توعدت الحكومة المصرية الأحد مثيري الفتنة الطائفية وأعمال البلطجة بعقوبات مشددة تصل إلى الإعدام، فيما أعلن رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف أن المجلس قرر التنفيذ الحازم لأحكام قانون البلطجة وقانون تجريم الأنشطة والوقفات التى تعطل سير العمل. وقال وزير العدل المصري المستشار محمد عبدالعزيز الجندي، في مؤتمر صحفي بمقر مجلس الوزراء، إن كل من أقدم على إرتكاب جرائم تروع المجتمع سيتعرض لعقوبات شديدة وفقا للقانون العادى وليس أمام محاكم إستثنائية، وسيطبق عليه القانون الطبيعى، وليس قانون الطوارئ. من جانبه أعلن رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف أن المجلس قرر التنفيذ الحازم لأحكام قانون البلطجة وقانون تجريم الأنشطة والوقفات التى تعطل سير العمل. وقال شرف، في بيان وجهه إلى الأمة الأحد تعقيبا على الأحداث المؤسفة التى شهدتها منطقة إمبابة أمس، ألقاه نيابة عنه المستشار محمد عبدالعزيز الجندى وزير العدل، إن مجلس الوزراء قرر التنفيذ الفورى والحازم للقوانين التى تجرم الإعتداء على دور العبادة والتعرض لحرية العقيدة، ومنع التجمهر حول دور العبادة حفاظا على قدسيتها وعلى أمن المواطنين ودرءا للفتنة الطائفية. وأضاف شرف أن مجلس الوزراء قرر كذلك التنفيذ الفورى لكافة القوانين، وفى إطار من الشرعية القانونية وإحترام كافة الحقوق، وذلك بما يضمن الضرب بيد من حديد على كل من يعبث بأمن الوطن، مع التأكيد بصفة خاصة على نصوص المواد (86 و 86 مكررا) من قانون العقوبات. وتابع أن المجلس قرر أيضا توفير كافة الإحتياجات لقوات الشرطة لكى تقوم بدورها على أكمل وجه، ونشر قوات الأمن المركزى فى المناطق المعرضة للمخاطر فى جميع أرجاء البلاد. وأكد شرف في البيان أن "الوقت قد حان لنتكاتف جميعا لإنقاذ البلاد"، لافتا إلى أن أحداث الفتنة الطائفية جاءت بالأمس لتعلن أن مصر أصبحت بالفعل أمة فى خطر. وقال شرف إن السلطات المختصة بدأت فى إتخاذ الإجراءات التى تعيد الأمن والطمأنية للمواطنين .. بما فى ذلك القبض على المحرضين والمشاركين فى هذه الأحداث. *القبض على 190 شخصا من جانبه قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية إحالة 190 شخصا تم القبض عليهم في أحداث إمبابة التي وقعت مساء السبت إلى النيابة العسكرية العليا لتوقيع العقوبات الرادعة . وقال المجلس -في رسالته رقم 48 على صفحة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"- إنه تقرر الدفع بلجنة لتقدير التلفيات التي حدثت نتيجة أحداث السبت وإعادة كافة دور العبادة إلى ما كانت عليه قبل الأحداث..مشيرا إلى أن المجلس سيتصدى بكل حزم وقوة لكافة محاولات المساس بدور العبادة. وحذر المجلس العسكري من المخاطر الشديدة التي تحيط بمصر خلال هذه الفترة، والتي حذر منها خلال الأيام القليلة الماضية.. وناشد المجلس كل طوائف الشعب المصري الأصيلة وشباب الثورة والقوى الوطنية وعلماء الدين الإسلامي والمسيحي أن يكونوا كالبنيان المرصوص في التصدى لمحاولات تمزيق نسيج الأمة والتي تسعى إليها قوى الظلام. وأكد المجلس الأعلى أنه لاعودة للماضي ولاهدف إلا الاستقرار والأمن وتحقيق أهداف الثورة مهما تكلف ذلك من تضحيات. *مسار المصادمات وقامت الأجهزة الأمنية صباح اليوم بقطع وإغلاق كافة الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة المصرية للسيطرة على الحالة الأمنية ومنع وصول عناصر مؤيدة لطرفي الازمة الذين تحركوا فجرا من مناطق عدة بالقاهرة وقد أغلق رجال الأمن الطريق المؤدي إلى كوبري إمبابة من مدخله وحتى نهايته بمنطقة روض الفرج التابعة لمحافظة القاهرة، بالإضافة إلى نصب العديد من الأكمنة عند كوبري أحمد عرابي لمنع الدخول من ناحية المهندسين وقامت بتمشيط شريط السكة الحديد بمنطقة بشتيل . واعلن الدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة أنه تم السيطرة على الموقف بعد التدخل الحاسم لقوات الامن والجيش مطالبا المواطنين بالتزام