تحدثت الصحف الخليجية في إعدادها الصادرة اليوم عن مبادرة دول مجلس التعاون الرامية لحل الازمة اليمنية التي تفاقمت في الاونة الاخيرة ووصلت الى طريق مسدود. ونبهت الصحف في افتتاحياتها الى ضرورة تعامل الجانب اليمني في السلطة والمعارضة بمرونة لانجاح المبادرة واخراج اليمن من دوامة الازمة . صحيفة البيان الاماراتية أشارت الى ان الجميع يترقب نتائج التحرك الخليجي في اتجاه إيجاد حل لأزمة اليمن والتي تريد هذا البلد العربي آمنا مستقرا تجمع الوحدة شعبه ويسعى الجميع فيه إلى الأخذ بزمام التنمية الشاملة، . وقالت البيان انه ومع كل هذه التدخلات يصبح من الضرورة القصوى التنادي لردم الفجوة وتدارك الصدع قبل أن يزداد، واكدت ان اليمن في أمس الحاجة إلى مد يد العون وتسخير كل الإمكانات من اجل إخراجه من هذا الواقع المتشظي والمليء بألغام لا قبل له بها، ومع كل الفعل الذي تقوم به الحركة الشعبية من اجل تحقيق مطالبها إلا انه ينبغي دائما الأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الوخيمة المتوقعة لهذه المواجهات خلال الأيام القادمة. وأضافت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر اليوم أن المبادرة الخليجية تأتي في ظرف زمني مناسب وعلى قاعدة أن الجميع بدأ يشعر بانسداد الأفق في ظل العناد المتبادل بين الأطراف، ومع الزيادة المشاهدة في تغليب لغة العنف والرصاص على لغة الاحتجاج السلمي والبحث عن آليات للحوار، . ولفت البيان الى إن المبادرة الخليجية تأخذ زخما شعبيا كبيرا، وهي كذلك تأخذ اهتماما إقليميا ودوليا لأنها تمتلك القدرة على ترويج الحل المناسب لما تمتلكه دول مجلس التعاون الخليجي من قبول في الداخل اليمني إن في المعارضة أو الحكومة، فليس ثمة مصلحة لها في استمرار هذا النزيف الدامي وهي كذلك معنية بدعم التهدئة في عموم المنطقة من أجل التفرغ لما هو أهم من تحديات تلقي بظلالها وتحمل الكل مسؤولية التعامل مع مفرداتها. واشارت الصحيفة الى ان ترحيب الرئيس علي عبدالله صالح بجهود الوساطة الخليجية يعطي انطباعا متفائلا بقرب التوصل إلى حل يرضي الأغلبية ويعيد الطمأنينة إلى الجميع، وقالت انه من المهم أن يتزامن مع كل هذه الجهود المباركة توافق على سقف التحرك الضامن للخروج بنتائج عملية تحقق الهدف الذي نتمناه لليمن وأهله،. صحيفة الجزيرة السعودية قالت انه في القضايا الكبرى التي تعصف بالوطن يجب أن يبادر إلى استنباط حلول مرضية لها، يتلقف العقلاء وحتى الأطراف المتداخلون والمسببون لهذه القضايا أي تحرك مخلص لمعالجة هذه الإشكالات، والتي قد يجدون فيها مخرجاً لما تواجهه بلدانهم،. وأضافت انه من الطبيعي أن من يؤيد تحرك الوسطاء لإصلاح ذات البين بين الأطراف المختلفة التي يتصاعد اختلافهم إلى الاتجاه للسلاح لحسم الأمر، طبيعي أن يبذل ممثلو هذه الأطراف أقصى درجات التعاون لإنجاح الوساطات؛ لأنها في النهاية تهدف إلى إنقاذ وطنهم ومعالجة الإشكالات التي وصلته إلى الاقتتال. وقالت الجزيرة السعودية أن التعاون في مثل هذه الحالات ليس القبول والموافقة على الوساطة والجهات التي تقوم بها، بل أيضاً -وهذا هو الأهم- أن يكون تعاطي أطراف النزاع مع ما يقدم من مقترحات تعاطياً مرناً، يقدم المصلحة العليا للوطن على المصالح الحزبية والقبلية والشخصية،. وأضافت الجزيرة السعودية أن وضع شروط مسبقة ذات بنود تشدد على الحدود القصوى لفرضها على الطرف الآخر، دون التفاهم حول الوصول إلى نقاط تفاهم واتفاق على حلول وسط ترضي أطراف النزاع، لابد وأن يفشل أي حوار، وبالتالي ينسف أية وساطة. وأكدت صحيفة الجزيرة في افتتاحيتها ان الحالة في اليمن حالة مربكة