تبادلت السلطة وحزبها الحاكم مع أحزاب المعارضة الاتهامات على خلفية الصدامات التي شهدتها ولا تزال العاصمة صنعاء ومدينة عدن في تظاهرات منذ أيام أوقعت 5 قتلى وأكثر من مئة جريح تخللها أعمال شغب طالت محلات وسيارات ومباني حكومية. وفيما اتهم حزب الإصلاح والاشتراكي السلطة وحزب المؤتمر الحاكم وقيادات فيه باستخدام العنف وإشاعة الفوضى والنعرات الطائفية والمناطقية والعدوان على أصحاب الرأي وقمع التظاهرات السلمية التي تنادي بإسقاط النظام عبر "الأمن" ومن تسميهم "البلاطجة"، اتهم المؤتمر الحاكم أطراف بالمعارضة وقيادات فيه بالوقوف خلف تظاهرات وتمويل عدد ممن تصفهم أيضا ب"البلاطجة" للاندساس فيها لأعمال شغب وتكسير سيارات والاعتداء على ممتلكات خاصة بالمواطنين ،مؤكدة دفع مسلحين لأعمال عنف . وفي السياق تجددت التظاهرات مساء الخميس في عدن وقال مصدر محلي للوطن أن شخصان قتلا وأصيب أكثر من 15 اخرين في مواجهات بين الشرطة ومحتجين في مدينة المنصورة بالمحافظة. وأضاف المصدر ان نحو 4000 من المتظاهرين جابوا شوارع المنصورة مرددين شعارات انفصالية ومعارضة للنظام دون ان تتدخل قوات الأمن لمنعهم غير ان محاولتهم الاعتصام في احدى ساحات المدينة فجر صدامات مع قوات الأمن أسفرت عن إصابات من الجانبين. وذكر شهود عيان أن أعمال قنص كانت من أسطح منازل أثناء التظاهرة ، وتشير أنباء إلى أن عناصر من الحراك المسلح هي من نفذت ذلك لزيادة الاحتقان وإربك الأوضاع . وفي تقرير قدمه امن محافظة عدن لنائب رئيس الجمهورية صباح الخميس قال ان سيارة نوع برادو اطلق مسلحون من داخلها النار على المتظاهرين مما ادى الى سقوط ضحايا نافيا ان يكون رجال الامن هم من اطلق النار على المحتجين. وفي العاصمة صنعاء تجمع العشرات من أنصار الحزب الحاكم في جامعة صنعاء مساء الخميس بالتزامن مع حشد ناشطين مدنيين وحزبيين لمظاهرة ضد النظام امام بوابة الجامعة. وقال مصدر ان الجانبين يرددون شعارات مؤيدة ومناوئة للنظام وان الاوضاع تنذر بالانفجار بين الطرفين بعد ان رفض المعارضون الغاء التظاهرة خشية وقوع صدامات قد تخلف خسائر. وكان صباح الخميس شهد اشتباك مؤيدون للحكومة مع مجموعة من المحتجين خرجوا من جامعة صنعاء في شارع الستين والرباط يتظاهرون لليوم السابع للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح . وتبادل المشتبكين رمي الحجارة، وأحرقت إطارات السيارات وبراميل القمامة، وأغلقت المحلات التجارية خوفاً من حدوث أعمال نهب أو تخريب لممتلكاتهم، فيما أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي قاطعة فيها شارع الستين لفض الاشتباك ، الذي اوقع عشرات الجرحى. وفي عدن قطع متظاهرون ظهر الخميس جميع طرق مديرية المنصورة واشعلوا الاطارات على خلفية قتلى واصابات في صفوفهم وقعت امس الاربعاءحيث ارتفع عدد القتلى الى 4 في حين وصل عدد المصابين الى 23 توزعوا على عدد من مستشفيات المحافظة. ولوحظ مع تظاهرة الظهيرة امتناع قوات الامن عن مواجهة المتظاهرين او التعرض لهم بعد توجيهات الرئيس علي عبد الله صالح بمنع التعرض للمظاهرات السلمية وتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث التي شهدتها مدينة المنصورة أمس, وما نتج عنها من سقوط ضحايا وإحراق عدد من السيارات وتخريب للممتلكات العامة، حيث باشر ذلك نائب الرئيس عبدالربه منصور هادي الذي وصل عدن صباحا. وقال مصدر محلي ل"الوطن " أن تبادل لاطلاق النار دار ظهر الخميس بين مسلحي الحراك الذي ينادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله وقوات الامن في حي السعادة بخورمكسر لم تتضح مألاته بعد . وكان الاربعاء شهد تظاهرة خرج فيها انصار الحراك الجنوبي والمشترك وشباب مستقلين رفعوا شعارات تطالب بإسقاط النظام والتغيير واخرى تنادي بالانفصال.