الهدوء والتعامل بحس وطني مع هذه النوعية من الاحداث . وكانت المواجهات قد تصاعدت على مدى الليلة الماضية وأسفرت عن وقوع اثنا عشر قتيلا على الأقل واكثر من 200 جريح الجرحى بعد الاشتباكات التى اشتعلت بين مواطنين أقباطا ومسلمين بحي إمبابة كما تسببت الاشتباكات في اشتعال النيران بعدد من المنازل المحيطة بكنيسة مارمينا بعد تبادل لإلقاء زجاجات المولوتوف على المتظاهرين، فاصطدمت بعضها بالمنازل، واشتعل أكثر من ثلاثة منازل بالحارة الضيقة المجاورة للكنيس وقد تجمهر أعداد غفيرة ورددوا هتافات: "ارفع رأسك فوق.. أنت مسلم"، و"ولا إله إلا الله"، و"والله أكبر" فى حين تجمع عدد من الشباب مكونين لجانا شعبية، ودروع وقاية، لحماية الأهالي والمنازل، ويتوالى بشكل مكثف وصول سيارات الإسعاف إلى شوارع إمبابة. *ارتفاع أعداد القتلى والجرحى وارتفعت حالات الوفاة الناجمة عن الاعتداءات التي وقعت في كنيستي (مارمينا) و(العذراء) بمنطقة امبابة بمحافظة الجيزة الى 12 قتيلا و232 مصابا. وذكر رئيس قطاع الطب العلاجي في وزارة الصحة المصرية الدكتور هشام شيحة في تصريح صحافي ان سبع مستشفيات استقبلت هذه الحالات فيما تقرر خروج 179 من المصابين بعد أن اطمأنت الفرق الطبية على تحسن واستقرار حالاتهم الصحية. واوضح الدكتور شيحة ان الاصابات تراوحت بين طلق ناري وحروق وجروح وكدمات وكسور واختناقات نتيجة الدخان الناتج عن الحريق وغيرها مؤكدا ان من بين هؤلاء نحو 11 حالاتهم خطيرة وحرجة وغير مستقرة. واكد ان "الفرق الطبية بالمستشفيات على اهبة الاستعداد فيما تم رفع حالة الطوارئ القصوى بهذه المستشفيات تحسبا لوقوع اي حالات أو اصابات جديدة" مشيرا الى توافر الامكانات والمستلزمات الطبية اللازمة. *ردود رجال الدين على صعيد متصل دعا شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب الى اجتماع طارئ لمبادرة "بيت العائلة"التي تضم رجال دين ومفكرين وخبراء من مسلمين ومسيحيين تهتم بمعالجة أسباب الاحتقان بين الجانبين اليوم لبحث تداعيات احداث امبابة حيث ينتظر ان يصدر بيان في ختامه يوضح موقف رجال الدين الاسلاميين والمسيحيين. وأعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الحداد 3 أيام على ضحايا كنيسة مارمينا بمنطقة إمبابة. من جهتها أهابت وزارة الاوقاف في بيان صحافي بالمصريين من مسلمين ومسيحيين "الانصياع الى صوت الحق وتحكيم العقل والمبادرة بالعمل على اخماد نار الفتنة الطائفية التي تطل بين الحين والاخر مهددة امن واستقرار البلاد". وناشدت الوزارة "العقلاء والحكماء من الجانبين تحمل مسؤوليتهم لوقف محاولات اشعال الفتنة لزعزعة الاستقرار في البلاد" مؤكدة ان "ما يحدث من دعاوى باطلة لصراعات طائفية وانقسام بين ابناء الوطن الواحد لا علاقة له بالاديان وترفضه كافة الشرائع السماوية". كما اكدت الوزارة الرفض التام لما يحدث من اعتداءات واقتتال امام دور العبادة مشددة على ان "مصر ستظل بفضل علمائها وحكمائها وقوة عقيدتها آمنة مطمئنة". وفى السياق ذاته اتهم الداعية الاسلامي السلفي الدكتور صفوت حجازي عناصر خارجة عن القانون في الضلوع في الاحداث نافيا مشاركة سلفيين فيها ووصف الأنبا ثيئودسيوس أسقف عام الجيزة الاشتباكات ب"المؤسفة" مؤكداً أن المصريين لا يقبلون أن تتحول ثورتهم البيضاء إلى ما يحدث الآن من اعتداء على المساجد والكنائس مشدداً على أن وجود فتاة أعلنت إسلامها هو شائعة لم يتم التحقق منها بعد. وأضاف فى تصريحات له اليوم إن هناك أمورا دفينة سيئة يكنها أعداء هذا البلد يسعون من ورائها لحرق مصر وقال: "لو نجح هؤلاء في مخططاتهم فى الإضرار بمصر فإن الطوفان لن يترك أي مسلم أو مسيحي وسيضرب وحدة هذا الوطن وما كان يجب أن تحدث هذه الاشتباكات من أجل هذه الفتاة التى لم يتم التحقق من قصتها إن كانت حقيقة أو شائعة. ودعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزارة الداخلية للحفاظ على أمن مصر وألا يتركوا أي شخص يريد العبث بالأمن . ( وكالات )