والأطراف متشابكة، وهي وإن أظهرت استعداداً وقبولاً بالوساطة الخليجية إلا أن تشبث كل طرف بشروطه المسبقة التي تستهدف الحد الأقصى من المطالب لا يعطي فرصة للوسطاء لمعالجة المشكلة؛. وقالت ان اعتقاد كل طرف بأنه وحده على حق، وأن الآخرين على خطأ يعقِّد المشكلة بدلاً من أن يساهم في حلها، والمنطق يقول: إن كنت ترى أنك على حق فالآخر أيضاً يعتقد أنه على حق، ولهذا لا بد أن تكون هناك نقطة التقاء تعطي كل ذي حق حقه، أما إلغاء الآخر واستلاب حقه؛ لأن الظروف المتاحة تجعله غير قادر على انتزاع حقه، فإن ذلك يعقد الأمر أكثر مما يحله؛ لأن هذا الأمر وبمجرد زوال الظروف والعارض الذي جعله يتنازل عن حقه، سيدفعه للمطالبة بحقوقه المغيَّبة. واكدت الجزيرة انه ومن أجل معالجة الأوضاع الخطيرة التي تهدد الأمن تهديداً جدياً هذه المرة، فلا بد أن تتم معالجة كل الأسباب التي أدى تفاقمها إلى وصول الوضع إلى الحالة الحرجة الحالية، وهذا لن يتأتى إلا بإرضاء كل الأطراف ،وإيفائها حقوقها التي يجب ألا تكون على حساب حقوق الآخرين. وقالت الصحيفة انه بهذا الفهم، وانطلاقاً من روح الوطنية الواحدة والإيمان بحق كل مواطن في أن يعيش في وطنه مكرماً ومشاركاً في الحقوق والواجبات أن يكون هدف المشاركين في اجتماعات الرياض بأن تكون مصلحة اليمن وطناً ومواطناً فوق كل اعتبار، وبالتعاون المخلص مع الوسطاء الذين يسعون بإخلاص على انتشال اليمن من هذا الوضع الخطير الذين لن يكون خطراً على أهل اليمن فحسب، بل مؤذياً ومهدداً لأمن الخليج العربي كله، ولهذا، فإن الوسطاء هم في الحقيقة شركاء في الهم، ولذا فإنهم سيكونون شركاء أيضاً في العمل الجاد من أجل إيجاد حل لمشاكل استمرت طويلاً. صحيفة الخليج الاماراتية في كلمة عددها الصادر اليوم أشارت الى انه عندما يمد مجلس التعاون يده إلى اليمن الشقيق، فإنما ينطلق من قاعدة توفير المخرج اللائق، بعدما طالت الأزمة واستطالت، وصولاً إلى حل يراعي مصلحة اليمن ويمنع عنه أشباح الفتن والحروب الأهلية والتفتيت، وكذلك التدخلات التي تريد استغلال ما يجري لتعميم الفوضى في الوطن العربي، لمآرب لم تعد تخفى على أحد . وقالت الصحيفة ان اليد الممدودة من قبل المبادرة الخليجية يجب أن تقابل بيد ممدودة وعقل منفتح ووعي خالص وحكمة يمانية لا بد منها في هذه الظروف المصيرية التي يمر بها اليمن، والتي لا يمكن لأي مخلص في اليمن وخارجه أن يرضى باستمرارها، لأن ذلك يعني تفاقم الأزمة، وربما تفجرها في اتجاهات لا تحمد عقباها . ولفتت الخليج الى ان ردود النظام الأولية على هذه المبادرة، من خلال الحديث عن ديمقراطية وما شابه، لا تصح في الحالة التي عاشها اليمن في السابق ويعيشها الآن، لأن تأبيد النظام والمشروعات التي كانت تطرح في هذا الشأن ليست من الديمقراطية في شيء، وكذلك إدارة الظهر للأصوات المرتفعة المنادية بالتغيير في ساحات التغيير، وأولاً وفي الأساس الدماء التي سالت حتى الآن، والتي قدمها الجمهور اليمني العريض ثمناً للتغيير المنشود . وخلصت الصحيفة الى ان اليمن يحتاج إلى تغيير الشعب يريد ذلك، ونزل إلى الشارع من أجل تحقيق غايته، وحافظ بوعي وحكمة على تحركه السلمي على الرغم من القمع الدموي الذي تعرض له سواء في صنعاء العاصمة، أم في غيرها من المدن والمحافظات اليمنية، والإنسان اليمني يستحق أن يحظى بالتغيير الذي ينشده . وقالت صحيفة الخليج انه عندما يتحرك وسطاء الخير من واجب الجميع الإنصات لهم ومقابلة مبادرتهم بانفتاح، وليس بمعزوفات ممجوجة لا نتيجة لها سوى استمرار الأزمة وإدخال اليمن في نفق مظلم ليس من مصلحة أحد في الداخل والخارج السماح بالوقوع في أسره .