس التعاون امر غير مرحب به شعبياً. ويعني أيضاً ان صورة اليمن في الشارع الخليجي ليست حسنة، فضلاً عن ان الناس حددوا موقفهم من زاوية ان اليمن، بتعداده السكاني الكبير وفقره، سيزاحمهم في مواردهم ولقمة عيشهم. ناهيك عن ان البطالة بين شباب اليمن تصل الى 53 في المئة، ويعيش 48 في المئة من اليمنيين بدولارين في اليوم، إضافة الى الأزمات السياسية والأمنية في بلدهم". واكد ان "هذا الموقف الشعبي تكرّس بسبب الآراء الاقتصادية التي تنشر في صحافة الخليج، وتحذر من انضمام اليمن الى مجلس التعاون". وأشار إلى هذه الرؤية تتجاهل أن وضع اليمن لم يعد شأناً سياسياً أو اقتصادياً، وأن الاعتناء به بات قضية محلية ذات أهمية وخطورة قصوى منعا لانهياره . ورأى الشريان أن انضمام اليمن يجب ألا يعالج بنظرة اقتصادية آحادية. مضيفا" لا بد من إعطاء القضية بعدها الأمني والاستراتيجي، فدول الخليج تستقدم ملايين العمال من دول العالم، وتحوّل سنوياً ما يزيد على 100 بليون دولار لدول جنوب آسيا وشرقها. والحل العاجل هو إعطاء اليمن حصة لا تقل عن ربع هذه الأموال، عبر تسهيل استقدام العمال منه. ومن دون حلول عاجلة على هذا المستوى فإن الأوضاع الاقتصادية والأمنية المتفاقمة في اليمن ستتحول خطراً كبيراً يصعب التعامل معه خلال السنوات الثلاث المقبلة". واختتم الشريان يقول "الوضع في اليمن لم يعد مشكلة إقليمية، صار مشكلة خليجية بامتياز. علينا ان نعاود النظر في تحليل الموقف قبل فوات الفرصة، ويجب ان يكون الوضع المتدهور في اليمن حافزاً لتسريع ضمه الى مجلس التعاون، وليس العكس".