تصاعدت التحذيرات الدولية من إمكانية اندلاع حرب أهلية في سوريا . فبعد روسيا وتركيا وفرنسا تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس عن "إمكان اندلاع حرب أهلية في سوريا، وقالت كلينتون في مقابلة مع شبكة "ان بي سي" "أعتقد أنه يمكن أن تندلع حرب أهلية إذا وجدت معارضة لديها تصميم كبير ومسلحة في شكل جيد وتتمتع بتمويل كبير" . وأضافت أن هذا العمل المسلح "إذا لم يتول قيادته المنشقون عن الجيش فسيؤثرون فيه بالتأكيد، اننا نراه ولا نوافق على ذلك لأننا نؤيد التظاهرات السلمية والمعارضة غير العنيفة" . وحرصت وزيرة الخارجية الأمريكية على القول ان "نظام الأسد" هو الذي دفع الشعب من خلال العنف الذي يمارسه منذ أشهر إلى "حمل السلاح ضده" . فيما كشف أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي أمس، أن دمشق ردت على البروتوكول الذي أقره وزراء الخارجية العرب الخاص بإرسال مراقبين إلى سوريا بطلب تعديلات لم يفصح عنها، مؤكداً أن الرسالة التي استلمها الخميس، ستخضع لدراسة عربية قبل الرد عليها . وقال مصدر رفيع المستوى في الأمانة العامة للجامعة ل"الخليج" إن البرتوكول الذى تقدمت به سوريا عبر وزير خارجيتها "يوسع سلطات الدولة السورية فى التعاون مع المراقبين، ومنح الأذون الخاصة برصد الانتهاكات، واللقاءات مع قوى سياسية داخل سوريا"، مشيراً إلى أن الأمانة العامة سوف ترد على طلب الجانب السوري فى غضون الساعات المقبلة، بعد إدخال بعض التعديلات . وكشف المصدر عن ضغوط دولية تتعرض لها بعض الدول العربية لجهة تسريع إجراءات تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية، مشيراً إلى أن هذه الضغوط تستهدف بالأساس إزاحة الدور العربي لجهة تدويل الملف السوري في خلال أيام قليلة مقبلة . ولفت المصدر إلى اتصالات عربية وسورية تجري حالياً بالتنسيق مع تركيا "التي استجابت للاتصالات العربية ورفضت إقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا"، وقال المصدر إن "طهران دخلت هي الأخرى على الخط في محاولة لمنع تدويل الأزمة" لكنه أبدى فى الوقت ذاته تشاؤمه إزاء الوضع الراهن فى دمشق، مشيراً إلى ما وصفه ب "أحداث داخلية في سوريا تسعى إلى تطوير الأزمة حالياً" . في حين حذرت تركيا من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية، وأكدت عزمها دعم المجلس الوطني المعارض لتعزيز قواعده، كما أعلنت فرنسا أن الأوان قد فات على الإصلاح في سوريا، ورأت روسيا أنه لا بد من ضبط النفس والحذر بشأن الأزمة في مجلس الأمن الدولي، في وقت خرجت مظاهرات في مدن سورية عدة في "جمعة طرد السفراء"، وشهدت مناطق سورية سقوط ضحايا جدد بين قتيل وجريح . وأعلن العربي أنه تلقى مساء الخميس، رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم "تضمنت تعديلات على مشروع البروتوكول بشأن المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا،" وقال "هذه التعديلات محل دراسة الآن" . وحذر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من أن بلاده قد تتخذ المزيد من الإجراءات ضد النظام السوري إذا استمر العنف، ومن أن ما يحدث في سوريا قد يؤدي إلى حرب أهلية، وأكد دعم بلاده للمجلس الوطني السوري المعارض لتوسيع قاعدته وانتشاره، وتعزيز موقعه . وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن هناك حاجة لتعزيز العقوبات على سوريا، وأكد "نعتقد أن النظام لم يشأ الدخول في برنامج إصلاحات وفات الأوان الآن" . ودعا رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين إلى ضرورة ضبط النفس والحذر . وقال "نحن مستعدون للعمل مع المجتمع الدولي، وسنقوم بذلك، لكننا ندعو إلى ضبط النفس والحذر" . ودعا رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، رئيس مجلس النواب المغربي عبد الواحد الراضي، دمشق إلى الاستجابة لدعوة الجامعة العربية، حتى تتمكن "من البدء بعملية داخلية للتغيير السياسي على أن تتمتع بصدقية ويستجيب للتطلعات الديمقراطية" . وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رولاندو غوميز لوسائل الإعلام أن لجنة التحقيق الدولية حول الانتهاكات المرتكبة في سوريا ستصدر تقريرها في الأيام المقبلة . وقال إن دورة استثنائية حول سوريا قد تعقد أواخر الشهر أو مطلع الشهر المقبل . على الأرض، ترددت أنباء حول مقتل ما لا يقل عن 14 شخصاً إثر تجدد أعمال العنف في أنحاء سوريا، وقال نشطاء من المعارضة إن قوات الأمن قتلت بالرصاص 12 مدنياً بينهم طفلة عندما فتحت نيران أسلحتها على المحتجين في مدن حمص وإدلب وحماة . فيما خرج المحتجون إلى الشوارع من أجل الضغط على الدول لطرد سفراء سوريا . وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) نقلاً عن مصدر مسؤول أن اثنين من رجال الأمن قتلا بينما جرح ضابط في تفجير بمدينة حماه . * (وكالات)