أعرب المجلس الوزاري لدول التعاون الخليجي في دورته الاستثنائية الخامسة والثلاثين التي عقدت مساء الاحد بالرياض عن أمله في إزالة كافة المعوقات التي لا تزال تعترض التوصل إلى اتفاق نهائي بين الأطراف في اليمن، معلنا أن الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني سيعاود التوجه إلى صنعاء لهذا الغرض. واستعرض المجلس الوزاري –طبقا لبيان ختامي للاجتماع-مستجدات الوضع باليمن في ضوء الزيارة التي قام بها الدكتور الزياني مؤخرا إلى صنعاء ونتائج الاتصالات التي أجراها مع الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية وأطراف المعارضة. وكان من المقرر خلال هذا الاجتماع المخصص لمواصلة بحث الأزمة في اليمن والذي رأسه وزير الخارجية الاماراتي رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ان توقع الأطراف اليمنية المتنازعة ، اتفاقا لنزع فتيل الأزمة التي يعاني منها البلد منذ 3 أشهر. غير أن الترتيبات النهائية قبيل التوقيع على اتفاق مبادرة دول "التعاون" والآليات التنفيذية لها لحل الازمة في اليمن دخلت في مسار من الجدل البروتوكولي استخلصتها الزيارة الثانية لأمين عام مجلس دول التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الى صنعاء أمس السبت والتي دامت ساعات ، لاستكمال الترتيبات الخاصة بالتوقيع مكانا وزمانا وشخوصا، وهو ما دفع لتأجيل مراسيم التوقيع. والتقى الزياني والوفد المرافق الرئيس علي عبد الله صالح وقيادات حزبه المؤتمر ، كما التقى تكتل المعارضة اليمنية في اللقاء المشترك والذي يضم ستة أحزاب إسلامية ويسارية.. وسلم عبد اللطيف الزياني دعوات إلى السلطة ممثله بالحزب الحاكم ، والمعارضة ممثلة باللقاء المشترك لحضور حفل التوقيع على اتفاق المبادرة الخليجية الذي وافق عليه الجانبان مبدئياً. وبرزت خلال زيارة الزياني قضية توقيع الرئيس صالح وبأي صفة، فمع تأكيده وحزبه على تنفيذ المبادرة نصا وروحا ،بدت ترتيبات التوقيع بمقترحين قدمهما صالح وحزبه ، اما إيفاد ممثلين عن حزبه برئاسة مستشاره السياسي نائب رئيس المؤتمر الحاكم عبدالكريم الارياني إلى الرياض للتوقيع بالإنابة أمام صفات قيادة أحزاب المشترك في مراسيم الاثنين المقبل ومن ثم يضيف لها صالح توقيعه كضمان بوصفه رئيس للجمهورية، أو يكون التوقيع وتبادل الوثائق بصنعاء من قبل كافة الأطراف وجها لوجه (الرئيس صالح بوصفه رئيس البلاد رئيس المؤتمر الحاكم -عن حزبه وحلفائه، أمام رئيس التكتل المعارض "المشترك" -عن أحزابها وشركائها). أحزاب المشترك المعارضة أكدت على عدم تلبية دعوة حفل التوقيع بالرياض الأحد حتى يوقع الرئيس صالح أولا وشخصيا بوصفه رئيس للجمهورية فقط كما جاء في المبادرة ،وليس بوصفه رئيس للجمهورية رئيسا للمؤتمر الحاكم ، مقابل توقيعها بعده يمثلها محمد سالم باسندوة رئيس ما تسمى اللجنة التحضيرية للحوار–وهو كيان غير معترف به قانونيا - كما لا تزال تناور في بند تهيئة الأجواء وإزالة أسباب التوتر الأمني والسياسي. واتهمت المعارضة الممثلة بتكتل المشترك وشركائها في بيان صدر بالتزامن مع الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بالرياض الاحد ، اتهمت الرئيس صالح برفض التوقيع على المبادرة الخليجية، التي قالت أنها كانت قد قبلت بها كما جاءت كمخرج يستند إلى تقدير ودعم الأشقاء في دول مجلس التعاون. وحملت قوى المعارضة ،النظام الحاكم المسئولية الكاملة عن إفشال المبادرة، بقصد شراء وقت كيما تدخل البلاد في أتون فتنة كبرى، مطالبة كافة الأشقاء والأصدقاء بإعلان الحقيقة للرأي العام حماية له من التضليل الذي دأبت عليه السلطة، كواجب عليهم والاستمرار في بذل جهودهم، والانحياز إلى الشعب اليمني وممارسة كافة الضغوطات لوقف ممارسة العنف والقتل بحق المعتصمين والمتظاهرين السلميين. وبالمقابل نفى المؤتمر الحاكم ، ما أعلنته المعارضة من ان الرئيس علي عبدالله صالح رفض التوقيع على المبادرة. وقال الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي سلطان البركاني إن صالح ابلغ "الزياني" استعداده للتوقيع على المبادرة سواء بعد توقيع ممثل المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني وأحزاب المشترك أو أن يذهب المشترك للتوقيع في الرياض ويعود أمين عام مجلس التعاون الخليجي، بالوثيقة إلى الرئيس لتوقيعها أو أن تنقل مراسم التوقيع إلى صنعاء ويتم التوقيع من قبل الجميع هنا في صنعاء، وسيوقع الرئيس علي عبدالله صالح مع المشترك عن المؤتمر الشعبي العام وحلفائه ويوقع رئيس أحزاب المشترك الدكتور ياسين سعيد نعمان عن المشترك وشركائه. وأضاف البركاني أن أمين مجلس التعاون أبدى استحسانه التوقيع في صنعاء وسيبلغ وزراء خارجية مجلس التعاون بذلك.