أعلن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين اليوم ،الاثنين، جملة من الرؤى والإجراءات في مسعى لاحتوى تداعيات الوضع في اليمن على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية كافة، وتلمس تطلعات الشارع نحو إصلاحات جادة في أوجه الحياة المختلفة. واكد المجلس التنفيذي للاتحاد في ختام اجتماعات دورته توجيه تلك الرؤى إلى القوى السياسية والأطياف المؤثرة في الدولة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع وأبناء الشعب، انطلاقا من مسؤوليات الاتحاد التاريخية كونه رائداً للنضال والحاضن الأهم للنخبة المثقفة في اليمن . ولخص الأدباء والكتاب اليمنيين رؤيتهم في مسارعة جميع القوى والفعاليات السياسية إلى حوار حقيقي بعيد عن المناورة وذلك لإيجاد نظام حكم يتألف من القوى الوطنية كافة لانتشال الوطن من ورطته، والمضي به إلى بر الأمان ، مؤكدين ان ذلك يستدعي بالضرورة ائتلاف القوى القائمة في الواقع كافة ، ضمن برنامج إنقاذ وطني يقضي على كل مظاهر الفساد ونهب المال العام، ويضع كل الإمكانيات في خطة إنقاذ وطني تستهدف مختلف أوجه الحياة ثقافياً وسياسياً واجتماعياً. واعتبر الاتحاد انه "إن لم يتم استيعاب الدروس باتخاذ الخطوات الجادة والسريعة للتغيير السياسي الشامل بالطرق السلمية بناء على حوار مسئول، فإن النتيجة المنطقية هي انفجار الأوضاع والتغيير بوسيلة العنف ، وهذا ما لا يرجى". وشدد اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين على سرعة إطلاق المعتقلين السياسيين والكف نهائياً عن الاستمرار في الاعتقالات والتضييق على الحريات خارج الدستور والقانون . وحثوا في رؤيتهم على حل مشكلة البطالة التي تفاقمت في الفترة الأخيرة ولا تزال تتفاقم وتتسع وكذلك الفقر ومعالجة أسبابهما معالجة جادة وصادقة من خلال خطوات مدروسة وحقيقية ووضع الحلول السريعة والجذرية لظاهرة التسول التي أصبحت وصمة عار في جبين السلطة أولاً وتسيء إلى اليمن وأبنائه. واعتبروا ان التعامل مع قضايا الثأر بوعي يتمثل في إدراك أهمية وجود دولة النظام والقانون القادرة على ترجمة مبدأ سيادة القانون على جميع أنحاء اليمن وهذا لا يتحقق إلا بتحقق العدل أولاً ووجود سلطة قضائية مستقلة تحرس هذا المبدأ وتدرك أن العدل من أولويات خدمات الدولة. وتضمنت رؤية الاتحاد عدم تجاهل المشكلة الجنوبية وعدم التعامل معها باستخفاف في إطار التفكير في حلها عن طريق الحوار وتجنب العنف لأن العنف واستخدام القوة لا يحل المسائل الوطنية ولا يمكنه أن يحل قضايا السيادة والاستقرار ولا يحقق الوئام والسلام واليمن بأمس الحاجة إليه. ودعا الاتحاد إلى ضرورة احترام الدستور وعدم جعله عرضة للتفكير المستمر في تعديله باعتبار الدستور وثيقة وطنية ينبغي احترامها وأن لا يكون التفكير في أي تعديل عليه إلا في أضيق الحدود و بما يلبي مطالب الإجماع الوطني ويحقق أهداف الشعب في الديمقراطية الحقيقية والتداول السلمي للسلطة . وبارك اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين للشعب التونسي والمصري ثورتهما ضد الاستبداد ، معربا عن تأييده لخيارهما في التغيير السياسي الشامل ، وحقهما في الحرية وحق الشعوب العربية كافة في اختيار حكامها وتحقيق أهدافها في الوصول إلى نظام سياسي ديمقراطي حقيقي قادر على التداول السلمي والسياسي للسلطة. واختتم الاتحاد بالإشارة إلى انه وهو يعبر عن أهم ملامح الهم الوطني ، "يؤمن إيماناً عميقاً وكاملاً بأن الشعب اليمني قادر على استيعاب الظروف، وعلى استعداد تام للعمل في سبيل تحقيق أهدافه بكل الوسائل المتاحة". داعيا إلى تفاعل كل القوى السياسية في السلطة والمعارضة مع هموم ومتطلبات الشارع قبل أن تصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه ، ولكي تكون الجبهة الوطنية أكثر تماسكاً وقابلية للالتئام .